إبحث فى المدونة والروابط التابعة
بعلزبول .. ملك العالم السفلى

نتن ياهووووووووووووووووووووووووو
عبد الباري عطوان
05/10/2009

الرئيس عباس مسؤول عن هذه الكارثة في الحالين، سواء اعطى الاوامر بتأجيل التصويت بنفسه، أو اقدم عليها شخص آخر دون علمه، الامر الذي يتطلب منه التحلي بالشجاعة، والارتقاء الى درجة المسؤولية المتوقعة من شخص في مكانه وتقديم استقالته من جميع مواقعه، والاعتراف بخطيئته هذه، وخطاياه السابقة ايضاً.
فاللجنة التنفيذية التي اوكلت اليها مهمة التحقيق فاقدة الشرعية اولاً، لأن صلاحيتها انتهت قبل عشر سنوات على الأقل، ولا تمثل الخريطة السياسية الفلسطينية بمرتكزاتها الحالية على الارض، وهي تابعة للرئيس عباس مباشرة، وتأتمر بأمره، وتنفذ طلباته ثانياً. واي تحقيق تجريه سيبتعد عن الرأس ويذهب الى الذنَب او الأذناب، بحثاً عن 'كبش فداء'.
خبرتنا السابقة في لجان تحقيق مماثلة، والتقارير التي صدرت عنها، تثير الغثيان، ليس لانه لم يتم العمل بتوصياتها فقط، وانما لعمليات تزوير الحقائق المخجلة التي رافقتها، ومثلنا الابرز في هذا الخصوص تحقيق اللجنة المنبثقة عن مركزية حركة 'فتح'، والمشكّلة من قبل الرئيس عباس نفسه، حول هزيمة أجهزة السلطة الامنية في قطاع غزة على ايدي قوات حركة 'حماس'.
' ' '
لجنة التحقيق الجديدة لن تدين الرئيس عباس نفسه، والا لما شكّلها، واختار جميع اعضائها، وحتى لو ادانته فمن سيعزله من منصبه عقاباً له؟ مؤتمر 'فتح' الاخير الذي صفق له وقوفاً كرئيس للحركة، ام المجلس الوطني الفلسطيني الممنوع من الانعقاد حتى في صورته الحالية المهلهلة، ام المجلس التشريعي المنتخب، الذي جمد اعماله الرئيس عباس بعد ان فقد أنصاره الاغلبية فيه لمصلحة حركة 'حماس'؟
لا يعيب الرئيس عباس ان يعترف بخطئه في خطاب يدلي به الى الشعب الفلسطيني، ويقدم فيه استقالته بفروسية ورجولة، او التعهد بقلب الطاولة وحل السلطة واعادة حركة 'فتح' الى منابعها النضالية، ولكن ما يعيبه هو الاستمرار في الخطأ، والاستخفاف بالشعب الفلسطيني، وترك المجال أمام بعض المهرّجين من المحيطين به، للقيام بمهام التبرير المخجلة لهذا الخطأ، راشين المزيد من الملح على الجرح الفلسطيني النازف.
فالقول ان التقرير لم يسحب، بل تأجل التصويت عليه لستة أشهر، هو اعتراف بالذنب بعد مماطلات طويلة للتنصل من المسؤولية، بالقول ان السلطة ليست عضوا في المجلس العالمي لحقوق الانسان حتى تسحب او تقدم التقرير، كما انه يشكل ادانة اكبر للسلطة، لأنه، اي التأجيل، يعطي اسرائيل وامريكا الوقت الكافي لممارسة ابشع انواع المساومات والضغوط على الاطراف الدولية، للتصويت ضد التقرير الاممي، وبعد ان تأكد ان هناك ثماني وثلاثين دولة كانت مستعدة لتبنيه، ومساندة قرار رفعه الى مجلس الامن الدولي.
' ' '
اسرائيل كانت في حالة من الرعب في المحافل الدولية بسبب تقرير غولدستون وما ورد فيه، وما يمكن ان يترتب عليه حالة لم تشهد مثيلا لها منذ ادانة الصهيونية كحركة عنصرية من قبل الجمعية العامة للامم المتحدة، وهي ادانة تم التراجع عنها بتواطؤ رسمي فلسطيني عربي للأسف. وجاء السيد عباس لاخراجها من القفص مجانا، ومقابل استمرار كبير مفاوضيه في جولة مفاوضات جديدة في واشنطن، دون أي مرجعية واضحة، او تجميد للاستيطان.
مشكلتنا كشعب فلسطيني مع الرئيس عباس ليست في سحب تقرير من التصويت او ابقائه، وانما في نهج يسير عليه، يتلخص في التفرد باتخاذ القرار نيابة عنا، ودون العودة الى اي مرجعية فلسطينية، او التزام بالثوابت الاساسية.
فالرجل بات على درجة من الاستهتار، لدرجة البت في قضايا مصيرية معتمدا على مجموعة صغيرة جدا من المنتفعين المنبوذين من شعبهم او تنظيماتهم، وبناء على مصالحهم الشخصية والعائلية، ولارضاء الامريكان وعدم إغضاب الاسرائيليين في الوقت نفسه.
' ' '
هذا الوضع يستحيل القبول به، وبالتالي لا يجب ان يستمر، لان الرجل لم يعد يحظى بالثقة، وبالتالي لم يعد مؤتمنا على قضية شعب على هذه الدرجة من الخطورة.
فعندما يقول السيد عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية انه يشعر بالغثيان منذ سماعه بقرار تأجيل التصويت، وعندما يؤكد انه لم يعلم به، ولم يتم التشاور معه حوله، وقرأه مثل الكثيرين في الصحف، فهذا يحتّم عليه، وعلى الدول العربية، الداعمة للسيد عباس، ان تراجع مواقفها الداعمة له ولسلطته، واعتباره الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.
الشعب الفلسطيني ليس شعبا مغفلا او ساذجا حتى يُعامل بهذه الطريقة المهينة من قبل السيد عباس، فقد قدم آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى والاسرى، وهذا الشعب الذي يتصدى للاسرائيليين الذين يحاولون اقتحام مقدساته وأقصاه، عليه ان يتصدى لهذه السلطة ورئيسها، ويقول لهم جميعا 'كفى استخفافا واهانات'.
ابناء حركة 'فتح' الذين تُرتكب هذه الجرائم باسمهم، يجب ان ينتفضوا لكرامتهم وارثهم النضالي العريق وآلاف من شهدائهم، ويتحرروا من 'عبودية' الراتب من اجل ان ينتصروا لوطنهم وقضيتهم التي كانوا الاكثر تضحية من اجلها.
ختاما نطالب الفصائل الفلسطينية التي ستذهب الى القاهرة لتوقيع اتفاق المصالحة ان تشترط ان تكون هذه المصالحة على أرضية وطنية، وان تكون مع فصيل 'فتح' المقاتل الملتزم بالثوابت، وليس مع سلطة ادمنت التفريط بالثوابت الوطنية، وتحولت الى حارس للاحتلال ومشاريعه الاستيطانية، وتفتخر بالقضاء على المقاومة، ومنع حدوث أي عملية انطلاقا من مناطقها منذ ثلاث سنوات مجانا، دون الحصول على أي مقابل غير المزيد من الاهانات والمستوطنات.
التسميات: زهرة المدائن, فلسطين حبيبتى, من داخل فلسطين
خطيب الأقصى يناشد المسلمون شد الرحال للمسجد الأقصى
0 التعليقات مرسلة بواسطة أسماء - فلسطين للأبد في 2:53 صصبري: يحمل العرب والمسلمين مسئولية ما يجرى للأقصى لعدم نجدته
مركز البيان للإعلام
أكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، أن الجماعات المتطرفة الصهيونية تنوي اقتحام المسجد الأقصى بمناسبة الأعياد الدينية الصهيونية، منوِّهًا بحصول مصادمات في كل عام مع المتطرفين؛ نتيجة أفعالهم الإجرامية بحق الفلسطينيين والمسجد، والتي تكون غالبًا بحراسة قوات الاحتلال الصهيوني.
وشدد صبري في تصريحٍ نشره المركز الفلسطيني للإعلام على أن الصهاينة طمَّاعون في المسجد الأقصى، ويتبعون طرقًا ملتويةً لوضع أيديهم على المسجد؛ بهدف فرض واقع جديد على باحاته؛ بحيث يستطيعون تقسيمه لكي يصلُّوا ويقيموا شعائرهم فيه.
وأشار إلى أن ما يحدث في الأقصى هو نتيجةٌ طبيعيةٌ لعدم نجدة العرب والمسلمين جميعًا لإخوانهم الفلسطينيين، وبالتالي عدم الحفاظ على المسجد من الاعتداءات الصهيونية، محمِّلاً إياهم المسؤولية الكاملة لما يحدث للقدس، فالمسؤولية مشتركة وليست مقصورة على الشعب الفلسطيني.
وأوضح أن قوات الاحتلال بدأت، منذ الأحد الماضي، الانتشارَ في شوارع القدس المحتلة وبأعداد مكثفة، وهي تستهدف حماية اليهود المتطرفين من الفلسطينيين المصلين، مؤكدًا أنهم بدون الحماية سيطردون ويضربون.
وناشد خطيب "الأقصى" الفلسطينيين الرباطَ في المسجد الأقصى؛ عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد"؛ منها "المسجد الأقصى".
يُذكر أن الجماعات الصهيونية المتطرفة دعت أفرادها وعناصرها إلى الاحتشاد من جديد لمحاولة اقتحام المسجد؛ بمناسبة ما يسمَّى بأعيادهم الدينية، والتي تبدأ من يوم الأحد (4-10) وتستمر إلى يوم الخميس.
أكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، أن الجماعات المتطرفة الصهيونية تنوي اقتحام المسجد الأقصى بمناسبة الأعياد الدينية الصهيونية، منوِّهًا بحصول مصادمات في كل عام مع المتطرفين؛ نتيجة أفعالهم الإجرامية بحق الفلسطينيين والمسجد، والتي تكون غالبًا بحراسة قوات الاحتلال الصهيوني.
وشدد صبري في تصريحٍ نشره المركز الفلسطيني للإعلام على أن الصهاينة طمَّاعون في المسجد الأقصى، ويتبعون طرقًا ملتويةً لوضع أيديهم على المسجد؛ بهدف فرض واقع جديد على باحاته؛ بحيث يستطيعون تقسيمه لكي يصلُّوا ويقيموا شعائرهم فيه.
وأشار إلى أن ما يحدث في الأقصى هو نتيجةٌ طبيعيةٌ لعدم نجدة العرب والمسلمين جميعًا لإخوانهم الفلسطينيين، وبالتالي عدم الحفاظ على المسجد من الاعتداءات الصهيونية، محمِّلاً إياهم المسؤولية الكاملة لما يحدث للقدس، فالمسؤولية مشتركة وليست مقصورة على الشعب الفلسطيني.
وأوضح أن قوات الاحتلال بدأت، منذ الأحد الماضي، الانتشارَ في شوارع القدس المحتلة وبأعداد مكثفة، وهي تستهدف حماية اليهود المتطرفين من الفلسطينيين المصلين، مؤكدًا أنهم بدون الحماية سيطردون ويضربون.
وناشد خطيب "الأقصى" الفلسطينيين الرباطَ في المسجد الأقصى؛ عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد"؛ منها "المسجد الأقصى".
يُذكر أن الجماعات الصهيونية المتطرفة دعت أفرادها وعناصرها إلى الاحتشاد من جديد لمحاولة اقتحام المسجد؛ بمناسبة ما يسمَّى بأعيادهم الدينية، والتي تبدأ من يوم الأحد (4-10) وتستمر إلى يوم الخميس.
التسميات: زهرة المدائن, فلسطين حبيبتى
شيرين فريد
إصابة 15من المرابطين في الأقصى ومحيطه بيهم الشخ كمال الخطيب واعتقال العشرات أثناء تصديهم لمحاولات اقتحام المسجد الأقصى
مركز البيان للإعلامأصيب صباح الأحد 4/9/2009 ما يزيد عن 15 من المرابطين في داخل ومحيط المسجد الأقصى من بينهم الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل، واعتقل العشرات منهم، أثناء تصديهم لمحاولات المتطرفين اليهود اقتحام باحات المسجد الأقصى التي ترافقهم قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية.
ولاتزال منذ ساعات الصباح الباكرة تحاصر قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية والجيش المصلين المعتكفين في المسجد الأقصى المبارك وتطالبهم بتسليم أنفسهم لها مقابل فتح جميع بوابات الأقصى أمام المواطنين والموظفين.
