إبحث فى المدونة والروابط التابعة

بعلزبول .. ملك العالم السفلى

بعلزبول .. ملك العالم السفلى
نتن ياهووووووووووووووووووووووووو

الطابور الخامس فى فلسطين

العملاء الأيادي الخفية في حرب غزة..أخطرُهم متورِّطٌ في اغتيال قيادات كبيرة وسلَّم "ابن أخته" للعدو


- جهاز فاكس على شكل برواز وسيلة الاتصال مع "الشاباك"

- حماس: إعدام العشرات بعد أن نشطوا خلال الحرب

- الغصين: اعتقلنا العشرات وسنواصل ملاحقة باقي الخلايا

مركز البيان للإعلام

بعد تلقِّي المقاومة الفلسطينية إشارةً بتسلل خلية كبيرة من "العملاء" إلى قطاع غزة عبر الحدود للقيام بمهام استخبارية وجمع المعلومات لصالح جهاز "الشاباك" الصهيوني قبل البدء بشن الحرب على غزة؛ أخذت أجنحة المقاومة هذه الإشارة على محمل الجد، وكثَّفت من إجراءاتها لرصد ومتابعة تحركات هذه الخلية التي تبيَّن فيما بعد أنها مُكوَّنة من جنسيات عربية مختلفة، بينهم "نساء"، دخلت لمراقبة عدد من قادة المقاومة.

أيام قليلة تمكَّن خلالها عناصر المقاومة من رصد ومراقبة تحركات أفراد هذه الخلية الذين اتخذوا من جنوب قطاع غزة نقطة انطلاق لهم؛ للبدء في وضع الخطط الكفيلة بضرب قيادات المقاومة المطلوب تصفيتها وتجنيد المزيد من ضعاف النفوس في شباك "الجاسوسية".

بعد التحقق والتأكد من علاقة وارتباط أفراد الخلية بجهاز "الشاباك" الصهيوني قامت مجموعة خاصة لأحد فصائل المقاومة بالتسلل خلسةً إلى أحد المنازل جنوب القطاع؛ حيث يوجد أفراد الخلية المطلوبة، وتم اقتحام ومداهمة واعتقال جميع من بداخله.

كانت هذه إحدى العمليات الناجحة، والتي تمكَّنت من خلالها المقاومة الفلسطينية من اعتقال وتدمير إحدى أخطر خلايا (الطابور الخامس) الذي لعب دورًا خفيًّا ورئيسيًّا في تزويد العدو الصهيوني بالمعلومات الاستخبارية التي تمكَّن من خلالها استهداف عدد من قيادات المقاومة؛ أبرزهم الشيخ سعيد صيام والعشرات من المساجد والمؤسسات والمنازل والمراكز الأمنية التي راح ضحيتها المئات من المواطنين الفلسطينيين.

التحقيقات التي استمرت عدة أيام مع أفراد الخلية كشفت أنهم ينتمون لجنسيات مختلفة، ومرتبطون بضباط أمن صهاينة؛ حيث دخلوا قطاع غزة من أجل تنفيذ عدة مهمات خاصة؛ أبرزها معلومات عن أماكن وجود قادة ورجال المقاومة الفلسطينية ووزراء الحكومة الفلسطينية، إلى جانب مخازن السلاح والمساجد والمنازل التي يمكن استهدافها خلال الحرب.

وكشف مصدر خاص في أحد أجنحة المقاومة :"أن الخلية كانت تقوم بمهام استخبارية لتتبع عدد من قادة الأجنحة العسكرية وتحديد تحركاتهم وأماكن منازلهم والمساجد التابعة لحماس، والتي يمكن قصفها بمن فيها.

وأوضح المصدر أن المعتقلين دخلوا غزة مؤخرًا وقبل بدء الحرب بزعم زيارة ذويهم، إلا أنه تبيَّن بعد مراقبتهم من المقاومين بأنهم شبكة "تجسس" تتواصل مع جهاز "الشاباك"، وقد اعترفوا بذلك بعد التحقيق معهم وإعدام بعضهم بطريقة ميدانية.

وكشف المصدر أن من بين الخلية "نساء" يعملن على عمليات "إسقاط أخلاقي" لبعض الشباب وتقديم وعود لهم بتأمين فرص عمل، ومن ثم تجنيدهم في صفوف الشبكة.

صراع شاق

يشار إلى أن المقاومة الفلسطينية تخوض- ورغم إمكانياتها المحدودة- صراعًا شاقًّا مع أجهزة المخابرات الصهيونية؛ حيث تمكَّنت من الكشف عن العديد من شبكات العمالة والجاسوسية التي ترتبط بالموساد الصهيوني وتدميرها، فيما لم تنقطع المحاولات الصهيونية من أجل تجنيد أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين للعمل لصالح أجهزتها الاستخباراتية، وقد وظَّفت جهودًا وطاقات كبيرة لاستيعاب أكبر قدر من العملاء بهدف مدها بالمعلومات التي تساعدها على توجيه ضربات قاصمة إلى المقاومين.

ويسعى الكيان الصهيوني من خلال تجنيد أكبر عددٍ ممكنٍ من العملاء إلى تحقيق العديد من الأهداف؛ من بينها زعزعة ثقة الفلسطينيين في قضيتهم؛ حيث يقول حاييم بن عامي الرئيس السابق لقسم التحقيقات في "الشاباك": "نجاحنا في اختراق التنظيمات الفلسطينية عبر تجنيد عملاء لنا من بين عناصرها، له بالغ الأثر في سيادة أجواء عدم الثقة في أوساط عناصر المقاومة، بشكل يجعلها أقل كفاءةً".

كما يهدف الكيان إلى محاولة التأثير على أجندة المجتمع الفلسطيني، بما يتوافق مع المصلحة الصهيونية؛ حيث كان للعملاء دومًا أثر في إثارة الفتن الداخلية بين الفلسطينيين، فضلاً عن تداول الشائعات التي هي جزء من الحرب النفسية التي يخوضها جيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.

ويُرجع الخبير في الشئون الصهيونية ثابت العمور أسباب زيادة الطلب الصهيوني لمتعاونين في غزة إلى الحصار المفروض على القطاع.

وقال العمور: "إن الحصار على غزة شجَّع المخابرات الصهيوني على الطلب مباشرةً من المرضى والطلاب التعامل معه وإمداده بمعلومات عن المقاومة، مقابل أن يتم التعاطي مع طلباتهم بالسفر عبر المعابر".

واتهمت مؤسسات حقوقية فلسطينية مؤخرًا سلطات الاحتلال بابتزاز المرضى في معبر بيت حانون وإجبارهم على التعامل معها أو رفض دخوله لتلقي العلاج.

وقالت هذه المؤسسات إن السلطات الصهيونية تحاول استغلال حاجة المرضى الفلسطينيين إلى العلاج وتبتزهم دون أدنى مراعاة لوضعهم الإنساني.

