إبحث فى المدونة والروابط التابعة

بعلزبول .. ملك العالم السفلى

بعلزبول .. ملك العالم السفلى
نتن ياهووووووووووووووووووووووووو

مصر بتتباع

إيمان بدوى



بيع عمارات وسط القاهرة للوكالة اليهودية العالمية


هشام لاشين



بيع عمارات وسط القاهرة للوكالة اليهودية العالمية

منذ شهور ونحن نفتح ملف بيع عمارات وسط البلد إلي جهات في الغالب مجهولة، ومع تتابع الأحداث تكشفت الأوراق في صفقات البيع عن شركات مصرية ومستثمرين مصريين كبار لهم شركاء من جنسيات مختلفة.

كانت آخر الصفقات في هذا الملف هي صفقة شراء رجل الأعمال سميح ساويرس لـ6 عمارات مملوكة لعائلة السيوفي بشوارع شريف وقصر النيل وجواد حسني وذلك من خلال شركة الإسماعيلية التي يمتلكها سميح ساويرس.

البيع هذه المرة مختلف والمنطقة مختلفة تماما، لسنا في منطقة وسط البلد وإن لم نبعد عنها كثيرا،البيع هذه المرة لم يتم في شوارع قصر النيل وشريف وجواد حسني، لكنه تم في شارع قصر العيني وتحديدا للعقار رقم 80، وذلك مقابل 4 ملايين جنيه فقط.

المشتري شخصية غامضة جدا، اشتري العقار بعقد ابتدائي، واستطاع أن يقنع السكان من مستأجري العقار بإخلائه بالكامل مقابل منحهم مبالغ وصلت إلي أربعة ملايين جنيه وهو نفس المبلغ الذي دفعه ثمنا للعقار.

عقد البيع يشير إلي أن عملية البيع تمت يوم الثلاثاء الموافق 14 أكتوبر 2008 بين كل من ورثة المرحوم جلال سيد مصطفي زعير وأبناء سيد مصطفي زعير وورثة مصطفي سيد مصطفي زعير، وبين السيد يوسف أسعد تكلا فرنسي الجنسية ويقيم في 39 شارع طلعت حرب شقة 43 ،ويحمل جواز سفر رقم o4ae87091K، صادر من السفارة الفرنسية في 2 مايو 2004 وساري حتي 2 مايو 2014

الغريب في الأمر أن المشتري تعمد عدم تسجيل عقد الشراء حتي الآن، وذلك لأن تسجيل العقد بشكل نهائي سيكشف عن مخالفة كبيرة يمكن أن تفسد عملية البيع من الأساس،حيث إنه وطبقا لقانون ملكية الأجانب في مصر لا يسمح للأجانب بتملك أكثر من وحدتين في نفس الوقت.

الغموض يأتي في هذه العملية من طرفها الثاني وهو يوسف تكلا،الذي يحمل جواز سفر فرنسياً،لكن المعلومات التي توفرت لدينا تؤكد أنه يهودي سوري الأصل،وأنه يعمل في الأساس لصالح الوكالة اليهودية، وقد توصلنا من خلال مصادر مقربة من يوسف أنه يحاول أن يحيد عملياته التجارية بالسرية والكتمان الشديدين،وهو ما أثار الشكوك من حوله، فعمليات الشراء لا تتم لصالحه هو ولكن تتم لصالح آخرين،وقد تردد أن الوكالة اليهودية قد نشطت خلال الشهور الماضية في عمليات شراء عمارات وسط البلد،وأن شراء عقار قصر العيني لم يكن إلا حلقة في تنفيذ هذه الخطة،ومن هنا تكمن الخطورة،فالوكالة اليهودية العالمية تحمل سمعة سيئة، ويرتبط بها أنها قامت بشراء أراضي وبيوت الفلسطنيين وقامت بعد ذلك بطردهم لتحل محلهم مستوطنيها،فهل يكون هذا هو السيناريو الجديد الذي ترسمه الوكالة للتعامل مع المصريين، حيث تشتري عماراتهم ليسكنها اليهود، ولا يكون أمامنا إلا أن نستيقظ لنجد أن اليهود يسكنون أرضنا وبيوتنا.

يوسف أسعد تكلا لديه رصيد في البنك الإفريقي الدولي بالإضافة إلي عدة بنوك أخري،وقد أبدي استعداده إلي شراء عقارات كثيرة في مناطق أخري من القاهرة،وقد أكد أنه لا يريد أن يهدم أو يغير من ملامح العقار أو العقارات التي يريد أن يشتريها ولكنه فقط سيقوم بترميمها.