التسميات: زهرة المدائن, فلسطين حبيبتى
40 منظمة اوروبية تعبر عن صدمتها من قرار عباس
0 التعليقات مرسلة بواسطة أسماء - فلسطين للأبد في 2:43 صالسلطة أعطت ضوءًا أخضر للاحتلال لتصعيد عدوانه"
40 منظمة أوروبية تعبِّر عن صدمتها بموقف سلطة عباس من تقرير غولدستون
مركز البيان للإعلام
عبَّرت 40 منظمة أوروبية في أنحاء القارة الأوروبية عن صدمتها الشديدة بموقف سلطة رام الله ورئيسها المنتهية ولايته محمود عباس، من تقرير لجنة تقصي الحقائق الأممية حول الحرب على قطاع غزة، وطلبها إرجاء بحث التقرير في مجلس حقوق الإنسان الدولي في جنيف ستة أشهر، رغم ضمان غالبية الأصوات المؤيدة للتقرير.
ورأت المنظمات الأوروبية -في بيانٍ مشتركٍ وقعت عليه اليوم السبت (3-10)وصل "مركز البيان للإعلام" نسخةً منه- أن إرجاء بحث تقرير لجنة تقصي الحقائق الأممي"شكَّل سابقة خطيرة وتنكرًا لدماء الضحايا في غزة الذين تجاوز عددهم 1400 ضحية، وضربة في الصميم للجهود التي بذلتها اللجنة الدولية وللتحركات التي قامت بها مختلف منظمات حقوق الإنسان لفضح جرائم الاحتلال ضد الإنسانية".
وحمَّلت المنظمات الأوروبية السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن عدم تمرير تقرير غولدستون الذي "يدين الاحتلال "الإسرائيلي" بشكلٍ واضحٍ بارتكاب "جرائم الحرب" ضد الفلسطينيين في قطاع غزة مطلع السنة الجارية"، وطالبتها برفع يديها عن التقرير الأممي.
وحذرت من أن موقف السلطة الفلسطينية من شأنه أن يتسبَّب بتصعيد العدوان بحق الشعب الفلسطيني، لا سيما أن ما جرى منح الجانب الصهيوني ضوءًا أخضر للاستمرار في عدوانه وتصعيده.
ورفضت المنظمات تبرير السلطة الفلسطينية الرسمي لإرجاء بحث التقرير بالحصول على إجماع دولي أكبر، وقالت: "إن فرصة تمرير التقرير في مجلس حقوق الإنسان الدولي كانت متوفرة وكبيرة جدًّا، ولو أقرَّ لكانت فرصة نادرة لإدانة الاحتلال وفرض عقوبات عليه وملاحقة قادته الذين ارتكبوا المجازر وعرضهم أمام المحاكمة الدولية؛ لذا كان مستغربًا أن تقدِّم السلطة الفلسطينية على خطوة هكذا مهما كان حجم المبررات التي ساقتها".
وطالبت المنظمات الأمين العام لـ"الأمم المتحدة" بان كي مون بإحالة تقرير القاضي ريتشارد غولدستون إلى مجلس الأمن فورًا، وقالت: "كنا نأمل أن يوافق المجلس على التقرير ويرسل رسالة واضحة إلى الضحايا أن القضاء الدولي يأخذ حقوقهم".
التسميات: زهرة المدائن, فلسطين حبيبتى, من داخل فلسطين
حين يمشي العار عاريا لا تحصل فضيحة
عزمي بشارة
من لم يلاحظ ملمحا جديا في ذهول الوجوه في جنيف؟ لقد ذهل حتى من سمكت جلودهم لكثرة استخدام مادة حقوق الإنسان أداة في السياسة والخطابة. لكنه الذهول من كون الفضيحة تكمن في عدم وجود فضيحة. فالفضائح تصدم عادة بعد انكشاف (أو ادعاء انكشاف)، أي انفضاح، معلومات استترت عن العيون حتى اللحظة. وتصاغ المعلومات الجديدة على شكل قصة مشينة بمعايير الغالبية، وبمعايير أبطال القصة: سرقة، خيانة وطنية، تآمر مع العدو لتسليم أصدقاء، مصالح مالية وراء موقف سياسي مفاجئ وغريب... في جنيف كان كل شيء واضحا إلى حد الذهول.
لقد ارتسم الذهول على النفوس والوجوه من شدة الوضوح والمجاهرة وليس من وطأة الانكشاف. ويكتفي المذهولون من الوضوح بالتعبير عن الدرجة بإضافة عبارتين: "كنت أعلم... ولكن لم أتوقع أنهم وصلوا إلى هذا الحد".
جرت العادة أن تطالب حركات التحرر "المجتمع الدولي" باتخاذ موقف من جرائم الاحتلال. تحاججه وتحرجه بازدواجية معاييره الداخلية والخارجية. تتوسّله. في جنيف كان ما يسمى زورا وبهتانا بـ"المجتمع الدولي" محرجا سلفا بتقرير جاء مفاجئا بالتفاوت بين التوقعات من معدِّه المكلَّف به والمؤتمن عليه من جهة، وبين مضمونه من جهة أخرى. وهدّدت إسرائيل السلطة علنا وليس سرا.
مرة أخرى أكرر: هددهم نتنياهو وغير نتنياهو علنا في خطابات متكررةٍ بأن استمرار ما يسمى زورا وبهتانا بـ"عملية السلام" وتلبية "مطالبهم الاقتصادية" مرهون بعدم تأييد التقرير الأممي الذي يدين إسرائيل على جرائمها في عدوانها الاستعماري على قطاع غزة. أما ليبرمان فقد هدد بالكشف عن تورط السلطة الفلسطينية في دعم الحرب الإسرائيلية. وتراجعت السلطة علنا عن تأييد التقرير.
فالتأجيل في عرف الهيئات التي تحشد رأيا عاما وترقّبًا وأصواتا هو تنفيسٌ لجهد، وهو في الواقع إفشالٌ لمشروع قرار. ثم عندما يتراجع "صاحب الشأن" عن القضية يصبح بإمكان الآخرين أن يتحرروا من العبء. لينتقل صاحب الشأن بعد ذلك إلى الاختباء وراء تحرر الآخرين من العبء.
مكتب رئيس السلطة يسرّب معلوماتٍ بأن الضغط للتراجع عن دعم التقرير جاء من مكتب رئيس الحكومة، والأخير يؤكد العكس. وطرف ممن كان يسارا فلسطينيا يدين "الموقف المخجل" للمندوب الفلسطيني في جنيف، وكأن الأخير هو صاحب قرار. في حين أن ممثل الفصيل اليساري يجلس في الحكومة صاحبة القرار، ويؤيد الرئيس صاحب القرار.
وخذ على هذا المنوال! عارنا في جنيف. الوجوه كالقديد، وفقدان ماء الوجه بلغ حد التحنط.
شهدت مناقشات الجمعية العامة إبان الحرب على غزة مجريات مخزية شبيهة بعملية إفشال مشروع قرار قطري باكستاني قدم في حينه والقصف جارٍ. وقد ذُهِلَ الكثيرون -من بينهم رئيس الجمعية العامة في حينه- من علنية الجهد الفلسطيني في إفشال مشروع قرار لإدانة إسرائيل.
على كل حال يعرف القاصي والداني كيف يقوم طرف بمهمة ما وهو يُجَرُّ إليها جرا. كانت الشماتة أثناء الحرب سافرة. وليس المقصود شماتة بدائية، بل شماتة سياسية عقلانية تبنى على ضرورة أن يستنتج الشعب الفلسطيني أن الموقف الداعم للمقاومة يؤدي إلى التهلكة، وأن موقف التعاون مع إسرائيل يقود إلى الرخاء.
المشكلة بالنسبة لمن يتمسك بالحقوق الفلسطينية لا تكمن في شح أو قلة المعلومات. وإذا كان من أمر يميّز عصرَنا هذا فهو وفرة المعلومات ومصادرها، وتحوّل الإشكال إلى تصنيفها وفصل قمحها عن زوانها، وتجنب قراءة مؤامرة أو حكاية وراء كل تفصيل.
تكمن المشكلة في التردد والتأرجح بين الانجراف مع خطاب الأنظمة الرسمية العربية القائمة والإعلام القائم من جهة، وبين خطاب عربي فلسطيني من جهة أخرى. والأخير لا يستقي مشروعيته مما يسمى الشرعية الدولية، ولا من قرارات مجلس الأمن، ولا من عملية السلام، ولا من خطاب الدولة العربية القـُطرية، بل من التناقض بين هدف وحدة الأمة وتحرير الإنسان العربي وعروبة قضية فلسطين من جهة، والمشروع الصهيوني من جهة أخرى.
ولن يسعف الموقف المتمسك بالحق والعدل لشعب فلسطين إلا الحاجة الشعبية والمجتمعية لخطاب سياسي عربي ديمقراطي مقاوم. وهذا ما لدى أصحاب هذا الموقف ليقدموه.
يجري حاليا توليد مشروع دولة فلسطينية هزيلة فاقدة السيادة، وهي فاقدة للشرعية التاريخية لأنها تقوم على مقايضة الدولة بحق العودة وبالقدس وبالانسحاب. وتشهد هذه الأعوام عملية تشكل شخصيتها. وقد التقى مشروع الدولة الفلسطينية مع إسرائيل قبل أن يولد، وذلك في أغرب تقاطع ممكن. التقيا على منع محاسبة دولة الاحتلال دوليا على جرائم ارتكبتها بحق شعب فلسطين.
ما بعد الحرب على غزة
قيل الكثير حول مجريات الحرب ذاتها ونوع المقاومة والصمود في قطاع غزة. وقد سجّل السياق السياسي لتلك الحرب سوابق خطيرة. ففي ظل الانقسام الفلسطيني الداخلي ثبت أن جزءا من النخبة السياسية الفلسطينية جاهز للتنسيق مع المستعمِر في سياق حسم صراع سياسي داخلي. وبهذا المعنى اتخذ الانقسام الفلسطيني طابعا جديدا لم تعرفه الانقسامات السابقة داخل حركة التحرر الوطني الفلسطينية.
يلقي هذا الطابع الجديد بظلال الشك حول ما إذا كان الانقسام هو فعلا انقساما داخل حركة تحرر، بحيث يتم تفاديه بالدعوات إلى الوحدة، وبالمناشدات الموجهة للإخوة بتجاوز خلافاتهم وتسخيرها في خدمة التناقض الرئيسي. وهو الخطاب القائم على مستوى التيار القومي وعلى مستوى الدول العربية في الوقت ذاته. وقد تجاوَزَتْه التطورات برأيي.
فموضوعيا التناقض الرئيسي هو مع إسرائيل، ولكن نشأت بنية اقتصادية سياسية لنخبة فلسطينية لا ترى فيه التناقض الرئيسي... وليس ذلك بسبب عدم وعيها لمصالحها، بل بسبب وعيها لها. فقد نمَّت مصالح جديدة في ظل التعاون مع إسرائيل، وفي ظل هيمنة الأخيرة.
لا يشبه الانشقاق الحالي انشقاقات فلسطينية سابقة حرَّكتها ولاءاتٌ عربية متنازعة، أو أججتها صراعات على النفوذ، أو حتى خلافات سياسية داخلية فعلية. وطبعا، يزيد تطابق الانقسام الجغرافي والسياسي بين الضفة وقطاع غزة من حدة الانشقاق الحالي، كما يزيده وضع الخطاب الديني في مقابل العلماني حدة. ولكن مميزه الأساسي أنه لم يعد يجري في إطار حركة التحرر، بل بات شرخا بين سلطة موالية للاحتلال وحركات مقاومة دينية الخطاب غالبا.
وتُستَخدَم هذه الحقيقة الثانية، أي دينية الخطاب عند حركات المقاومة، من قبل مؤيدي التسوية أو أعداء المقاومة، وحتى من قبل فصائل ضعفت مكانتها، للتهرب من المسألة المركزية. وهي الفرق بين حركات مقاومة من جهة، ومن يتعاون مع الاحتلال في قمع المقاومة من جهة أخرى.