العملاء وحرب غزة

واستطاعت أجنحة المقاومة إلى جانب جهاز الأمن الداخلي في حكومة غزة خلال فترة الحرب إعدام وتدمير وتفكيك العديد من خلايا "العملاء" النشطة، وكشفت حركة حماس عن إعدام واعتقال العشرات من العملاء خلال المعارك والحرب في غزة.

وقالت حماس: "تم التعامل مع عشرات العملاء؛ بعضهم أعدم، وبعضهم معتقل"، وأضافت أن العملاء نشطوا بشكل كثيف خلال الحرب لتقديم خدماتهم بشكل مباشر وسريع للاحتلال الصهيوني.

وقال شهود عيان :"إن العديد من العملاء أُعدموا على أيدي رجال المقاومة خلال الحرب في غزة"، وأبدى الغزيون ارتياحهم من ملاحقة وإعدام العشرات من العملاء، مُثمِّنين دور الأجهزة الأمنية وأجنحة المقاومة، مطالبين بالضرب بيد من حديد على أياديهم وتقديم للمحاكمات.

وأضاف أحد الشهود أنه شاهد رجال المقاومة وهم يطاردون العشرات من العملاء، ومن يتم اعتقاله يجري إعدامه على الفور.

وقال إيهاب الغصين المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة إن الأوامر أعطيت للأجهزة الأمنية "بمواصلة متابعة الطابور الخامس (العملاء) وضربهم بكل قوة"، وأضاف أنه "تم اعتقال العشرات من العملاء الذين حاولوا ضرب المقاومة وإعطاء معلومات للاحتلال عن المقاومين".

وأضاف الغصين: "إن الأجهزة الأمنية لم تتوقَّف عن أداء مهامها طيلة أيام الحرب التي شنَّها جيش الاحتلال على قطاع غزة"، مشيرًا إلى أنهم طلبوا من كافة عناصر هذه الأجهزة بالالتزام بالزي الرسمي لأداء مهامهم بعد إعلان وقف إطلاق النار.

واتهمت أجهزة الاستخبارات الصهيونية ضباط جيش الاحتلال بأنهم وراء تصفية عدد كبير من عملاء القطاع خلال الحرب الأخيرة، مؤكدةً أنهم لم يتعاملوا بحذر وعناية مع المعلومات التي وصلت إليهم؛ مما أدى إلى كشف عددٍ كبيرٍ من العملاء.

وذكرت صحيفة (هآرتس) الصهيونية أن الأجهزة الاستخبارية ستشرع في التحقيق في ادعاءات تفيد بأنه تم استخدام معلومات استخبارية سرية خلال الحرب دون توخِّي الحذر أو إبداء حساسية لحياة العملاء الذين نقلوا المعلومة، وأدى ذلك إلى خسارة "ذخر" استخباري للكيان لا يقدَّر بثمن.

وذكرت الصحيفة أن عملاء الاحتلال كانوا ينقلون معلوماتهم الاستخبارية عن تحركات رجال المقاومة ومخططاتهم في الغالب إلى غرفة قيادة العمليات في القيادة الجنوبية، ومن هنا كانت تنتقل المعلومات إلى الضباط في الميدان.

عملاء أُعدموا

العميل "ص. ز"، والبالغ من العمر ستين عامًا، كان يعمل في أحد الأجهزة الأمنية البائدة، ومتورط في اغتيال عدد من قيادات المقاومة الفلسطينية، والمساعدة في تسهيل قصف مقر الشرطة في مدينة رفح قبل أشهر، والذي راح ضحيته 7 شهداء.

وأكد مصدر :"أن العميل الذي اعترف بارتباطه بجهاز الشاباك منذ 27 عامًا ومتزوج وله من البنات اثنتين ومن الأبناء سبعة، كان وراء تسليم "ابن أخته ف. ز" لقوات الاحتلال؛ حيث تم الحكم عليه (20 عامًا) في السجن، كما كان له ضلع كبير في اغتيال الشهيدين أبو عطايا ومحمود العرقان.

تلقى العميل ثلاث وسائل اتصال مع المخابرات الصهيونية؛ كان من أخطرها جهاز فاكس على هيئة برواز، من خلاله يستطيع إرسال الإشارات عن وجود المقاومين أثناء الاجتياحات، كما التقى عددًا من ضباط المخابرات في أماكن مختلفة، وفي كل مرة كان يحصل على مبالغ مالية كبيرة تُقدَّر بـ8000 دولار.

واعترف- حسب المصدر- بدوره في اغتيال وتصفية عدد من قادة المقاومة؛ كان من بينهم القائد العام لسرايا القدس محمد الشيخ خليل ومرافقه نصر برهوم، والشهيد أبو عطايا قائد لجان المقاومة الشعبية.

وأكد أنه عمل على مراقبة وتصفية القائدين في كتائب القسام نائل أبو عبيد ومحمد شبانة، إلى جانب قائدي سرايا القدس خالد منصور وأحمد المصري.

وقال أحد قادة سرايا القدس إن العميل المعتقل تم ضبطه قبل عشرة أيام، ومن ثم اعترف على باقي المجموعة السبعة التي كان يقودها.

وأضاف أن المجموعة خضعت لتحقيق مكثف من قِبل جهاز الأمن في سرايا القدس، وأنهم أدلوا باعترافات وصفها بالخطيرة جدًّا؛ تثبت تورطهم في اغتيال أبرز قادة المقاومة الفلسطينية.

وأشار أبو أحمد إلى أنه حسب اعترافات العملاء السبعة، فإن بعضهم يعمل منذ أكثر من 10 سنوات، والبعض الآخر من الانتفاضة الأولى.

العميل أحمد عزات شقورة، والذي تم إعدامه من قِبل أجنحة المقاومة هو أحد أخطر العملاء المتورطين في اغتيال العشرات من المواطنين وقيادات المقاومة، ورصد أماكن ومواقع المجاهدين.

وقالت مصادر مطلعة إن المدعو شقورة الذي تم ضبطه في منطقة بعيدة عن منطقة سكناه وهو يرصد مواقع المجاهدين، أقرَّ بأنه تم تجنيده للعمل مع المخابرات الصهيونية عام 1987م، عن طريق ضابط المخابرات المدعو "أبو رامي".

وبحسب ذات المصادر "عمل شقورة في جمع أسماء الأشخاص الذين يترددون على أماكن حددها له ضابط المخابرات"، مشددةً على أنه اعترف أنه كان يتقاضى مبالغ متفاوتة، مثل 500 أو 700 شيكل مقابل المعلومات التي يدلي بها.

كما اعترف شقورة بأنه بقي يعمل في مغتصبة "عتصمونا" الواقعة غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة حتى تاريخ إغلاقها أمام العمال الفلسطينيين بعد العملية الاستشهادية التي نفَّذها الشهيد محمد فرحات في المستوطنة.

