إبحث فى المدونة والروابط التابعة
بعلزبول .. ملك العالم السفلى
ندى القصاص
مشهدان فى رفح لهما دلالات قوية، آثارا الكثير من الفزع لدى، أولهما: التكتم الشديد على اصابة جندى مصرى (على الارجح لقى مصرعه الان) على معبر كرم أبو سالم، بينما هناك ميدان على اسم ضابط الشرطة الذى لقى مصرعه فى اشتباكات جرت أثناء ضرب غزة! المقارنة بين كيفية المعالجة الرسمية للحادثتين تثير الاستفزاز، خاصة اذا طبقنا المثل الشعبي الشهير: "حبيبك يبلعلك الزلط وعدوك يتمنى لك الغلط"...وأتسائل هنا: من تعتبره مصر الرسمية "الحبيب" ومن "العدو"؟!
المشهد الثانى: كم نقاط التفتيش فى مدينة رفح المصرية، لمجرد مرورك داخل المدينة يستدعى فورا الى ذهنك مشاهد ينقلها التلفاز، لمناطق فى فلسطين المحتلة..فحرس الحدود بكل أجهزته موجود داخل المدينة لاحكام السيطرة على أهلها، وليس لتأمين الحدود من عدو مترصد بنا!
اختلف المسار اذن، لم تعد (اسرائيل) هى العدو، بل "الحبيب". لو يعد الخطر خارجى، بل صار الشعب هو مصدره! كلنا يعلم هذه الحقائق، واى محلل سياسى يستطيع استنتاجها من السياسات الرسمية، لكن ان تلمسها واقعا حقيقيا على الارض..أمر مختلف..هنا على الحدود تتحول التحليلات الى حقائق ملموسة.
مشهدان آخران لحقائق نسمعها من المحللين السياسيين، الاول لطفل فى العاشرة من عمره تقريبا، يلهو بعجلته داخل معبر رفح، فى آمان تام يحدثنا بين الحين والآخر بعجرفة شديدة، نسأل عنه فنعلم انه إبن مدير المعبر! بينما يتراص المرضى الفلسطينيين والجرحى وأغلبهم من العجائز الفقراء، متعلقين بحديد البوابة يستجدون من بالداخل بعض من الرحمة: "يا ابنى ارحم شيبتى..بدى أروح بلدى"..ونساء يبكين: "فرح ابنى بعد غد"، وأخرى تصرخ: "صارلى سنين ما شوفت أولادى".
وقافلة جالوى تمر فى حراسة مشددة، رافعة العلم الامريكي، بينما تقف صفوف الامن المركزى لمنع اى فلسطيني او مصرى من عبور البوابة، وتفلتا إمرأتين، فيجرى العسكر والضباط لمنعهما، فتصرخ أحدهما: "بتسمحوا لكل جنسيات الارض بالمرور..ونحنا صحاب البلد بتمنعونا..هاى بلدنا وأرضنا نحنا هاى؟!"
المشهد الآخر، لفلسطيني رأيته يقف على البوابة من الخارج فى اول يوم –للايام الثلاث- لفتح المعبر للعالقين، وعلمت انه تابع سلطة عباس، ينتحى بأحدهما او مجموعة صغيرة، يبدو عليهم الثراء، ثم يذهب بهم الى البوابة، ليحدث أحد الضباط، لنجد من انتحى بهم يمروا وخلفهم ناقلات ضخمة مكدسة بالبضائع، ويصرخ الناس: "بتتركوا الناس وتمرروا البضائع؟!"...فيرد الضابط: "هذه أغراض أحد المرضى"!. ويتعجب الواقفون..أينقل المرضى كل هذا لكم من البضائع؟!
غلق المعبر ليس الجريمة الوحيدة هنا على الحدود..ومشاركة مصر فى حصار غزة يكشف الكثير من الحقائق على أرض الواقع.
وداعا د.أحمد ثابت: كان نموذجا للفقير الحالم الثائر، المجتهد لتحقيق حلمه، لكنه ليس زمن الحلم ولا الثوار وبكل تأكيد لا مجال لتحقق الفقراء المجتهدين..انكسر أحمد قبل ان ينتصر لحلمه، ومات قبل ان ندرك نحن قيمته..
ابن مدير المعبر..يلهو بالداخل
بينما يحتجز الفلسطينيين بالخارج
بما فيهم من مرضى
سمسارة فتح يشاركون استغلال المعاناة الفلسطينية!!
يمكنكم متابعة باقى الصور والاخبار على الرابط التالى:
http://www.facebook.com/photo_search.php?oid=9986479902&view=all
التسميات: وطنى غزة
تناولنا فى مقال سابق بعنوان " مصر والعدو الامريكى 1967 ــ 1973 " ، حقيقة العدوان الامريكى على مصر فى هذه الفترة ، وكيف انه وضع امريكا فى مرتبة العدو الصريح لنا ، تماما ، مثل العدو الصهيونى ، بموجب قواعد ومواثيق القانون الدولى .
واليوم نستكمل الحوار ، ونتناول المرحلة التالية فى العلاقات المصرية الامريكية 1974 ــ 1982 . وسنجد فيها : انه بدلا من ان تقوم القيادة المصرية بتثبيت ما حققته من نصر فى الحرب ، وتعيد تنظيم الصفوف ، وتعد للجولة التالية فى معركة تحرير الارض المحتلة ، بالتنسيق مع الاصدقاء والحلفاء ، فى مواجهة العدوين الامريكى والصهيونى .
نقول بدلا من ذلك فانها اختارت الانحياز الى العدو الامريكى ، وتسليمه مقاليد الامور ، ومكنته من دخول مصر واختراقها .
وكان من نتيجة ذلك ان نجحت امريكا " العدوة " فى الفترة من 1974 ــ 1982 فى اختراق مصر من الداخل على وجه لم تكن لتحلم به :
1) فانشأت قواعد عسكرية لها فى سيناء
2) واصبحت هى المصدر الرئيسى لتسليح مصر .
3) و سيطرت على الاقتصاد المصرى .
والى حضراتكم بعض التفاصيل :
اولا ــ القواعد العسكرية الامريكية فى سيناء :
§ تم التمهيد لذلك فى اتفاقية فض الاشتباك الثانى ، الموقعة بين مصر واسرائيل وبرعاية امريكية ، فى اول سبتمبر 1975 ، فقد نصت على ان تتولى الولايات المتحدة مهمة انشاء وادارة محطات الانذار المبكر فى سيناء من خلال 200 فرد مدنى امريكى متمتعين بالحصانة الجنائية والمدنية والضرائبية والجمركية.
§ ثم كانت الطامة الكبرى فى اتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية الموقعة فى 26 مارس 1979 ، اذ قام الطرفان الامريكى والصهيونى بالتحايل على الطرف المصرى ، على الوجه التالى :
§ كان الاتفاق المبدئى الوارد فى الاتفاقية الرئيسية ، ان مهمة مراقبة الوضع فى سيناء ، ستتولاه قوات من الامم المتحدة ، و من الدول غير ذات العضوية الدائمة فى مجلس الامن ، وقد ورد ذلك فى الفقرة الثامنة من المادة السادسة من الملحق الاول .
§ ولكن الامريكان عدلوا هذا النص بالنص التالى ، والذى قبله للاسف المفاوض المصرى :
" فى حالة عدم الوصول إلى إتفاق بين الطرفين فيما يتعلق بأحكام الفقرة الثامنة من المادة السادسة من الملحق الأول ، فإنهما يتعهدان بقبول أو تأييد ما تقترحه الولايات المتحدة الأمريكية بشأن تشكيل قوات الأمم المتحدة والمراقبين ".
§ وبالفعل استبدلت امريكا ، قوات الامم المتحدة ، بقوات سميت بالقوات متعددة الجنسية والمراقبين ، بموجب بروتوكول تم ابرامه بين الاطراف الثلاثة فى 3 اغسطس 1981 ، وتم الاتفاق على تفاصيله فى 31 يناير 1982 .
§ وهى القوات الموجودة فى سيناء الآن ، ويبلغ تعدادها حوالى 2000 فرد ، وهى غير خاضعة للامم المتحدة ، وتتكون اسما من عشرة دول ، ولكن اغلبية القوات المقاتلة منها ( قوات المشاة ) من الولايات المتحدة بنسبة 40 % ، وباقى الدول المشاركة من حلفاء امريكا فى حلف الناتو وامريكا اللاتينية .
§ وقيادتها المدنية الدائمة امريكية .
§ وتتمركز فى قاعدتين عسكريتين فى شرم الشيخ جنوبا ، وفى الجورة شمالا .
§ بالاضافة الى 30 نقطة تفتيش داخل الاراضى المصرية .
§ ولا يجوز لمصر ان تطالب بانسحابها ، الا بعد التصويت الايجابى للاعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الامن .
§ وهى تتمركز فى مصر فقط ، اما اسرائيل ، فلم تسمح بوجود قوات على اراضيها ، ورضيت بمراقبين مدنيين فقط لا يتجاوز عددهم 50 مراقب معظمهم من الامريكان .
* *
الخلاصة : ان فى سيناء الآن ومنذ عام 1982 قوات تابعة للعدو الامريكى ، تراقب مصر وتنسق مع العدو الصهيونى . لا نملك الحق فى المطالبة بسحبها .
* * * * *
ثانيا ـ الامريكان هم المصدر الرئيسى للسلاح المصرى :
وتفصيل ذلك انه منذ 1975 وحتى تاريخه ، تتفضل الولايات المتحدة باعطائنا معونة عسكرية قيمتها 1.3 مليار دولار ، وبنسبة 2 : 3 لصالح اسرائيل ، وهو ما يمكنها من التحكم فى الميزان العسكرى لصالح اسرائيل من خلال :
§ نوعية السلاح وحداثته .
§ كميته
§ قطع غياره
§ التدريب والمتدربين والمدربين
§ عدم السماح باعادة تصديره الا بموافقة امريكية
§ قيود على استخدامه فيما يتعارض مع المصالح الامريكية .
§ تحكم تقنى غير مباشر فى وجهة استخدام بعض الاسلحة ( الاهداف الموجهة اليها ) وعدد مرات الاستخدام .
* *
الخلاصة : ان عدونا الامريكى والحليف الاستراتيجى لعدونا الصهيونى ، اصبح له السيطرة الكاملة على الميزان العسكرى لصالح اسرائيل .
* * * * *
ثالثا ـ السيطرة الامريكية على الاقتصاد المصرى :
§ كذلك استطاعت امريكا بتعاون كامل من الادارة المصرية خلال الفترة المذكورة وما تلاها من اعادة صياغة نظامنا الاقتصادى ، بما يتناسب مع النموذج المفضل والمحبب للامريكان فيما يتعلق بالدول النامية ، وبما يؤهلها كالمعتاد للتحكم فيه والسيطرة الكاملة عليه فى المدى المتوسط والبعيد .
§ فبدأت فى ضرب دور الدولة فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، وتجريدها تدريجيا من املاكها العامة . وغل يدها عن التدخل فى ادارة وتخطيط العملية الانتاجية .
§ واستبدالها بما يسمونه " بقوى السوق " . وهو الاسم التجميلى للقوى الراسمالية الاجنبية بشركاتها ومؤسساتها المتعددة
§ و التى قد عادت الى مصر من اوسع الابواب بموجب قانون الانفتاح الاقتصادى الصادر فى 19 يونيو 1974 ، بعد انتهاء الحرب ببضعة شهور!
§ و التى استطاعت بالتحالف مع رجال اعمال مصريين ( القطاع الخاص ) من احكام السيطرة تدريجيا على السوق المصرى الضعيف ، وربطه بالسوق العالمى ، رباط التابع بالمتبوع .
§ وقد أشرف على ادارة كل ذلك ، بطبيعة الحال ، المؤسسات الشهيرة سيئة السمعة: البنك وصندوق النقد الدوليين بالاضافة الى هيئة المعونة الامريكية . وكلهم احفاد وابناء صناديق الدين العام الذين افقدوا مصر وغيرها استقلالها على مدى قرن كامل .
§ عادوا الينا مرة اخرى بعد الحرب ، وباسم القروض والمساعدات والمعونة ، وضمانات السداد ، والاصلاح المالى والتكيف الهيكلى والتثبيت الاقتصادى ، وبضعة مصطلحات مشابهة ، وضعوا لنا اجندات وتعليمات اقتصادية محددة ، التزمنا بها ولا نزال .
§ وبموجبها اغرقت مصر فى الديون ، وسلمت ادارة اقتصادنا الى مؤسسات العدو النقدية لضمان السداد . يفعلون فيه ما يشاؤون .
§ ونتذكر جميعا ثورة الشعب المصرى فى يناير 1977 ، ضد قرارات غلاء الاسعار التى اتخذتها الحكومة المصرية تنفيذا لتعليمات صندوق النقد ، تلك الثورة التى نجحت فى ارغام الحكومة على التراجع مؤقتا ، ولكن لتعيد الكرة ولكن باساليب جديدة ، وصولا الى ما هو قائم الآن .