هذه هي الحقيقة الأولى في سياق الاحتلال. لأنها تتعلق بالموقف من الاحتلال، وتميّز بين مقاومته والتعاون معه، وليس بين دينية أو علمانية من يقاوم أو يتعاون. وكانت سوف تتخذ مسارا مشابها لو كانت حركات المقاومة الفاعلة علمانية. وتتجلى هذه الحقيقة في:
أ. استبعاد سلطة أوسلو علنا لأي أداة في "الصراع" مع إسرائيل فيما عدا التفاوض. وصار اسم الصراع أصلا "خلافا" مع إسرائيل. وتتردد في الخطاب الإعلامي العربي كـ"خلاف بين الطرفين". والحقيقة أن التنازل عن العنف في حل "الخلافات العالقة" هو الموقف الذي يُعلَن عادة بعد توقيع اتفاق سلام. وهذا يعني أن العلاقة بين السلطة وإسرائيل هي علاقة سلام، أو هي علاقة تفاوُض في ظلِّ "السلام والأمن" وليس من أجل "السلام والأمن"، وهذا حتى باللغة الإسرائيلية. ومن هنا ليس ثمة ما يضغط على إسرائيل.
ب. تبنّي محمود عباس وطاقمه، الذي أصبح بعد مؤتمر فتح الأخير قيادةً رسمية للحركة، ما حاول ياسر عرفات التهرب منه طيلة فترة ترؤسه للسلطة الفلسطينية، وهو التنسيق الأمني (الجدي) مع إسرائيل. وقد كانت إسرائيل تشكو من هذا التملص العرفاتي، مؤكدة أن التنسيق الأمني بموجب أوسلو ثم خارطة الطريق، هو مهمة السلطة الأصلية، وهو كفيل بحل "مشكلة الإرهاب".
وقد أدى التنسيق الأمني المكثف مع إسرائيل مؤخرا إلى:
1. فقدان طابع وثقافة وأخلاقيات حركة التحرر الوطني، وما يفرزه ذلك من إسقاطات على الوعي الشعبي.
2. القمع المباشر للمقاومة بالقتل والسجن، وتعقيد ظروف المقاومة بشكل خاص في الضفة الغربية.
3. قيام أجهزة أمنية فلسطينية جديدة مؤلفة من أجيال جديدة لم تكن منظمة في الكفاح المسلح الفلسطيني في الخارج، وتتلقى تدريبا أميركيا عربيا تتخلله تربية عقائدية تنمّي ولاءً للسلطة وأجهزتها، وليس لمنظمة التحرير، وشطب كامل لصورة العدو الإسرائيلي واستبدالها بصورة المقاوم الفلسطيني الذي يهدد الأمن والنظام والسلم الاجتماعي ويخرق الاتفاقيات الموقعة.
4. زوال أي رادع أمام أي دولة في العالم، بما فيها الدول العربية، من التنسيق أمنيا وليس فقط سياسيا مع إسرائيل. خاصة إزاء تأسيس سابق وانتشار لمقولة "الممثل الشرعي والوحيد"، و"أصحاب القضية"، و"أهل مكة أدرى بشعابها".
ت. كما تتجلى حقيقة هذا التعاون مع الاحتلال في موقف إسرائيلي ودولي يعيد البناء في الضفة بعد الحرب على غزة، بدل أن يعيد البناء في غزة، وذلك لتعزيز منافع المواطن من تأييد سلطة في ظل الاحتلال مقارنة مع الحصار على غزة الذي "تسبب فيه" تأييد حركة مقاومة للاحتلال.
وحتى في أوج التضامن العربي والدولي مع قطاع غزة لكسر الحصار كان الاعتبار الأساسي هو مساعدة السلطة في الضفة لتشكِّل بديلا سياسيا عن حماس في أي انتخابات قادمة. وساد تنسيق كامل بين السلطة الفلسطينية وأطراف عربية بشأن إحكام الحصار على غزة، والقيام بخطوات تجهض التحركات الدولية لتخفيف الحصار، وتضع زمام المبادرة الدولية وحتى العربية الرسمية بيد سلطة أوسلو عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية.
ومن هنا تحول مؤتمر شرم الشيخ مثلا من مؤتمر لإعادة البناء في غزة إلى استعراض التفاف دولي غربي حول أنظمة الاعتدال وحول سلطة أوسلو بعد أن تعرضوا جميعا لعزلة شعبية ونقد عربي في مرحلة الحرب. وما زال الحصار على غزة يشتد. وتم إشغال الرأي العام الفلسطيني والعربي بالمصالحة في القاهرة، ثم بجولات ميتشل المكوكية، التي لا تعتبر غزة جزءا من الاتصالات.
لقد شجع هذا الواقع سلطة أوسلو على عدم التعاون بشأن التوصل إلى تفاهم للوحدة الوطنية في حوار القاهرة. فما تريده وتعلن أنها تريده هو اتفاق ببند واحد. وهو موعد وطريقة إجراء الانتخابات لرئاسة السلطة ومجلسها التشريعي. وهي تطمح لإجرائها في الضفة الغربية وغزة، أو في الضفة الغربية وحدها في حالة عدم موافقة حماس على إجرائها في غزة، ثم الطعن في شرعية حكومة غزة مع ما يرافق هذا النوع من التحريض عادة من اتهام الحركات الإسلامية بأنها تستخدم الانتخابات للوصول إلى الحكم ثم تتخلى عن فكرة الانتخابات و"الديمقراطية". وهي ادعاءات خارجة عن أي سياق.
لقد جرت انتخابات ديمقراطية لم يعترف "المجتمع الدولي بنتائجها" بل حاربها وقوضها وحاصرها بالتعاون مع الخاسر المحلي في الانتخابات. وأقيمت حكومة بديلة بقيادة من خسر الانتخابات وبقيادة رئيس حكومة حصلت قائمته على ما لا يزيد عن 2% من أصوات فلسطينيي الضفة والقطاع.
إن إجراء الانتخابات الفلسطينية وهذا التحمس الديمقراطي لإجرائها على أنقاض الديمقراطية، وذلك كبندٍ وحيدٍ على الأجندة، لا يساهم فقط في تهميش ما لم يعد قضية مؤيدي التسوية الأساسية، ألا وهو الاحتلال، بل يُشَرعِنُ استخدامَ الحصار والضغط الجسدي والنفسي في عملية انتخابية.
وإذا ما جرت الانتخابات في ظل الحصار، ودون إعادة بناء قطاع غزة، ودون تفاهم فلسطيني/فلسطيني يتضمن الإفراج عن المعتقلين السياسيين عند الحركتين، فلن تعني هذه الانتخابات سوى عملية تزوير واسعة النطاق لإرادة الشعب الفلسطيني باستخدام القوة. فالناخب الفلسطيني فيها مخيّر بين اختيار سلطة وطريق ونهج أوسلو وجنيف (أقصد جنيف غولدستون) و"منافع" دعم التسوية والتعامل مع الاحتلال، وبين استمرار الحصار. وهذا يعني إجراء انتخابات بمسدس موجه إلى جبين الناخب.
يثبت هذا الواقع الذي وصلت إليه غزة أن حركة المقاومة لا يمكن أن تستخدم قواعد اللعبة التي يتحكم فيها الاحتلال دون أن تدفع الثمن. فالانتخابات هي لعبة على منصة الاحتلال وعلى حلبة العمل السياسي العلني في ظل الاحتلال، وتولّي السلطة هو لعبة تدور على حلبة اتفاقيات أوسلو وعلى حلبة النظام الدولي الذي يتبناها، وتعني تحمل مسؤولية القيام بأود الشعب تحت الاحتلال في ظروف تدعم فيها الدول العربية التسوية وشروط الرباعية رسميا (الاعتراف ونبذ العنف والالتزام بالاتفاقيات الموقعة)، وترفض فيها دعم سلطةِ مقاومة. كما تتبنى الموقف الدولي القائل بتخيير حماس بين السلطة وتولي حاجات وهموم الناس اليومية وبين المقاومة ورفض التسوية.
هنالك بعض الثغرات في هذا الحصار الإسرائيلي العربي الرسمي المضروب حول المقاومة (وحلقته الرئيسية هي السلطة الفلسطينية التي تتعاون مع إسرائيل ضد المقاومة باسم الممثل الشرعي والوحيد). ومنها خلافات عربية/عربية تنافسية أو مملوكية الطابع، ومنها غضب عربي من استغناء السلطة عن بعض الأنظمة في تنسيقها مع أميركا وإسرائيل. (وبالعكس تحاول السلطة مؤخرا استخدام هذه العلاقات المتميزة مع أوروبا والولايات المتحدة لعرض خدماتها على دول عربية معزولة غربيا لتقريبها من وجهة نظرها ضد المقاومة).
وتناور المقاومة حاليا بين هذه القوى مستغلَّة هذه الثغرات، ومن ضمنها إمكانية رفض مصري لإصرار محمود عباس على "إجراء الانتخابات في موعدها" (!!)، وتجنيد إصرار عربي على أن الانتخابات يجب أن تجري باتفاق وليس دون اتفاق فلسطيني، وأن إعادة بناء الأجهزة يجب أن تجري في الضفة الغربية أيضا، وليس في غزة وحدها... كما تناور مستغلة فشل مقولة تجميد الاستيطان الأميركية وتراجع أوباما أمام الموقف الإسرائيلي، واستمرار التواصل الفلسطيني الإسرائيلي على أعلى مستوى رغم ذلك، وإحباط إسرائيل لمهمة ميتشل. ولكنها مناورات تهدف للبقاء والحفاظ على الذات بانتظار فرص أفضل.
التسميات: فلسطين حبيبتى, من داخل فلسطين
فلسطين الآن – وكالات - كشفت مصادر فلسطينية وثيقة الإطلاع عن أن سها عرفات، أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل تعرضت لضغوط شديدة جعلتها تنفي التصريحات التي سبق لها أن أدلت بها لصحيفة "جمهوريت" التركية، وقالت فيها إن الرئيس عرفات سبق له أن أطلعها على محضر الاجتماع الذي كشف عنه فاروق القدومي أمين سر حركة "فتح" بتاريخ الحادي عشر من الشهر الجاري، واشتكى لها من أنه غير أمين على حياته من محمود عباس ومحمد دحلان.
المحضر يبين أن عباس ودحلان، ناقشا مع أريئيل شارون رئيس حكومة الاحتلال الأسبق، بحضور وفد أميركي برئاسة وليم بيرنز، أفضل توقيت ووسيلة لقتل الرئيس الفلسطيني الراحل.
وتشير المصادر إلى أن نمر حماد أحد مستشاري عباس، ومكلفا منه، هدد سها بوقف صرف راتبها وراتب ابنتها الشهريين، إن لم تقم بسحب التصريح الذي أدلت به للصحيفة التركية.
وأكدت المصادر أن سها ذرفت الدموع حيث تقيم في مالطا في منزل فاخر يقع بجوار منزل شقيقها جبران الطويل، سفير فلسطين في فاليتا، لدى تلقيها تهديدات عباس.
وأعادت المصادر إلى الأذهان، أن سها سبق لها أن اتهمت عبر قناة الجزيرة، قبيل وفاة عرفات، أحمد قريع رئيس الوزراء في حينه، ومحمود عباس، الذي استأنف صلاحياته كأمين لسر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية فور أن تدهورت الحالة الصحية لعرفات، والدكتور نبيل شعث وزير الشؤون الخارجية في حكومة قريع، بأنهم قدموا إلى باريس من أجل "دفن عرفات وهو حي" كي يستولوا على ثروته، ويرثوا سلطاته، حيث وجهت بيانا إلى الشعب الفلسطيني بهذا المعنى.
تفاصيل الصفقة
صحيفة "لاروبوبليكا" الإيطالية نشرت تقريرا بتاريخ 22/11/2004، أي بعد عشرة أيام من إعلان وفاة عرفات، كشفت فيه النقاب عن أن سها توصلت بواسطة محمد رشيد (خالد سلام)، إلى اتفاقية مع القيادة الفلسطينية للكشف عن تفاصيل الحسابات التي يملكها زوجها عرفات، مقابل:
1. تحويل مبلغ مالي شهري بقيمة 35 ألف دولار لحسابها الخاص في البنوك الفرنسية.
2. تحويل مبلغ مليون يورو تم رصدها العام السابق إلى حسابها.
3. تحويل مبلغ 20 مليون دولار إضافي لحساباتها.
وقالت الصحيفة إن سها كانت في البداية مصممة على مناصفة ورثة عرفات البالغة 300 مليون دولار، لكن محاميها والمقربين منها نصحوها بالليونة لإيجاد حل وسط لهذه المشكلة.
مستشار مالي
وأشارت الصحيفة إلى أن بيار رزق رجل الأعمال اللبناني يقوم بمهمة مستشار سها عرفات للشؤون المالية، وهو وراء كل القرارات التي تتخذها في هذا الشأن. وقالت الصحيفة إن الصلة بين سها عرفات ورزق أبعد من ذلك، فهو من أقرب الأشخاص إليها.
ونشرت صحيفة "هآرتس" العبرية في حينه أن رزق كان خلال الحرب اللبنانية ضابطاً في جهاز المخابرات التابع لحزب الكتائب، وكان يعرف باسم أكرم، وكانت له علاقات عمل وثيقة مع إيلي حبيقة.
ورزق ماروني معروف جداً لدى الكيان، حيث أمضى بعضاً من الوقت فيها، وتمكن من خلال منصبه في حزب الكتائب من إقامة صلات مع عدد من أجهزة المخابرات في العالم، ما أدى بالسلطات اللبنانية عام 1997 إلى إصدار حكم بالإعدام بحقه بعد إدانته بالتعامل مع اسرائيل، وأنه منذ مغادرته لبنان مطلع التسعينيات يعيش في باريس، حيث صار رجل أعمال كبيرا وأجرى عددا من الصفقات مع السلطات الفلسطينية وحقق ارباحا كبيرة وفقا لمصادر غربية.
يعيد تقرير الصحيفة إلى الأذهان أن تقرير صندوق النقد الدولي لعام 2003 ذكر أنه تم خلال الفترة بين 1995 ـ 2000 تحويل مبلغ 900 مليون دولار من الموازنة الرئيسة للسلطة الفلسطينية الى حساب مصرفي خاص يشرف عليه عرفات.
وقد ظلت سها مصرة على منع قريع ودحلان وشعث من رؤية عرفات قبل التوصل معهم إلى الإتفاق المالي المشار إليه.
مشروع بكلفة 40 مليون دولار
المصادر تذكر كذلك بأن سها كانت طردت من تونس، وسحبت منها ومن ابنتها زهوة الجنسية التونسية التي منحت لهما بعد وفاة الرئيس عرفات، وذلك على خلفية خلافات مالية، انتهت بانسحاب سها من مشروع مدرسة قرطاج الدولية، الذي بلغت كلفته التقديرية 40 مليون دولار، وذلك بتاريخ 10/7/2006، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
وفي إطار الصراع على ورثة عرفات، استلمت سها بتاريخ 20/11/2004 الملف الطبي للرئيس الراحل، دون أن تتمكن من منع ناصر القدوة، إبن شقيقته من الحصول على نسخة من ذلك الملف، باعتبارهما كلاهما من أصحاب الحق في تركة الرئيس الراحل، بموجب القانون الفرنسي.
ومنذ ذلك الحين، لم تضع سها أو القدوة هذا الملف في خدمة تحقيق جاد حول سبب وفاة عرفات، بسبب منع عباس إجراء أي تحقيق بالخصوص، ومنعه تشريح جثة الرئيس الراحل، اضافة إلى التوافق الذي تم بين سها وعباس بشأن التركة.
وكانت العلاقات بين عباس وسها اتسمت بالسوء البالغ قبل وفاة عرفات. وتعيد المصادر إلى الأذهان أن عباس هدد بعدم التوجه إلى واشنطن على طائرة عرفات ليوقع اتفاق اوسلو إن صعدت سها إلى طائرة الرئيس، حيث تمت إعادتها من مطار تونس إلى بيتها في العاصمة التونسية.
غير أن صفقة التركة، جعلت سها تتخلى عن التعبير عن احقادها على عباس، التي صنعت له (الأحقاد) مؤيدين في صفوف "فتح" ومنظمة التحرير في حينه.
أحقاد بلا صفقات
وبخلاف ذلك، فإن القدومي لم يتوصل إلى صفقة مماثلة مع سها، وهو الذي كان يرفض زواج عرفات منها، مثله مثل عباس، فضلا عن أنه أطلق تصريحا قويا ضد سها، ردا على بيانها الذي وجهته للشعب الفلسطيني عبر قناة الجزيرة.
أعرب القدومي يومها (8/11/2004) عن الأسف للاتهامات التي وجهتها سها عرفات إلى كبار المسئولين الفلسطينيين بالتآمر على زوجها، وقال لذات القناة (الجزيرة) "لا شك أن الأوضاع النفسية التي تمر بها السيدة سها عرفات عندما تجد زوجها في حالة مرضية صعبة (..) هي التي أدت بها إلى الإدلاء بمثل هذه التصريحات".
وأضاف بلغة تقلل من شأن سها "إن هذه الإنسانة تكون قد فقدت الاتزان عندما تدلي بمثل هذه التصريحات".
وتخلص المصادر إلى أن ضغوط عباس، عبر نمر حماد، تفوقت على أحقادها على خليفة زوجها الراحل، وجعلتها تنفي تصريحها لصحيفة "جمهوريت" التركية.
كما أن هذه الضغوط، متزاوجة مع أحقادها على القدومي، لمناصرته وحدة القيادة الفلسطينية في حينه، جعلت سها توافق على قراءة النص المسيء للقدومي، الذي أعده لها نمر حماد، دون أن يقتصر على نفي تصريحها السابق، حيث تم تضمينه فقرات تحريضية ضد القدومي. فالنص نفى أن تكون سها قد اطلعت على الوثيقة التي كشف عنها القدومي، ويضيف إدانة للقدومي بـ "استغلالها (الوثيقة) من أجل حسابات ومصالح"، متجاهلا نص حماد أن هذه الفقرة بالذات تؤكد ضمناً وجود الوثيقة، كما تلفت المصادر..!
وكانت سها أبلغت الصحيفة التركية أن عرفات سبق له أن أطلعها على المحضر، وأبلغها أنه يخشى على حياته من عباس ودحلان.
ولم ينس حماد أن يقوّل سها "أؤكد كامل الثقة والتأييد بالرئيس أبو مازن رفيق درب أبو عمار وأخيه، وأرفض هذا التجني اللا مسئول ضده، وسأقوم عبر القنوات القضائية التركية برفع دعوى ضد من نشروا هذه الأكاذيب وزجوا باسمي فيها"، وبطبيعة الحال، لم تحرك أي دعوى قضائية بعد، وهو الأمر المؤكد عدم حدوثه.
تتساءل المصادر: هل يعقل أن تكون سها الطويل أكثر وفاء للقدومي من عرفات، وهي التي أعلنت فور إبرام الصفقة "إن سر وفاة الرئيس دفن في مكان دفن جثمانه"، وامتنعت عن تسليم الملف الطبي لجهة تحقيق نزيهة، تحت غطاء تواصل الخلاف على من هم أصحاب الحق..؟!
التسميات: فلسطين حبيبتى
التسميات: فلسطين حبيبتى
محمد سيف الدولة
منذ عام 1993 ، و هناك روايتان عن الاتفاقيات الفلسطينية الاسرائيلية المشهورة باسم اوسلو ، رواية فلسطينية ، و أخرى صهيوينة :
اما عن الرواية الفلسطينية و مع افتراض حسن النوايا ، فتقدمها لنا جماعة السلطة ، وتروج لها الانظمة العربية وخلاصتها :
§ ان التسوية مع اسرائيل هى الممكن الوحيد فى ظل موازين القوى الدولية الحالية ، خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتى ، وانفراد الولايات المتحدة بالعالم .
§ وان حلم تحرير كامل التراب الفلسطينى غير واقعى وغير ممكن .
§ وان الممكن الوحيد هو الحصول على دولة فلسطينية كاملة السيادة فى الضفة الغربية وغزة ، عاصمتها القدس الشرقية ، خالية من اى مستوطنات اسرائيلية ، مع التمسك بحق العودة لللاجئين الفلسطينين .
§ وان الطريق الوحيد لذلك هو التفاوض السلمى ، فالمواجهة العسكرية مع اسرائيل هى عملية انتحارية ، ولن تؤدى الى شىء .
§ ولكى تقبل اسرائيل قيام دولة فلسطينية ، فلابد من الاعتراف بشرعية وجودها ، والتنازل عن فلسطين 1948 ، ونبذ العنف والمقاومة ، وتوحيد الصف الفلسطينى تحت قيادة السلطة الفلسطينية ، فهى الطرف الوحيد الذى تعترف به اسرائيل والمجتمع الدولى وتقبل التعامل معه .
§ وان خروج حماس واخواتها عن شرعية السلطة وشرعية اوسلو ، يضعف من موقفها التفاوضى ويعيق تحقيق الحل النهائى .
§ وانه اذا توفرت هذه الشروط ، فانهم سيحصلون على دولة فلسطينية ان عاجلا ام آجلا
§ ولكن لابد اولا من ترتيب الوضع الامنى الفلسطينى بما يطمئن اسرائيل .
§ وان هذا اقصى ما يمكن ان يحققه الجيل الحالى ، وعلى من لا يقبله ، ان يعتبره حلا مرحليا ، ومقدمة للحل النهائى المتمثل فى تحرير كامل التراب الفلسطينى ، وهى مهمة الاجيال القادمة عندما تتغير موازين القوى الى الافضل .
* * *
اذن ، خلاصة الرواية الفلسطينية : ان اوسلو هى اتفاقيات تحرير هدفها الرئيسى هو اقامة دولة فلسطينية مستقلة فى الضفة الغربية وغزة ، مع بعض الاستحقاقات الامنية لطمأنة اسرائيل .
* * * * *
اما عن الرواية الصهيوينة ، فلقد قدمها بجلاء نتنياهو فى خطابه الاخير فى وخلاصتها :
§ ان فلسطين هى ارض اسرائيل التاريخية منذ 3500 عاما ، بالاضافة الى يهودا والسامرة !
§ يختص بها الشعب اليهودى وحده
§ و لذلك ان دولة اسرائيل هى بالضرورة دولة يهودية
§ وان الرفض العربى والفلسطينى للاعتراف باسرائيل هو اصل المشكلة
§ وان على كل الفلسطينيين ان يعترفوا باسرائيل ، وبحقها فى ارضها التاريخية
§ وان ينزعوا سلاحهم فورا ، نزعا كاملا و نهائيا ودائما .
§ وان هذه هى المهمة الرئيسية وربما الوحيدة للسلطة الفلسطينية ، مهمة تصفية الارهاب ( المقاومة ) ونزع السلاح الفلسطينى ، ودفع كل الفلسطينيين الى الاعتراف الفعلى باسرائيل . والكف عن الحديث على فلسطين 1948 .
§ بعد ذلك فقط وليس قبله ، يمكن الحديث عن دولة فلسطينية ما ، منزوعة السلاح ، منزوعة السيادة ، لاسرائيل السيطرة على اوضاعها الامنية ، وعلى علاقتها الخارجية ، وعلى حدودها وعلى كل ما من شأنه تهديد أمن اسرائيل .
§ مع العلم بان القدس الموحدة ستظل دائما عاصمة لاسرائيل ، و ان المستوطنات باقية . وانه لا عودة لاى فلسطينى الى اسرائيل اليهودية .
* * *
خلاصة الرواية الصهيونية اذن : ان اتفاقيات اوسلو هى بالاساس اتفاقيات امنية لخدمة امن اسرائيل ، مع بعض الاستحقاقات الفلسطينية المحدودة و المشروطة و المؤجلة ، والتى لن تصل ابدا الى دولة ذات سيادة .
* * * * *
أين الحقيقة بين الروايتين ؟
لا شك ان الرواية الصهيونية هى الاكثر تطابقا مع النصوص ومع الواقع :
§ فقراءة نصوص اتفاقية اوسلو واخواتها ، وخطاب اعتراف منظمة التحرير باسرائيل ، وتوصيات مؤتمرات مكافحة الارهاب وعلى الاخص مؤتمر شرم الشيخ 1996 ، و اتفاقات شرم الشيخ 2000 ، والقاهرة 2001 ، و خطة ميتشل 2001 ، ووثيقة تينت 2002 ، وخريطة الطريق 2003 ، وخطاب التطمينات الامريكى 2004 ، والاتفاقيات الامنية الامريكية الاسرائيلية المتعددة ، و التصريحات المتكررة للرؤساء الامريكيين بما فيهم أوباما ، وشروط الرباعية ، واتفاقية فيلادلفيا بين مصر واسرائيل 2005 ، واتفاقيات المعابر وغيرها . نقول اى قراءة فى كل هذه النصوص والوثائق سترصد ملمحين رئيسيين متلازمين :
1) الملمح الاول هو تحديد شديد الدقة لطبيعة الالتزامات الامنية للسلطة الفلسطينية ضد ما اسموه بالارهاب والارهابيين ، من حيث المهام و الشراكة والتنسيق مع اسرائيل ، وبرامج وجداول التنفيذ ، و التدريب للعناصر الامنية الفلسطينية وكيفية تمويلها ... الخ . مع المتابعة والرقابة والحساب العسير عند التقصير .
2) اما الملمح الثانى فهو تعويم وتمييع وابهام لكل ما يتعلق بقضايا الحل النهائى ، حول الدولة الفلسطينية من حيث المفهوم والسيادة اوالمستوطنات والقدس والحدود والمعابر واللاجئين و المياه ..الخ
§ اما على المستوى العملى وعلى ارض الواقع فان السياسات الصهيوينة تؤكد كل اليوم اننا بصدد تسوية امنية من أجل اسرائيل وليس تسوية سياسية من أجل الفلسطينيين : فالمستوطنات والجدار العازل وحواجز الطرق وتصفية واغتيال قادة المقاومة ، و 11 الف معتقل داخل السجون الاسرائيلية ، والتهويد النشيط للقدس ، والتعاون الصهيونى الفلسطينى المصرى لغلق المعابر وفرض الحصار على غزة ، واخيرا وليس آخرا العدوان الاجرامى الاخير على غزة فى يناير الماضى . كل ذلك وغيره هو تطبيق وتفعيل لاستراتيجية امنية صهيوينة واضحة ومحددة الاهداف والمعالم والادوات بتعاون وتوظيف كامل لاجهزة السلطة الفلسطينية و جماعة أوسلو .
§ وفى المقابل لم يتم اى انسحاب فعلى للقوات الصهيوينة من الاراضى المحتلة عام 1967 تفعيلا لاتفاقيات التسوية .، ما عدا انسحابها من غزة عام 2005 تحت ضغط المقاومة الفلسطينية ، وليس تنفيذا لاستحقاقات السلام .
اما ما تم فى المرحلة الاولى 1993 ــ 2000 فلم يكن اكثر من اعادة انتشار وتوزيع للقوات الصهيوينة ، و هو ما ثبت لاحقا عدم جدواه وجديته ، فالضفة الغربية لا تزال سداح مداح لهذه القوات ، تقتحمها متى شاءت لتعتقل وتقتل وتدمر و تنسحب لتعود مرات أخرى .
* * * * *
أما بعد :
§ فإنه قد آن الاوان للتحرر من اتفاقيات اوسلو ، فـ 16 عاما من الفشل والفتنة والانقسام واضاعة الوقت والجرى وراء الاوهام ، والتحالف مع العدو والتخديم على أمنه ، واضفاء الشرعية على ما يقوم به من عمليات قتل وإغتيال واعتقال لاهالينا و شهدائنا باسم السلام والتسوية ، و تضليل الراى العام الفلسطينى والعربى والعالمى . نقول 16 عاما من كل ذلك تكفى وتزيد . وهى سنوات ضاعت بلا ثمن وبلا مقابل : فاسرائيل لن تعطيكم شيئا ، وان فعلت فستعطيكم مسخ كيان فلسطينى خاضع وتابع ، يستمد بقاءه ووجوده من فتات ما تجود به اسرائيل . وما ستعطيه ونقبله الآن سيكون آخر المطاف لعقود طويلة وربما للابد . فترتيبات الحرب العالمية الاولى للوطن العربى من تقسيم وتجزئة ، ما زالت قائمة حتى الآن .
§ وفشل التسوية كان واضحا منذ البداية ، ولكنه تجلى للجميع بعد العدوان الأخير على غزة . فمنذ تلك اللحظة كان يتوجب على الجميع الانسحاب الفورى من مشروعات التسوية مع العدو : سواء أوسلو او كامب ديفيد او وادى عربة ، او مبادرة السلام العربية .
§ والعودة مرة أخرى الى الطريق الواضح الفطرى البسيط ، الذى سلكته وتسلكه كل الامم المحترمة ، وهو طريق تحرير كامل التراب الوطنى بالمقاومة والكفاح المسلح ، وعدم التنازل عن شبر واحد من ارض الاجداد والآباء والأحفاد ، مهما اختلت موازين القوى .
§ وهو طريق شاق وطويل ولكنه يظل الممكن الوحيد .
* * * * * * * *
القاهرة فى 18 يونيو 2009
التسميات: فلسطين حبيبتى
http://www.facebook.com/topic.php?uid=44115358401&topic=7624
منذ وصول حركة حماس إلى السلطة في أول انتخابات تشارك فيها (يناير 2006م)، والمؤامرات تُحاك ضدها من الصديق قِبل العدو.
فقد رفضت حركة فتح- بالرغم من أنها المهزومة في الانتخابات بعد 40 عامًا من قيادتها لحركة التحرير- دعوة حماس إلى المشاركة في تشكيل حكومة وحدة وطنية؛ وذلك بهدف توريط حماس من خلال المجتمع الدولي وكذلك بعض دول الجوار، فتم ضرب حصار اقتصادي شديد على حكومة هنية الأولى التي قام بتشكيلها في مارس 2006م، ووضعت اللجنة الرباعية الدولية (تضم الولايات المتحدة، روسيا، الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة) العقدةَ في المنشار حيث طالبتها- أي حماس- بضرورة الاعتراف بالكيان الصهيوني، والتخلِّي عن العنف (في الإشارةِ إلى المقاومة) كشرطٍ للتعامل معها.
وإزاء رفض حماس كانت النتيجة فرض الحصار أولاً، ثم الضغط على الرئيس أبو مازن من أجل حلِّ حكومة حماس وتشكيل حكومة طوارئ جديدة، والدعوة إلى انتخاباتٍ مبكرة مقابل تقديم المساعدات له، وفي حالة عدم استجابته لذلك، فإن الجزاء هو حرمان أبو مازن من هذه المساعدات.
وفي هذه البيئة المتواطئة داخليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، كان على حماس أن تواجه قدرها المحتوم باعتبارها حركة مقاومة إسلامية ذات مشروعٍ إسلامي متكامل يرفضه الجميع، ومن ثَمَّ تكاتف الجميع ضدها، كما تم قلب الحقائق لتشويه الصورة، وإبرازها على أنها حركة فاقدة للشرعية، وأنها حركة انقلابية قامت بالهيمنة على غزة فيما عُرِفَ زورًا وبهتانًا بانقلاب غزة (يونيو 2007م)، ومن بعدها بدأت حملات أخرى لتشويه الصورة، وخنق حماس اقتصاديًّا عبر فرض الحصار عليها بهدف تذمُّر أهل غزة منها، ومن ثَمَّ الإطاحة بها.
ومع فشل هذا الحصار الذي استمرَّ قرابة عام ونصف العام، أعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير رئيس اللجنة الرباعية الدولية فشل سياسة الحصار، ومن ثم لا بد من البحث عن بدائل أخرى لتطويق الحركة، ومن بينها الخيار العسكري، ولم تَمْضِ على كلمات بلير عدة أيام حتى قام الكيان الصهيوني بإعلان الحرب على غزة في 27 ديسمبر 2008م.
وفي هذه الورقة سوف نحاول الرد على بعض الشبهات المثارة ضد حماس، ومنها:
1- هل انقلبت حماس على الشرعية الفلسطينية فيما عُرِفَ باسم انقلاب غزة؟
2- هل أخطأت حماس برفض المشاركة في مؤتمر المصالحة الوطنية بالقاهرة (10 نوفمبر 2008م)؟
3- هل أخطأت حماس بشأن إعلان انتهاء الهدنة مع الكيان الصهيوني منتصف ديسمبر الماضي، والتي ترتب عليها إعلان الكيان الحربَ عليها؟
4- هل حماس تُشكِّل تهديدًا للأمن القومي المصري؟ وهل ترغب في توطين الفلسطينيين في سيناء؟ وهل هي امتداد للمشروع الإيراني أو الطالباني؟ وماذا عن قتلها الضابط المصري؟
5- هل لا يجوز لمصر فتح معبر رفح بسبب اتفاقية المعابر؟
وفيما يلي الرد على هذه الحجج.
هذا القول مردود عليه من عدة أوجه:
أ- في البداية فإن القول بانقلاب غزة هو قول غير صحيح؛ لأن الانقلابَ يقوم به مجموعةٌ من الأشخاص ليسوا في السلطة ضد السلطة القائمة، وحماس في حينها كانت في السلطة من خلال رئاستها للحكومة، فكيف تنقلب الحكومة على نفسها؟! ومن ثَمَّ فإن القول بفكرةِ الانقلاب غير صحيحة.
ب- الأمر الثاني أن ما قامت به حماس كحكومةٍ كان في إطار الحفاظ على السلم والأمن في غزة، وهذا من صميمِ المهام المنوطة بها، خاصةً إذا ما عرفنا أن هناك مخططًا أمريكيًّا بالتعاون مع بعض دول الجوار الموصوفة بالمعتدلة "مصر والأردن" بالإضافة إلى السعودية والأردن لتمكين فتح من السيطرة الأمنية على غزة، وإحداث نوعٍ من الفوضى هناك يترتب عليها قيام الرئيس عباس بإقالة حكومة حماس من أجل تجريدها من الشرعية وتشكيل حكومة بمعرفته.
هذا المخطط كشفت عنه مجلة (فاينتي فير) الأمريكية في مارس 2008م؛ حيث أشارت إلى أن الرئيس بوش قام بالتصديق على خطة سرية عهد بتنفيذها لوزيرة خارجيته كوندوليزا رايس ومستشار الأمن القومي إليوت أبرامز، تستهدف إشعال حرب أهلية فلسطينية من خلال تعزيز قوات من حركة فتح بقيادة مسئول الأمن الوقائي محمد دحلان (الذي عيَّنه أبو مازن مستشارًا أمنيًّا له ومشرفًا على الأجهزة الأمنية كلها) بالأسلحة من أجل الإطاحة بحماس.
ويلاحظ أن حكومة إسماعيل هنية عرفت بهذا المخطط وقامت بإبلاغ أبو مازن به من أجل وقفه، لكن أبو مازن لم يحرك ساكنًا، ومضى دحلان في تنفيذ مخططه في تصفية عناصر حماس من خلال أعمال الاغتيالات والاعتقال وغيرها، وهو ما تطلَّب من حماس، بحكم كونها تُشكِّل الحكومة، القضاء على هذه الفوضى وعودة الأمن والأمان إلى القطاع، ومن ثم تم تصوير سيطرتها على المقار الأمنية بأنها انقلاب، وبالتالي قام أبو مازن باستغلال الحدث وقام بإقالة حكومة هنية.
وهنا لا بد من توضيح بعض الأمور القانونية بشأن قرار الإقالة، هو أنه وفقًا للقانون الفلسطيني تتحول الحكومة الحاليَّة (في حال الإقالة)- أي حكومة حماس- إلى حكومة تصريف أعمال (حكومة انتقالية) لحين إجراء انتخابات جديدة، ومعنى هذا أن قرار الإقالة وتبرير ذلك بالانقلاب أمر غير دستوري، ومن ثم لا يجوز للرئيس حل حكومة حماس وتشكيل حكومة طوارئ غيرها.
وهنا يجب توضيح نقطة أخرى؛ هي أنه في الأحوال الطبيعية فإن الرئيس يجوز له فقط إقالة رئيس الحكومة وتكليف شخص آخر بتشكيل الحكومة وأخذ موافقة البرلمان على ذلك، ولما كان البرلمان تسيطر عليه حماس؛ لذا فإن أبو مازن لم يُقدِم على هذه الخطوة، وعمل على الالتفاف عليها من خلال الحديث عن الطوارئ.
ثانيًا: هل أخطأت حماس برفض المشاركة في مؤتمر المصالحة الوطنية بالقاهرة (10 نوفمبر 2008م)؟
في البداية ينبغي تأكيد أن حماس تسعى إلى وحدة الصف الفلسطيني وعدم إحداث حالة من الفرقة والتشرذم؛ لأن ذلك لن يفيد إلا العدو (الكيان الصهيوني)، وقد بدا هذا بوضوح بعد فوز حماس في الانتخابات عام 2006م؛ إذ طلبت من فتح مشاركتها في تشكيل الحكومة، بالرغم من أن فتح خسرت هذه الانتخابات، لكن حماس لا ترى أن الأمر غالب ومغلوب، ومن ثم كانت المفاجأة أن فتح صاحبة الأقلية هي التي رفضت ذلك؛ ليس تسليمًا منها بقواعد الديمقراطية، ولكن بهدف توريط حماس (خاصةً أنها تعلم أن المجتمع الدولي متفق معها في رفض حماس) وإظهار عجزها عن إدارة دفة شئون البلاد، ومن ثم حدوث تمرد داخلي عليها، وهو ما ظهر بوضوح بعد ذلك؛ حيث اشترطت فتح للمشاركة في الحكومة الحصول على بعض الوزارات السيادية، خاصةً الداخلية والمالية، وانتهي الأمر بقرار أبو مازن حل حكومة هنية في ديسمبر 2006م.