وأوضحت المصادر أن العميل شقورة أقر بأنه قدَّم معلومات لقوات الاحتلال عن عددٍ من ورش الحدادة في شارع الهلال القديم بخان يونس؛ حيث قامت طائرات الاحتلال بقصفها في وقت لاحق؛ ما تسبَّب في استشهاد فتى من آل البردويل.

كما أقر شقورة بأنه قام بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة برصد العديد من المواقع العسكرية والأمنية التابعة للحكومة، ومواقع التدريب التابعة لفصائل المقاومة، وخاصةً كتائب القسام؛ حيث تم قصف جميع المواقع التي شارك في رصدها؛ ما تسبَّب في استشهاد 8 مواطنين.

وأضافت المصادر أن المخابرات الصهيونية طلبت من شقورة خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة متابعة خاصة للمساجد ومواقع إطلاق الصواريخ على وجه السرعة"، مؤكدةً أنه تم ضبطه وهو يتابع أحد المواقع، مشيرةً إلى أنه تم تسجيل اعترافات العميل شقورة وتسليمها لذويه.

عملاء تبنتهم فتح

العميل حيدر غانم هو أحد المخضرمين والمتورطين بالتعاون مع الاستخبارات الصهيونية؛ حيث تم إعدامه متلبسًا في رصد أماكن المجاهدين ومنازل قيادات حماس وأجنحة المقاومة الفلسطينية.

ارتبط غانم بمخابرات الاحتلال عام 1996م، وأعلنت أجهزة أمن السلطة عن كشف تورطه في اغتيال عددٍ من قادة المقاومة الفلسطينية عام 2002م.

سبعة أعوام بين اعتقال غانم ومفاخرة أجهزة أمن السلطة في حينه بهذا الإنجاز وبين تبنيه رسميًّا من حركة فتح واعتباره أحد أبطالها المغلوبين على أمرهم الذين قتلوا على أيدي "القتلة من حماس"، كما يقول إعلام حركة "فتح".

فقد أقر غانم بأنه أدلى بمعلومات لمخابرات الاحتلال أدت إلى اغتيال العديد من القيادات الميدانية.

ويقول: "تابعت عددًا من أعضاء المقاومة، ومنهم جمال عبد الرازق من قادة حركة فتح الذي تم اغتياله، وراقبته 4 أيام بدعوى أنهم يريدون اعتقاله، لكن بعدما سمعت عن استشهاده أُصبت بحالة نفسية سيئة، وقالوا لي إنه قاوم الاعتقال فاضطروا إلى قتله، وطمأنوني أن كل الأمور تحت السيطرة، وإذا شعروا بنوعٍ من الخطر عليّ فسيخبرونني؛ لأن لهم عيونًا في كل مكان".

وواصل العميل غانم في حينه اعترافاته؛ حيث أصبح يدير شبكة من العملاء في المنطقة، وقال: "بعد فترة زاد حجم الطلبات التي يطلبونها بعد زيادة ثقتهم بي، وأجروا لي ثلاثة اختبارات على جهاز كشف الكذب، وحينها بدءوا يرسلون عبري أوامر إلى عناصر آخرين يعملون معهم لأرسلها عبر الإنترنت أو لأقوم بوضعها في علب كبريت أو صناديق دخان في نقاط ميتة وأماكن عامة هادئة نسبيًّا في رفح وغزة؛ لتتسلمها هذه العناصر، ثم أصبحوا يرسلون أموالاً ضخمة لتسليمها للعملاء بنفس الطريقة أيضًا".

وكان لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس دور بارز في تدمير وتفكيك العديد من الشبكات المتورطة بالعمالة، كما لعب جهاز الأمن الداخلي للحكومة الفلسطينية دورًا بارزًا في كشف العديد من الخلايا وتدميرها.

ولعل قصة العميل "ع" الذي تم القبض عليه في إحدى المناطق المحاذية للشريط الحدودي مع الأراضي المحتلة، بعد تصوير عملية خروجه من الجيب الصهيوني وتغيير ملابسه العسكرية بملابس مدنية، ثم صعوده فوق أحد الأسلاك الإلكترونية للوصول إلى قطاع غزة بعد تلقيه دورة تدريبية في أحد مراكز التحقيق القريبة من الشريط الحدودي.. خير دليل على يقظة المقاومة الفلسطينية وإصرارها على المضي قدمًا نحو تحرير فلسطين.

وحذر القيادي في كتائب القسام "أبو يحيى" الشباب من التورط في صفقات مالية أو القبول بأية وظيفة، حتى وإن كانت الحاجة ماسة، مضيفًا: "يجب تحكيم لغة العقل والمنطق والمشورة في أية خطوة، والحرص على حفظ الشباب لأسرارهم وخصوصياتهم وطرق معيشتهم؛ لما تشكله من معلومات مفيدة لمعرفة نقاط الضعف، والابتعاد عن الصحبة السيئة باعتبارها الخطوة الأولى نحو الهلاك، واللجوء إلى الله في كل مشكلة تصادفه".

ودعا أبو يحيى الشباب إلى ضرورة الابتعاد عن أماكن الترفيه المشبوهة أخلاقيًّا أو سياسيًّا التي عادةً ما تكون أوكار إسقاط، وضرورة التعرف على حقيقة عدوه وما يُعِده دومًا من أجل تدميره وقتله من خلال القراءة الجيدة، داعيًا الشباب إلى عدم الانهزام أمام التصوير في حالة السقوط عن طريق الجنس، والظهور بمظهر القوي المستعد لنشر ما تم تصويره في كل الوسائل الإعلامية وتحمل مسئولية ما ارتكبه من خطأ.

أسس هندسية مهمة إعادة الإعمار

سوزان عصمت


بعد الحرب وبعد انغشاء الغبار لابد لنا من لملمة الجراح. واستخلاص النتائج ، وأخذ الدروس والعظات

وكلنا يعلم تمام العلم انها ليست الحرب الأخيرة ،وأن علينا ان نستعد للجولات القادمة

ولكن بطريقة جديدة أفضل من سابقتها ، وهذا ليس انتقاصا مما بذل في حرب غزة( رحم الله شهداءنا وألهم بالصبرثكلانا )

وحيث ان الاحاديث دائرة اليوم عن اعادة الإعمار ( وجزا الله خيرا الدول العربية والاسلاميه وغيرها من الدول التي ستساهم في هذا الاعمار )

وهذا الإعمار معناه اعادة البناء - والاموال ستكون متوفرة والحمد لله-

لذلك فإن البناء لابد أن يتم على اسس سليمة تناسب هذه الحياة الصعبة التى فيها كل يوم قصف ودمار والمستجدات

هذه الاسس كما نري هي :

أولا : توفير ملاجئ في أقبية المباني ( اى عمل بدروم تحت الأرض ) عند التصميم بمواصفات خاصة بحيث لا يقل سماكة الخرسانة في الأسقف والجدران عن 40 سم ويفضل ان تكون بعيدة عن الجدران الخارجية، وبمدخل ومخرج منفصلين أحدهما من سلم المبنى الرئيسي. وذلك حتى لا تهدم البيوت على رؤس اصحابها من الأطفال والنساء كما حدث.

