إبحث فى المدونة والروابط التابعة
بعلزبول .. ملك العالم السفلى

نتن ياهووووووووووووووووووووووووو
تحدثنا كثيرا عن نتائج الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة، واشبعناها بحثا وتحليلا، وركز البعض منا على ظاهرة 'صانع الملوك'، افيغدور ليبرمان، زعيم حزب 'اسرائيل بيتنا'، ودوره 'كبيضة قبان' في مشاورات تشكيل اي حكومة مقبلة، ولكن كثيرين من المحللين، والكبار منهم خاصة، اغفلوا نقطة هامة واساسية، وهي كيف ان هذه النتائج كشفت الغباء الرسمي العربي في ابشع صوره، واشكاله، على صعيد فهم طبيعة المجتمع الاسرائيلي، ونفسيته، وحقيقة نظرته الينا كعرب.
الغباء العربي (يصفه البعض مرونة) بدأ يتبلور من خلال مبادرة السلام العربية التي ولدت في طبعتها الاصلية على يد 'القابلة' توماس فريدمان، الصحافي الامريكي المعروف، اثناء زيارته الى المملكة العربية السعودية، ولقائه مع العاهل السعودي (كان اميرا في حينها) الملك عبدالله بن عبد العزيز، وعندما رفضتها الحكومة الاسرائيلية بقيادة آرييل شارون في حينه، ثم قبلتها بتحفظ في عهد خليفته ايهود اولمرت، جاء من يقول للمسؤولين للعرب عليكم شرحها لنظرائكم الاسرائيليين في القدس المحتلة، فأوفدت الجامعة العربية، غير مشكورة، وزيري خارجية مصر والاردن للقيام بهذه المهمة السامية، وتأكيدا اضافيا لحسن النوايا.
الشرح لم يكن كافيا، رغم بلاغة المبعوثين، وخاصة السيد المفوه احمد ابو الغيط، الذي بزّ كل وزراء الخارجية المصريين الذين سبقوه في قوة التعبير، خاصة قوله المأثور في تكسير ارجل وعظام اي فلسطيني يتجرأ على اقتحام الحدود المصرية بحثا عن رغيف خبز، او علبة حليب لاطفاله، بسبب الحصار الاسرائيلي والمصري الرسمي على قطاع غزة.
الناصحون الاسرائيليون، ونعتقد ان شمعون بيريس الثعلب المخضرم شريك العرب في حوار الأديان، ابرزهم، اقترح النزول الى الشارع الاسرائيلي، والقفز فوق الزعماء، والنخب السياسية الحاكمة، والتواصل مع هذا المواطن او المستوطن الاسرائيلي مباشرة دون وسطاء، فهذا اجدى واكثر نفعا، لان هذا المواطن، اكثر ديمقراطية وانسانية وتفهما على عكس زعمائه الانتهازيين.
محور الاعتدال العربي التقط هذه النصيحة المخلصة، والثمينة، فورا، ووجد دعما لها من بعض رموز السلطة الفلسطينية، الذين نصّبوا انفسهم خبراء في فهم العقل الاسرائيلي بحكم التجربة وتقاسم العيش والملح، فقام بتمويل حملات اعلانية مدفوعة الاجر (قبل انخفاض اسعار النفط وحدوث الازمة الاقتصادية)، لنشر مبادرة السلام هذه في صدر صفحات الغالبية الساحقة من الصحف الاسرائيلية، مزينة بأعلام الدول الاسلامية جميعا، بما في ذلك العلم الايراني (احتجت ايران بعدها) ومذيلة بأختام وشعارات الجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الاسلامي، للتأكيد على التأييد المطلق لهذه الخطوة وللمبادرة معا، في سابقة فريدة من نوعها.
ولان الاموال المرصودة لهذه الحملة مغرية، خاصة لبعض السماسرة المستفيدين منها، ومن بينهم مسؤولون وابناء مسؤولين، فقد جرى توسيع دائرة الصحف والمطبوعات، ونشر الاعلانات نفسها، حول المبادرة نفسها، في صحف عربية عديدة، محلية ودولية، واخرى عالمية ناطقة بلغات عديدة من انكليزية وفرنسية والمانية وغيرها.
قلنا في حينها اننا نفهم، ولا نتفهم، نشر هذه الاعلانات عن المبادرة العربية باللغة العبرية في صحف اسرائيلية، ولكن لا نفهم ولا نتفهم نشرها في صحف عربية، وفلسطينية بالذات، لان هذا مثل التبشير بالمسيحية في الفاتيكان. ولم نجد اي اجابة عن استفسارنا، فقد طارت الطيور بأرزاقها على شكل عمولات وغيرها. وما زلنا حتى هذه اللحظة لا نعرف من الذي موّل، ومن الذي نصح، ومن الذي اشرف، وكأن هذه الخطوة مثل ابنة السيدة رشيدة داتي وزيرة العدل الفرنسية مجهولة الاب، لا يريد احد الاعتراف بأبوتها.
بعد كل هذه الحملات الاعلانية، وجولات حوار الاديان المتعددة، واللقاءات مع الحاخامات والسياسيين في القاعات الرسمية، وفي الغرف المغلقة، وتأليف القصائد، والخطب العصماء، في اهمية التعايش، والتسامح، وضرورة الانتباه الى العدو الايراني المشترك، ومواجهته 'موحدين'، ماذا حدث؟ الناخب الاسرائيلي مدّ لسانه الى العرب المعتدلين، ومنظري السلام ساخرا مستهزئا، ومصوتا للاحزاب اليمينية المتطرفة، وليبرمان على وجه الخصوص، الذي هدد بضرب السد العالي لاغراق المصريين، واهان كبير المعتدلين الرئيس حسني مبارك، عندما سخر منه، واتهمه بالتستر على الانفاق، وكرر طرح برنامجه في طرد جميع الفلسطينيين من عرب عام 1948، وجعل سحق حركة 'حماس' وعدم الانسحاب من الاراضي المحتلة كشرط لاي مشاركة له في اي حكومة اسرائيلية.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة عما اذا كان القادة العرب سيعترفون بعد كل هذا، بخطأ رهاناتهم، وفشل استراتيجيتهم السابقة، والبحث عن خيارات جديدة، تنقذ ماء وجههم، وتكفّر عن سيئاتهم، وما اكثرها للأسف الشديد؟
سؤال آخر، هل سيعترف رجالات السلطة في رام الله بخطيئتهم، وافلاس نهجهم التفاوضي، ويقررون الانسحاب من الحلبة السياسية وحل السلطة، اسوة بكل الشرفاء في التاريخ السياسي العالمي الذين مروا بظروف مماثلة، مثل شارل ديغول ووينستون تشرتشل، واحمد الشقيري، والحاج امين الحسيني وغيرهم، ام انهم سيكابرون ويصرون على الاستمرار في مناصبهم، وكأن شيئا لم يحدث مطلقا، بحجة مواصلة 'نضالاتهم'، وكأن الشعب الفلسطيني لم ولن ينجب غيرهم؟
لا نعتقد ان احدا، سواء في الوسط الرسمي العربي او الفلسطيني، يملك الشجاعة، ويجري مراجعة حقيقية ونقدا ذاتيا يعلن بعده اعترافه بخطأ خياراته، وينسحب بالتالي من الحياة السياسية، لان هذه من اخلاق الفرسان، ولا نعتقد ان هذه الاخلاق موجودة عند معظم مسؤولينا وقياداتنا، وهذا ما يفسر حال الهوان التي نعيشها حاليا على المستويات والاصعدة كافة.
اي حكومة اسرائيلية تخرج من رحم الانتخابات الاخيرة، ستضم واحدا من اثنين او كليهما: بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود، او افيغدور ليبرمان زعيم حزب 'اسرائيل بيتنا'، والاثنان يتنافسان على العداء للعرب ورفض العملية السلمية، واي انسحاب من الاراضي الفلسطينية المحتلة، فكيف سيتعامل العرب، المعتدلون والممانعون، مع هذا 'التسونامي' الاسرائيلي الزاحف نحوهم؟
العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الأب الروحي لمبادرة السلام العربية، التي رجمها الاسرائيليون حتى الموت باهاناتهم، واحتقارهم، وسخريتهم، قال اثناء كلمته امام قمة الكويت الاقتصادية ان هذه المبادرة لن تظل موضوعة على الطاولة الى الابد، فهل نراه ينفذ تهديداته هذه فورا ويسحبها ويقلب الطاولة بقيادة تحرك عربي نحو المصالحة، والبحث عن الخيارات الاخرى بعد سبع سنوات عجاف من التيه في صحراء الوهم بحثا عن سراب السلام؟
ليس من طبعنا التفاؤل لأننا فقدنا كل امل في هذا النظام الرسمي العربي، ولكن لعلنا نرى او نسمع عكس ذلك في الايام المقبلة، وان كنا نشك.