الطرف الثاني في عملية البيع هم ورثة "سيد مصطفي مخيمر"صاحب العقار 80 بشارع قصر العيني،وهو أحد العقارات ذات الطابع المعماري المتميز والمحظور إعطاؤها تراخيص بالإزالة أو تعديل واجهاتها لخصوصية هذا الطراز البنائي الفريد- وفقا للقائمة الصادرة من محافظة القاهرة.

وهو الثابت من وثيقة صادرة عن محافظة القاهرة، رئاسة حي غرب القاهرة، الوثيقة كانت عبارة عن تقرير في خصومة بشأن العقار،وجاء فيه:بالإشارة إلي كتاب سيادتكم رقم 25694 في 19 سبتمبر 2005 بشأن موضوع الدعوي عاليه، نتشرف أن نرفق طي كتابنا هذا صورة كتاب منطقة الإسكان المؤرخ في 18 أكتوبر 2005 بشأن العقار رقم 80 شارع قصر العيني والذي يفيد أن العقار المذكور مسجل ضمن حصر العقارات ذات الطابع المعماري المميز برقم 852 ومرسل لسيادتكم صورة من مهندسي سجل العقاري.

جميع وحدات العقار 80 كانت مؤجرة كشقق ومحلات تجارية وكانت هناك منازعات قانونية متعلقة بتلك الوحدات أراد بها ملاك العقار هدمه،حتي جاء خطاب رئاسة حي غرب القاهرة للرد علي إحدي هذه الدعاوي ويؤكد تسجيل العقار ضمن حصر العقارات ذات الطابع المعماري المميز رقم 852،مما لا يجوز معه إزالته أو التعامل معه بما يغير من شكله.

تقرير الخبير الذي انتدبته المحكمة أكد ضرورة هدم الدورين الآخيرين من العقار حتي سطح الدور الثالث فوق الأرض مع معالجة أسباب الرطوبة والرشح ومعالجة الأسقف،في حين جاء حكم محكمة جنوب القاهرة الابتدائية (أول درجة) في 30 يوليو 2008 ليطعن علي رأي الخبير.

وفجأة تقدم "يوسف تكلا" ليشتري العقار متحمسا لفكرة عدم هدمه بالمرة،بل وأعلن أنه ينوي ترميمه كاملا علي حسابه الخاص بعد إتمام عقد الشراء الذي تم بسرعة غير متوقعة،مقابل إعطائه الورثة شيكا مستحق الدفع بمبلغ 3ملايين و490 ألف جنيه مصري،إضافة لشيك منفصل بمبلغ 600 ألف جنيه وهي المبالغ التي طلبها الورثة بالفعل مقابل التنازل عن ملكية العقار.

بعد أن حصل يوسف تكلا علي العقار من ملاكه بدأت رحلة من نوع آخر، هي رحلة مفاوضاته مع سكان العقار بشكل منفرد مع كل مستأجر للتوصل إلي اتفاقات معهم لإخلاء العقار بالكامل، وقد وصل إجمالي ما دفعه تكلا مقابل إخلاء العقار حوالي أربعة ملايين جنيه أي قيمة ثمن العقار تقريبا.

قام يوسف تكلا بكل هذه الخطوات والمفاوضات دون أن يعلم أحد لصالح من تم هذا الشراء الذي دفع فيه مبالغ زهيدة، لكن يبدو أن عملية الشراء امتدت لتطول عمارات أخري بوسط البلد وبنفس السيناريو.

هذه الملابسات الغريبة التي أحاطت بهذا العقار تجعل من الضروري البحث عن كيفية تملك ورثة سيد مخيمر للعقار قبل بيعه لتكلا.

من واقع الأوراق هذا العقار اشتراه "سيد مصطفي مخيمر" من آل شاكر عام 1965 باسم أولاده القصر آنذاك بصفته الوصي الشرعي،كان آل شاكر قد اشتروا نفس العقار في 21 ابريل 1951 من الخواجة "أدمون ناثان بن ماري سلفي ناثان" التاجر الفرنسي والخواجة"ماكس روتشيلد ابن عمانويل روتشيلد"الذي يحمل الجنسية النمساوية، وهي أسماء ذات أصول يهودية وربما هاجر هؤلاء قبل ثورة يوليو 1952 بعام واحد لأسباب متعلقة بطبيعة المناخ السياسي والاقتصادي في تلك الفترة،وهذا يطرح احتمال توافر النية لدي ورثة هؤلاء لاستعادة عمارات وسط البلد المملوكة لهم عن طريق آخرين يقومون بشرائها، اعتقادا منهم أن ذلك يمكنهم من إثبات حقوقهم التاريخية في مصر، لكن علي أي حال جميع الاحتمالات مفتوحة ومطروحة حتي تظهر الحقيقة.


0 التعليقات: