إبحث فى المدونة والروابط التابعة
بعلزبول .. ملك العالم السفلى

نتن ياهووووووووووووووووووووووووو
عبد الباري عطوان
05/10/2009

الرئيس عباس مسؤول عن هذه الكارثة في الحالين، سواء اعطى الاوامر بتأجيل التصويت بنفسه، أو اقدم عليها شخص آخر دون علمه، الامر الذي يتطلب منه التحلي بالشجاعة، والارتقاء الى درجة المسؤولية المتوقعة من شخص في مكانه وتقديم استقالته من جميع مواقعه، والاعتراف بخطيئته هذه، وخطاياه السابقة ايضاً.
فاللجنة التنفيذية التي اوكلت اليها مهمة التحقيق فاقدة الشرعية اولاً، لأن صلاحيتها انتهت قبل عشر سنوات على الأقل، ولا تمثل الخريطة السياسية الفلسطينية بمرتكزاتها الحالية على الارض، وهي تابعة للرئيس عباس مباشرة، وتأتمر بأمره، وتنفذ طلباته ثانياً. واي تحقيق تجريه سيبتعد عن الرأس ويذهب الى الذنَب او الأذناب، بحثاً عن 'كبش فداء'.
خبرتنا السابقة في لجان تحقيق مماثلة، والتقارير التي صدرت عنها، تثير الغثيان، ليس لانه لم يتم العمل بتوصياتها فقط، وانما لعمليات تزوير الحقائق المخجلة التي رافقتها، ومثلنا الابرز في هذا الخصوص تحقيق اللجنة المنبثقة عن مركزية حركة 'فتح'، والمشكّلة من قبل الرئيس عباس نفسه، حول هزيمة أجهزة السلطة الامنية في قطاع غزة على ايدي قوات حركة 'حماس'.
' ' '
لجنة التحقيق الجديدة لن تدين الرئيس عباس نفسه، والا لما شكّلها، واختار جميع اعضائها، وحتى لو ادانته فمن سيعزله من منصبه عقاباً له؟ مؤتمر 'فتح' الاخير الذي صفق له وقوفاً كرئيس للحركة، ام المجلس الوطني الفلسطيني الممنوع من الانعقاد حتى في صورته الحالية المهلهلة، ام المجلس التشريعي المنتخب، الذي جمد اعماله الرئيس عباس بعد ان فقد أنصاره الاغلبية فيه لمصلحة حركة 'حماس'؟
لا يعيب الرئيس عباس ان يعترف بخطئه في خطاب يدلي به الى الشعب الفلسطيني، ويقدم فيه استقالته بفروسية ورجولة، او التعهد بقلب الطاولة وحل السلطة واعادة حركة 'فتح' الى منابعها النضالية، ولكن ما يعيبه هو الاستمرار في الخطأ، والاستخفاف بالشعب الفلسطيني، وترك المجال أمام بعض المهرّجين من المحيطين به، للقيام بمهام التبرير المخجلة لهذا الخطأ، راشين المزيد من الملح على الجرح الفلسطيني النازف.
فالقول ان التقرير لم يسحب، بل تأجل التصويت عليه لستة أشهر، هو اعتراف بالذنب بعد مماطلات طويلة للتنصل من المسؤولية، بالقول ان السلطة ليست عضوا في المجلس العالمي لحقوق الانسان حتى تسحب او تقدم التقرير، كما انه يشكل ادانة اكبر للسلطة، لأنه، اي التأجيل، يعطي اسرائيل وامريكا الوقت الكافي لممارسة ابشع انواع المساومات والضغوط على الاطراف الدولية، للتصويت ضد التقرير الاممي، وبعد ان تأكد ان هناك ثماني وثلاثين دولة كانت مستعدة لتبنيه، ومساندة قرار رفعه الى مجلس الامن الدولي.
' ' '
اسرائيل كانت في حالة من الرعب في المحافل الدولية بسبب تقرير غولدستون وما ورد فيه، وما يمكن ان يترتب عليه حالة لم تشهد مثيلا لها منذ ادانة الصهيونية كحركة عنصرية من قبل الجمعية العامة للامم المتحدة، وهي ادانة تم التراجع عنها بتواطؤ رسمي فلسطيني عربي للأسف. وجاء السيد عباس لاخراجها من القفص مجانا، ومقابل استمرار كبير مفاوضيه في جولة مفاوضات جديدة في واشنطن، دون أي مرجعية واضحة، او تجميد للاستيطان.
مشكلتنا كشعب فلسطيني مع الرئيس عباس ليست في سحب تقرير من التصويت او ابقائه، وانما في نهج يسير عليه، يتلخص في التفرد باتخاذ القرار نيابة عنا، ودون العودة الى اي مرجعية فلسطينية، او التزام بالثوابت الاساسية.
فالرجل بات على درجة من الاستهتار، لدرجة البت في قضايا مصيرية معتمدا على مجموعة صغيرة جدا من المنتفعين المنبوذين من شعبهم او تنظيماتهم، وبناء على مصالحهم الشخصية والعائلية، ولارضاء الامريكان وعدم إغضاب الاسرائيليين في الوقت نفسه.
' ' '
هذا الوضع يستحيل القبول به، وبالتالي لا يجب ان يستمر، لان الرجل لم يعد يحظى بالثقة، وبالتالي لم يعد مؤتمنا على قضية شعب على هذه الدرجة من الخطورة.
فعندما يقول السيد عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية انه يشعر بالغثيان منذ سماعه بقرار تأجيل التصويت، وعندما يؤكد انه لم يعلم به، ولم يتم التشاور معه حوله، وقرأه مثل الكثيرين في الصحف، فهذا يحتّم عليه، وعلى الدول العربية، الداعمة للسيد عباس، ان تراجع مواقفها الداعمة له ولسلطته، واعتباره الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.
الشعب الفلسطيني ليس شعبا مغفلا او ساذجا حتى يُعامل بهذه الطريقة المهينة من قبل السيد عباس، فقد قدم آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى والاسرى، وهذا الشعب الذي يتصدى للاسرائيليين الذين يحاولون اقتحام مقدساته وأقصاه، عليه ان يتصدى لهذه السلطة ورئيسها، ويقول لهم جميعا 'كفى استخفافا واهانات'.
ابناء حركة 'فتح' الذين تُرتكب هذه الجرائم باسمهم، يجب ان ينتفضوا لكرامتهم وارثهم النضالي العريق وآلاف من شهدائهم، ويتحرروا من 'عبودية' الراتب من اجل ان ينتصروا لوطنهم وقضيتهم التي كانوا الاكثر تضحية من اجلها.
ختاما نطالب الفصائل الفلسطينية التي ستذهب الى القاهرة لتوقيع اتفاق المصالحة ان تشترط ان تكون هذه المصالحة على أرضية وطنية، وان تكون مع فصيل 'فتح' المقاتل الملتزم بالثوابت، وليس مع سلطة ادمنت التفريط بالثوابت الوطنية، وتحولت الى حارس للاحتلال ومشاريعه الاستيطانية، وتفتخر بالقضاء على المقاومة، ومنع حدوث أي عملية انطلاقا من مناطقها منذ ثلاث سنوات مجانا، دون الحصول على أي مقابل غير المزيد من الاهانات والمستوطنات.
التسميات: زهرة المدائن, فلسطين حبيبتى, من داخل فلسطين
40 منظمة اوروبية تعبر عن صدمتها من قرار عباس
0 التعليقات مرسلة بواسطة أسماء - فلسطين للأبد في 2:43 صالسلطة أعطت ضوءًا أخضر للاحتلال لتصعيد عدوانه"
40 منظمة أوروبية تعبِّر عن صدمتها بموقف سلطة عباس من تقرير غولدستون
مركز البيان للإعلام
عبَّرت 40 منظمة أوروبية في أنحاء القارة الأوروبية عن صدمتها الشديدة بموقف سلطة رام الله ورئيسها المنتهية ولايته محمود عباس، من تقرير لجنة تقصي الحقائق الأممية حول الحرب على قطاع غزة، وطلبها إرجاء بحث التقرير في مجلس حقوق الإنسان الدولي في جنيف ستة أشهر، رغم ضمان غالبية الأصوات المؤيدة للتقرير.
ورأت المنظمات الأوروبية -في بيانٍ مشتركٍ وقعت عليه اليوم السبت (3-10)وصل "مركز البيان للإعلام" نسخةً منه- أن إرجاء بحث تقرير لجنة تقصي الحقائق الأممي"شكَّل سابقة خطيرة وتنكرًا لدماء الضحايا في غزة الذين تجاوز عددهم 1400 ضحية، وضربة في الصميم للجهود التي بذلتها اللجنة الدولية وللتحركات التي قامت بها مختلف منظمات حقوق الإنسان لفضح جرائم الاحتلال ضد الإنسانية".
وحمَّلت المنظمات الأوروبية السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن عدم تمرير تقرير غولدستون الذي "يدين الاحتلال "الإسرائيلي" بشكلٍ واضحٍ بارتكاب "جرائم الحرب" ضد الفلسطينيين في قطاع غزة مطلع السنة الجارية"، وطالبتها برفع يديها عن التقرير الأممي.
وحذرت من أن موقف السلطة الفلسطينية من شأنه أن يتسبَّب بتصعيد العدوان بحق الشعب الفلسطيني، لا سيما أن ما جرى منح الجانب الصهيوني ضوءًا أخضر للاستمرار في عدوانه وتصعيده.
ورفضت المنظمات تبرير السلطة الفلسطينية الرسمي لإرجاء بحث التقرير بالحصول على إجماع دولي أكبر، وقالت: "إن فرصة تمرير التقرير في مجلس حقوق الإنسان الدولي كانت متوفرة وكبيرة جدًّا، ولو أقرَّ لكانت فرصة نادرة لإدانة الاحتلال وفرض عقوبات عليه وملاحقة قادته الذين ارتكبوا المجازر وعرضهم أمام المحاكمة الدولية؛ لذا كان مستغربًا أن تقدِّم السلطة الفلسطينية على خطوة هكذا مهما كان حجم المبررات التي ساقتها".
وطالبت المنظمات الأمين العام لـ"الأمم المتحدة" بان كي مون بإحالة تقرير القاضي ريتشارد غولدستون إلى مجلس الأمن فورًا، وقالت: "كنا نأمل أن يوافق المجلس على التقرير ويرسل رسالة واضحة إلى الضحايا أن القضاء الدولي يأخذ حقوقهم".
التسميات: زهرة المدائن, فلسطين حبيبتى, من داخل فلسطين
حين يمشي العار عاريا لا تحصل فضيحة
عزمي بشارة
من لم يلاحظ ملمحا جديا في ذهول الوجوه في جنيف؟ لقد ذهل حتى من سمكت جلودهم لكثرة استخدام مادة حقوق الإنسان أداة في السياسة والخطابة. لكنه الذهول من كون الفضيحة تكمن في عدم وجود فضيحة. فالفضائح تصدم عادة بعد انكشاف (أو ادعاء انكشاف)، أي انفضاح، معلومات استترت عن العيون حتى اللحظة. وتصاغ المعلومات الجديدة على شكل قصة مشينة بمعايير الغالبية، وبمعايير أبطال القصة: سرقة، خيانة وطنية، تآمر مع العدو لتسليم أصدقاء، مصالح مالية وراء موقف سياسي مفاجئ وغريب... في جنيف كان كل شيء واضحا إلى حد الذهول.
لقد ارتسم الذهول على النفوس والوجوه من شدة الوضوح والمجاهرة وليس من وطأة الانكشاف. ويكتفي المذهولون من الوضوح بالتعبير عن الدرجة بإضافة عبارتين: "كنت أعلم... ولكن لم أتوقع أنهم وصلوا إلى هذا الحد".
جرت العادة أن تطالب حركات التحرر "المجتمع الدولي" باتخاذ موقف من جرائم الاحتلال. تحاججه وتحرجه بازدواجية معاييره الداخلية والخارجية. تتوسّله. في جنيف كان ما يسمى زورا وبهتانا بـ"المجتمع الدولي" محرجا سلفا بتقرير جاء مفاجئا بالتفاوت بين التوقعات من معدِّه المكلَّف به والمؤتمن عليه من جهة، وبين مضمونه من جهة أخرى. وهدّدت إسرائيل السلطة علنا وليس سرا.
مرة أخرى أكرر: هددهم نتنياهو وغير نتنياهو علنا في خطابات متكررةٍ بأن استمرار ما يسمى زورا وبهتانا بـ"عملية السلام" وتلبية "مطالبهم الاقتصادية" مرهون بعدم تأييد التقرير الأممي الذي يدين إسرائيل على جرائمها في عدوانها الاستعماري على قطاع غزة. أما ليبرمان فقد هدد بالكشف عن تورط السلطة الفلسطينية في دعم الحرب الإسرائيلية. وتراجعت السلطة علنا عن تأييد التقرير.
فالتأجيل في عرف الهيئات التي تحشد رأيا عاما وترقّبًا وأصواتا هو تنفيسٌ لجهد، وهو في الواقع إفشالٌ لمشروع قرار. ثم عندما يتراجع "صاحب الشأن" عن القضية يصبح بإمكان الآخرين أن يتحرروا من العبء. لينتقل صاحب الشأن بعد ذلك إلى الاختباء وراء تحرر الآخرين من العبء.
مكتب رئيس السلطة يسرّب معلوماتٍ بأن الضغط للتراجع عن دعم التقرير جاء من مكتب رئيس الحكومة، والأخير يؤكد العكس. وطرف ممن كان يسارا فلسطينيا يدين "الموقف المخجل" للمندوب الفلسطيني في جنيف، وكأن الأخير هو صاحب قرار. في حين أن ممثل الفصيل اليساري يجلس في الحكومة صاحبة القرار، ويؤيد الرئيس صاحب القرار.
وخذ على هذا المنوال! عارنا في جنيف. الوجوه كالقديد، وفقدان ماء الوجه بلغ حد التحنط.
شهدت مناقشات الجمعية العامة إبان الحرب على غزة مجريات مخزية شبيهة بعملية إفشال مشروع قرار قطري باكستاني قدم في حينه والقصف جارٍ. وقد ذُهِلَ الكثيرون -من بينهم رئيس الجمعية العامة في حينه- من علنية الجهد الفلسطيني في إفشال مشروع قرار لإدانة إسرائيل.
على كل حال يعرف القاصي والداني كيف يقوم طرف بمهمة ما وهو يُجَرُّ إليها جرا. كانت الشماتة أثناء الحرب سافرة. وليس المقصود شماتة بدائية، بل شماتة سياسية عقلانية تبنى على ضرورة أن يستنتج الشعب الفلسطيني أن الموقف الداعم للمقاومة يؤدي إلى التهلكة، وأن موقف التعاون مع إسرائيل يقود إلى الرخاء.
المشكلة بالنسبة لمن يتمسك بالحقوق الفلسطينية لا تكمن في شح أو قلة المعلومات. وإذا كان من أمر يميّز عصرَنا هذا فهو وفرة المعلومات ومصادرها، وتحوّل الإشكال إلى تصنيفها وفصل قمحها عن زوانها، وتجنب قراءة مؤامرة أو حكاية وراء كل تفصيل.
تكمن المشكلة في التردد والتأرجح بين الانجراف مع خطاب الأنظمة الرسمية العربية القائمة والإعلام القائم من جهة، وبين خطاب عربي فلسطيني من جهة أخرى. والأخير لا يستقي مشروعيته مما يسمى الشرعية الدولية، ولا من قرارات مجلس الأمن، ولا من عملية السلام، ولا من خطاب الدولة العربية القـُطرية، بل من التناقض بين هدف وحدة الأمة وتحرير الإنسان العربي وعروبة قضية فلسطين من جهة، والمشروع الصهيوني من جهة أخرى.
ولن يسعف الموقف المتمسك بالحق والعدل لشعب فلسطين إلا الحاجة الشعبية والمجتمعية لخطاب سياسي عربي ديمقراطي مقاوم. وهذا ما لدى أصحاب هذا الموقف ليقدموه.
يجري حاليا توليد مشروع دولة فلسطينية هزيلة فاقدة السيادة، وهي فاقدة للشرعية التاريخية لأنها تقوم على مقايضة الدولة بحق العودة وبالقدس وبالانسحاب. وتشهد هذه الأعوام عملية تشكل شخصيتها. وقد التقى مشروع الدولة الفلسطينية مع إسرائيل قبل أن يولد، وذلك في أغرب تقاطع ممكن. التقيا على منع محاسبة دولة الاحتلال دوليا على جرائم ارتكبتها بحق شعب فلسطين.
ما بعد الحرب على غزة
قيل الكثير حول مجريات الحرب ذاتها ونوع المقاومة والصمود في قطاع غزة. وقد سجّل السياق السياسي لتلك الحرب سوابق خطيرة. ففي ظل الانقسام الفلسطيني الداخلي ثبت أن جزءا من النخبة السياسية الفلسطينية جاهز للتنسيق مع المستعمِر في سياق حسم صراع سياسي داخلي. وبهذا المعنى اتخذ الانقسام الفلسطيني طابعا جديدا لم تعرفه الانقسامات السابقة داخل حركة التحرر الوطني الفلسطينية.
يلقي هذا الطابع الجديد بظلال الشك حول ما إذا كان الانقسام هو فعلا انقساما داخل حركة تحرر، بحيث يتم تفاديه بالدعوات إلى الوحدة، وبالمناشدات الموجهة للإخوة بتجاوز خلافاتهم وتسخيرها في خدمة التناقض الرئيسي. وهو الخطاب القائم على مستوى التيار القومي وعلى مستوى الدول العربية في الوقت ذاته. وقد تجاوَزَتْه التطورات برأيي.
فموضوعيا التناقض الرئيسي هو مع إسرائيل، ولكن نشأت بنية اقتصادية سياسية لنخبة فلسطينية لا ترى فيه التناقض الرئيسي... وليس ذلك بسبب عدم وعيها لمصالحها، بل بسبب وعيها لها. فقد نمَّت مصالح جديدة في ظل التعاون مع إسرائيل، وفي ظل هيمنة الأخيرة.
لا يشبه الانشقاق الحالي انشقاقات فلسطينية سابقة حرَّكتها ولاءاتٌ عربية متنازعة، أو أججتها صراعات على النفوذ، أو حتى خلافات سياسية داخلية فعلية. وطبعا، يزيد تطابق الانقسام الجغرافي والسياسي بين الضفة وقطاع غزة من حدة الانشقاق الحالي، كما يزيده وضع الخطاب الديني في مقابل العلماني حدة. ولكن مميزه الأساسي أنه لم يعد يجري في إطار حركة التحرر، بل بات شرخا بين سلطة موالية للاحتلال وحركات مقاومة دينية الخطاب غالبا.
وتُستَخدَم هذه الحقيقة الثانية، أي دينية الخطاب عند حركات المقاومة، من قبل مؤيدي التسوية أو أعداء المقاومة، وحتى من قبل فصائل ضعفت مكانتها، للتهرب من المسألة المركزية. وهي الفرق بين حركات مقاومة من جهة، ومن يتعاون مع الاحتلال في قمع المقاومة من جهة أخرى.
هذه هي الحقيقة الأولى في سياق الاحتلال. لأنها تتعلق بالموقف من الاحتلال، وتميّز بين مقاومته والتعاون معه، وليس بين دينية أو علمانية من يقاوم أو يتعاون. وكانت سوف تتخذ مسارا مشابها لو كانت حركات المقاومة الفاعلة علمانية. وتتجلى هذه الحقيقة في:
أ. استبعاد سلطة أوسلو علنا لأي أداة في "الصراع" مع إسرائيل فيما عدا التفاوض. وصار اسم الصراع أصلا "خلافا" مع إسرائيل. وتتردد في الخطاب الإعلامي العربي كـ"خلاف بين الطرفين". والحقيقة أن التنازل عن العنف في حل "الخلافات العالقة" هو الموقف الذي يُعلَن عادة بعد توقيع اتفاق سلام. وهذا يعني أن العلاقة بين السلطة وإسرائيل هي علاقة سلام، أو هي علاقة تفاوُض في ظلِّ "السلام والأمن" وليس من أجل "السلام والأمن"، وهذا حتى باللغة الإسرائيلية. ومن هنا ليس ثمة ما يضغط على إسرائيل.
ب. تبنّي محمود عباس وطاقمه، الذي أصبح بعد مؤتمر فتح الأخير قيادةً رسمية للحركة، ما حاول ياسر عرفات التهرب منه طيلة فترة ترؤسه للسلطة الفلسطينية، وهو التنسيق الأمني (الجدي) مع إسرائيل. وقد كانت إسرائيل تشكو من هذا التملص العرفاتي، مؤكدة أن التنسيق الأمني بموجب أوسلو ثم خارطة الطريق، هو مهمة السلطة الأصلية، وهو كفيل بحل "مشكلة الإرهاب".
وقد أدى التنسيق الأمني المكثف مع إسرائيل مؤخرا إلى:
1. فقدان طابع وثقافة وأخلاقيات حركة التحرر الوطني، وما يفرزه ذلك من إسقاطات على الوعي الشعبي.
2. القمع المباشر للمقاومة بالقتل والسجن، وتعقيد ظروف المقاومة بشكل خاص في الضفة الغربية.
3. قيام أجهزة أمنية فلسطينية جديدة مؤلفة من أجيال جديدة لم تكن منظمة في الكفاح المسلح الفلسطيني في الخارج، وتتلقى تدريبا أميركيا عربيا تتخلله تربية عقائدية تنمّي ولاءً للسلطة وأجهزتها، وليس لمنظمة التحرير، وشطب كامل لصورة العدو الإسرائيلي واستبدالها بصورة المقاوم الفلسطيني الذي يهدد الأمن والنظام والسلم الاجتماعي ويخرق الاتفاقيات الموقعة.
4. زوال أي رادع أمام أي دولة في العالم، بما فيها الدول العربية، من التنسيق أمنيا وليس فقط سياسيا مع إسرائيل. خاصة إزاء تأسيس سابق وانتشار لمقولة "الممثل الشرعي والوحيد"، و"أصحاب القضية"، و"أهل مكة أدرى بشعابها".
ت. كما تتجلى حقيقة هذا التعاون مع الاحتلال في موقف إسرائيلي ودولي يعيد البناء في الضفة بعد الحرب على غزة، بدل أن يعيد البناء في غزة، وذلك لتعزيز منافع المواطن من تأييد سلطة في ظل الاحتلال مقارنة مع الحصار على غزة الذي "تسبب فيه" تأييد حركة مقاومة للاحتلال.
وحتى في أوج التضامن العربي والدولي مع قطاع غزة لكسر الحصار كان الاعتبار الأساسي هو مساعدة السلطة في الضفة لتشكِّل بديلا سياسيا عن حماس في أي انتخابات قادمة. وساد تنسيق كامل بين السلطة الفلسطينية وأطراف عربية بشأن إحكام الحصار على غزة، والقيام بخطوات تجهض التحركات الدولية لتخفيف الحصار، وتضع زمام المبادرة الدولية وحتى العربية الرسمية بيد سلطة أوسلو عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية.
ومن هنا تحول مؤتمر شرم الشيخ مثلا من مؤتمر لإعادة البناء في غزة إلى استعراض التفاف دولي غربي حول أنظمة الاعتدال وحول سلطة أوسلو بعد أن تعرضوا جميعا لعزلة شعبية ونقد عربي في مرحلة الحرب. وما زال الحصار على غزة يشتد. وتم إشغال الرأي العام الفلسطيني والعربي بالمصالحة في القاهرة، ثم بجولات ميتشل المكوكية، التي لا تعتبر غزة جزءا من الاتصالات.
لقد شجع هذا الواقع سلطة أوسلو على عدم التعاون بشأن التوصل إلى تفاهم للوحدة الوطنية في حوار القاهرة. فما تريده وتعلن أنها تريده هو اتفاق ببند واحد. وهو موعد وطريقة إجراء الانتخابات لرئاسة السلطة ومجلسها التشريعي. وهي تطمح لإجرائها في الضفة الغربية وغزة، أو في الضفة الغربية وحدها في حالة عدم موافقة حماس على إجرائها في غزة، ثم الطعن في شرعية حكومة غزة مع ما يرافق هذا النوع من التحريض عادة من اتهام الحركات الإسلامية بأنها تستخدم الانتخابات للوصول إلى الحكم ثم تتخلى عن فكرة الانتخابات و"الديمقراطية". وهي ادعاءات خارجة عن أي سياق.
لقد جرت انتخابات ديمقراطية لم يعترف "المجتمع الدولي بنتائجها" بل حاربها وقوضها وحاصرها بالتعاون مع الخاسر المحلي في الانتخابات. وأقيمت حكومة بديلة بقيادة من خسر الانتخابات وبقيادة رئيس حكومة حصلت قائمته على ما لا يزيد عن 2% من أصوات فلسطينيي الضفة والقطاع.
إن إجراء الانتخابات الفلسطينية وهذا التحمس الديمقراطي لإجرائها على أنقاض الديمقراطية، وذلك كبندٍ وحيدٍ على الأجندة، لا يساهم فقط في تهميش ما لم يعد قضية مؤيدي التسوية الأساسية، ألا وهو الاحتلال، بل يُشَرعِنُ استخدامَ الحصار والضغط الجسدي والنفسي في عملية انتخابية.
وإذا ما جرت الانتخابات في ظل الحصار، ودون إعادة بناء قطاع غزة، ودون تفاهم فلسطيني/فلسطيني يتضمن الإفراج عن المعتقلين السياسيين عند الحركتين، فلن تعني هذه الانتخابات سوى عملية تزوير واسعة النطاق لإرادة الشعب الفلسطيني باستخدام القوة. فالناخب الفلسطيني فيها مخيّر بين اختيار سلطة وطريق ونهج أوسلو وجنيف (أقصد جنيف غولدستون) و"منافع" دعم التسوية والتعامل مع الاحتلال، وبين استمرار الحصار. وهذا يعني إجراء انتخابات بمسدس موجه إلى جبين الناخب.
يثبت هذا الواقع الذي وصلت إليه غزة أن حركة المقاومة لا يمكن أن تستخدم قواعد اللعبة التي يتحكم فيها الاحتلال دون أن تدفع الثمن. فالانتخابات هي لعبة على منصة الاحتلال وعلى حلبة العمل السياسي العلني في ظل الاحتلال، وتولّي السلطة هو لعبة تدور على حلبة اتفاقيات أوسلو وعلى حلبة النظام الدولي الذي يتبناها، وتعني تحمل مسؤولية القيام بأود الشعب تحت الاحتلال في ظروف تدعم فيها الدول العربية التسوية وشروط الرباعية رسميا (الاعتراف ونبذ العنف والالتزام بالاتفاقيات الموقعة)، وترفض فيها دعم سلطةِ مقاومة. كما تتبنى الموقف الدولي القائل بتخيير حماس بين السلطة وتولي حاجات وهموم الناس اليومية وبين المقاومة ورفض التسوية.
هنالك بعض الثغرات في هذا الحصار الإسرائيلي العربي الرسمي المضروب حول المقاومة (وحلقته الرئيسية هي السلطة الفلسطينية التي تتعاون مع إسرائيل ضد المقاومة باسم الممثل الشرعي والوحيد). ومنها خلافات عربية/عربية تنافسية أو مملوكية الطابع، ومنها غضب عربي من استغناء السلطة عن بعض الأنظمة في تنسيقها مع أميركا وإسرائيل. (وبالعكس تحاول السلطة مؤخرا استخدام هذه العلاقات المتميزة مع أوروبا والولايات المتحدة لعرض خدماتها على دول عربية معزولة غربيا لتقريبها من وجهة نظرها ضد المقاومة).
وتناور المقاومة حاليا بين هذه القوى مستغلَّة هذه الثغرات، ومن ضمنها إمكانية رفض مصري لإصرار محمود عباس على "إجراء الانتخابات في موعدها" (!!)، وتجنيد إصرار عربي على أن الانتخابات يجب أن تجري باتفاق وليس دون اتفاق فلسطيني، وأن إعادة بناء الأجهزة يجب أن تجري في الضفة الغربية أيضا، وليس في غزة وحدها... كما تناور مستغلة فشل مقولة تجميد الاستيطان الأميركية وتراجع أوباما أمام الموقف الإسرائيلي، واستمرار التواصل الفلسطيني الإسرائيلي على أعلى مستوى رغم ذلك، وإحباط إسرائيل لمهمة ميتشل. ولكنها مناورات تهدف للبقاء والحفاظ على الذات بانتظار فرص أفضل.
التسميات: فلسطين حبيبتى, من داخل فلسطين
عبد الباري عطوان

ماذا سنقول لشعوب العالم التي تظاهرت في الشوارع طوال ايام العدوان على قطاع غزة، في مختلف عواصم العالم، بل ماذا سيقول هؤلاء الذين اصدروا اوامرهم بسحب التصويت على التقرير، ومشروع قرار إحالته الى مجلس الامن الدولي، للشهداء والجرحى والمشردين في قطاع غزة؟
اكثر من خمس وثلاثين دولة ساندت مشروع القرار، ورفضت الضغوط الامريكية والاسرائيلية بإباء وشمم، مضحية بمصالحها، انتصارا لشهداء فلسطين، وتضامنا مع ذوي الضحايا، لتأتي مكالمة بائسة الى 'السفير الفلسطيني في جنيف، من رئيسه في رام الله السيد محمود عباس بسحب طلب التصويت، ليذهب هذا السفير الى 'نظيره' الاسرائيلي مبشرا بالخبر السار الذي ينتظره نتنياهو وباراك وكل مجرمي الحرب الاسرائيليين.
اسرائيل تفرج عن عشرين اسيرة مقابل شريط طوله دقيقة واحدة عن اسيرها الجندي شليط، ومئات من الاسرى في سجونها، مقابل رفاة جنود قتلوا في لبنان، بينما سلطتنا تفرّط بدماء شهدائنا وحرية أسرانا دون مقابل.
تنازل كبير لم يحلم به نتنياهو، ولا وزير خارجيته افيغدور ليبرمان، او وزير دفاعه ايهود باراك، الذي خطط ونفذ العدوان على قطاع غزة. تنازل مجاني يشكل اهانة مذلة لآلاف الشهداء، ومثلهم من الاسرى الذين ضحوا بحياتهم او حريتهم من اجل قضية عادلة، وانتظروا طويلا، ومعهم الملايين من ابناء شعبهم هذه اللحظة التاريخية التي يرون فيها مجرمي الحرب الاسرائيليين يقفون خلف القضبان، بتهمة ارتكاب مجازر حرب ضد الابرياء العزل والانسانية بأسرها.
لم يفوّض الشعب الفلسطيني السيد عباس ولا 'المجموعة' المحيطة به، لبيع دماء الشهداء بهذا الرخص، ومقابل وعود هزيلة باستئناف مفاوضات اكثر عبثية وسط ضجيج البلدوزرات وخلاّطات الاسمنت التي تقيم المستوطنات الجديدة، وتوسع القديمة وتهوّد المدينة المقدسة.
' ' '
من يتنازل عن دماء الشهداء بهذه السهولة، وبهذه الطريقة المخجلة، يبيع قضية فلسطين وحقوق شعبها دون ان يرف له جفن، وهذا ليس غريبا على هؤلاء الذين تواطأوا في الاساس مع العدوان على قطاع غزة، وتقـــدموا مع المــندوب الاسرائــيلي في مجلس الامن الدولي بمشروع قرار مشترك يعتبر قطاع غزة منطقة 'خارجة على القانون' يجب ان تخضع لأبشع انواع الحصار والتجويع من قبل المجتمع الدولي.
الرئيس عباس غير مفوّض من اي مرجعية فلسطينية لتقديم هذا التنازل المعيب. لم يفوّض من اللجنة التنفيذية للمنظمة، ولا من المجلس الوطني، ولا حتى اللجنة المركزية لحركة 'فتح' المنتخبة اخيرا، وفوق كل هذا وذاك انه رئيس منتهية ولايته منذ عشرة اشهر.
اللجنة المركزية لحركة 'فتح' التي تضم العديد من الشرفاء المناضلين من اصحاب التاريخ النضالي العريق، مطالبة بالتحرك الفوري، ليس للتحقيق في كيفية حدوث هذه المهزلة فقط، وانما لتقديم المسؤولين عنها الى محكمة حركية لمعاقبتهم وفق الاجراءات المتبعة، لمنع حدوث اي تكرار لهذا التفرد الخطير بالقرار الفلسطيني، والتفريط بالتالي بالثوابت الفلسطينية.
هذا التفريط المعيب والمخجل الذي حدث في جنيف تم باسم حركة 'فتح'، ومن قمة القيادة فيها، ولذلك فهي مطالبة بالكف عن الهروب من مسؤولياتها، تحت اعذار مختلفة، والتصدي بقوة لهذا الانحراف الخطير عن ميثاقها، وإرثها النضالي العريق. ففلسطين وقضيتها تتقدمان على كل الاعتبارات الفصائلية، وحركة 'فتح' عندما انطلقت واطلقت الرصاصة الأولى قدمت نموذجاً في الوطنية والتضحية من اجل قضية شعبها.
نذهب الى ما هو ابعد من ذلك ونقول إننا نسمع عن تحرك غاضب في اوساط اللجنة المركزية للحركة يريد ان يحمل المسؤولية الى اشخاص مثل ياسر عبد ربه، او سلام فياض، لأنهما من خارج الحركة، وتحميلهما مسؤولية هذه السقطة وتبرئة الرئيس محمود عباس بالتالي، وهذا قمة التضليل وهروب من الحقيقة لا نقبله لهم ولا للحركة، لأن هؤلاء لا يمكن ان يقدموا على اي خطوة دون موافقة 'الحبر الاعظم'.
' ' '
دماء الشهداء تُباع حالياً في سوق النخاسة ومن اجل صفقة هاتف محمول، ومقابل حفنة من ملايين الشيكلات، تذهب الى حسابات شركة اصحابها هم بعض المتنفذين وابناؤهم، والشعب الفلسطيني يعرف هؤلاء جميعاً، واحداً واحداً، ولن يصمت طويلاً، بل يجب ان لا يصمت على هذه المتاجرة بأعز واشرف ما يملك ، اي أبنائه الشهداء ودمائهم.
نشعر بالخجل ونحن نرى ريتشارد غولدستون، اليهودي الصهيوني، اكثر وطنية من قيادة السلطة وبعض حوارييها، عندما يتمسك بتقريره ويؤكد كل كلمة وردت فيه عن جرائم الحرب الاسرائيلية، ويرفـــض شتى انواع الابتزاز، ويصر على معاقبة المجرمين. ونشعر بالخجل أكثر، ونحن نرى سفراء دول مثل فيتنام وفنزويلا وبنغلاديش وروسيا وجنوب افريقيا ومعظم السفراء العرب والمسلمين اكثر حماسة من سفير فلسطين، في الاصرار على طرح مشروع القرار على التصويت.
نكتب بعاطفة، وانفعال، بعد ان ضاع المنطق، ولم يعد يفيد في التعاطي مع مثل هذه المواقف المخزية واصحابها، فالجرح جرحنا، والقضية قضيتنا، والشهداء شهداؤنا. فنحن اولياء الدم، وليس هؤلاء التجار الذين ينفذون اوامر سافكيه دون خجل او حياء.
' ' '
يملأنا الغضب والحنق ونحن نسمع 'الدكتور' صائب عريقات 'كبير' المفاوضين يمارس ابشع انواع التضليل امام عدسات التلفزة، وهو يقول ان الوفد الفلسطيني في جنيف لم يتخذ قرار سحب مشروع التصويت على تقرير غولدستون، لان فلسطين ليست عضواً في المجلس الحقوقي العالمي، وانما هي عضو مراقب. كيف يمارس 'الدكتور' هذا الاستخفاف بعقولنا، وهل يعتقد اننا جهلة قصّر، يمكن الضحك على ذقوننا بهذه السذاجة؟ فكيف اذن صدرت جميع القرارات المؤيدة للحق العربي في الامم المتحدة، وهي بالعشرات، وباسم من جرى تقديمها، وابرزها قرار ادانة اسرائيل كحركة عنصرية؟ ألم تكن فلسطين عضواً مراقباً، ألم تقدم مشاريع هذه القرارات الى الجمعية العامة ومجلس الامن باسم دول عربية، واسلامية وعالمثالثية مؤيدة للقضية العربية العادلة وكفاح شعبها المشروع لنيل حقوقه؟
ما حدث في جنيف، وباختصــار شديد، 'وصمة عار' لا يجب السكوت عليها، او السماح بتكرارها. ومــن شـــارك في هذه الجريمة يتساوى في رأينا مع الذين ادانهم التقرير الاممي بارتكاب جرائم حرب، يجب ان يعاقبوا وبصورة اشد وأقسى لانهم انحازوا لأعداء قضيتهم ومجازرهم ووفروا لهم صك البراءة لتجنب اي عقاب دولي، دون اي ذرة احترام لشعبهم ومعاناته وطموحاته الوطنية ونضالاته المشروعة.
التسميات: من داخل فلسطين
قناة "العربية" تغرس خنجرها في خاصرة الأقصى
محمد حسين
أعجز عن التفكير في شكل ونفسية وشعور هيئة التحرير العاملة في فضائية العربية وموقعها "العربية نت" وهم "يبدعون" في صياغة خبرٍ عن الأحداث التي وقعت داخل المسجد الأقصى المبارك، ومردّ هذا العجز إلى القدرة الهائلة التي تتمتع بها القناة وموقعها وموظّفوها على مواجهة الحقيقة، وذبحها بسيف التزييف والتزوير والصياغات الملتوية.
اتّخذت "العربية" ولا تزال من قضايا الأمة موقفاً لا يخدم إلا أعداءها، فأنا – كمشاهد عربي – أتفهم أي رأي آخر لا يتفق مع رأيي، ولكن لا يمكن بحال من الأحوال أن أتفهم وقوف هذه الفضائية وموقعها الإلكتروني مع من احتل العراق، ثم وقوفها في الاتجاه المعاكس للمقاومة اللبنانية في حرب تموز 2006م، ولا أظنّ العربية نسيت التقرير الذي نشره موقع "المركز الفلسطيني للإعلام" بتاريخ 12 يناير الماضي، وفضح دورها في خدمة العدو الصهيوني ومحاولاتها لتدمير معنويات الشعب الفلسطيني إبان الحرب الصهيونية على قطاع غزّة.
صباح الأحد 27 سبتمبر اقتحمت مجموعات صهيونية متطرفة ساحات المسجد الأقصى، واعتدوا على المصلين فيه، وتكفّلت الشرطة الصهيونية بمواجهة من لم تستطع تلك الجماعات المتطرفة مواجهته، في خطوة كانت قد أعلنت سابقاً، ما يعني أن ما حصل كان أمراً معدّاً له، وبرعاية واتفاق مع السلطات الصهيونية وعلى رأسها مجموعة "خبراء المتفجرات" التابعة للشرطة الصهيونية التي اقتحمت الأقصى قبل المتطرفين بأيام وأجرت الجولات التفقدية التي من شأنها تأمين دخول المتطرفين إلى المسجد بسلاسة.