هذه المقدمة مهمة لمعرفة الموقف المبدئي لحماس من قضية المصالحة.
الأمر الثاني أن حماس لا تعترض على أي وسيط ما دامت تتوافر فيه المعايير الدولية لهذه الوساطة، وأهمها الحياد؛ لذا عندما عرضت مصر الوساطة لم تعترض حماس، لكنها رفضت أسلوب الوساطة، والورقة المصرية المُقدَّمة في هذا الشأن؛ حيث كانت لها عدة ملاحظات على هذه الورقة، لكن الطرف المصري أصّر على قبول هذه الورقة بدون أي تعديل، وهو ما ترتب عليه رفض حماس حضور مؤتمر المصالحة في مصر، وتركزت أبرز نقاط الرفض فيما يلي:
1- رفض السلطة الفلسطينية الإفراج عن معتقلي حماس في الضفة الغربية (يُقدَّر عددهم بحوالي 400 شخص، وارتفع بعد ذلك إلى 600 شخص) كبادرة حسن النية، خاصةً بعدما قامت حماس بالإفراج عن معتقلي فتح لديها.
2- العرض المُقدَّم في المبادرة كان ضئيلاً وهزيلاً للغاية، من وجهة نظر حماس؛ إذ تنص المبادرة على تشكيل حكومة وحدة وطنية بقيادة فتح "بالرغم من أنها الأقلية"، ويكون لحماس (صاحبة الأغلبية) بعض الوزارات غير السيادية!!.
3- أن المبادرة تتيح للرئيس أبو مازن تمديد فترة ولايته الدستورية "التي تنتهي في 8 يناير 2009م" لمدة عام لكي تنتهي مع انتهاء المدة القانونية للمجلس التشريعي "يناير 2010".. هذا التمديد يحمل خطورة كبيرة؛ لأن أبو مازن يمكن خلال هذا العام التفاوض مع الكيان الصهيوني، وبالتالي تصفية المقاومة كأحد شروط الكيان في عملية التفاوض.
4- رفض مصر الاستجابة لنداء حماس بالإفراج عن أحد أعضائها في السجون المصرية، بل تم اعتقال عدد آخر من أنصارها.
5- أن حماس لم تكن الوحيدة التي تحفَّظت على المبادرة، وإنما شاركتها ثلاثة فصائل أخرى؛ في مقدمتها حركة الجهاد.
ومن هنا فإن حماس تقبل بالمصالحة الوطنية العادلة لا التسوية الظالمة بهذا الشكل، لكن يبدو أن هذا الرفض أثار حفيظة مصر التي هددت خالد مشعل- على لسان رئيس المخابرات عمر سليمان وفق ما ذكرته صحيفة (العرب) القطرية- بأنه سيدفع الثمن غاليًا .
ثالثًا: هل أخطأت حماس بشأن إعلان انتهاء الهدنة مع الكيان الصهيوني منتصف ديسمبر الماضي والتي ترتب عليها إعلان الكيان الحرب عليها؟
أما الشبهة الثالثة الخاصة بإعلان حماس انتهاء الهدنة المُوقَّعة بينها وبين الكيان الصهيوني بوساطة مصر في 19 يونيو 2008م بشأن التهدئة في غزة وعدم إطلاق المقاومة الصواريخ تجاه الكيان مقابل فتح المعابر، وعدم قيام الكيان بأي اعتداءٍ تجاه غزة، وهو ما ترتب عليه قيام الكيان باجتياح غزة.. فهي مردود عليها كالتالي:
1- أن قرار الكيان الصهيوني ضرب غزة له اعتبارات سياسية بغض النظر عن قيام حماس بإنهاء التهدئة أم لا، بمعنى أن الكيان سيضرب غزة، سواء التزمت حماس بالتهدئة أم لا، ولعل تجربة الكيان في اجتياح شمال غزة في فبراير 2007م في إطار عملية الشتاء الساخن، والتي راح ضحيتها أكثر من مائتي شهيد خير دليل على ذلك؛ حيث قال أولمرت بالحرف الواحد في حينها: "إن خطة الاجتياح كانت معدة سلفًا، وليس لها علاقة بقيام حماس أو غيرها من فصائل المقاومة بإطلاق الصواريخ على المدن الصهيونية".
2- أن الكيان الصهيوني هو الذي خرق التهدئة فعليًّا وجعلها حبرًا على ورق، وهذا بالأرقام والبيانات.
الكيان الصهيوني حسب إعلان حركة الجهاد الإسلامي خرقت الاتفاق ١٩٥ مرةً، وذكرت وكالة (قدس برس) أنه منذ بدء التهدئة في 19/6 وحتى أول ديسمبر الحالي، قتل الكيان ٤٣ فلسطينيًّا، وطبقًا لبيانات المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فإن معبر رفح خلال ١٢٨ يومًا (من 26/6 إلى 30/10) ظلَّ مغلقًا طيلة ١٢٢ يومًا، وفتح جزئيًّا عدة أيام، وهو ما ترتب عليه حرمان ٤٦٠٠ مواطن من سكان القطاع من السفر خارج القطاع للعلاج أو مواصلة الدراسة، كما ظلَّ معبر بيت حانون مغلقًا بالكامل طوال تلك الفترة، أما معبر المنطار (كارني) فقد أغلق في وجه الصادرات والواردات من وإلى قطاع غزة طول ١٠٦ أيامٍ بصورة كلية (بنسبة ٨٣٪)، وفُتح لإدخال كميات محدودة لمدة ٢٢ يومًا (أي نحو ١٧٪) خلال الفترة التي تناولها التقرير، ومعبر ناحل عوز (المخصص لإمداد قطاع غزة بالوقود) أُغلق بشكلٍ كلي لمدة ٤١ يومًا، وفتح ٨٧ يومًا؛ أدخل خلالها ٣٩.٦٪ من حاجة القطاع من الوقود.
أما معبر صوفا المخصص لدخول المساعدات الإنسانية فقد أغلق بشكل كلي لمدة ٤٥ يومًا، وفُتح لمدة ٨٣ يومًا، وبالنسبة لمعبر كرم أبو سالم فقد أغلق لمدة ٨٨ يومًا وفتح لمدة ٤٠ يومًا (3).
ومعنى هذا أن الكيان لم يلتزم بالاتفاق، واستهدف منه تجويع وتركيع الفلسطينيين، فهل المطلوب هو الاستسلام لذلك؟!
3- أن قرار إنهاء الهدنة ليس قرار حماس بمفردها، وإنما كان قرار ثلاثة فصائل أخرى؛ هي: الجهاد، الجبهتين الشعبية والديمقراطية، فلماذا إذن تحميل حماس المسئولية بمفردها عن هذا الأمر؟!
4- أن فكرة ضرب غزة كانت مثار جدل كبير داخل الأوساط الصهيونية. صحيح أن المؤسسة العسكرية كانت جاهزةً للغزو، لكن كان هناك انقسام سياسي شديد بشأن هذا التدخل من عدمه، خاصةً في حالة فشله؛ فإن الخسارة ستكون كبيرةً لليفني وباراك في الانتخابات، والعكس صحيح أيضًا، ومعنى هذا أن حماس لم تعلم علم اليقين أن الكيان الصهيوني سيضرب غزة في حالة قيام الفصائل بإنهاء التهدئة؛ لذا فلا ينبغي تحميلها المسئولية.
لقد أثار النظام المصري عدة شبهات بشأن فتح معبر رفح لدخول الفلسطينيين؛ لعل أبرزها أن هؤلاء يشكلون تهديدًا للأمن القومي المصري، ويرغبون في الاستيطان في سيناء وعدم العودة إلى غزة، وأن حماس تسعى إلى إقامة إمارة إسلامية على حدود مصر على غرار طالبان، وأنها تابعة لإيران، كما أن حماس قامت بقتل الجندي المصري الذي يدافع عن الحدود.
وفي الحقيقة فإن هذه الشبهات مردود عليها، ولكن قبل ذلك ينبغي تحديد المقصود بالأمن القومي؛ فبالرغم من وجود تعريفات كثيرة لهذا المفهوم، إلا أن الدكتور عبد المنعم المشاط الذي كان هذا المفهوم موضوع رسالته للدكتوراه يُعرِّفه بأنه "أي عمل من شأنه التأثير في قدرة الدولة على حماية مصالحها القومية"، وبالتالي فإن السؤال هو: هل هؤلاء الفلسطينيون الذين يرغبون في العبور إلى مصر من أجل شراء الطعام والدواء لذويهم المحاصرين؛ يشكِّلون تهديدًا للمصالح القومية؟! مع العلم بأنهم يدفعون مقابل هذه السلع والخدمات "قُدِّر ذلك بـ250 مليون جنيه خلال خمسة أيام من دخولهم رفح المصرية في يناير 2008م".
ثانيًا: أن هؤلاء لا يرغبون في الاستيطان في مصر أو سيناء؛ فهذه فكرة غير صحيحة يروِّج لها الكيان الصهيوني بهدف إحداث الوقيعة بين هؤلاء ومصر، خاصةً أن فلسطينيِّي غزة لم يغادروا القطاع منذ احتلال الكيان الصهيوني له عام 1967م، فلماذا يتركونه الآن؟! بل إن كل الحسابات الصهيونية أن الكيان الصهيوني غير قادر على البقاء في قطاع غزة لفترة طويلة، ويتمنَّى أن تستيقظ ذات صباح ليرى غزة ملقاة في البحر، فكيف إذن الحديث عن أن هؤلاء سيتركون غزة ويذهبون إلى سيناء للإقامة الدائمة بها؟! وهو أمر يرفضه المواطن الفلسطيني، وكذلك معظم القوى السياسية التي تطالب بحق العودة للاجئين الفلسطينيين من كل أنحاء العالم، وهو أحد الملفات المهمة والشائكة في مفاوضات الوضع النهائي مع الكيان الصهيوني، كما أنه مطلب رئيسي لحركة حماس.
ومن هنا ينبغي التفرقة بين شخص يرغب في الذهاب إلى بلد آخر لشراء بعض احتياجاته، وشخص يرغب في الاستيطان والبقاء، ولم يقل أحد من القيادات السياسية أو حتى الشعب الفلسطيني إنهم يرغبون في البقاء والاستيطان في سيناء، بل إن هؤلاء الموجودين في الجانب المصري، والذين يطلق عليهم اسم العالقين، عادوا إلى غزة في عز القصف الصهيوني لها.
أما بالنسبة للربط بين حماس وطالبان أو إيران فإن الذي يقول بذلك شخص جاهل لم يطّلع على الميثاق التأسيسي لحماس، كما لم يعرف الخط الفكري لحماس المنبثق من فكر الإخوان المسلمين القائم على التدرج في التغيير ونشر الفكرة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة، بعكس الفكر الطالباني السلفي الذي لا يأخذ بمبدأ التدرج في الدعوة، وكذلك الفكر الثوري الإيراني القائم على تصدير الثورة، هذا بخلاف الفروق بين المذهب السني والشيعي.
لذا فحماس ترغب أولاً في التخلص من الاحتلال الصهيوني، وثانيًا إقامة مجتمع يحتكم إلى الشريعة وفق خطوات متدرجة داخل فلسطين فحسب، وهذا هو نهج حماس في التعامل مع دول الجوار، بل ودول العالم؛ فهي لا تتدخَّل في شئون هذه الدول، ولا ترغب في تصدير نموذجها الإسلامي إليها، وأبرز مثال على ذلك هو عدم تأثرها في علاقتها بالحكومة والنظام المصري بعلاقة هذا النظام بالإخوان.
ففي الوقت الذي كان فيه النظام المصري يقوم بالتضييق على الإخوان كانت حماس تتعامل مع هذا النظام، خاصةً في بند المصالحة، وعندما رفضت هذه المصالحة كانت لاعتبارات خاصة بالقضية الفلسطينية، وليست خاصة بإخوان مصر وموقف الحكومة منهم.