§ واخيرا ، يكفى ان نعلم انه فى عام 1980 ، بعد سبع سنوات من الحرب ضد امريكا واسرائيل ، كان فى مصر حوالى 1100 خبير امريكى يعملون ضمن هيئة المعونة الامريكية ، يتدخلون فى كل صغيرة وكبيرة فيما يتعلق بشئوننا الاقتصادية ، بذريعة ادارة 800 مليون دولار معونة اقتصادية سنوية تدفعها امريكا لمصر .
* *
الخلاصة : أعاد الامريكان فى هذه المرحلة ، صياغة الاقتصاد المصرى ، مما مكنهم فى السنوات والعقود التالية فى احكام السيطرة عليه واغراق مصر فى التبعية الاقتصادية .
* * * * *
تفسير آخر للعلاقات المصرية الأمريكية :
هناك بالطبع من يقدم تفسيرات أخرى لما سردناه من احداث ووقائع ، واقصد بهم اخواننا من رجال النظام المصرى واصدقاء امريكا ، فهم ينطلقون من الآتى :
§ ان الحرب انتهت ونحن الآن فى حالة سلام
§ وان الدنيا تغيرت و موقف امريكا تغير ، وتحولت من عدو الى صديق وحليف استراتيجى
§ وبهذا الشكل فان علاقتنا معها تحتمل كل ما هو قائم واكثر ، من تعاون عسكرى واقتصادى وسياسى ..الخ
§ وهذا هو حال الدنيا كلها ، فكل دول العالم لها تحالفاتها وعلاقاتها المماثلة مع امريكا وغيرها .
§ ثم عادة ما يقوم هؤلاء بختام تحليلاتهم باتهام امثالنا بالمزايدة وعدم الواقعية والانتماء الى أزمنة ومفاهيم بائدة وقديمة .
* *
وردا على هؤلاء ، نقدم الوثيقة التالية :
الانذار الامريكى لمصر والتحالف ضدها :
قامت الولايات المتحدة الامريكية ، بتوجيه انذار رسمى لنا فى 25 مارس 1979 قبل يوم واحد من توقيع معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية ، تبلغنا فيه انها اتفقت مع اسرائيل على انه اذا قمنا بانتهاك اتفاقية السلام أو هددنا بانتهاكها على المستوى العسكرى او السياسى او الاقتصادى ، فان الولايات المتحدة ستتدخل بنفسها عسكريا ضدنا وستدعم كل ما تقوم به اسرائيل من تدابيرفى مواجهتنا .
وهو ما عرف باسم مذكرة التفاهم الامريكية الاسرائيلية ، وفيما يلى جزء من نصوصها :
1) حق الولايات لمتحدة في اتخاذ ما تعتبره ملائما من اجراءات في حالة حدوث انتهاك لمعاهدة السلام او تهديد بالانتهاك بما في ذلك الاجراءات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية 0
2) تقدم الولايات المتحدة ما تراه لازما من مساندة لما تقوم به اسرائيل من اعمال لمواجهة مثل هذه الانتهكات خاصة اذا ما رئى أن الانتهاك يهدد امن اسرائيل بما في ذلك على سبيل المثال ، تعرض اسرئيل لحصار يمنعها من استخدام الممرات المائية الدولية وانتهاك بنود معاهدة السلام بشان الحد من القوات او شن هجوم مسلح على اسرائيل 0 وفى هذه الحالة فان الولايات المتحدة لامريكية على استعداد للنظر بعين الاعتبار وبصورة عاجلة في اتخاذ اجرءات مثل تعزيز وجود الولايات المتحدة في المنطقة وتزويد اسرائيل بالشحنات العاجلة وممارسة حقوقها البحرية لوضع حدا للانتهاك 0
3) سوف تعمل لولايات المتحدة بتصريح و مصادقة الكونجرس على النظر بعين الاعتبار لطلبات المساعدة العسكرية والاقتصادية لاسرائيل وتسعى لتلبيتها "
* * * * * *
خلاصة المقال :
بعد ان شارك الامريكان فى العدوان علينا والتحالف مع عدونا الصهيونى فى الفترة من 1967 حتى 1973 ، فان الادارة المصرية بدلا من ان تستعد للجولة التالية ، فتتحالف مع الاصدقاء وتواجه الاعداء ، وتعد العدة ، وتواصل معركة التحرير الحقيقى . فانها قامت بتمكين امريكا من امتلاك قواعد عسكرية فى سيناء ، واحتلال مركز المصدر الرئيسى للتسليح المصرى بما يصب فى مصلحة اسرائيل ، كما مكنتها من السيطرة على الاقتصاد المصرى واختراقه . كل ذلك رغم ان الامريكان لم يتخلوا عن عدائهم الصريح لمصر ، فجددوا انحيازهم الى العدو الصهيونى فى عام 1979 ، ووقعوا معه اتفاق تحالف عسكرى ضد مصر ، ووجهوا لنا انذارا رسميا صريحا مكتوبا بذلك .
وكانت تلك هى الاسس التى بنى عليها كل ما تلا ذلك حتى يومنا هذا .
* * * * * * * *
القاهرة فى يوليو 2009
التسميات: د. محمد سيف الدولة
لقد تم الانتهاء من موقع
رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنشر الموقع للعالم
حتى تكون قد بلّغت..
التسميات: خد موقف
فلسطين الآن – وكالات - كشفت مصادر فلسطينية وثيقة الإطلاع عن أن سها عرفات، أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل تعرضت لضغوط شديدة جعلتها تنفي التصريحات التي سبق لها أن أدلت بها لصحيفة "جمهوريت" التركية، وقالت فيها إن الرئيس عرفات سبق له أن أطلعها على محضر الاجتماع الذي كشف عنه فاروق القدومي أمين سر حركة "فتح" بتاريخ الحادي عشر من الشهر الجاري، واشتكى لها من أنه غير أمين على حياته من محمود عباس ومحمد دحلان.
المحضر يبين أن عباس ودحلان، ناقشا مع أريئيل شارون رئيس حكومة الاحتلال الأسبق، بحضور وفد أميركي برئاسة وليم بيرنز، أفضل توقيت ووسيلة لقتل الرئيس الفلسطيني الراحل.
وتشير المصادر إلى أن نمر حماد أحد مستشاري عباس، ومكلفا منه، هدد سها بوقف صرف راتبها وراتب ابنتها الشهريين، إن لم تقم بسحب التصريح الذي أدلت به للصحيفة التركية.
وأكدت المصادر أن سها ذرفت الدموع حيث تقيم في مالطا في منزل فاخر يقع بجوار منزل شقيقها جبران الطويل، سفير فلسطين في فاليتا، لدى تلقيها تهديدات عباس.