تأخّرت العربية في عرض الخبر، ولم يظهر على شريطها الإخباري إلّا بعد حين، ولا غرابة في ذلك، فتحرير خبر كهذا ليس بالأمر السهل، خاصّة وأنّه يسلب المحررين مهنيّتهم ومصداقيتهم الصحافية لصالح توجّهات القناة ومموليها؛ فلا بدّ من تدقيق الخبر عشرات المرات، حتى يعرض بطريقة لا تسيء للكيان الصهيوني، الذي يشكّل (الكيان) أساساً من الأسس التي أنشئت القناة لخدمة مصالحها وتحسين صورتها.
ثم صدر الخبر؛ تحت عنوان (قبيل عيد الغفران المقدّس عند اليهود .. إسرائيل تحتوي صدامات بين فلسطينيين ويهود حاولوا اقتحام الأقصى)، ومن خلال العنوان ونصّ الخبر الذي سنستعرض قريباً بعض فقراته كما كُتبت – بأخطائها التي تدل على أن المحررين من العرب الأقحاح- نقرأ باستغراب إصرار العربية الفظيع على التأكيد على المناسبة الدينية اليهودية، فقد وردت في العنوان وتكرّرت 4 مرات في أقل من 10 أسطر من الخبر نفسه، علماً أنّها ليست من صلب الخبر ولا أولوية مهنية لذكرها أصلاً !!، ثم نقرأ في العنوان تبرئة الجيش والشرطة الصهيونية الشريكة في الاقتحام، بل يحاول العنوان إظهار الجيش الصهيوني - الذي صارت سمعته في الحضيض بعد إتقانه فنون الإرهاب والفشل - بأكثر المظاهر حضارية وهي الوقوف على مسافة واحدة من المتنازعين، ثم نقرأ التخفيف من هول الحدث بتحويله إلى مجرّد محاولة ونزاع عابر استطاع الجيش الصهيوني فضّه!!.
وعند الحديث عن المصابين في الاشتباك قال الخبر الذي نشره موقع العربية نت الأحد "وقال متحدث باسم الشرطة ان 9 من رجال الشرطة اصيبوا بجروح طفيفة وقال مسعفون انهم نقلوا 13 فلسطينيا الى مستشفى في القدس الشرقية للعلاج من اصابات بعد الاشتباك الذي وقع فيما استعد اليهود للاحتفال باقدس ايامهم"، الحديث عن المصابين من رجال الشرطة الصهيونية أهم من المصابين من الفلسطينيين عند "العربية"، ولذلك لا بدّ من لفت الأنظار إلى حجم التضحية التي قامت بها الشرطة في فض هذا النزاع الذي وقع "فيما استعد اليهود للاحتفال باقدس ايامهم"، بما تحتويه العبارة من إشارة مبطّنة إلى أنّ الفلسطينيين هم الذين أفسدوا على اليهود إحياء "أقدس أيامهم".
يتابع الخبر "والقى محتجون بالحجارة والكراسي وما قد تقع عليه ايديهم، فيما هرعت الشرطة الى المكان واظهرتهم لقطات مصورة وهم يحاولون ابعاد الشرطة عن باب المسجد لكن لم تكن هناك اي علامة على ان الشرطة دخلته خلال الاشتباك"، تريد العربية أن تزّيف الحقيقة المنافية تماماً لما ورد في الخبر وتقول إن الفلسطينيين هم الهمجيّون؛ حيث قاموا برجم "المتعبّدين" بالكراسي والحجارة وما شابه، حينذاك تدخّلت الشرطة الصهيونية وأتت من بعيد لإنهاء الاشتباك لا لقمع الفلسطينيين، الذين قاموا بدورهم بالتصدي للشرطة النبيلة، ومنعها من دخول المسجد، بينما الشرطة المسكينة لم تكن تفكر بدخوله قبل الحادث!.
ويضيف الخبر "واعادت الشرطة الهدوء واغلقت الحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة ويطل على حائط المبكى"، هل علينا أن نتوجه بالشكر إلى "الشرطة التي أعادت الهدوء" يا محرر العربية؟، ومن قال إن هناك شيء اسمه الحرم القدسي؟ هو المسجد الأقصى الذي يحتوي المصلى القبلي والمرواني وقبة الصخرة وأكثر من 200 معلم عربي وإسلامي كلها تستحق الذكر، ولكن أن تضاف هذه الفقرة حشواً حتى يذكر "حائط المبكى" كمعلم يوازي المعالم الإسلامية، فهذا ما لا يدع مجالاً للشك أن الفضائية تعتمد الرؤية والتسميات الصهيونية لتمريرها إلى العقل العربي، وخلق جو من الألفة بين هذه المصطلحات وبين الإنسان العربي لغرض أوضح من أن يشرح.
وفي معرض "الحشو" الذي أوردته العربية حتى يصبح حجم الخبر أكبر، تعرّضت لتدنيس شارون وجنوده المسجد الأقصى عام 2000 واصفةً الاقتحام بالزيارة!، وجاء في الخبر ما نصّه "واغضبت زيارة قام بها رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ارييل شارون للمسجد الاقصى عام 2000 الفلسطينيين وتسببت في الانتفاضة الثانية التي سرعان ما تصاعدت بشن هجمات انتحارية على المدنيين الاسرائيليين"، من قال إنها ضدّ المدنيّين؟ ومن قال بوجود مدنيين صهاينة أصلاً؟ ولماذا وردت هذه الجملة التي لا علاقة لها بما قبلها؟ ولماذا لم يشر المحرر إلى العدوان الصهيوني الذي هو السبب الوحيد للمقاومة؟ ولماذا هذا الإصرار على تشويه صورة المقاومة الفلسطينية وإظهار الصهاينة بمظهر الحمل الوديع ؟
أعتقد أنّ العربية تشبه إلى حدٍّ كبير الكيان الصهيوني، نعم تشبه الكيان؛ الكيان كيانٌ غريبٌ زرع في تربةٍ لا تسمح له بالنمو أو الحياة، وكذلك قناة العربية وموقعها الإلكتروني، صحيح أنها تتكلم اللغة العربية، واسمها عربي، ولكن الفكر الذي تحمله يقوم على أساس هدم الفكر والثقافة الأصيلة المتجذّرة في المجتمعات العربية والإسلامية التي تعتبر القطاع المستهدف لقناة "العربية".
التسميات: زهرة المدائن, من داخل فلسطين
فضيحة سرقة الأعضاء .. السويد تتحدى إسرائيل وترفض الاعتذار
0 التعليقات مرسلة بواسطة أسماء - فلسطين للأبد في 1:55 م
مجازر إسرائيل تتواصل
مازالت فضيحة سرقة الأعضاء التي فجرها الصحفي السويدي دونالد بوستروم تثير غضبا عارما في إسرائيل ، بل ووصل الأمر إلى قيامها بمطالبة استوكهولم بتكذيب الأمر والاعتذار علنيا ، إلا أن الرد كان هو الآخر بمثابة صفعة جديدة للكيان الصهيوني .
ففي 27 أغسطس / آب ، نشرت صحيفة "سفينسكا داغبلاديت" السويدية استطلاعا للرأي أظهر أن أغلبية السويديين يعارضون قيام الحكومة أو جريدة "أفتونبلاديت" التي نشرت مقال بوستروم بتقديم اعتذار إلى إسرائيل ، وجاء في الاستطلاع الذي شارك فيه أكثر من 24 ألف شخص أن 56% من السويديين يعارضون تقديم اعتذار لإسرائيل .
ووفقا للصحيفة فإنه بالرغم من أن وزير الخارجية السويدي كارل بيلت قد يقوم بزيارة إسرائيل قريبا ، إلا أن الحكومة السويدية لا تزال ترفض إدانة نشر المقال كما تطالب إسرائيل وعزت السبب في ذلك إلى أن الصحافة الحرة هي أحد أعمدة الديمقراطية السويدية حيث يعود إقرار أول قانون حول حرية التعبير إلى العام 1766.
ونقلت "سفينسكا داغبلاديت" عن رئيس الحكومة السويدية فريدريك رينفيلت قوله في هذا الصدد :" لا يمكن التوجه إلى الحكومة السويدية والطلب منها بأن تخرق الدستور السويدي".
تفجر الفضيحة
وكانت صحيفة "أفتونبلاديت" السويدية نشرت في 17 أغسطس / آب تقريراً لمراسلها في الأراضي الفلسطينية المحتلة دونالد بوستروم أفاد فيه بأن جنوداً إسرائيليين قاموا عمدا بقتل شبان وأطفال فلسطينيين لسرقة أعضائهم والمتاجرة بها ، قائلا :" إسرائيل كانت تعتقل شبانا فلسطينيين في الليل وتقتلهم وتستأصل أعضاءهم وتدفنهم بسرية".
وأضاف أنه كان موجوداً في الضفة الغربية عام 1992 عندما جلبت السلطات الإسرائيلية جثة فلسطيني يدعى بلال أحمد غانم وقد قالت عائلته آنذاك إن الجيش الإسرائيلي سرق بعض أعضائه، وسمع بعد ذلك روايات مماثلة من 20 عائلة فلسطينية أخرى تسلمت جثث أبنائها وقد ظهرت فيها آثار عمليات جراحية.
وكشف أنه سعى لتصوير تحقيق وثائقي عن القضية ، غير أن الأحداث الأمنية التي أدت إلى إغلاق المعابر نحو الضفة الغربية وغزة حالت دون ذلك، مضيفاً أنه لم يتمكن من العثور على منظمات إنسانية مهتمة بالقضية.
ولفت الصحفي السويدي إلى أن قرار السلطات الإسرائيلية تشريح جثث الفلسطينيين الذين يسقطون برصاص جيشها غير مفهوم، لأن أسباب الوفاة واضحة ، معتبرا أن هذا الأمر قد يقود إلى إجراء تحقيق دولي فيما وصفه بـ"جريمة حرب" من قبل الجيش الإسرائيلي.