ومن ثم فإن الذي يعمل على التهويل بشأن خطر حماس هو شخص إما جاهل بأفكار حماس، أو شخص ينسى التاريخ، وكيف أن الكيان الصهيوني (لا حماس) هي التي تشكل- ولا تزال- تهديدًا للأمن القومي المصري، وهو ما ترتب عليه خوض مصر أربعة حروب ضد الكيان الصهيوني؛ ليس دفاعًا عن فلسطين في المقام الأول، ولكن دفاعًا عن الأمن القومي المصري، وهو ما يؤكده الأستاذ فهمي هويدي في مقاله المنشور بـ(الأهرام) تحت عنوان "حكاوي الأمن القومي" (19 فبراير 2008م)؛ حيث يقول: "إن مصر حين حاربت في فلسطين كانت في حقيقة الأمر تدافع عن خط دفاعها الأول كدولة كبرى في المنطقة، بأكثر مما كانت تدافع عسكريًّا عن الشعب الفلسطيني الذي أصبحت قضيته هي قضية مصر.
آية ذلك أن مصر في عام 1948م دخلت الحرب بقرار من الجامعة العربية التي أدركت أن الخطر يهدد أمن الأمة، ولم تكن مصر وحدها في ذلك، وإنما دخلت معها قوات من الأردن والعراق وسوريا والسعودية، إضافةً إلى جيش الإنقاذ الذي انخرط فيه متطوعون من كل الدول العربية.
وفي عام 56 حاربت مصر دفاعًا عن نفسها بعدما أمَّمت قناة السويس، ومن ثم تعرضت للعدوان الثلاثي الذي شاركت فيه فرنسا وبريطانيا مع الكيان الصهيوني، ولم تكن فلسطين طرفًا في الموضوع.
أما حرب 67 فلم تكن فلسطين طرفًا فيها أيضًا، وكان الهدف الحقيقي منها استعادة السيادة على المضايق التي فقدتها مصر في حرب 56 "مضايق تيران"، وحين أغلقتها في وجه السفن الصهيونية من دون أن يكون لديها خطة واضحة لتحمل تبعات هذا الإجراء؛ فإنها ووجهت بهجوم صهيوني كاسح، أدى إلى مفاجأتها وهزيمتها التي شملت دولاً عربية أخرى؛ هي:
الأردن وسوريا وفلسطين.
وأخيرًا فإن حرب 73 لم تكن فلسطين أيضًا طرفًا فيها، ولكن مصر هي التي بادرت إليها لتستعيد سيادتها على سيناء كما هو معلوم".
ومن هنا فإن الكيان الصهيوني- لا حماس أو أي فصيل فلسطيني آخر- يشكل تهديدًا للأمن القومي المصري، كما أن الدعم الإيراني لحماس لا يرجع لكونها حركة شيعية مثل حزب الله بقدر كونها حركة مقاومة يجب على جميع دول العالم وفق ميثاق الأمم المتحدة- لا إيران فحسب- الوقوف معها وتأييدها بشتى السبل من أجل التخلص من الاحتلال.
وبالنسبة لاتهام حماس بقتل الضابط المصري كما روَّج بذلك الإعلام المصري، فإننا نسرد في هذه القضية شهادة الدكتور عبد القادر حجازي أمين لجنة الإغاثة بنقابة أطباء مصر، وأحد شهود العيان لحادث مقتل الضابط المصري عند معبر رفح؛ حيث ذكر أن القصف الصهيوني على الشريط الحدودي بين مصر وغزة تسبَّب في انهيار جزء من السور الأسمنتي على الجانب الفلسطيني؛ مما أدى إلى اندفاع بعض الفلسطينيين إلى داخل الحدود المصرية"، وأنه "نتيجة اندفاع الفلسطينيين تصدَّت قوات الأمن المصرية لهم وأطلقت عليهم الرصاص الحي؛ مما أدى إلى مقتل أحد الشباب الفلسطينيين، والذي كان والده بجواره، وعندما رأى الأب ابنه يغرق في دمائه لم يشعر بنفسه إلا وهو يصوِّب سلاحَه إلى الجنود، واستقرَّت الرصاصة في الضابط المصري".
ومعنى هذا أن الحادث فردي وليس متعمدًا كما روَّجت وسائل الإعلام التي كنا نتمنَّى أن تقف ضد الكيان الصهيوني عندما قتلت عددًا من جنود حرس الحدود المصريين عمدًا قبل أعوام، تم تبرير الأمر بأنه قتل خطأ!.
خامسًا: هل لا يجوز لمصر فتح معبر رفح بسبب اتفاقية المعابر؟
أولاً: قبل الحديث عن الموقف القانوني ينبغي تأكيد أن المقصود بفتح المعبر هو تنظيم عملية مرور المواطنين والسلع في الاتجاهين وفق ما يراه الطرفان المصري والفلسطيني، بما لا يترتب عليه إلحاق الضرر بمصر أو بأمنها القومي.
ومعنى ذلك أنه يمكن وضع نظام تأشيرة دخول، جمارك، وغير ذلك مثلما هو النظام المتبع في أية نقاط حدودية، وهي نقطة مهمة حتى لا يساء الفهم بأن المطلوب فتح الحدود بدون أي ضوابط، وإن كانت هذه الضوابط هي المتعارف عليها وقت السلم، أما في حالة حدوث حرب في إحدى دول الجوار فإن قواعد القانون الدولي الإنساني تقدم بعض الاستثناءات بشأن فتح الحدود لهؤلاء الفارِّين من حالة الحرب، كما سنوضحه بعض قليل.
أما بالنسبة للموقف المصري بشأن عدم فتح معبر رفح استنادًا لاتفاقية المعابر التي وقَّعتها السلطة الفلسطينية مع الكيان الصهيوني في نوفمبر 2005م، والتي تشترط ضرورة وجود المراقب الأوروبي وموافقة الكيان على مرور السلع والبضائع، خاصةً أن الكيان لا يزال يحتل غزة (قول الرئيس مبارك)، فإن هذا القول مردود عليه كالتالي:
1- أن اتفاقية المعابر مدتها عام واحد فقط، ومعنى ذلك أن العمل بها انتهى في نوفمبر 2006م.
وبالرغم مما تردد عن تجديدها لعام آخر فإن معنى ذلك أنها انتهت في نوفمبر 2007م وليس لها أثر قانوني.
لقد أثار النظام المصري عدة شبهات بشأن فتح معبر رفح لدخول الفلسطينيين؛ لعل أبرزها أن هؤلاء يشكلون تهديدًا للأمن القومي المصري، ويرغبون في الاستيطان في سيناء وعدم العودة إلى غزة، وأن حماس تسعى إلى إقامة إمارة إسلامية على حدود مصر على غرار طالبان، وأنها تابعة لإيران، كما أن حماس قامت بقتل الجندي المصري الذي يدافع عن الحدود.
وفي الحقيقة فإن هذه الشبهات مردود عليها، ولكن قبل ذلك ينبغي تحديد المقصود بالأمن القومي؛ فبالرغم من وجود تعريفات كثيرة لهذا المفهوم، إلا أن الدكتور عبد المنعم المشاط الذي كان هذا المفهوم موضوع رسالته للدكتوراه يُعرِّفه بأنه "أي عمل من شأنه التأثير في قدرة الدولة على حماية مصالحها القومية"، وبالتالي فإن السؤال هو: هل هؤلاء الفلسطينيون الذين يرغبون في العبور إلى مصر من أجل شراء الطعام والدواء لذويهم المحاصرين؛ يشكِّلون تهديدًا للمصالح القومية؟! مع العلم بأنهم يدفعون مقابل هذه السلع والخدمات "قُدِّر ذلك بـ250 مليون جنيه خلال خمسة أيام من دخولهم رفح المصرية في يناير 2008م".
ثانيًا: أن هؤلاء لا يرغبون في الاستيطان في مصر أو سيناء؛ فهذه فكرة غير صحيحة يروِّج لها الكيان الصهيوني بهدف إحداث الوقيعة بين هؤلاء ومصر، خاصةً أن فلسطينيِّي غزة لم يغادروا القطاع منذ احتلال الكيان الصهيوني له عام 1967م، فلماذا يتركونه الآن؟! بل إن كل الحسابات الصهيونية أن الكيان الصهيوني غير قادر على البقاء في قطاع غزة لفترة طويلة، ويتمنَّى أن تستيقظ ذات صباح ليرى غزة ملقاة في البحر، فكيف إذن الحديث عن أن هؤلاء سيتركون غزة ويذهبون إلى سيناء للإقامة الدائمة بها؟! وهو أمر يرفضه المواطن الفلسطيني، وكذلك معظم القوى السياسية التي تطالب بحق العودة للاجئين الفلسطينيين من كل أنحاء العالم، وهو أحد الملفات المهمة والشائكة في مفاوضات الوضع النهائي مع الكيان الصهيوني، كما أنه مطلب رئيسي لحركة حماس.
ومن هنا ينبغي التفرقة بين شخص يرغب في الذهاب إلى بلد آخر لشراء بعض احتياجاته، وشخص يرغب في الاستيطان والبقاء، ولم يقل أحد من القيادات السياسية أو حتى الشعب الفلسطيني إنهم يرغبون في البقاء والاستيطان في سيناء، بل إن هؤلاء الموجودين في الجانب المصري، والذين يطلق عليهم اسم العالقين، عادوا إلى غزة في عز القصف الصهيوني لها.
أما بالنسبة للربط بين حماس وطالبان أو إيران فإن الذي يقول بذلك شخص جاهل لم يطّلع على الميثاق التأسيسي لحماس، كما لم يعرف الخط الفكري لحماس المنبثق من فكر الإخوان المسلمين القائم على التدرج في التغيير ونشر الفكرة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة، بعكس الفكر الطالباني السلفي الذي لا يأخذ بمبدأ التدرج في الدعوة، وكذلك الفكر الثوري الإيراني القائم على تصدير الثورة، هذا بخلاف الفروق بين المذهب السني والشيعي.
لذا فحماس ترغب أولاً في التخلص من الاحتلال الصهيوني، وثانيًا إقامة مجتمع يحتكم إلى الشريعة وفق خطوات متدرجة داخل فلسطين فحسب، وهذا هو نهج حماس في التعامل مع دول الجوار، بل ودول العالم؛ فهي لا تتدخَّل في شئون هذه الدول، ولا ترغب في تصدير نموذجها الإسلامي إليها، وأبرز مثال على ذلك هو عدم تأثرها في علاقتها بالحكومة والنظام المصري بعلاقة هذا النظام بالإخوان.
ففي الوقت الذي كان فيه النظام المصري يقوم بالتضييق على الإخوان كانت حماس تتعامل مع هذا النظام، خاصةً في بند المصالحة، وعندما رفضت هذه المصالحة كانت لاعتبارات خاصة بالقضية الفلسطينية، وليست خاصة بإخوان مصر وموقف الحكومة منهم.
ومن ثم فإن الذي يعمل على التهويل بشأن خطر حماس هو شخص إما جاهل بأفكار حماس، أو شخص ينسى التاريخ، وكيف أن الكيان الصهيوني (لا حماس) هي التي تشكل- ولا تزال- تهديدًا للأمن القومي المصري، وهو ما ترتب عليه خوض مصر أربعة حروب ضد الكيان الصهيوني؛ ليس دفاعًا عن فلسطين في المقام الأول، ولكن دفاعًا عن الأمن القومي المصري، وهو ما يؤكده الأستاذ فهمي هويدي في مقاله المنشور بـ(الأهرام) تحت عنوان "حكاوي الأمن القومي" (19 فبراير 2008م)؛ حيث يقول: "إن مصر حين حاربت في فلسطين كانت في حقيقة الأمر تدافع عن خط دفاعها الأول كدولة كبرى في المنطقة، بأكثر مما كانت تدافع عسكريًّا عن الشعب الفلسطيني الذي أصبحت قضيته هي قضية مصر.
آية ذلك أن مصر في عام 1948م دخلت الحرب بقرار من الجامعة العربية التي أدركت أن الخطر يهدد أمن الأمة، ولم تكن مصر وحدها في ذلك، وإنما دخلت معها قوات من الأردن والعراق وسوريا والسعودية، إضافةً إلى جيش الإنقاذ الذي انخرط فيه متطوعون من كل الدول العربية.
وفي عام 56 حاربت مصر دفاعًا عن نفسها بعدما أمَّمت قناة السويس، ومن ثم تعرضت للعدوان الثلاثي الذي شاركت فيه فرنسا وبريطانيا مع الكيان الصهيوني، ولم تكن فلسطين طرفًا في الموضوع.
