إبحث فى المدونة والروابط التابعة
بعلزبول .. ملك العالم السفلى
قصة أصغر أسير في العالم يقبع في سجن إسرائيلي
إبراهيم عمر - الجزيرة توك - غزة
في سجن إسرائيلي بائس وظروف نفسية وصحية بالغة السوء، يعيش الطفل الفلسطيني "يوسف
الزق" منذ تسعة أشهر، برفقة والدته الأسيرة "فاطمة الزق"، المعتقلة منذ ستة عشر شهرا،
وضعت خلالها يوسف ليظل ملازما لها منذ الولادة، بينما لا يكاد أحد في هذا العالم يذكر تلك المأساة
التي حولت الأم إلى أسيرة لمجرد أن الجيش الإسرائيلي اشتبه بنيتها تنفيذ عملية فدائية، والطفل
إلى أصغر سجين في العالم، وقد تفتحت عيناه على هذا المكان، الذي يمثل عنوانا للقهر والظلم،
ويرزح خلف قضبانه أكثر من 11600 أسير فلسطيني، في وقت ينشغل العالم بعربه وعجمه بجندي
إسرائيلي أسرته المقاومة الفلسطينية بينما كان فوق دبابته على تخوم غزة..
لعل ذاكرة يوسف الهشة لن تستطع تسجيل اللحظات التي يعيشها خلف قضبان السجن، إلا أن تلك
الصور التي تم التقاطها بواسطة هاتف محمول وسربت إلى الخارج، ستكون خير معين له فيما بعد
ليعرف مدى المعاناة التي لازمته منذ أن خرج إلى هذا العالم، وزادت من أوجاع والدته التي لم
تفارقها السلاسل الحديدية حتى في لحظات الولادة.
قصة يوسف بدأت وهو لا يزال جنينا بشهره الثاني، في رحم أمه، التي اعتقلت في الثالث والعشرين
من مايو (أيار) 2007، على حاجز "إيرز" الذي يفصل بين قطاع غزة والدولة العبرية، حيث كانت
ترافق ابنة شقيقتها التي أرادت العلاج خارج غزة، إلا أن جنود الاحتلال اعتقلوهما معا، ووجهت
لهما تهمة التخطيط لتنفيذ عملية فدائية، ومنذ ذلك الحين لم تبرحا السجن شأنهما شأن 60 أسيرة
فلسطينية أخرى، يعشن ظروفا صعبة، وإجراءات لا تنتهي من الإذلال وامتهان الكرامة، وسط
صمت مخجل من عالم فقد كل سمات الإنسانية.
يوسف ورغم الابتسامة الجميلة التي رسمت على وجهه الصغير، عانى ولا يزال من ظروفا صعبة
جراء وجوده في سجن لا يصلح لأن يكون مأوى للبشر، وتحيط به الأسوار الإسمنتية العالية من كل
جانب لتحرمه حتى من الهواء النقي، فيما تنخر جسده النحيل ومن معه في السجن الرطوبة وبرودة
الطقس، ويحظر على أشعة الشمس التسلل إلى حيث يعيش، بانتظار ذلك اليوم الذي يولد فيه من
جديد ليخرج إلى عالمه الحقيقي الذي يعيش بدوره مرارة الحصار، لكن بطعم وشكل مختلفين
أما والدة يوسف التي ينتظرها خارج السجن أبناء آخرين، وزوج حرموا من زيارتها منذ أن
اعتقلت، فلم تشفع لها نداءاتها ورسائلها المتكررة إلى "ضمير العالم" فتجاهلها الجميع، ولم
يتعاطف معها ذلك العالم، رغم أن كل ما تريده هو أن يُسمح لها برؤية أبنائها، ويُسمح ليوسف
برؤية والده الذي حرم منه ولم يتسنى له بعد سماع صوته.
التسميات: من داخل فلسطين
فلسطين والمشروع الصهيونى - صهاينة وفلسطينيون ضد فلسطين
0 التعليقات مرسلة بواسطة أسماء - فلسطين للأبد في 11:30 م
نتناول اليوم ما ورد عن الساحة الفلسطينية فى محاضرة آفى ديختر وزير الامن الصهيونى 4 سبتمبر 2008 . وكنا قد تناولنا من قبل ساحات مصر والسودان والعراق ولبنان وسوريا .