معاداة السامية

المتطرف ليبرمان
وبالنظر إلى أن المقال السابق كشف بعدا إجراميا جديدا لإسرائيل لم تسلط عليه الأضواء من قبل ، فقد جاء رد فعلها عنيفا جدا ، حيث شن وزير خارجيتها أفيجدور ليبرمان هجوما شديد اللهجة ضد السويد، وأشار إلى أنها تتخذ مواقف متطرفة ضد إسرائيل منذ الحرب الأخيرة على غزة ، وانتقد في هذا الصدد صمت نظيره السويدي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي عن المقال .
وفي السياق ذاته ، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إيجال بالمور: "هذا المقال يحمل عناصر واضحة من التشهير الدموي ضد اليهود في العصور الوسطى" ، متهما الصحيفة بالتشجيع على جرائم الكراهية ضد إسرائيل .
وأضاف قائلا : "نشعر بأن الحكومة السويدية تستخدم حجة حرية التعبير كذريعة لعدم إدانة معاداة السامية ، نعتقد أن حرية التعبير لا تنطبق فقط على وسائل الإعلام السويدية، بل أيضا على الحكومة السويدية التي عليها أن تعلن موقفا حازما حول تلك القضية التي تشكل معاداة للسامية".
بوسترم يرد
وفي تعقيبه على الاتهامات الإسرائيلية السابقة ، كشف الصحفي ديفيد بوسترم أن الحكومة الإسرائيلية حاولت جاهدة الضغط على الحكومة السويدية بعدم نشر هذه القضية التى هزت صورتها أمام العالم.
وأضاف فى تصريحات لقناة "الجزيرة" في 25 أغسطس أن الاحتلال الإسرائيلى ينتهك القانون الدولى كل يوم فى الأراضى المحتلة ولا يريد أحد أن يحاسبه أو يكتب عنه.
وأوضح أن إسرائيل حاولت استخدام المقال على اعتبار أنه يمثل معاداة للسامية ، لكن المقال الذى كتبه ليس فيه حرف واحد حول هذه الإدعاءات.

إسرائيل تتاجر بأعضاء الفلسطينيين
وتابع "إننى أخذت بوجهة نظر كل الأطراف فى كتابة المقال حيث لم أكتف بالطرف الفلسطينى ولكنى ذهبت أيضاً إلى الجيش الإسرائيلى لمعرفة مدى صحة هذه المعلومات التى ثبتت صحتها".
التصريحات السابقة تؤكد أن إسرائيل لن تنجح هذه المرة في إخفاء جرائمها ، فقد كشف بوسترم أن الحكومة السويدية كانت على علم بالمقال قبل نشره ، أيضا فإن سفير إسرائيل في ستوكهولم بيني دغان كان اجتمع مع نائب وزير الخارجية السويدي في 20 أغسطس ووصف العلاقات بين البلدين بالمتوترة جدا ، منتقدا رفض الحكومة السويدية وخاصة وزير خارجيتها كارل بيلدت استنكار المقال .
وأضاف دغان قائلا :" المسئول السويدي علل هذا الرفض بتمسك حكومته بحرية التعبير ، لكن الحكومة السويدية سبق واستنكرت تقارير صحفية مماثلة ، صمت الحكومة السويدية إزاء القضية يمس بالعلاقات الثنائية ".
وبجانب ما سبق ، فإن هناك أحداثا تاريخية تؤكد أن السويد لن تقدم اعتذارا لإسرائيل ، فالتوتر الحالي في العلاقات بين تل أبيب واستوكهولم ليس جديدا ، حيث أتلف السفير الإسرائيلي عملا فنيا في صالة عرض باستوكهولم في 2004 ، بزعم أن العمل وهو عن استشهادية فلسطينية يمجد من أسماهم بالقتلة ، هذا بجانب الحياد الذي أبدته السويد المعاصرة تجاه هتلر ، وأخيرا ، فإن تل أبيب تأخذ على استوكهولم انحيازها للفلسطينيين ، في حين تتهمها السويد بانتهاك حقوق الإنسان .
http://abnamaser.hooxs.com/montada-f3/topic-t21.htm
التسميات: إسرائيل والعالم, من داخل فلسطين
قصة أصغر أسير في العالم يقبع في سجن إسرائيلي

إبراهيم عمر - الجزيرة توك - غزة
في سجن إسرائيلي بائس وظروف نفسية وصحية بالغة السوء، يعيش الطفل الفلسطيني "يوسف
الزق" منذ تسعة أشهر، برفقة والدته الأسيرة "فاطمة الزق"، المعتقلة منذ ستة عشر شهرا،
وضعت خلالها يوسف ليظل ملازما لها منذ الولادة، بينما لا يكاد أحد في هذا العالم يذكر تلك المأساة
التي حولت الأم إلى أسيرة لمجرد أن الجيش الإسرائيلي اشتبه بنيتها تنفيذ عملية فدائية، والطفل
إلى أصغر سجين في العالم، وقد تفتحت عيناه على هذا المكان، الذي يمثل عنوانا للقهر والظلم،
ويرزح خلف قضبانه أكثر من 11600 أسير فلسطيني، في وقت ينشغل العالم بعربه وعجمه بجندي
إسرائيلي أسرته المقاومة الفلسطينية بينما كان فوق دبابته على تخوم غزة..
لعل ذاكرة يوسف الهشة لن تستطع تسجيل اللحظات التي يعيشها خلف قضبان السجن، إلا أن تلك
الصور التي تم التقاطها بواسطة هاتف محمول وسربت إلى الخارج، ستكون خير معين له فيما بعد
ليعرف مدى المعاناة التي لازمته منذ أن خرج إلى هذا العالم، وزادت من أوجاع والدته التي لم
تفارقها السلاسل الحديدية حتى في لحظات الولادة.
قصة يوسف بدأت وهو لا يزال جنينا بشهره الثاني، في رحم أمه، التي اعتقلت في الثالث والعشرين
من مايو (أيار) 2007، على حاجز "إيرز" الذي يفصل بين قطاع غزة والدولة العبرية، حيث كانت
ترافق ابنة شقيقتها التي أرادت العلاج خارج غزة، إلا أن جنود الاحتلال اعتقلوهما معا، ووجهت
لهما تهمة التخطيط لتنفيذ عملية فدائية، ومنذ ذلك الحين لم تبرحا السجن شأنهما شأن 60 أسيرة
فلسطينية أخرى، يعشن ظروفا صعبة، وإجراءات لا تنتهي من الإذلال وامتهان الكرامة، وسط
صمت مخجل من عالم فقد كل سمات الإنسانية.

يوسف ورغم الابتسامة الجميلة التي رسمت على وجهه الصغير، عانى ولا يزال من ظروفا صعبة
جراء وجوده في سجن لا يصلح لأن يكون مأوى للبشر، وتحيط به الأسوار الإسمنتية العالية من كل
جانب لتحرمه حتى من الهواء النقي، فيما تنخر جسده النحيل ومن معه في السجن الرطوبة وبرودة
الطقس، ويحظر على أشعة الشمس التسلل إلى حيث يعيش، بانتظار ذلك اليوم الذي يولد فيه من
جديد ليخرج إلى عالمه الحقيقي الذي يعيش بدوره مرارة الحصار، لكن بطعم وشكل مختلفين

أما والدة يوسف التي ينتظرها خارج السجن أبناء آخرين، وزوج حرموا من زيارتها منذ أن
اعتقلت، فلم تشفع لها نداءاتها ورسائلها المتكررة إلى "ضمير العالم" فتجاهلها الجميع، ولم
يتعاطف معها ذلك العالم، رغم أن كل ما تريده هو أن يُسمح لها برؤية أبنائها، ويُسمح ليوسف
برؤية والده الذي حرم منه ولم يتسنى له بعد سماع صوته.


التسميات: من داخل فلسطين
العملاء الأيادي الخفية في حرب غزة..أخطرُهم متورِّطٌ في اغتيال قيادات كبيرة وسلَّم "ابن أخته" للعدو
- جهاز فاكس على شكل برواز وسيلة الاتصال مع "الشاباك"
- حماس: إعدام العشرات بعد أن نشطوا خلال الحرب
- الغصين: اعتقلنا العشرات وسنواصل ملاحقة باقي الخلايا
مركز البيان للإعلام
بعد تلقِّي المقاومة الفلسطينية إشارةً بتسلل خلية كبيرة من "العملاء" إلى قطاع غزة عبر الحدود للقيام بمهام استخبارية وجمع المعلومات لصالح جهاز "الشاباك" الصهيوني قبل البدء بشن الحرب على غزة؛ أخذت أجنحة المقاومة هذه الإشارة على محمل الجد، وكثَّفت من إجراءاتها لرصد ومتابعة تحركات هذه الخلية التي تبيَّن فيما بعد أنها مُكوَّنة من جنسيات عربية مختلفة، بينهم "نساء"، دخلت لمراقبة عدد من قادة المقاومة.
أيام قليلة تمكَّن خلالها عناصر المقاومة من رصد ومراقبة تحركات أفراد هذه الخلية الذين اتخذوا من جنوب قطاع غزة نقطة انطلاق لهم؛ للبدء في وضع الخطط الكفيلة بضرب قيادات المقاومة المطلوب تصفيتها وتجنيد المزيد من ضعاف النفوس في شباك "الجاسوسية".
بعد التحقق والتأكد من علاقة وارتباط أفراد الخلية بجهاز "الشاباك" الصهيوني قامت مجموعة خاصة لأحد فصائل المقاومة بالتسلل خلسةً إلى أحد المنازل جنوب القطاع؛ حيث يوجد أفراد الخلية المطلوبة، وتم اقتحام ومداهمة واعتقال جميع من بداخله.