أما حرب 67 فلم تكن فلسطين طرفًا فيها أيضًا، وكان الهدف الحقيقي منها استعادة السيادة على المضايق التي فقدتها مصر في حرب 56 "مضايق تيران"، وحين أغلقتها في وجه السفن الصهيونية من دون أن يكون لديها خطة واضحة لتحمل تبعات هذا الإجراء؛ فإنها ووجهت بهجوم صهيوني كاسح، أدى إلى مفاجأتها وهزيمتها التي شملت دولاً عربية أخرى؛ هي:
الأردن وسوريا وفلسطين.
وأخيرًا فإن حرب 73 لم تكن فلسطين أيضًا طرفًا فيها، ولكن مصر هي التي بادرت إليها لتستعيد سيادتها على سيناء كما هو معلوم".
ومن هنا فإن الكيان الصهيوني- لا حماس أو أي فصيل فلسطيني آخر- يشكل تهديدًا للأمن القومي المصري، كما أن الدعم الإيراني لحماس لا يرجع لكونها حركة شيعية مثل حزب الله بقدر كونها حركة مقاومة يجب على جميع دول العالم وفق ميثاق الأمم المتحدة- لا إيران فحسب- الوقوف معها وتأييدها بشتى السبل من أجل التخلص من الاحتلال.
وبالنسبة لاتهام حماس بقتل الضابط المصري كما روَّج بذلك الإعلام المصري، فإننا نسرد في هذه القضية شهادة الدكتور عبد القادر حجازي أمين لجنة الإغاثة بنقابة أطباء مصر، وأحد شهود العيان لحادث مقتل الضابط المصري عند معبر رفح؛ حيث ذكر أن القصف الصهيوني على الشريط الحدودي بين مصر وغزة تسبَّب في انهيار جزء من السور الأسمنتي على الجانب الفلسطيني؛ مما أدى إلى اندفاع بعض الفلسطينيين إلى داخل الحدود المصرية"، وأنه "نتيجة اندفاع الفلسطينيين تصدَّت قوات الأمن المصرية لهم وأطلقت عليهم الرصاص الحي؛ مما أدى إلى مقتل أحد الشباب الفلسطينيين، والذي كان والده بجواره، وعندما رأى الأب ابنه يغرق في دمائه لم يشعر بنفسه إلا وهو يصوِّب سلاحَه إلى الجنود، واستقرَّت الرصاصة في الضابط المصري".
ومعنى هذا أن الحادث فردي وليس متعمدًا كما روَّجت وسائل الإعلام التي كنا نتمنَّى أن تقف ضد الكيان الصهيوني عندما قتلت عددًا من جنود حرس الحدود المصريين عمدًا قبل أعوام، تم تبرير الأمر بأنه قتل خطأ!.
خامسًا: هل لا يجوز لمصر فتح معبر رفح بسبب اتفاقية المعابر؟
أولاً: قبل الحديث عن الموقف القانوني ينبغي تأكيد أن المقصود بفتح المعبر هو تنظيم عملية مرور المواطنين والسلع في الاتجاهين وفق ما يراه الطرفان المصري والفلسطيني، بما لا يترتب عليه إلحاق الضرر بمصر أو بأمنها القومي.
ومعنى ذلك أنه يمكن وضع نظام تأشيرة دخول، جمارك، وغير ذلك مثلما هو النظام المتبع في أية نقاط حدودية، وهي نقطة مهمة حتى لا يساء الفهم بأن المطلوب فتح الحدود بدون أي ضوابط، وإن كانت هذه الضوابط هي المتعارف عليها وقت السلم، أما في حالة حدوث حرب في إحدى دول الجوار فإن قواعد القانون الدولي الإنساني تقدم بعض الاستثناءات بشأن فتح الحدود لهؤلاء الفارِّين من حالة الحرب، كما سنوضحه بعض قليل.
أما بالنسبة للموقف المصري بشأن عدم فتح معبر رفح استنادًا لاتفاقية المعابر التي وقَّعتها السلطة الفلسطينية مع الكيان الصهيوني في نوفمبر 2005م، والتي تشترط ضرورة وجود المراقب الأوروبي وموافقة الكيان على مرور السلع والبضائع، خاصةً أن الكيان لا يزال يحتل غزة (قول الرئيس مبارك)، فإن هذا القول مردود عليه كالتالي:
1- أن اتفاقية المعابر مدتها عام واحد فقط، ومعنى ذلك أن العمل بها انتهى في نوفمبر 2006م.
وبالرغم مما تردد عن تجديدها لعام آخر فإن معنى ذلك أنها انتهت في نوفمبر 2007م وليس لها أثر قانوني.
ولأن الكيان الصهيوني لم يفِ بشيء من تلك الالتزامات، جريًا على عادته، في أن يأخذ ولا يعطي (تاريخه حافل برفض الشرعية الدولية التي يتذرع بها، من رفض قرارات مجلس الأمن الداعية إلى بطلان إجراءات تهويد القدس، إلى قرار محكمة العدل الدولية ببطلان بناء الجدار، وإخلاله بما تم الاتفاق عليه في أنابولس لوقف الاستيطان)؛ لذلك فان من حق السلطة الفلسطينية وحكومتها إما أن تُنهيَ هذه الاتفاقات من جانب واحد، أو توقف العمل بها؛ استنادًا إلى المادة 60 من اتفاقية فيينا بشأن قانون المعاهدات.
كما أن لها الحق في أن تطالب الكيان الصهيوني بالتعويضات المالية عما لحق بالفلسطينيين من أضرار محققة من جرَّاء مخالفاته الجسيمة للاتفاقات المعقودة، علاوةً على ذلك فإن حق الاتصال بين الدول هو من الحقوق المعترف بها، والمقررة قانونًا؛ الأمر الذي لا يجيز لأية دولة أن تفرض حصارًا يعزل أية دولة عن العالم المحيط بها، وتمنع وصول مقومات الحياة إليها.
وفي رأيه أيضًا أنه في حال التعارض بين أية اتفاقات موقعة، وبين القانون الدولي الإنساني؛ فالأولوية للقانون الأخير؛ لأنه في غير حالة الحروب المعلنة لا ينبغي أن يُسمَح بالتضحية بحياة البشر لأي سبب كان.
3- أن المادة 33 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م بشأن حماية المدنيين أثناء الحرب؛ تنص على ما يلي: "الدول كافة عليها أن تكفل حرية مرور جميع الأدوية والمهمات الطبية والأغذية الضرورية والملابس إلى سكان أي طرف آخر، ولو كان عدوًّا في أسرع وقت ممكن"، كما تنص المادة 35 على حق الأفراد في مغادرة البلد في بداية النزاع أو خلاله.
ومعنى ذلك أنه يجب على مصر فتح المعبر أمام هؤلاء المحاصرين الذي يحق لهم مغادرة بلدهم بسبب ظروف الحرب، وإلا فإنها تقع تحت طائلة قانون المحكمة الجنائية الدولية التي عرَّف نظامها الأساسي الإبادة المجرمة بأنها "تشمل فرض أحوال معيشية من بينها الحرمان من الحصول على الطعام والدواء"، كما تم تعريف الاضطهاد بأنه "حرمان جماعة من السكان أو مجموعة حرمانًا متعمدًا وشديدًا من الحقوق الأساسية"، وهو ما ينطبق على مسألة الحصار وغلق مصر للمعبر، وهو ما دفع بعض قضاة مصر إلى مقاضاة النظام المصري أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة الاشتراك في حصار المدنيين، وتعويق وصول مواد الإغاثة إلى أهل غزة.
ومن ثم لا ينبغي القول بأن غزة محتلة، ومسئولية أهلها تقع على سلطة الاحتلال، فأولاً غزة ليست محتلة بدليل أن الكيان الصهيوني قام بشن العدوان الأخير عليها، وبفرض أنها محتلة، فإن هذا لا يعفي دول الجوار من المسئولية الإنسانية وفك الحصار، ولا ينبغي التعلل بأن مصر تفتح المعبر للمساعدات الإنسانية؛ فإن المعبر لا يُفتَح إلا لفترات محدودة فحسب، كما أن ما يدخل منه لا يكفي 1% من سكان غزة.
2- وفقًا للدكتور صلاح عامر أستاذ القانون الدولي، فإن الاتفاقية أوجبت على الكيان الصهيوني التزامات معينة لم يقم بتنفيذها؛ منها "النص على أن تعمل المعابر بشكل متواصل، وأن يسمح الكيان بتصدير جميع المنتجات الزراعية بالقطاع، وأن يضمن انسياب حركة مرور الأشخاص والبضائع والمنتجات عبر المعابر التي تصل الأراضي الفلسطينية بمصر (معبر رفح) وبالكيان وبالأردن، كما أنها تنص على تشغيل ميناء غزة مع تعهد الكيان بعدم التدخل في عمله.
ولأن الكيان الصهيوني لم يفِ بشيء من تلك الالتزامات، جريًا على عادته، في أن يأخذ ولا يعطي (تاريخه حافل برفض الشرعية الدولية التي يتذرع بها، من رفض قرارات مجلس الأمن الداعية إلى بطلان إجراءات تهويد القدس، إلى قرار محكمة العدل الدولية ببطلان بناء الجدار، وإخلاله بما تم الاتفاق عليه في أنابولس لوقف الاستيطان)؛ لذلك فان من حق السلطة الفلسطينية وحكومتها إما أن تُنهيَ هذه الاتفاقات من جانب واحد، أو توقف العمل بها؛ استنادًا إلى المادة 60 من اتفاقية فيينا بشأن قانون المعاهدات.
كما أن لها الحق في أن تطالب الكيان الصهيوني بالتعويضات المالية عما لحق بالفلسطينيين من أضرار محققة من جرَّاء مخالفاته الجسيمة للاتفاقات المعقودة، علاوةً على ذلك فإن حق الاتصال بين الدول هو من الحقوق المعترف بها، والمقررة قانونًا؛ الأمر الذي لا يجيز لأية دولة أن تفرض حصارًا يعزل أية دولة عن العالم المحيط بها، وتمنع وصول مقومات الحياة إليها.
وفي رأيه أيضًا أنه في حال التعارض بين أية اتفاقات موقعة، وبين القانون الدولي الإنساني؛ فالأولوية للقانون الأخير؛ لأنه في غير حالة الحروب المعلنة لا ينبغي أن يُسمَح بالتضحية بحياة البشر لأي سبب كان.
3- أن المادة 33 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م بشأن حماية المدنيين أثناء الحرب؛ تنص على ما يلي: "الدول كافة عليها أن تكفل حرية مرور جميع الأدوية والمهمات الطبية والأغذية الضرورية والملابس إلى سكان أي طرف آخر، ولو كان عدوًّا في أسرع وقت ممكن"، كما تنص المادة 35 على حق الأفراد في مغادرة البلد في بداية النزاع أو خلاله.
ومعنى ذلك أنه يجب على مصر فتح المعبر أمام هؤلاء المحاصرين الذي يحق لهم مغادرة بلدهم بسبب ظروف الحرب، وإلا فإنها تقع تحت طائلة قانون المحكمة الجنائية الدولية التي عرَّف نظامها الأساسي الإبادة المجرمة بأنها "تشمل فرض أحوال معيشية من بينها الحرمان من الحصول على الطعام والدواء"، كما تم تعريف الاضطهاد بأنه "حرمان جماعة من السكان أو مجموعة حرمانًا متعمدًا وشديدًا من الحقوق الأساسية"، وهو ما ينطبق على مسألة الحصار وغلق مصر للمعبر، وهو ما دفع بعض قضاة مصر إلى مقاضاة النظام المصري أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة الاشتراك في حصار المدنيين، وتعويق وصول مواد الإغاثة إلى أهل غزة.
ومن ثم لا ينبغي القول بأن غزة محتلة، ومسئولية أهلها تقع على سلطة الاحتلال، فأولاً غزة ليست محتلة بدليل أن الكيان الصهيوني قام بشن العدوان الأخير عليها، وبفرض أنها محتلة، فإن هذا لا يعفي دول الجوار من المسئولية الإنسانية وفك الحصار، ولا ينبغي التعلل بأن مصر تفتح المعبر للمساعدات الإنسانية؛ فإن المعبر لا يُفتَح إلا لفترات محدودة فحسب، كما أن ما يدخل منه لا يكفي 1% من سكان غزة.
التسميات: فلسطين حبيبتى