والحقيقة انه فيما يتعلق بفلسطين ، فاننا لا نحتاج الى تتبع محاضرات او تصريحات ايا من القادة الصهاينة ، لاستشراف استراتيجياتهم هناك ، فهم يمارسونها ويطبقونها عمليا كل يوم . ودماء 1500 شهيد واكثر من 5000 جريح فى العدوان الاخير على غزة يناير 2009 ، هى ابلغ من اى محاضرة هنا او هناك. ولكن يظل من المفيد دائما ان نسلح انفسنا باى نصوص موثقة نستطيع ان نتحصل عليها .
وعليه فان اهم ما ورد فى المحاضرة بشان الساحة الفلسطينية ما يلى :
§ ان اسرائيل تستخدم كل الخيارات المتاحة والتى ياتى على راسها خيارين اساسيين هما خيار القوة العسكرية ، وخيار زرع الاضطراب و الصراع فى مناطق السلطة الفلسطينية .
§ اما عن خيار القوة فلقد استخدمته اسرائيل على اوسع نطاق ضد قطاع غزة وبمستوى اقل فى الضفة الغربية
§ وان الحرب تعزز الامن القومى لاسرائيل ، واستمرارها ضرورى لتقليص الطموح الفلسطينى واضعاف ارادة الفلسطينيين حتى تتواضع مطالبهم .
§ اما عن الخيار الآخر وهو زرع الاختلال والصراع فى مناطق السلطة بين حماس والجهاد من ناحية وبين السلطة الفلسطينية ، فلقد كان لاسرائيل دورا مهما وحاسما فيه ، فهو يحقق مصلحتها من الدرجة الاولى
§ ساعدها على ذلك حالة العداء المستحكم لدى قادة المؤسسات الامنية الفلسطينية مثل دحلان وجون والطبراوى وآخرين ضد قيادات حماس والجهاد
§ ولقد شاركت اسرائيل الاجهزة الفلسطسنية وخاصة جهاز الامن الوقائى فى اعداد حملات الملاحقة والاعتقال ضد من اسماهم بالمنظمات الارهابية.
§ وكان هناك تعاون على اوسع نطاق من محمد دحلان وجبريل الرجوب .
§ ولقد اسفرت هذه الحملات على افشال مئات العمليات ( التخريبية ) واعتقال العشرات من القيادات الفلسطينية ، وتصفية قيادات هامة مثل المهندس عياش وعبد العزيز الرنتيسى والشيخ ياسين وابو شنب وابو على مصطفى وغيرهم .
§ ولقد قامت اسرائيل ببلورة خيار الحسم لدى القيادات الامنية والسياسية فى السلطة الفلسطينية .
§ وقامت اسرائيل بتامين الدعم المالى واللوجيستى لتيار الحسم من الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبى
§ وقامت بتشكيل ائتلاف دولى ، بل واقليمى ايضا لصالح خيار الحسم
§ وان هناك فى الوطن العربى نفسه من يدعم هذا الخيار .
§ وان اسرائيل حذرت السلطة الفلسطينية من ان المصالحة مع حركة حماس ، ستفقدها الكثير .
* * * * *
نص المحاضرة :
تحدث ديختر عن أن إسرائيل ستعتمد أسلوب المراوحة بين خيار القوة وخيار إنتاج الفوضى والإضطراب والصراع مؤكدا أن إسرائيل استخدمت كل الخيارات .
خيار القوة جرى استخدامه على كافة المستويات الدنيا والوسطى والعليا ضد قطاع غزة ومستوى أقل فى الضفة الغربية .
خيار زرع الإختلال فى مناطق السلطة : ووفقا لاعترافات ديختر وبناء على وبناء على معايشته للعلاقة الإسرائيلية الفلسطينية كرئيس لجهاز الأمن العام " الشاباك " ثم وزيرا للأمن الداخلى كانت مهمته تركز على تعميق فجوة الصراع بين من أسماها المنظمات الإرهابية بعضها مع بعض وبينها وبين السلطة التى ولدت فى أيار 1993 .