كانت هذه إحدى العمليات الناجحة، والتي تمكَّنت من خلالها المقاومة الفلسطينية من اعتقال وتدمير إحدى أخطر خلايا (الطابور الخامس) الذي لعب دورًا خفيًّا ورئيسيًّا في تزويد العدو الصهيوني بالمعلومات الاستخبارية التي تمكَّن من خلالها استهداف عدد من قيادات المقاومة؛ أبرزهم الشيخ سعيد صيام والعشرات من المساجد والمؤسسات والمنازل والمراكز الأمنية التي راح ضحيتها المئات من المواطنين الفلسطينيين.
التحقيقات التي استمرت عدة أيام مع أفراد الخلية كشفت أنهم ينتمون لجنسيات مختلفة، ومرتبطون بضباط أمن صهاينة؛ حيث دخلوا قطاع غزة من أجل تنفيذ عدة مهمات خاصة؛ أبرزها معلومات عن أماكن وجود قادة ورجال المقاومة الفلسطينية ووزراء الحكومة الفلسطينية، إلى جانب مخازن السلاح والمساجد والمنازل التي يمكن استهدافها خلال الحرب.
وكشف مصدر خاص في أحد أجنحة المقاومة :"أن الخلية كانت تقوم بمهام استخبارية لتتبع عدد من قادة الأجنحة العسكرية وتحديد تحركاتهم وأماكن منازلهم والمساجد التابعة لحماس، والتي يمكن قصفها بمن فيها.
وأوضح المصدر أن المعتقلين دخلوا غزة مؤخرًا وقبل بدء الحرب بزعم زيارة ذويهم، إلا أنه تبيَّن بعد مراقبتهم من المقاومين بأنهم شبكة "تجسس" تتواصل مع جهاز "الشاباك"، وقد اعترفوا بذلك بعد التحقيق معهم وإعدام بعضهم بطريقة ميدانية.
وكشف المصدر أن من بين الخلية "نساء" يعملن على عمليات "إسقاط أخلاقي" لبعض الشباب وتقديم وعود لهم بتأمين فرص عمل، ومن ثم تجنيدهم في صفوف الشبكة.
صراع شاق
يشار إلى أن المقاومة الفلسطينية تخوض- ورغم إمكانياتها المحدودة- صراعًا شاقًّا مع أجهزة المخابرات الصهيونية؛ حيث تمكَّنت من الكشف عن العديد من شبكات العمالة والجاسوسية التي ترتبط بالموساد الصهيوني وتدميرها، فيما لم تنقطع المحاولات الصهيونية من أجل تجنيد أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين للعمل لصالح أجهزتها الاستخباراتية، وقد وظَّفت جهودًا وطاقات كبيرة لاستيعاب أكبر قدر من العملاء بهدف مدها بالمعلومات التي تساعدها على توجيه ضربات قاصمة إلى المقاومين.
ويسعى الكيان الصهيوني من خلال تجنيد أكبر عددٍ ممكنٍ من العملاء إلى تحقيق العديد من الأهداف؛ من بينها زعزعة ثقة الفلسطينيين في قضيتهم؛ حيث يقول حاييم بن عامي الرئيس السابق لقسم التحقيقات في "الشاباك": "نجاحنا في اختراق التنظيمات الفلسطينية عبر تجنيد عملاء لنا من بين عناصرها، له بالغ الأثر في سيادة أجواء عدم الثقة في أوساط عناصر المقاومة، بشكل يجعلها أقل كفاءةً".
كما يهدف الكيان إلى محاولة التأثير على أجندة المجتمع الفلسطيني، بما يتوافق مع المصلحة الصهيونية؛ حيث كان للعملاء دومًا أثر في إثارة الفتن الداخلية بين الفلسطينيين، فضلاً عن تداول الشائعات التي هي جزء من الحرب النفسية التي يخوضها جيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
ويُرجع الخبير في الشئون الصهيونية ثابت العمور أسباب زيادة الطلب الصهيوني لمتعاونين في غزة إلى الحصار المفروض على القطاع.
وقال العمور: "إن الحصار على غزة شجَّع المخابرات الصهيوني على الطلب مباشرةً من المرضى والطلاب التعامل معه وإمداده بمعلومات عن المقاومة، مقابل أن يتم التعاطي مع طلباتهم بالسفر عبر المعابر".
واتهمت مؤسسات حقوقية فلسطينية مؤخرًا سلطات الاحتلال بابتزاز المرضى في معبر بيت حانون وإجبارهم على التعامل معها أو رفض دخوله لتلقي العلاج.
وقالت هذه المؤسسات إن السلطات الصهيونية تحاول استغلال حاجة المرضى الفلسطينيين إلى العلاج وتبتزهم دون أدنى مراعاة لوضعهم الإنساني.
العملاء وحرب غزة
واستطاعت أجنحة المقاومة إلى جانب جهاز الأمن الداخلي في حكومة غزة خلال فترة الحرب إعدام وتدمير وتفكيك العديد من خلايا "العملاء" النشطة، وكشفت حركة حماس عن إعدام واعتقال العشرات من العملاء خلال المعارك والحرب في غزة.
وقالت حماس: "تم التعامل مع عشرات العملاء؛ بعضهم أعدم، وبعضهم معتقل"، وأضافت أن العملاء نشطوا بشكل كثيف خلال الحرب لتقديم خدماتهم بشكل مباشر وسريع للاحتلال الصهيوني.
وقال شهود عيان :"إن العديد من العملاء أُعدموا على أيدي رجال المقاومة خلال الحرب في غزة"، وأبدى الغزيون ارتياحهم من ملاحقة وإعدام العشرات من العملاء، مُثمِّنين دور الأجهزة الأمنية وأجنحة المقاومة، مطالبين بالضرب بيد من حديد على أياديهم وتقديم للمحاكمات.
وأضاف أحد الشهود أنه شاهد رجال المقاومة وهم يطاردون العشرات من العملاء، ومن يتم اعتقاله يجري إعدامه على الفور.
وقال إيهاب الغصين المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة إن الأوامر أعطيت للأجهزة الأمنية "بمواصلة متابعة الطابور الخامس (العملاء) وضربهم بكل قوة"، وأضاف أنه "تم اعتقال العشرات من العملاء الذين حاولوا ضرب المقاومة وإعطاء معلومات للاحتلال عن المقاومين".
وأضاف الغصين: "إن الأجهزة الأمنية لم تتوقَّف عن أداء مهامها طيلة أيام الحرب التي شنَّها جيش الاحتلال على قطاع غزة"، مشيرًا إلى أنهم طلبوا من كافة عناصر هذه الأجهزة بالالتزام بالزي الرسمي لأداء مهامهم بعد إعلان وقف إطلاق النار.
واتهمت أجهزة الاستخبارات الصهيونية ضباط جيش الاحتلال بأنهم وراء تصفية عدد كبير من عملاء القطاع خلال الحرب الأخيرة، مؤكدةً أنهم لم يتعاملوا بحذر وعناية مع المعلومات التي وصلت إليهم؛ مما أدى إلى كشف عددٍ كبيرٍ من العملاء.
وذكرت صحيفة (هآرتس) الصهيونية أن الأجهزة الاستخبارية ستشرع في التحقيق في ادعاءات تفيد بأنه تم استخدام معلومات استخبارية سرية خلال الحرب دون توخِّي الحذر أو إبداء حساسية لحياة العملاء الذين نقلوا المعلومة، وأدى ذلك إلى خسارة "ذخر" استخباري للكيان لا يقدَّر بثمن.
وذكرت الصحيفة أن عملاء الاحتلال كانوا ينقلون معلوماتهم الاستخبارية عن تحركات رجال المقاومة ومخططاتهم في الغالب إلى غرفة قيادة العمليات في القيادة الجنوبية، ومن هنا كانت تنتقل المعلومات إلى الضباط في الميدان.
عملاء أُعدموا
العميل "ص. ز"، والبالغ من العمر ستين عامًا، كان يعمل في أحد الأجهزة الأمنية البائدة، ومتورط في اغتيال عدد من قيادات المقاومة الفلسطينية، والمساعدة في تسهيل قصف مقر الشرطة في مدينة رفح قبل أشهر، والذي راح ضحيته 7 شهداء.
تلقى العميل ثلاث وسائل اتصال مع المخابرات الصهيونية؛ كان من أخطرها جهاز فاكس على هيئة برواز، من خلاله يستطيع إرسال الإشارات عن وجود المقاومين أثناء الاجتياحات، كما التقى عددًا من ضباط المخابرات في أماكن مختلفة، وفي كل مرة كان يحصل على مبالغ مالية كبيرة تُقدَّر بـ8000 دولار.
واعترف- حسب المصدر- بدوره في اغتيال وتصفية عدد من قادة المقاومة؛ كان من بينهم القائد العام لسرايا القدس محمد الشيخ خليل ومرافقه نصر برهوم، والشهيد أبو عطايا قائد لجان المقاومة الشعبية.
وأكد أنه عمل على مراقبة وتصفية القائدين في كتائب القسام نائل أبو عبيد ومحمد شبانة، إلى جانب قائدي سرايا القدس خالد منصور وأحمد المصري.
وقال أحد قادة سرايا القدس إن العميل المعتقل تم ضبطه قبل عشرة أيام، ومن ثم اعترف على باقي المجموعة السبعة التي كان يقودها.
وأضاف أن المجموعة خضعت لتحقيق مكثف من قِبل جهاز الأمن في سرايا القدس، وأنهم أدلوا باعترافات وصفها بالخطيرة جدًّا؛ تثبت تورطهم في اغتيال أبرز قادة المقاومة الفلسطينية.
وأشار أبو أحمد إلى أنه حسب اعترافات العملاء السبعة، فإن بعضهم يعمل منذ أكثر من 10 سنوات، والبعض الآخر من الانتفاضة الأولى.
العميل أحمد عزات شقورة، والذي تم إعدامه من قِبل أجنحة المقاومة هو أحد أخطر العملاء المتورطين في اغتيال العشرات من المواطنين وقيادات المقاومة، ورصد أماكن ومواقع المجاهدين.