وأعادت المصادر إلى الأذهان، أن سها سبق لها أن اتهمت عبر قناة الجزيرة، قبيل وفاة عرفات، أحمد قريع رئيس الوزراء في حينه، ومحمود عباس، الذي استأنف صلاحياته كأمين لسر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية فور أن تدهورت الحالة الصحية لعرفات، والدكتور نبيل شعث وزير الشؤون الخارجية في حكومة قريع، بأنهم قدموا إلى باريس من أجل "دفن عرفات وهو حي" كي يستولوا على ثروته، ويرثوا سلطاته، حيث وجهت بيانا إلى الشعب الفلسطيني بهذا المعنى.
تفاصيل الصفقة
صحيفة "لاروبوبليكا" الإيطالية نشرت تقريرا بتاريخ 22/11/2004، أي بعد عشرة أيام من إعلان وفاة عرفات، كشفت فيه النقاب عن أن سها توصلت بواسطة محمد رشيد (خالد سلام)، إلى اتفاقية مع القيادة الفلسطينية للكشف عن تفاصيل الحسابات التي يملكها زوجها عرفات، مقابل:
1. تحويل مبلغ مالي شهري بقيمة 35 ألف دولار لحسابها الخاص في البنوك الفرنسية.
2. تحويل مبلغ مليون يورو تم رصدها العام السابق إلى حسابها.
3. تحويل مبلغ 20 مليون دولار إضافي لحساباتها.
وقالت الصحيفة إن سها كانت في البداية مصممة على مناصفة ورثة عرفات البالغة 300 مليون دولار، لكن محاميها والمقربين منها نصحوها بالليونة لإيجاد حل وسط لهذه المشكلة.
مستشار مالي
وأشارت الصحيفة إلى أن بيار رزق رجل الأعمال اللبناني يقوم بمهمة مستشار سها عرفات للشؤون المالية، وهو وراء كل القرارات التي تتخذها في هذا الشأن. وقالت الصحيفة إن الصلة بين سها عرفات ورزق أبعد من ذلك، فهو من أقرب الأشخاص إليها.
ونشرت صحيفة "هآرتس" العبرية في حينه أن رزق كان خلال الحرب اللبنانية ضابطاً في جهاز المخابرات التابع لحزب الكتائب، وكان يعرف باسم أكرم، وكانت له علاقات عمل وثيقة مع إيلي حبيقة.
ورزق ماروني معروف جداً لدى الكيان، حيث أمضى بعضاً من الوقت فيها، وتمكن من خلال منصبه في حزب الكتائب من إقامة صلات مع عدد من أجهزة المخابرات في العالم، ما أدى بالسلطات اللبنانية عام 1997 إلى إصدار حكم بالإعدام بحقه بعد إدانته بالتعامل مع اسرائيل، وأنه منذ مغادرته لبنان مطلع التسعينيات يعيش في باريس، حيث صار رجل أعمال كبيرا وأجرى عددا من الصفقات مع السلطات الفلسطينية وحقق ارباحا كبيرة وفقا لمصادر غربية.
يعيد تقرير الصحيفة إلى الأذهان أن تقرير صندوق النقد الدولي لعام 2003 ذكر أنه تم خلال الفترة بين 1995 ـ 2000 تحويل مبلغ 900 مليون دولار من الموازنة الرئيسة للسلطة الفلسطينية الى حساب مصرفي خاص يشرف عليه عرفات.
وقد ظلت سها مصرة على منع قريع ودحلان وشعث من رؤية عرفات قبل التوصل معهم إلى الإتفاق المالي المشار إليه.
مشروع بكلفة 40 مليون دولار
المصادر تذكر كذلك بأن سها كانت طردت من تونس، وسحبت منها ومن ابنتها زهوة الجنسية التونسية التي منحت لهما بعد وفاة الرئيس عرفات، وذلك على خلفية خلافات مالية، انتهت بانسحاب سها من مشروع مدرسة قرطاج الدولية، الذي بلغت كلفته التقديرية 40 مليون دولار، وذلك بتاريخ 10/7/2006، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
وفي إطار الصراع على ورثة عرفات، استلمت سها بتاريخ 20/11/2004 الملف الطبي للرئيس الراحل، دون أن تتمكن من منع ناصر القدوة، إبن شقيقته من الحصول على نسخة من ذلك الملف، باعتبارهما كلاهما من أصحاب الحق في تركة الرئيس الراحل، بموجب القانون الفرنسي.
ومنذ ذلك الحين، لم تضع سها أو القدوة هذا الملف في خدمة تحقيق جاد حول سبب وفاة عرفات، بسبب منع عباس إجراء أي تحقيق بالخصوص، ومنعه تشريح جثة الرئيس الراحل، اضافة إلى التوافق الذي تم بين سها وعباس بشأن التركة.
وكانت العلاقات بين عباس وسها اتسمت بالسوء البالغ قبل وفاة عرفات. وتعيد المصادر إلى الأذهان أن عباس هدد بعدم التوجه إلى واشنطن على طائرة عرفات ليوقع اتفاق اوسلو إن صعدت سها إلى طائرة الرئيس، حيث تمت إعادتها من مطار تونس إلى بيتها في العاصمة التونسية.
غير أن صفقة التركة، جعلت سها تتخلى عن التعبير عن احقادها على عباس، التي صنعت له (الأحقاد) مؤيدين في صفوف "فتح" ومنظمة التحرير في حينه.
أحقاد بلا صفقات
وبخلاف ذلك، فإن القدومي لم يتوصل إلى صفقة مماثلة مع سها، وهو الذي كان يرفض زواج عرفات منها، مثله مثل عباس، فضلا عن أنه أطلق تصريحا قويا ضد سها، ردا على بيانها الذي وجهته للشعب الفلسطيني عبر قناة الجزيرة.
أعرب القدومي يومها (8/11/2004) عن الأسف للاتهامات التي وجهتها سها عرفات إلى كبار المسئولين الفلسطينيين بالتآمر على زوجها، وقال لذات القناة (الجزيرة) "لا شك أن الأوضاع النفسية التي تمر بها السيدة سها عرفات عندما تجد زوجها في حالة مرضية صعبة (..) هي التي أدت بها إلى الإدلاء بمثل هذه التصريحات".
وأضاف بلغة تقلل من شأن سها "إن هذه الإنسانة تكون قد فقدت الاتزان عندما تدلي بمثل هذه التصريحات".