نطق ديختر بإعترافات خطيرة عندما أفصح عن أنه كان يشارك فى إعداد الحملات والملاحقات من قبل الأجهزة الأمنية وخاصة جهاز الأمن الوقائى ضد من أسماها المنظمات الإرهابية وأنه وجد تعاونا على أوسع نطاق من محمد دحلان وجبريل رجوب .
وصرح بأن هذه الحملات أدت إلى إفشال مئات العمليات ـ التخريبية ـ وفى اعتقال عشرات العناصر من قيادات وكوادر تلك المنظمات والمساعدة فى وصول اليد الإسرائيلية الى قيادات هامة مثل المهندس عياش وعبد العزيز الرنتيسى والشيخ ياسين وأبو شنب وأبو على مصطفى وغيرهم ..
خيار تعميق الصراع فى الساحة الفلسطينية : يتباهى ديختر بأن الصراع الذي دارت رحاه بين حركتى حماس وفتح ومازال كان نتاج سياسة إسرائيلية لتعميق الصراع فى السلطة الفلسطينية . هنا أيضا لم ينكر أن دوره كان مهما وحاسما . نجاح هذا الدور أرجعه ديختر إلى الأسباب التالية :
1. ما لمسه من عداء مستحكم لدى قادة المؤسسة الأمنية التابعة للسلطة محمد دحلان وجون والطبراوى وكذلك قيادات من قبل السلطة وحركة فتح وعلى الأخص بعد رحيل عرفات ضد قيادات حماس والجهاد الإسلامى .
2. توليد حالة من الشك والخوف لدى قيادات فى الأجهزة الأمنية وحركة فتح والسلطة حيال حركة حماس وتصويرها بأنها خطر داهم عليهم لابد من مواجهته وقمعه .
3. بلورة خيار الحسم لدى القيادات الأمنية وحتى القيادات السياسية العليا فى مؤسسة الرئاسة بعد تولى محمود عباس الرئاسة خلفا لعرفات .
4. تأمين الدعم المالى واللوجستى والسياسى للتيار الذي يمتلك خيار الحسم فى الأجهزة الأمنية من عدة مصادر من الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبى وتشكيل إئتلاف دولى وإقليمى لصالح خيار الحسم .
ديختر قال بالحرف الواحد لابد أن نعرف أن هذا الخيار حقق نتائج ضئيلة فى يهودا والسامرة الضفة الغربية ولكنه لم يحقق هدف الحسم الكلى .
ويقول أيضا ( أن هذا الخيار وكذلك حيازة القوة يجب أن يتواصلا لتغيير البيئة فى قطاع غزة لأن هذا التغيير سوف يكشف مزيدا من الداعمين حتى فى العالم العربى ) .
الحرب فى الساحة الفلسطينية تندرج ضمن العوامل المعززة للأمن القومى لإسرائيل واستمرارها هو أحد ضرورات القدرة الإسرائيلية على تقليص الطموح الفلسطينى وإضعاف إرادة الفلسطينيين حتى تتواضع مطالبهم .
كل الخيارات يجب أن تكون مفتوحة وجاهزة ( القوة العسكرية ) . ويجب الإبقاء على جذوة الخلاف والنزاع ملتهبة بين الفلسطينيين بعد أن حققت نتائج مهمة . وقال ديختر : إن هذا النزاع وهذا الخلاف يحقق مصلحة إسرائيلية من الدرجة الأولى وهذا ما حرصت القيادة السياسية والأمنية الإسرائيلية على حث قيادة السلطة وتحذيرها من المصالحة مع حركة حماس لأنها ستفتقد الكثير من وجهة نظره بقاء الصراع على الساحة الفلسطينية تسهم فى تجديد المسارات المستقبلية لمعادلة النزاع الإسرائيلى الفلسطينى لصالحنا .
وخلص فى حديثه عن هذه الخيارات الإسرائيلية الى التأكيد بأن عملية الإستقطاب الفلسطينى ستشتد وتتفاقم فى ظل توافق دولى وإقليمى على أن هذا الإستقطاب لا يحسم إلا إذا حسمت السلطة صراعها مع خصمها حركة حماس .
* * * * *
القاهرة فى 4 يونيو 2009
التسميات: نحن وإسرائيل