( وإننا نحسن الظن بالقدرات الفنية لأهلنا في تنفيذ هذا المقترح)

ثانيا : توفير أقنعة واقية وتجهيزها للتوزيع في اوقات الكوارث هذه لأهل غزة وتدريبهم على استخدامها.

واخيرا ، إخواني اننا متأكدون أن هذه الملاحظات ستجهد منكم الاهتمام والفهم، لذلك انشروها حتى تصل الى أهل القرار فيقومون على تنفيذها

وسلم الله أهلنا في غزة.

موجز الأنباء

· مصادر أمنية: حرب غزة كشفت العشرات من عملاء الاحتلال

· سفينة لبنانية لكسر حصار غزة تبحر متأخرة من طرابلس

· صاروخ جديد من غزة ونتنياهو يطالب برد قوي

· باراك يقترح ربط غزة بالضفة وليفني تزايد بيهودية إسرائيل

· تنامي شعبية ليبرمان الذي ينادي بضرب إيران ومصر

· الفصائل الفلسطينية اتفقت على مرجعية جديدة

· أنباء عن توصل قمة القاهرة لاتفاق رزمة بالملف الفلسطيني

· التوتر يسود قطاع غزة والفصائل تؤكد على أنها سترد على اي خرق إسرائيلي..

· "كتائب حزب الله" تعلن مسؤوليتها عن قصف عسقلان..

· خطة "إسرائيل 2028

· أحكام لـ«الإدارية العليا» فى يوم واحد: السماح بتصدير الغاز لإسرائيل واستمرار الأمن فى الجامعات.. ومنع دخول المساعدات لـ«غزة»

· الذعر يسيطر علي أهالي رفح المصرية جراء القصف الإسرائيلي

· تايمز : مدعي عام الجنائية الدولية يدرس محاكمة الجنود الإسرائيليين بتهم ارتكاب جرائم حرب

· السلطات المصرية تمنع أحمد منصور وطاقم «الجزيرة» من عبور معبر رفح وتحتجزهم منذ 3 أيام علي الحدود

طارق عبده

تصوير الصحافي محمد البابا




.


.


.


.


.


.


.


.

صور من الموت والحياة

شيرين فريد

نبض موتٍ في غزة
د. فايز ابو شمالة
02/02/2009

اثنان وعشرون يوماً وآلاف المشاهد، والروايات عن الموت غير المألوف، وعن حياة قصيرة تختزن الحب، وتختزل الأمل، حتى صار الموت الرائع في غزة ذلك الموت الذي يأخذ كل العائلة، ولا يبقي منها أحداً يحزن على أحد، وصار الموت المألوف في غزة أن تموت ألأم مع أبنائها الثلاثة، أو الأربعة، وأن تموت الأم من عائلة 'البطران' في مخيم 'البريج' مع أبنائها الخمسة مرة واحدة، ومع ذلك، فإن بعض الموت في غزة طويل الأجل، يواصل النبض، وله رائحة الحقد، والعنصرية، وله ذائقة الليمون.
[1] الطبيب [عز الدين أبو العيش] كان واثقاًٍ من لغته العبرية، إنه يعمل طبيباً في مستشفى 'سوروكا' في بئر السبع، وله علاقة قوية مع العديد من اليهود بحكم المهنة، والبحث العلمي المشترك الذي يجريه مع طبيبة يهودية، بعد الحرب صار يمارس عمله طبيباً متنقلاً في سيارة الإسعاف في شمال قطاع غزة، يقدم الخدمات الطبية للمصابين وسط القصف اليومي، لقد تعود أن يجري مكالمة تلفونية مع الصحافي اليهودي' شلومو إلدار'، إذ يقدم تقريراً يومياً باللغة العبرية لتلفزيون القناة العاشرة عن أوضاع الناس في غزة في ظل الحرب، لقد صرخ على الهواء مباشرة، أولادي، بعد أن انطلقت قذيفة إسرائيلية على بيته فقتلت ثلاثة من بناته في لحظة، وأصابت اثنين من أولاده، وابنته، وقتلت شقيقته، واثنتين من بناتها، وأصابت شقيقه، وابنته، ليدور كالمذهول بين الجثث، يفتش في أحلام الصغار، وأماني الكبار، ويعد الضحايا، ويتركهم على حالهم، ليجاهد كي يوصل المصابين إلى المستشفيات الإسرائيلية، ونجح في ذلك، ولم يغب التلفزيون الإسرائيلي عن تصوير مشهد الطبيب المشدوه، المنكوب من لحظة وصوله إلى المعبر، وهو يصرخ، ويقفز، ويبكي، ويصيح، وفي حالة حزن، وفقد غريبة.
في اليوم الثاني حاولت القناة التلفزيونية العاشرة أن تجري معه مقابلة ليشرح للرأي العام الإسرائيلي حالته، وحالة القذيفة التي قتلت عائلته. ولكن قبل أن ينطق الطبيب الذي في حاجة إلى مواساة في مأساته، انقضت عليه نسوة يهوديات داخل المستشفى، هجمن عليه، وهن يصرخن في وجهه بأقذع الألفاظ، يا قاتل، يا مجرم، ألا يكفيك أنك تعالج ابنتك هنا في إسرائيل، كلكم قتلة، أنتم العرب قتلة، الجيش الإسرائيلي كان يؤدي واجبه المقدس.
ثلاثة أيام والدكتور عز الدين أبو العيش يعمل سفيراً للجرح الفلسطيني في إسرائيل، كل فضائيات إسرائيل التقت معه، وكتبت عنه الصحافة، والآن صارت قصته المأساوية تستقطب كل فضائيات العالم، فلم يعد لديه وقت ليبكي فقدان بناته الثلاثة، إنه يشرح لكل العالم من داخل إسرائيل، وباللغة العبرية تفاصيل الموت الذي داهم سكان غزة على ظهر دبابة، ويقول: يدعي الجيش الإسرائيلي: أنه رد على قذيفة أطلقها مسلحون من بيتي، وأنا أؤكد لكم أنه لم يكن في بيتي سوى أفراد عائلتي، وبناتي المسلحات بالأمل، والحب، والحياة، والرغبة في التعليم، فإن كان إدعاء الجيش الإسرائيلي صحيحاً، فأين هم المسلحون الذين أطلق عليهم قذائفه، لماذا لم تصبهم القذيفة؟!!!.
[2]حالة اخرى
بادرني بالقول: هل رأيت أمواتاً يرزقون؟ أولادي يرزقون، إنهم أحياء! ثم يواصل المهندس [محمد شراب] لقد صدقت الإذاعة الإسرائيلية عن التهدئة لعدة ساعات، فركبت سيارتي الساعة الثانية عشر ظهراً، وتوجهت مع ولديّ [كساب 23عاماً، وعباس 19عاماً] من 'الفخاري' إلى بيتي في خان يونس، ولكن ما أن صار على مسافة كيلومتر واحد من المستشفى الأوروبي حتى عاجله الجيش الإسرائيلي بالرصاص، فأصيب بيده، وأصيب ابنه [عباس] في ساقه، توقفت السيارة بعد اصطدامها بحائط، فسارع الابن [كساب] غير المصاب بالنزول، فعاجله الجيش الإسرائيلي بعشرات الرصاصات القاتلة، فارتقى شهيداً أمام عيني أبيه، الذي تحامل على جرحه، ونزل من السيارة هو، وابنه الثاني جريحين على قارعة الطريق، ينظران إلى الجثمان الممدد أمامها، يبكيان فقيدهما، ويتوجعان من جراحهما، تحت بصر، وسمع الجيش الإسرائيلي.
باللغة الإنكليزية، طلب المهندس [محمد شراب] من الجيش الإسرائيلي المساعدة، ولكن دون جدوى، فراح يتصل تلفونياً من مكانه بمن يعرف طلباً للمساعدة، وحصل أن اتصلت فيه أكثر من إذاعة، وتم نقل حالته الصحية، وحالة أولاده على الهواء مباشرة بعد ساعة من إصابته، وظل ينتظر المساعدة، وظل يجيب على الاتصالات التلفونية من عدة إذاعات، وفضائيات، وظلت قصته تبث على الهواء مباشرة، مع وصف لحالته الصحية، وحالة ابنه المصاب، والمكان الذي يحاصرهم فيه الجيش الإسرائيلي حتى الساعة الثانية عشر ليلاً، عندها استشهد ابنه الثاني [عباس] أمام ناظريه، وتحت بصر، وسمع الجيش الإسرائيلي الذي رفض أن يمد له يد المساعدة.
ظل المهندس [محمد شراب] ينزف على قارعة الطريق، تحت السماء والطارق في درجة حرارة 6 مئوية، وبين يديه جثة ولديه، ينظر إلى نفسه مرة، وينظر إلى ولديه الممددين على الأرض مرة، وينظر إلى السماء مرة، حتى الساعة الثانية عشر ظهراً من اليوم التالي عندما سمح الجيش الإسرائيلي لمنظمة الصليب الأحمر بنقله مع الجثتين إلى المستشفى.
[3] أيضاً الشهيد [محمود الريفي] ظل في مكانه أربعة أيام يتغذى على حبات تمر، وجرعة ماء، لا يتحرك من مكمنه، وهو يراقب، ويتربص، رغم ما يتفجر حوله من قذائف، وما تحلق في سمائه من طائرات، وما تمر بجواره من دبابات، وما يتناثر حوله من رصاص، ظل كامناً للهدف الذي صمم عليه، لقد كان بإمكانه أن يدمر دبابة، أو أن ينسف تجمعاً للجنود، ولكنه أصر على أسر جندي إسرائيلي حياً، فظل كامناً أربعة أيام بلياليها إلى أن لاحت الفرصة، وثب من مكمنه، وأطلق لرشاشه العنان، لقد أثمر صبره نصراً، وتمكن من أخذ الجندي الإسرائيلي أسيراً، وأبلغ مجموعته بذلك.
ولكن قبل أن يوصله إلى النفق المعد لذلك، قصفت الطائرات الإسرائيلية وبشكل متعمد الجندي الأسير، وقصفت معه الشهيد محمود الريفي.

كاتب فلسطيني

وقع لمحاكمة مجرمى الحرب فى غزة

أدخل على الرابط التالى وانضم لحملة المائة مليون توقيع لمحاكمة مجرمى الحرب فى غزة

http://www.fikr.com/?Prog=article&Page=details&linkid=230

إن النازى لم يفعل باليهود ربع ما فعلوه بأهل غزة ومع ذلك ادعوا عليه بأمر المحرقة أو الهولوكوست المزعوم ولم يهدأوا حتى تمت محاكمة آخر نازى بتهمة ارتكاب جرائم الحرب وإعدامه
وهذا هو ما يجب علينا عمله فى مواجهة الهولوكوست الحقيقى الذى أقاموه فى وطننا غزة

موجز الأنباء

طارق عبده

· إسرائيل تقصف غزة وتتوعد برد مفرط

· غارات إسرائيلية تعيد أجواء العدوان إلى غزة

· مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطيني وإصابة ثلاثة في غارة إسرائيلية على رفح

· الجنائية الدولية تنظر في إمكانية مقاضاة إسرائيل

· إسرائيل تدفع 2.2 مليون دولار تعويضا لمقتل بريطاني

· حمدان يقول إن هناك معلومات عن صفقة سياسية يرعاها ميتشل بين إسرائيل وعباس لإنقاذ وضع الأخير

· «حماس» تنفى طرح بديل عن «منظمة التحرير» وانهيار مدرسة فى القدس بسبب الحفريات الإسرائيلية

· المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر قرر في جلسته الأخيرة التوصل إلى تسوية مع حماس إلى جانب الرد على الصواريح

· الاحتلال يشن غارات ليلية على قطاع غزة وسط تهديدات إسرائيلية بالتصعيد

· الخطوط الرئيسية للمبادرة المصرية للتهدئة وللمصالحة

· سقوط 4 قذائف صاروخية في النقب الغربي

· مصر تضع كاميرات علي حدود غزة.. وأجهزة أمريكية للكشف عن الأنفاق.. ووفد أمريكي يزور المنطقة الحدودية

· صهاينة يسبون الإسلام والرسول أمام مسجد بأمريكا

· خسائر الكيان الاقتصادية.. الأرقام لا تكذب

· ألوية الناصر صلاح الدين تتبنى قصف بلدة سديروت بصاروخين من غزة

· باراك يقترح شق نفق يربط بين قطاع غزة والضفة الغربية..

· سقوط 3 قذائف هاون في المجلس الإقليمي "أشكول"..

· الجنائية الدولية تنظر في إمكانية مقاضاة إسرائيل

· باراك وليفني منقسمان حول اتفاق هدنة مع حماس

· مشعل: لا هدنة دائمة دون رفع الحصار عن غزة

· اسرائيل تحذر من استهداف حزب الله لمصالح اسرائيلية

· صدمة.. الإدارية العليا توقف منع تصدير الغاز للصهاينة

· صدمة ثانية.. وقف تنفيذ حكم "طرد الحرس" من الجامعة

· صدمة ثالثة.. الإدارية العليا توقف الحكم بعبور الإغاثة إلى غزة

· شهيد بغارة إسرائيلية على رفح وآخر برصاص في الضفة

· غموض حول نتائج اجتماع عباس بمبارك والفيصل

· 22 يوما.. قتلت إسرائيل 1412 فأنجبت غزة 3700


المدونة
المجموعة البريدية

إعرف عدوك 3

من كلمة للحاخام رابينوفيتش فى مؤتمر بودابست للحاخاميين اليهود والصهاينة عام 1952 :

"إنكم تذكرون حملتنا الدعائية والنجاح الذى حققته سنة 1930 ، وكان من نتيجتها أن أثارت العداء بين أمريكا وألمانيا ، وكان من أثر هذه الحملة نشوب الحرب العالمية الثانية ، لقد بدأنا نشر هذه الحملة فى جميع أنحاء العالم ، وعندما يكتب لنا السيطرة على أنحاء العالم كله لن تكون هناك ديانات أخرى ، إذ سنقضى على طبقة القساوسة ورجال الدين الإسلامى ، حتى لا يبذروا بذور العداء ضدنا".

فلنرفع القبعة للسيد أردوغان

شيرين فريد

لم نفاجأ بانسحاب السيد رجب طيب اردوغان رئيس وزراء تركيا من ندوة عقدت في اطار فعاليات منتدى دافوس الاقتصادي بسبب عدم السماح له بالرد على مغالطات شمعون بيريس رئيس الدولة العبرية، حول عدوانها الأخير على قطاع غزة، ولكننا فوجئنا ببقاء السيد عمرو موسى امين عام الجامعة العربية على المنصة نفسها التي يجلس عليها بيريس، ودون ان يبادر بالتصدي له وفضح اكاذيبه.
السيد اردوغان لم يتحمل مرور سموم بيريس دون رد مفحم ، خاصة انه دافع عن عدوان ادى الى استشهاد اكثر من الف وثلاثمائة وخمسين شخصا، ثلثاهم من الاطفال والنساء، وادعى ان اسرائيل حريصة على السلام، وحمّل حركة 'حماس' وفصائل المقاومة الاخرى مسؤولية ما حدث، ولكن المشرف على ادارة الندوة رفض اعطاءه الكلمة تحت ذريعة انتهاء الوقت، مما يكشف عن مدى تستر مثل هذه الملتقيات على المجازر الاسرائيلية، والانحياز بالكامل للذين يرتكبونها.
وهذه ليست المرة الاولى التي يظهر فيها رئيس وزراء تركيا فروسيته ومعدنه الاسلامي الاصيل، فقد وقف كالجبل في مواجهة الحملات الاسرائيلية التي تعرض لها لانه انتصر لضحايا المجازر في قطاع غزة، وادان اسرائيل بأقوى الكلمات.
بيريس معروف بالكذب، وتزوير الحقائق، فقد ادعى اكثر من مرة ان اسرائيل لم تقتل الاطفال في القطاع، وقال انها تقدم على عدوانها من اجل حماية اطفال اسرائيل، وعندما ووجه بالصور الموثقة لاطفال مزقت اجسادهم الصواريخ الاسرائيلية ادعى ان هؤلاء قتلوا بطريق الخطأ.
لا نعرف كيف استشهد هؤلاء بطريق الخطأ، فسماء غزة ليست مثل سماء لندن ملبدة بالغيوم، والطائرات الاسرائيلية كانت تحلق بحرية مطلقة، ورؤية واضحة، دون اي مضايقات ارضية، فالمقاومة الفلسطينية لا تملك، وللأسف الشديد، مضادات ارضية ولا صواريخ للتصدي للطائرات، اي ان احتمالات الخطأ معدومة كليا.

بيريس ركز في كلمته في دافوس على حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة الصواريخ الفلسطينية، ولكنه تجاهل حقيقة ناصعة وهي ان المسألة ليست في حق اسرائيل في الدفاع عن النفس مثل اي شخص آخر، وانما في ما اذا كانت تملك الحق في فعل ذلك بالاستخدام المفرط للقوة مثلما شاهدنا في قطاع غزة مؤخرا.
وما يحز في النفس ان هذه الأكذوبة التي تبرر قتل الاطفال والنساء صدقها وكررها الرئيس الامريكي الجديد باراك اوباما، وكأنه لا توجد بدائل اخرى مثل البدائل السلمية، التي لم يتحدث احد عن ضرورة اللجوء اليها لتجنب المجازر والتدمير الكامل لحياة مليون ونصف المليون فلسطيني من ابناء القطاع، وتشريد خمسين الفا منهم على الاقل، يعيشون حاليا في العراء بسبب الجدل العقيم حول الجهة التي يجب ان تشرف على اعادة الاعمار.
السيد اردوغان قال ما لم يقله الزعماء والمسؤولون العرب المشاركون بصفة دائمة في هذا المنتدى، لاظهار اعتدالهم وحضاريتهم في اجراء حوارات مع المسؤولين الاسرائيليين، والجلوس معهم في لقاءات جانبية، ومجاملتهم في المناسبات الاجتماعية وحفلات الاستقبال والعشاء، وكأن هؤلاء اصدقاء يمثلون دولة شقيقة.
لا نعرف كم مسؤولا عربيا من المشاركين في منتدى دافوس صافح بيريس والوفد المرافق له، ولا نستغرب ان يكون السيد موسى الذي كان جالسا الى جانبه في الندوة نفسها قد فعل ذلك، وهو يدرك تماما، اي السيد موسى، ان الدماء الطاهرة لاطفال غزة التي سفكها جيش بيريس وطائراته ما زالت طرية لم تجف بعد.

مشكلتنا ان النظام الرسمي العربي ليس متواطئا فقط، لا بل هو مشارك ايضا في العدوان الاسرائيلي، ويتضح ذلك بجلاء من خلال سلوك مندوبيه وممثليه في المحافل الدولية، واستقبالاتهم الحارة للمبعوثين الأمريكيين، مثل جورج ميتشيل، دون أن يقدموا على الاحتجاج على تصريحاته وتصريحات رئيسه ورئيسته المنحازة بالكامل إلى المجازر الاسرائيلية.
فالسيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية دشنت مهمة السناتور ميتشيل قبل يومين بالتأكيد على حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، في أول مؤتمر صحافي تعقده، وقالت ان الصواريخ الفلسطينية على أرضها (أي اسرائيل)، لا يمكن ان تمر دون رد. أما رئيسها أوباما فقد ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك عندما قال بالحرف الواحد 'إذا سقطت الصواريخ على مكان تنام فيه طفلتاي، فإنني سأفعل كل شيء من أجل ايقافها'، وكان يشير بذلك إلى أطفال اسرائيل، وليس إلى أطفال قطاع غزة الذين يذبحون بالصواريخ والقنابل الفسفورية الاسرائيلية التي تلقيها طائرات (اف 16) الأمريكية الصنع على مدارسهم التي احتموا بها ظناً ان علم الأمم المتحدة سيحميهم منها.
أوباما لم يقل كلمة واحدة عن المستوطنات وسرقة اسرائيل للأراضي والمياه الفلسطينية في الضفة الغربية، وهو صمت لا يتماشى مع تصريحاته النارية حول التزامه بقيام دولتين تعيشان جنباً إلى جنب في أمن وسلام واستقرار.

أردوغان وليس القادة العرب، الذي بات يملك الشجاعة، وهو الحليف الأقوى لواشنطن، ويتصدى للتزويرين الأمريكي والاسرائيلي في كل المحافل الدولية دون استثناء، رغم ان هذه المواقف الشجاعة قد تكلفه وبلاده الشيء الكثير، مثل اغلاق الباب نهائياً امام مساعيها للانضمام إلى الاتحاد الاوروبي. فالرجل يتماهى مع شعبه ومشاعره، هذا الشعب الذي تظاهر بالملايين في شوارع أنقرة واستانبول، ويستند إلى تراث اسلامي عريق لا يخجل منه بل يتباهى به، وانعكس في قوله انه واحد من أحفاد الامبراطورية العثمانية.
شكراً للسيد أردوغان، نقولها للمرة الألف، ومن قلب مفعم بالمرارة والاحباط من قيادات تدعي انها عربية ومسلمة، تصمت على مجازر غزة تواطأً، وتغلق المعابر في وجه ابناء القطاع المحاصرين المجوّعين.
نقول أيضاً شكراً لهؤلاء الناشطين والمحامين الذين يطاردون السفاحين الاسرائيليين الذين ارتكبوا المجازر في قطاع غزة، وخاصة مجزرة اسرة العثامين شمال القطاع، ومجزرة الشاطئ، ومجزرة اغتيال الشهيد صلاح شحادة وافراد أسرته. فهؤلاء هم العرب والمسلمون الحقيقيون، والذين تجري في عروقهم دماء العزة والكرامة والعدالة، وهي قطعاً ليست من فصيلة دماء معظم الزعماء العرب.

د. محمد غنيم شاهد من غزة

ندى القصاص

د. محمد غنيم يروى تفاصيل «أيام الجحيم» فى غزة: إسرائيل تستخدم أسلحة تحوّل الجسد إلى مومياء.. والفوسفور الأبيض يؤدى لتبخر المياه من الجسم

25th January

http://www.saveegyptfront.org/news/tpllib/img.php?im=cat_200/18651.jpg&w=99&h=150