وتخلص المصادر إلى أن ضغوط عباس، عبر نمر حماد، تفوقت على أحقادها على خليفة زوجها الراحل، وجعلتها تنفي تصريحها لصحيفة "جمهوريت" التركية.
كما أن هذه الضغوط، متزاوجة مع أحقادها على القدومي، لمناصرته وحدة القيادة الفلسطينية في حينه، جعلت سها توافق على قراءة النص المسيء للقدومي، الذي أعده لها نمر حماد، دون أن يقتصر على نفي تصريحها السابق، حيث تم تضمينه فقرات تحريضية ضد القدومي. فالنص نفى أن تكون سها قد اطلعت على الوثيقة التي كشف عنها القدومي، ويضيف إدانة للقدومي بـ "استغلالها (الوثيقة) من أجل حسابات ومصالح"، متجاهلا نص حماد أن هذه الفقرة بالذات تؤكد ضمناً وجود الوثيقة، كما تلفت المصادر..!
وكانت سها أبلغت الصحيفة التركية أن عرفات سبق له أن أطلعها على المحضر، وأبلغها أنه يخشى على حياته من عباس ودحلان.
ولم ينس حماد أن يقوّل سها "أؤكد كامل الثقة والتأييد بالرئيس أبو مازن رفيق درب أبو عمار وأخيه، وأرفض هذا التجني اللا مسئول ضده، وسأقوم عبر القنوات القضائية التركية برفع دعوى ضد من نشروا هذه الأكاذيب وزجوا باسمي فيها"، وبطبيعة الحال، لم تحرك أي دعوى قضائية بعد، وهو الأمر المؤكد عدم حدوثه.
تتساءل المصادر: هل يعقل أن تكون سها الطويل أكثر وفاء للقدومي من عرفات، وهي التي أعلنت فور إبرام الصفقة "إن سر وفاة الرئيس دفن في مكان دفن جثمانه"، وامتنعت عن تسليم الملف الطبي لجهة تحقيق نزيهة، تحت غطاء تواصل الخلاف على من هم أصحاب الحق..؟!
التسميات: فلسطين حبيبتى
الحاخام يسرائيل: العرب أكرمونا ومنحونا المأوى..فهل هكذا نجازيهم؟
0 التعليقات مرسلة بواسطة أسماء - فلسطين للأبد في 10:09 مالعرب أكرمونا ومنحونا المأوى.. فهل هكذا نجازيهم!
أوباما وقع فى المصيدة الصهيونية وتم برمجته
حوار: ندى القصاص
الحاخام دوفيد ينتمى إلى جماعة ناتورى كارتا، وهم مجموعة من اليهود المتدينين تتعدد انتمائتهم المذهبية والعرقية، إلا ان معاداتهم للصهيونية جمعتهم، وتعنى بالآرمية القديمة "حراس المدينة".
فى حوارى معه لاحظت أمرين، بين كل جملتين - وبصرف النظر على الموضوع - يقفز على السطح مسألة الصهيونية، لتضح جليا حجم ما تشكله لهم من عقدة. الملاحظة الثانية، هى حجم التشابه بين المعتقد الديني اليهودي والإسلامى، فحين أردت مصافحته اعتذر فهو لا يصافح النساء!
وحين طلبت التصوير معه، طلب من أحد العاملين الوقوف بيننا! دوفيد وصل إلى القاهرة للمشاركة فى قافلة تحيا فلسطين مع آخرين من جماعته، كان هذا الحوار معه:
* كنت أقرأ عنكم وأتابعكم وتصلنى منكم رسائل الكترونية بانتظام، حتى عامين ماضيين، ثم فجأة توقف كل شئ.. فما الذى حدث؟
- حدث حريق ضخم أتى على معهد التاريخ ومقرنا تماما، بكل ما يحملانه من وثائق وكتب وملفات الكترونية وغيرها، البوليس قال لنا ان اشتعال الحريق سببه سقوط شمعة او شئ من هذا القبيل! من وقتها تباطئ نشاطنا بعض الشئ، خاصة على النت، فاليهود المتدينيين لا يقبلون على استخدام النت لأسباب أخلاقية، واجتهد الحاخامات مؤخرا لوضع ضوابط، فلا يسمح للأطفال مثلا باستخدامها، ولا نستخدمها فى منازلنا. وكذلك الفيديو والتصوير عموما، فقد كنا نقوم بتظاهرات من مائة عام، لكن نادرا ما نحتفظ بالصور، فالتصوير محرم عندنا ضمن قواعد "الكابالا"..وهى الاسرار العميقة لمعرفة الله والتقرب منه. لكن لمواجهة الصهيونية، اضطررنا لاستخدام كافة هذه الوسائل.
على أية حال ما أود التأكيد عليه هو ان اليهود المتدينيين تصدوا للصهيونية، قبل العرب والمسلمين. ومنذ عشرينات القرن الماضى، بمجرد ظهورهم، كان من أهم المتصدين لهم د.داهان وهو يهودي متدينا ضد الصهيونية، ونحن كتبنا عنه فى موقعنا، كان دبلوماسيا فى الدنمرك أوالنرويج، وقتل 1924، وقد تلقى تهديدات بالقتل وقتلوه بدم بارد فعليا.
* حدثته عن د.عبد الوهاب المسيرى وموسوعته عن اليهود واليهودية والحركة الصهيونية، وأبدى اهتماما خاصا..ثم استطرد قائلا:
- كل من ساهم فى مساندة الصهيونية فعلها لخدمة أغراضه هو، فالحكومات التى سنت لهم التشريعات فعلت هذا بدافع مصالحها، كان من الممكن ببساطة العمل على دمج اليهود فى مجتمعاتهم لحل اشكاليات اليهود. منذ الحرب العالمية الاولى، عانى يهود أوربا تحديد كثيرا، وقفز كثيرين إلى العربة مستغلا الموقف، وكان منهم الصهاينة، وبدأت تنتشر فكرة اعادة صياغة اليهودية كديانة ليتنسى لليهود الدفاع عن أنفسهم. لكننا نؤمن انه منذ حدث تدمير المعبد وشتات اليهود –منذ أكثر من ألفى عام- كعقاب لليهود، مع وعد من الله باحداث تغيرات جوهرية اذا ما أحسنا وأصلحنا حالنا عن طريق الـ"كابالا"، وهذا التغيير متمثل فى ان تصحو البشرية يوما على عالم كل من فيه يؤمن بإله واحد، تجمعهم حالة من التناغم ويعم عالم جديد. ونحن نؤمن ونقبل بحكم الله فينا، سواء كان عقابا او جزاءا، ليس فى ديننا ما يدعونا او يكلفنا باعادة بناء الهيكل، والعودة إلى أرض الميعاد بالنسبة الينا هى العودة إلى الله، وان يتقبلنا الله مرة ثانية. وجمع شتاتنا يعنى لنا، جمع شمل البشرية على الايمان برب واحد. ليس لدينا وهم اعادة بناء الهيكل للمرة الثالثة. اذن حينما أدعى ان الله وعدنا باعطائنا ارض الميعاد، هذا تعبير عن خلل كبير.
* كثير مما حكيته عن معتقدات يهودية هى لدينا أيضا فى القرآن؟
- نعم، أعرف.
* الآن يطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي وحتى الرئيس أوباما بالاعتراف بدولة إسرائيل كدولة يهودية.. ما الذى يعنيه هذا بالنسبة إليكم؟
- إنها تعنى إقصاء العرب والمسلمين منها، وهذا بكامله خطأ ومتناقض تماما مع معتقداتنا اليهودية، أى شخص يدرس الديانة اليهودية يعرف اننا منهيون تماما عن إقامة دولة لنا، نحن مأمورين بالانتماء كمواطنين فى أى دولة نتواجد بها. حتى لو الفلسطينيين أتوا إلينا ومنحونا أرضهم، نحن ممنوعون من امتلاك نصف بوصة، انه عقاب الله ونحن راضون به، والعمل ضده مهلك، وهم لا يكتفون بالعمل ضد إرادة الله وقدره وأمره بل أيضا يعملون الان على الاساءة لشعب آخر.
وأوباما بدعمه لحل الدولتين، يقع فى مصيدة الصهاينة، انه إعطاء للص المزيد. انه أسوء سرطان للشعب اليهودى، اننا نعتبره أكبر تدمير لليهودية، اليهودية تعنى العيش فى خدم الله، انهم يحولون هذا إلى معنى مناقض تماما، ولا أقصد هنا القتل، لكن عن معنى أعمق انه قتل للارواح ولجوهر الدين بالاساس، كما انه يسبب فى تنامى الاتجاه المعادى للسامية فى رجاء العالم، بات العالم يكره اليهود واليهودية بسبب الممارسات الصهيونية، انه أسوء كارثة تراجيدية نواجهها، ديننا يتحول نحن وأجيالنا القادمة، ووفق ديننا ان تجعل شخص خاطئ أسوء من قتله، فهؤلاء سيمكثون فى نار جهنم.
* كيف تفسر نفوذ الايباك؟
- المجتمع اليهودي المتدين ينوء عن العمل السياسى والاشتغال بالانشطة السياسية، نحن رجال الكتاب منشغلون نحن بالدراسة والعلم وبالتقرب إلى الله، اما عملاء المجموعات الصهيونية وهى كثيرة، فمنشغلون بالدولة وأجهزتها وسياستها. حين تأسست دولة إسرائيل رفضها 59% من اليهود! ولدينا وثائق بهذا. لقد كان الصهاينة فى فلسطين يشكلون فقط 5% من اليهود، لكنهم كانوا نشطين جدا.
* الان كم نسبة الصهاينة مقارنة باليهود المتدينيين على مستوى العالم؟
- لله الحمد لدينا مجتمع متدين قوى جدا، والامر لا يتعلق بالارقام وكم البشر. هناك مجموعة متدينة وأخرى صهيونية متشددة، ومجموعة واسعة فى المنتصف، بالتأكيد يحاولون التأثير عليها وتحويلهم إلى صهاينة، وأكثر ما يؤثر فيهم دعوى ان العرب يريدون قتل كل يهودي، وعنصر الخوف مؤثر جدا. وبعضهم يدعم الصهاينة برغم كونهم ليسوا منهم بدعوى انهم يحموا اليهود من العرب. فى منهاتن وصل عددهم الان إلى 60 ألف، فكل أسرة متوسط عدد أبنائها من 6-7، لاننا نحرم تحديد النسل، ولله الحمد العدد يتزايد يوما بعد يوم، فمجتمعتنا المتدينة تنمو باضطراد، وكذلك هم فى فلسطين.
* علمت أنكم فى فلسطين ترفضوا الهوية والجنسية الاسرائيلية، فما السبب؟
- تماما، بالضبط.. نعم، لكنهم غير مؤثرين، فهم لا يدفعوا الضرائب، ولا يستخدموا التأمين الصحى، ولا يؤدوا الخدمة العسكرية، ولا يحضرون احتفالات اقامة الدولة، وليس لهم أى نشاط، انهم ضد الصهيونية. ويحاولوا إغرائهم بقولهم: "عليكم وضع توقيع واحد، وستتلقون كل الخدمات والرعاية لكم ولابنائكم"، وبالطبع المقصود هنا توقيع طلب الجنسية، لكنهم يرفضون. اذا انتهت دولة (اسرائيل) هؤلاء سيحتفلون بنهايتها.
* بدأ يظهر فى الغرب خاصة فى أوروبا وأمريكا قوانين تدين نقد إسرائيل بدعوى إنها معادية للسامية.. فما رأيك فى هذا؟
- لن نقيم لهذا وزنا، ولن نصمت وسنظل نتحدث، بعضنا يتعرض للضرب والاعتقال والبعض يفر هربا، فنحن لن نعترف بشرعية مثل هذه القوانين.
* كيف ترى الدعم الأمريكي لإسرائيل؟
- بعض الناس بسبب تعاطفهم مع المعاناة اليهودية، يقعون فريسة مصيدة الصهيونية، مثل أوباما، قد عشنا فى كل بلاد العالم، خاصة فى بلاد العرب والمسلمين، لقد كنا ضيوفا على العرب والمسلمين، وكنا أصدقاء، لقد استقبلونا حين اضطهدونا فى أوربا.. ونرجو من الله مساعدتنا لاظهار امتناننا لهم، لكن للاسف الجميع يخلط بين اليهود والصهاينة. الدولة اليهودية أسوء ما واجه اليهود. ومطلبنا الان هو تفكيك الدولة اليهودية، ونتمنى ان يتم ذلك سلميا، واعادتها بالكامل للفلسطينيين، وعلى الفلسطينيين أنفسهم ان يقرروا عما ستكون عليه دولتهم، دينية كانت او مدنية ديمقراطية، أيا ما كان قرارهم ليس لاحد التدخل فيه. وان كنت شخصيا لا أفضل الدولة الديمقراطية، لانها غير معنية بالاخلاقيات. ولو سمحوا لنا بالعيش بينهم، سنكون مواطنين عاديين فى دولة فلسطينية، لابد لنا من الحصول على موافقتهم وإذنهم، وفقا لمعتقداتنا اليهودية.