وقالت مصادر مطلعة إن المدعو شقورة الذي تم ضبطه في منطقة بعيدة عن منطقة سكناه وهو يرصد مواقع المجاهدين، أقرَّ بأنه تم تجنيده للعمل مع المخابرات الصهيونية عام 1987م، عن طريق ضابط المخابرات المدعو "أبو رامي".
وبحسب ذات المصادر "عمل شقورة في جمع أسماء الأشخاص الذين يترددون على أماكن حددها له ضابط المخابرات"، مشددةً على أنه اعترف أنه كان يتقاضى مبالغ متفاوتة، مثل 500 أو 700 شيكل مقابل المعلومات التي يدلي بها.
كما اعترف شقورة بأنه بقي يعمل في مغتصبة "عتصمونا" الواقعة غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة حتى تاريخ إغلاقها أمام العمال الفلسطينيين بعد العملية الاستشهادية التي نفَّذها الشهيد محمد فرحات في المستوطنة.
وأوضحت المصادر أن العميل شقورة أقر بأنه قدَّم معلومات لقوات الاحتلال عن عددٍ من ورش الحدادة في شارع الهلال القديم بخان يونس؛ حيث قامت طائرات الاحتلال بقصفها في وقت لاحق؛ ما تسبَّب في استشهاد فتى من آل البردويل.
كما أقر شقورة بأنه قام بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة برصد العديد من المواقع العسكرية والأمنية التابعة للحكومة، ومواقع التدريب التابعة لفصائل المقاومة، وخاصةً كتائب القسام؛ حيث تم قصف جميع المواقع التي شارك في رصدها؛ ما تسبَّب في استشهاد 8 مواطنين.
وأضافت المصادر أن المخابرات الصهيونية طلبت من شقورة خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة متابعة خاصة للمساجد ومواقع إطلاق الصواريخ على وجه السرعة"، مؤكدةً أنه تم ضبطه وهو يتابع أحد المواقع، مشيرةً إلى أنه تم تسجيل اعترافات العميل شقورة وتسليمها لذويه.
عملاء تبنتهم فتح
العميل حيدر غانم هو أحد المخضرمين والمتورطين بالتعاون مع الاستخبارات الصهيونية؛ حيث تم إعدامه متلبسًا في رصد أماكن المجاهدين ومنازل قيادات حماس وأجنحة المقاومة الفلسطينية.
ارتبط غانم بمخابرات الاحتلال عام 1996م، وأعلنت أجهزة أمن السلطة عن كشف تورطه في اغتيال عددٍ من قادة المقاومة الفلسطينية عام 2002م.
سبعة أعوام بين اعتقال غانم ومفاخرة أجهزة أمن السلطة في حينه بهذا الإنجاز وبين تبنيه رسميًّا من حركة فتح واعتباره أحد أبطالها المغلوبين على أمرهم الذين قتلوا على أيدي "القتلة من حماس"، كما يقول إعلام حركة "فتح".
فقد أقر غانم بأنه أدلى بمعلومات لمخابرات الاحتلال أدت إلى اغتيال العديد من القيادات الميدانية.
ويقول: "تابعت عددًا من أعضاء المقاومة، ومنهم جمال عبد الرازق من قادة حركة فتح الذي تم اغتياله، وراقبته 4 أيام بدعوى أنهم يريدون اعتقاله، لكن بعدما سمعت عن استشهاده أُصبت بحالة نفسية سيئة، وقالوا لي إنه قاوم الاعتقال فاضطروا إلى قتله، وطمأنوني أن كل الأمور تحت السيطرة، وإذا شعروا بنوعٍ من الخطر عليّ فسيخبرونني؛ لأن لهم عيونًا في كل مكان".
وواصل العميل غانم في حينه اعترافاته؛ حيث أصبح يدير شبكة من العملاء في المنطقة، وقال: "بعد فترة زاد حجم الطلبات التي يطلبونها بعد زيادة ثقتهم بي، وأجروا لي ثلاثة اختبارات على جهاز كشف الكذب، وحينها بدءوا يرسلون عبري أوامر إلى عناصر آخرين يعملون معهم لأرسلها عبر الإنترنت أو لأقوم بوضعها في علب كبريت أو صناديق دخان في نقاط ميتة وأماكن عامة هادئة نسبيًّا في رفح وغزة؛ لتتسلمها هذه العناصر، ثم أصبحوا يرسلون أموالاً ضخمة لتسليمها للعملاء بنفس الطريقة أيضًا".
وكان لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس دور بارز في تدمير وتفكيك العديد من الشبكات المتورطة بالعمالة، كما لعب جهاز الأمن الداخلي للحكومة الفلسطينية دورًا بارزًا في كشف العديد من الخلايا وتدميرها.
ولعل قصة العميل "ع" الذي تم القبض عليه في إحدى المناطق المحاذية للشريط الحدودي مع الأراضي المحتلة، بعد تصوير عملية خروجه من الجيب الصهيوني وتغيير ملابسه العسكرية بملابس مدنية، ثم صعوده فوق أحد الأسلاك الإلكترونية للوصول إلى قطاع غزة بعد تلقيه دورة تدريبية في أحد مراكز التحقيق القريبة من الشريط الحدودي.. خير دليل على يقظة المقاومة الفلسطينية وإصرارها على المضي قدمًا نحو تحرير فلسطين.
وحذر القيادي في كتائب القسام "أبو يحيى" الشباب من التورط في صفقات مالية أو القبول بأية وظيفة، حتى وإن كانت الحاجة ماسة، مضيفًا: "يجب تحكيم لغة العقل والمنطق والمشورة في أية خطوة، والحرص على حفظ الشباب لأسرارهم وخصوصياتهم وطرق معيشتهم؛ لما تشكله من معلومات مفيدة لمعرفة نقاط الضعف، والابتعاد عن الصحبة السيئة باعتبارها الخطوة الأولى نحو الهلاك، واللجوء إلى الله في كل مشكلة تصادفه".
ودعا أبو يحيى الشباب إلى ضرورة الابتعاد عن أماكن الترفيه المشبوهة أخلاقيًّا أو سياسيًّا التي عادةً ما تكون أوكار إسقاط، وضرورة التعرف على حقيقة عدوه وما يُعِده دومًا من أجل تدميره وقتله من خلال القراءة الجيدة، داعيًا الشباب إلى عدم الانهزام أمام التصوير في حالة السقوط عن طريق الجنس، والظهور بمظهر القوي المستعد لنشر ما تم تصويره في كل الوسائل الإعلامية وتحمل مسئولية ما ارتكبه من خطأ.
التسميات: من داخل فلسطين
مؤتمر ليهود العالم بالقدس وأهلها يمنعون من دخولها
0 التعليقات مرسلة بواسطة أسماء - فلسطين للأبد في 1:57 م
| |||||||||||||
|
التسميات: من داخل فلسطين
حكومة عباس الإسرائيلية - السلطة الفلسطينية تعتقل قائدا للقسام أعلن عن مقتله قبل 6 سنوات
0 التعليقات مرسلة بواسطة أسماء - فلسطين للأبد في 5:19 مالجناح العسكرى لحماس يتابع التطورات وأهله لم يكونوا على علم بأنه حى
رام الله - جناح زيتون
أعلنت الأجهزة الأمنية الفلسطينية أمس إعتقال قائد بارز فى كتائب القسام - الجناح العسكرى لحركة حماس - وقد كانت الكتائب قد أعلنت عن استشهاده فى الاجتياح الإسرائيلى لمدينة نابلس شمال الضفة الغربية ، عام 2002.
وقالت الأجهزة الأمنية أنها قد اعتقلت رجب عونى توفيق الشريف - 36 عاما - خلال عملية وصفتها بالمعقدة ، واستمر الإعداد لها مدة شهرين ، وذلك بشارع الشوتيرة غرب نابلس.
وقالت الأجهزة الأمنية أن الشريف مطلوب لقوى الأمن الفلسطينى منذ ما يزيد عن الأربع سنوات ، برغم أن كتائب القسام أعلنت استشهاده ، دون أن يتم العثور على جثته فى حينه.
وحملت القسام الأجهزة الأمنية المسئولية الكاملة عن حياة الشريف ، وقالت أنه "من المجاهدين القساميين الأوائل ، ومطارد منذ عام 1996 ، واعتقل لدى أجهزة أمن أوسلو عام 1998 ، وهو صاحب مشوار جهادى مشرف".
وأضافت أن "زيارته لأهله أول من أمس كانت أول ظهور له منذ ست سنوات ، حيث لم يكن أهله يعرفون خلالها أنه حى ، فأبت هذه العصابات العميلة إلا أن تقدم هدية مجانية للاحتلال ، مفادها أن القائد القسامى ما زال على قيد الحياة ، وبإمكانكم استلامه من أقرب مقر أمنى".
وقال بيان القسام "فور اعتقال القائد القسامى رجب الشريف ، قام أفراد تلك (العصابات العميلة) بإطلاق صافرات الجيبات ، والاحتفال بهذا (الإنجاز الوطنى)".
وأعلنت كتائب القسام أنها "تترقب بكل مسئولية التطورات القادمة لحظة بلحظة" ، واعتبرت أن هذه الجريمة الجديدة التى ترتكبها عصابات عياس الأمنية "طعنة فى خاصرة المقاومة ، وتعاون مفضوح مع الاحتلال".
وقالت أن "هذه الحملات الأمنية ، ومطاردة المجاهدين والشرفاء من قبل قوات الاحتلال وعصابات عباس التابعة لها ، لن تستطيع استئصال مقاومتنا ، وسيخرج مجاهدونا من تحت الرماد ليواصلوا مسيرة جهادهم ومقاومتهم".
وأعلنت حماس أمس أن السلطة واصلت اعتقال عناصرها ، واعتقلت 6 من مدن نابلس والخليل وجنين.
التسميات: من داخل فلسطين