قال الدكتور محمد غنيم، جراح الكلى العالمى، مؤسس مركز غنيم لأمراض الكلى فى المنصورة، بعد عودته من غزة، حيث قضى أسبوعًا وسط جحيم القذائف والنيران والدمار، إن هناك 4 أسباب دفعته إلى السفر إلى غزة، للمساهمة فى علاج الضحايا، أبرزها رفضه النضال عبر «الصالونات»، لافتاً إلى أنه كان يتمنى أن تبادر وزارة الصحة إلى إرسال الأطباء، بدلاً من إجباره وزملائه على توقيع إقرارات عند المعبر بأنهم مسؤولون عن أنفسهم وأن سفرهم قرار شخصى.
وأضاف غنيم فى حواره مع «المصرى اليوم» بعد عودته، أنه أحضر معه عينة من الفوسفور الأبيض، الذى استخدمته إسرائيل فى الحرب لدراسته.
* لماذا اتخذت قرار السفر إلى غزة؟
- قرارى بالسفر يرجع إلى عدة أسباب، أولها قومى وطنى، حيث إن هناك علاقة بين مصر وغزة، فيها نوع من الخصوصية، فمصر كانت الحاكم الإدارى لقطاع غزة منذ عام 1948 وحتى نكسة يونيو التى أرى أنها المسؤولة عن استمرار الاحتلال والحصار..
والسبب الثانى إنسانى، فأنا أمارس مهنة الطب وهى من أسمى المهن، ورأيت على شاشات الفضائيات المآسى والإصابات الناجمة عن هذه الحرب، أما السبب الثالث فهو أننى رأيت على الشاشات نفسها الأطباء الأجانب يتوافدون على غزة للمساعدة، فلا أتصور أن نجلس فى بيوتنا، بينما يقوم الأطباء الأجانب بهذا العمل، أما الرابع فهو أننى لا أستطيع أن أنضم إلى قافلة تتزايد نوعيتها فى مصر، والتى تعرف بـ «ثورجية الصالونات»، يعنى كل واحد يتكلم ويهتف ويحرق علم إسرائيل ثم يذهب إلى النوم فى البيت.
* وهل كنت تعتقد أن دخول غزة ممكن وسط الحرب والحصار المفروض عليها؟
- أنا كنت مُصر على الذهاب بأى شكل، وعلمت أن نقابة الأطباء، بالاشتراك مع اتحاد الأطباء العرب تنظم قافلة للتوجه إلى القطاع، وهذه مبادرة كنت أتمنى أن تقوم بها وزارة الصحة، فأعطيت المسؤولين صورة من جواز سفرى، وكان ذلك يوم السبت 10 يناير، فأبلغونى فى اليوم التالى بأن القافلة التى تتكون من 28 طبيباً ستنطلق فى السادسة من صباح الإثنين 12 يناير،
وبالفعل غادرنا القاهرة الساعة السابعة، ووصلنا إلى نقطة ما بين العريش ورفح الساعة 2.30 تقريبا، وطلب منا مسؤولو نقطة التفتيش الانتظار لحين استخراج باقى التصاريح لاستكمال مرورنا، وحلت الساعة الخامسة التى يغلق عندها المعبر دون أن يأتى التصريح، فقضينا الليلة فى العريش،
ووصلنا المعبر فى التاسعة من صباح اليوم التالى، وعندما طلبنا العبور، ظهر لنا أحد الضباط بملابس مدنية، وأصر على العودة لأن هناك وفدا مهمًا من الحزب الوطنى قادمًا إلى المعبر، وكانت هناك استعدادات غير عادية لاستقباله وقال لنا الضابط إنه لا توجد موافقة من المخابرات على دخولنا، وعرفنا فيما بعد أن الوفد يضم جمال مبارك، الأمين العام المساعد فى الحزب الوطنى، أمين السياسات، فرجعنا حوالى 2 كيلو متر، ونزلنا فى طريق جانبى حتى الساعة الرابعة بعد انصراف الوفد وحاشيته.
* وكيف كان الوضع فى منطقة المعبر فى هذه الأثناء؟
- كنا فى ممر فيلادلفيا كما تسميه إسرائيل، أو صلاح الدين كما يسميه الفلسطينيون، وهى منطقة عازلة بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية، ولاحظنا عند وصولنا وجود ضرب شديد متواصل، ومنطاد إسرائيلى يراقب الحركة فى المنطقة.
المهم توجهنا إلى المعبر فى الساعة الرابعة، وبعد ساعتين من الإجراءات تمكنا من الدخول، وكان أغرب شىء فى الإجراءات هو أنهم طلبوا منا كتابة إقرار بأننا سافرنا على مسؤوليتنا الشخصية، وأن الحكومة غير مسؤولة، وأننا المسؤولون عن سلامتنا .
* صف لنا أحاسيسك فور دخولكم الجانب الفلسطينى؟
- انتابنى إحساس بالرهبة الممزوجة بالاحترام والتقدير للمكان والناس، ورغم أن القذف كان متواصلاً وقريباً جدا، فإن الوفد الذى استقبلنا كان هادئاً ومبتسماً، ولم نقابل يهوداً، وكان مقرراً أن نستقل سيارات الإسعاف التى تنقل الجرحى إلى رفح المصرية، لندخل غزة، وخاطب المسؤولون الفلسطينيون هيئة الصليب الأحمر الفلسطينى، لمخاطبة نظيره الدولى، الذى يخاطب بدوره الجانب الإسرائيلى ليسمح لنا بالدخول، فوافق الأخير بشرط أن نمر فى موعد محدد فقط، ووصلنا غزة منتصف الليل، فاستقبلنا الإداريون ثم وزعونا على المستشفيات، وكنت أنا ومجموعة من الأطباء فى مستشفى الشفاء، وهو المستشفى الرئيسى هناك.
* وكيف كان المشهد فى قطاع غزة مع بداية عملك ؟
- كان هناك دمار فى كل مكان، وأشياء مشتعلة لا تنطفئ، وسمعت قصفاً مستمراً ليلاً ونهاراً، وكانت اتجاهات الضرب مختلفة من البحر، ومن السماء عن طريق الهليكوبتر، والطائرات الحربية «إف 16»، وكان الإسرائيلون يقولون فى الإذاعة إن الضرب يتوقف ساعتين لنقل المصابين، إلا أن رأوا حركة غير عادية، وهى كلمة مطاطة لأن استئناف الضرب كان يتم حسب رؤيتهم لتلك الحركة، وفى سماء غزة كانت هنا؛ طائرتان دون طيار دائما، وهما من نوع الطائرات ذات الحمولة الخفيفة، الأولى تصور وتنقل المعلومات إلى القواعد الإسرائيلية، وهى لها صوت معروف ويسمونها الزنانة، والثانية مخصصة للقذف حسب معلومات وأوامر القاعدة، وهى محملة بالصواريخ، بالإضافة إلى الطائرات الهليكوبتر، و«إف 16».
* وماذا عن الوضع داخل مستشفى الشفاء من حيث الجرحى والمستلزمات الطبية والأدوية؟
- كل شىء داخل المستشفى كان مؤلماً، فعلى الرغم من توفر الأدوية والمستلزمات الطبية، فإن المصابين والوفيات من كل الأعمار كانوا يتوافدون بشكل متواصل، وكنا نعمل بشكل متواصل إلا فى فترات القذف الشديد الذى يتعذر فيه نقل المصابين .
* وما نوعية إصابات الضحايا خاصة أننا شاهدنا أنواعاً جديدة من الأسلحة التى استخدمتها إسرائيل؟
- جميع الإصابات كانت غير نمطية، فلم نر إصابة واحدة بالرصاص، لأن إسرائيل كانت تستخدم أسلحة غير نمطية، ويمكن حصر الإصابات فى 3 أنواع، الأولى حروق شديدة نتيجة استخدام الفوسفور الأبيض، وهى إصابات قاسية، وإذا لم يتم التعامل معها بسرعة تسبب تفحماً للجسد لأنها تفقده السوائل ولا تنطفئ ويساعدها الهواء على الاشتعال، كما أن الفوسفور عن قرب يسبب التفحم والموت لأن الحرارة العالية الناتجة عنه تؤدى إلى تبخر المياه من الجسم وتحوله إلى مومياء، وعن بُعد يسبب حروقاً شديدة جداً، فضلاً عن أن شظاياه تشتعل من جديد، وقد أحضرت منه عينه معى لدراستها.
النوع الثانى من الإصابات هو الذى كان ينتج عن استخدام القنابل التى تحدث تفريغاً فى الهواء، وهذه ليس لها حل وهى قنابل ثقيلة تحملها طائرات «إف 16» تلقيها دفعة واحدة عن قرب، فتدك المكان بكل ما فيه، وإذا أصيب بها أحد فإنه يحدث له تهتك فى الرئة، وتمزق فى الأنسجة الداخلية ثم يتوفى، وقد توفى بها وزير الداخلية فى حكومة «حماس» المقالة سعيد صيام.
أما النوع الثالث والأخير فهو الذى كان ينتج عن استخدام قنابل جديدة جدا تسمى «دايم
Dime» تمت تجربتها أول مرة فى حرب جنوب لبنان عام 2006، وهى تعرف بـ«القنابل الذرية الطفلة أو المتناهية الصغر»، وتستخدم ضد الأفراد، وهى خليط من اليورانيوم، وبعض المعادن الثقيلة تؤدى إلى بتر الأطراف بعد حرقها، والجزء الباقى لاينزف لأنها تؤدى إلى تجلط الدم، وهذا النوع من الإصابات كان الأكثر انتشاراً فى المستشفى .
* وكيف كنتم تتعاملون مع هذه الإصابات خاصة أنها غير مألوفة على الأقل على الأطباء المصريين؟
- أول خطوة للعلاج هى دهان جسم المصاب بفازلين لمنع الهواء عنه، وبعد ذلك يتم غسله بكبريتات النحاس، إلا أن هناك حالات كثيرة كانت تموت فى الطريق وتتفحم لعدم قدرة المسعفين على التعامل معها، وحالات أخرى ندخلها العناية المركزة ونتعامل معها.
* كم كان عدد الحالات التى دخلت مستشفى الشفاء وتعاملت معها ولو بالتقريب، وما أصعب حالة تعاملت معها؟
- لا أستطيع أن أحصيها من كثرتها، وكل الحالات كانت صعبة لأنها كانت متعددة الإصابات، لكن أخطرها هى حالات البتر، والحروق.
* وهل وثقت هذه الإصابات لدراستها، وعرضها على العالم ؟
- بالفعل وثقت جزءًا منها بالصور، وأحضرت عينات من الفوسفور الأبيض، كما فعل الأطباء الأجانب نفس الأمر وتم نشرها فى الخارج، مما أدى إلى اندلاع مظاهرات أوسلو - عاصمة النرويج - احتجاجا على ارتكاب إسرائيل جرائم حرب.
* ذكرت أن الأسلحة التى استخدمتها إسرائيل تدمر الجسم البشرى، فماذا عن الروح فى غزة ومدى تأثرها بالحرب؟
- الروح لم تتأثر بل ربما ازدادت صمودا، فهناك نوع من السكينة الغريبة والرضا رغم أنه لا توجد أسرة إلا وبها شهيد أو مصاب، ولعل أكبر دليل على رضاهم وصمودهم هو مشهد جنازة صيام، فالحشد لا يوصف ولأول مرة أسمع «زغاريد» وأناشيد فى جنازة.
* هل تستطيع أن تنقل لنا آراء أهالى غزة فى الدور المصرى فى التعامل مع الأزمة؟
- كان كل كلامهم «وين مصر.. وين العرب.. وين الأمم المتحد»، وكانوا غاضبين من التخاذل المحيط بهم، ولكنهم كانوا متحفظين فى التعبيرعن غضبهم .

;;