أمامنا نموذج أستمر لـ60 عام، ماذا أنتج؟! أى نوع من الأمان حقق؟! انه أكثر الاماكن خطرا على اليهود فى العالم أجمع.
لنفترض اننا جلسنا إلى أوباما وقولنا له: يمكننا اقامة نظام يعيش فيه الجميع فى سلام، عرب ومسلمين ومسيحيين ويهود، وهو بعدم اقامة دولة يهودية. هل يمكن ان يجد اشكالية او اعتراض على هذا؟ انا متأكد انه سيجد، لانه تم برمجته، الحل الوحيد الذى يراه هو حل الدولتين، من أين أتى بهذا؟! قبل مائة عام ماضية، ربما لم يكن هناك أمم متحدة، كان اليهود يعيشون فى كافة الدول الاسلامية، ثم جاءت الصهيونية كحركة سياسية تحدثت باسم اليهودية واقامت دولة يهودية، وفجأة أنقلب الحال وأصبحت معاناتنا متواصلة...على الجميع التفكير، ما الذى سبب تلك المعاناة، أهى مشكلة دينية؟ لا. انه جانب واحد عليه تحمل كل اللوم، وهو الحركة الصهيونية. عند ازالة هذه الحركة السياسية، سيتمكن العرب واليهود من العيش معا ثانية، وتنتهى المشكلة.
* لقد استخدمت تعبير معاداة السامية أكثر من مرة... فما الذى تعنيه بهذا المصطلح؟
- الله خلق الكون بكل التنويعات البشرية فيه، ومن يعادى السامية يتعرض لعقاب الله، ليس على البشر محاسبته. وتقنيا السامية تعنى العرب أيضا. لكن انتشرت الكلمة بالاشارة لليهود فقط، الان الصهيونية تسنخدمها لتوصيف معاداة الناس لها، بينما هى فى حقيقة الامر تعنى الاضطهاد العنصرى لكافة البشر. وعلى سبيل المثال، لقد ثبت تاريخيا تورط الصهيونية مع النازية زمن المحرقة.
* ماذا عن موقفكم من حماس وحصار غزة؟
- الآن يتخذون من حماس اشكالية، فمتى ظهرت حماس؟ 10-20 عام، هذه اشكالية استمرت منذ 60 عام، حماس لم تكن ابدا المشكلة. كم من اليهود ماتوا خلال تلك الفترة؟ فهل ماتوا بسبب حماس؟ حماس لم تخلق المشكلة ولم تكن السبب فيها..أين كانت حماس من عام 1909 إلى 1948؟ أين كانت فى الـ1956 و1967 و1973 و1982، انما طوال هذه الفترة كانت هناك الحركة الصهيونية هى سبب الازمة وهى الاشكالية الكبرى، للجميع بما فيهم اليهود. لماذا لا يستطيع الناس ادراك ان هذه هى المشكلة. اذا رأوا المشكلة سيرون الحل.
إذا نظروا إلى جذور المشكلة، ومن سببها منذ البداية، لن يحل المسألة ان يرموا عظمة للفلسطينيين، سواء بمنحهم غزة او غيرها، لابد من إعادة كامل الارض للفلسطينيين وتعويضهم عما لحق بهم من أضرار، والاعتذار لهم. أمريكا تمنح (اسرائيل) بلايين الدولارات كل عام، لو خصصوا بليونا واحدا لتعويض الفلسطينيين. وأثق تماما ان قادة حماس سيتوقفون تماما عن القتل. ما الذى سيكلفه الامر، لو اسقط الصهاينة احساسهم بالتميز، وبدلا من تسميتها الدولة اليهودية، يسمونها الارض الحرة، أهذا غاية فى اللامنطقية؟!
منذ أعوام ماضية، كان الحديث عن حل الدولتين يعد خيانة عظمى لليهود، لا يمكن تحقيق السلام بالعمل ضد ارادة الله. لقد بدأ الناس تفيق إلى انه ليس هناك حل آخر سوى ان يعيش الجميع معا فى سلام. بعد عدة سنوات الاغلبية فى فلسطين ستكون للعرب، هذه الدولة مآلها إلى الزوال لا محالة.
التسميات: نهاية إسرائيل
محمد سيف الدولة
فى الذكرى السنوية لرحيل المفكر الوطنى الكبير الدكتور / عبد الوهاب المسيرى ، نقوم بجولة فى موسوعة اليهود واليهودية والصهيوينة ، وبالتحديد حول المؤتمرات الصهيونية على امتداد قرن من الزمان ، والتى بلغ عددها ثلاثة و ثلاثون مؤتمرا فى الفترة من 1897 حتى 1997 .
والمؤتمر الصهيوني هو الهيئة العليا للمنظمة الصهيونية العالمية، وقراراته هي التي ترسم الخطوط العامة لسياسات المنظمة .
وفى هذه الحلقة سنقوم بعرض اهم ما جاء فى المؤتمرات المنعقدة فى الفترة من 1897 حتى 1903 وعددها ستة مؤتمرات :
المؤتمر الأول
· وقد عُقد في أغسطس 1897 برئاسة تيودور هرتزل
· الذي حدد في خطاب الافتتاح أن هدف المؤتمر هو وضع حجر الأساس لوطن قومي لليهود، وأكد أن المسألة اليهودية لا يمكن حلها من خلال التوطن البطيء أو التسلل بدون مفاوضات سياسية أو ضمانات دولية أو اعتراف قانوني بالمشروع الاستيطاني من قبَل الدول الكبرى.
· وقد حدد المؤتمر ثلاثة أساليب مترابطة لتحقيق الهدف الصهيوني، وهي: تنمية استيطان فلسطين بالعمال الزراعيين، وتقوية وتنمية الوعي القومي اليهودي والثقافة اليهودية، ثم أخيراً اتخاذ إجراءات تمهيدية للحصول على الموافقة الدولية على تنفيذ المشروع الصهيوني.
· و تعرَّض المؤتمر بالدراسة لأوضاع اليهود الذين كانوا قد شرعوا في الهجرة الاستيطانية التسللية إلى فلسطين منذ 1882.
· واقترح شابيرا إنشاء صندوق لشراء الأرض الفلسطينية لتحقيق الاستيطان اليهودي، وهو الاقتراح الذي تجسَّد بعدئذ فيما يُسمَّى الصندوق القومي اليهودي.
· تم وضع مسودة البرنامج الصهيوني ببرنامج بازل .
· كما ارتفعت الدعوة إلى إحياء اللغة العبرية وتكثيف دراستها بين اليهود والمستوطنين
· وكانت اللغة المستخدمة في المؤتمر هي الألمانية واليديشية.
* * *
المؤتمر الثاني:
· عقد فى بازل فى أغسطس 1898برئاسة هرتزل
· الذي ركَّز على ضرورة تنمية النزعة الصهيونية لدى اليهود
· وكانت أهم أساليب القيادة الصهيونية لمواجهة هذه المعارضة، هو التركيز على ظاهرة معاداة اليهود
· وقدم تقريراً أمام المؤتمر عن مسألة دريفوس باعتبارها نموذجاً لظاهرة كراهية اليهود وتعرُّضهم الدائم للاضطهاد حتى في أوربا الغربية.
· كما لجأت قيادة المؤتمر إلى تنمية روح التعصب الجماعي والتضامن مع المستوطنين اليهود في فلسطين بالمبالغة في تصوير سوء أحوالهم .
· و تم انتخاب لجنة خاصة للإشراف على تأسيس مصرف يهودي لتمويل مشاريع الاستيطان الصهيوني في فلسطين .
* * *
المؤتمر الثالث:
· عقد فى بازل فى أغسطس 1899، برئاسة تيودور هرتزل ايضا
· الذي عرض تقريراً عن نتائج اتصالاته مع القيصر الألماني في إستنبول وفلسطين،
· وهي الاتصالات التي عرض فيها هرتزل خدمات الحركة الصهيونية الاقتصادية والسياسية على الإمبريالية الألمانية الصاعدة في ذلك الوقت مقابل أن يتبنى الإمبراطور المشروع الصهيوني.
· وطالب المؤتمر بتأسيس المصرف اليهودي تحت اسم «صندوق الائتمان اليهودي للاستعمار»، وذلك لتمويل الأنشطة الاستيطانية الصهيونية وتوفير الدعم المالي للحركة الصهيونية.
· كما ناقش المؤتمر قضية النشاط الثقافي اليهودي في العالم.
· كما تناول المؤتمر مسألة إعادة بناء الجهاز الإداري الدائم للحركة الصهيونية ليحل محلها الجهاز المؤقت.
* * *
المؤتمر الرابع:
· عقد فى لندن فى أغسطس من عام 1900، برئاسة هرتزل مرة أخرى
· وجرى اختيار العاصمة البريطانية مقراً لانعقاد المؤتمر نظراً لإدراك قادة الحركة الصهيونية في ذلك الوقت تعاظُم مصالح بريطانيا في المنطقة، ومن ثم فقد استهدفوا الحصول على تأييد بريطانيا لأهداف الصهيونية، وتعريف الرأي العام البريطاني بأهداف حركتهم.
· وبالفعل، طُرحت مسألة بث الدعاية الصهيونية كإحدى المسائل الأساسية في جدول أعمال المؤتمر.
· وشهد هذا المؤتمر ـ الذي حضره ما يزيد على 400 مندوب
· اشتداد حدة النزاع بين التيارات الدينية والتيارات العلمانية، وذلك عندما طُرحت المسائل الثقافية والروحية للمناقشة، إذ طالب بعض الحاخامات بألا تتعرض المنظمة الصهيونية للخوض في القضايا الدينية والثقافية اليهودية، وأن تقصر عملها على النشاط السياسي وخدمة الاستيطان اليهودي في فلسطين.
· وإزاء ذلك ، دعا هرتزل الجميع إلى نبذ الخلافات جانباً والتركيز على الأهداف المشتركة.
· وخلال المؤتمر، تم وَضْع مخطط المشروع المتعلق بإنشاء الصندوق القومي اليهودي.
* * *
المؤتمر الخامس:
· عقد فى بازل فى ديسمبر 1901برئاسة هرتزل .
· الذي قدَّم تقريراً عن مقابلته مع السلطان العثماني عبد الحميد الثاني ومحاولاته إقناعه بالسماح بموجات هجرة يهودية واسعة إلى فلسطين التي كانت وقتئذ إحدى ولايات الإمبراطورية العثمانية، وذلك مقابل اشتراك الخبرات اليهودية في تنظيم مالية الإمبراطورية العثمانية التي كانت تعاني ضائقة مالية آخذة في التفاقم.
· وقد وافق المؤتمر على الاقتراح الذي تقدَّم به جوهان كريمينكس لتأسيس «الصندوق القومي اليهودي» بوصفه مصرفاً للشعب اليهودي يمكن استخدامه على نطاق واسع لشراء الأراضي في فلسطين وسوريا.
* * *
المؤتمر السادس:
· عقد فى بازل فى أغسطس 1903برئاسة هرتزل للمرة الاخيرة .
· فلقد كان آخر المؤتمرات الصهيونية التي حضرها. وقد ركز هرتزل في خطابه الافتتاحي ، كالعادة، على تقديم تقرير إجمالي عن مباحثاته مع السياسي البريطاني جوزيف تشمبرلين بشأن مشروع الاستيطان اليهودي في شبه جزيرة سيناء.
· وكان هرتزل قد ألمح لبريطانيا بهذا المشروع كوسيلة لمواجهة الثورة الشعبية المصرية التي رآها هو وشيكة الحدوث ، وهو ما يستدعي وجود كيان سياسي حليف لبريطانيا على حدود مصر الشرقية .
· إلا أن بريطانيا لم تقبل هذه الفكرة وعرضت مشروعاً للاستيطان اليهودي في أوغندا عرف باسم «مشروع شرق أفريقيا».
· وقد نصح هرتزل المؤتمر بقبول هذا العرض ، إلا أنه ووُجه بمعارضة من أطلقوا على أنفسهم اسم «صهاينة صهيون» بزعامة مناحم أوسيشكين رئيس اللجنة الروسية والذين رفضوا القبول ببديل لاستيطان اليهود في فلسطين.
· وقد نجح هرتزل رغم ذلك في الحصول على موافقة أغلبية المؤتمر على اقتراحاته وهو ما حدا بالمعارضين إلى الانسحاب من المؤتمر.
· وقد تقرَّر إيفاد لجنة للمنطقة المقترحة للاستيطان اليهودي للاطلاع على أحوالها ودراسة مدى ملاءمتها لهذا الغرض . كما تقرَّر إنشاء «الشركة البريطانية الفلسطينية» في يافا لتعمل كفرع لـ «صندوق الائتمان اليهودي للاستعمار».
· وقد شهد هذا المؤتمر نمواً عددياً ملحوظاً في أعضائه إذ حضره 570 عضواً يمثلون 1572 جمعية صهيونية في أنحاء العالم .
* * * * *
يتبع
القاهرة فى 16 يوليو 2009
التسميات: د. محمد سيف الدولة