التسميات: نحن وإسرائيل
إفلاس الأيديولوجية الصهيونية ومشروعها الاستيطاني
0 التعليقات مرسلة بواسطة أسماء - فلسطين للأبد في 2:04 صالشيماء محمد
يظهر المسار الظاهري الذي يتخذه تطور القضية الفلسطينية، ربطا بالمشهد السياسي العام والراهن بما هو إفراز لموازين القوى، تدهورا وتراجعا كبيرا في مكانة القضية الفلسطينية، ويهدد بضياع عدد من الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، وينحى باتجاه فرض حلول لقضايا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ضمن أكبر مقاربة مع الرؤية الإسرائيلية المدعومة أميركيا للحل تكرس هيمنة إسرائيل التوسعية.
لكن بقليل من التمحيص سنكتشف أن مجموعة الحقائق السابقة منقوصة وأحادية الجانب، لأنها تنظر إلى موازين القوى ومفاعيلها بشكل جامد، غير آخذة بعين الاعتبار مجموعة عوامل تؤثر وتتأثر بها في آن، من تناقضات الحالة الداخلية الإسرائيلية، على وجه الخصوص، وإمكانية تحول العديد من صراعاتها إلى صراعات رئيسية، بعد أن نظر إليها لسنوات طويلة ماضية كصراعات ثانوية، في مواجهة الصراع الرئيسي مع الفلسطينيين والعرب.
فعلى سبيل المثال، يثبت اليوم أن مسألة معضلة الاندماج في "المجتمع الإسرائيلي" ليست تعبيرا عن تعددية ثقافية، يمكن تجاوزها مع مرور الزمن كما قدمتها السردية التاريخية الصهيونية، بل هي أحد تعبيرات محاولة جسر الهوة بين مكونات تاريخ ممزق وملفق بشكل إرادي قسري، ومحاولة متوهمة للقفز عن الانقسام الذي يولده التعدد القومي والعرقي.ليس فقط في التقسيم الإسرائيلي الرسمي الذي يقسم "المجتمع الإسرائيلي" إلى قوميتين عربية ويهودية، بل داخل مجتمع اليهود المهجرين، وما بدأ يفرزه من تحولات عميقة أدت في السياق إلى تغيرات جوهرية في بنية النخب السياسية والمجتمعية الإسرائيلية، تم من خلالها تحلل وبدء إزاحة النخب الإشكنازية، التي قادت على مدار عقود طويلة الحركة الصهيونية و"مؤسسات الدولة والمجتمع الإسرائيلي" لصالح نخب جديدة، السفرديم على حساب الإشكناز.
وخطورة هذا التبدل الجوهري أنه لا يجري على قاعدة اندماج المكونات القومية لمجتمع المهجرين اليهود، فهو إذ يحطم منظومة العرق الإشكنازي اليهودي الأبيض يفتح في الوقت ذاته على صراع الهويات القومية بين القوميات المكونة "للمجتمع الإسرائيلي": "العربية الفلسطينية، واليهودية الروسية، واليهودية العربية، واليهودية الأفريقية، واليهودية الفارسية.. إلخ"، والذي أدى التنكر لها إلى غبن ونفي تاريخي منذ إنشاء "دولة إسرائيل" في العام 1948. وهذا يثبت افتضاح أكذوبة التقسيم العرقي الصارم الذي حاولت ترويجه السردية التاريخية الصهيونية ما بين يهود و"أغيار".
وهذا التحول الجاري في مجرى الصراع إذا ما أخذ مداه سيساهم في انهيار المنظومة الكولونيالية التي بني على أساسها "مجتمع ودولة إسرائيل"، والتي حولت "إسرائيل" على حد وصف الدكتورة إيله شوحاط إلى "أمة داخل أمة"، في إشارة إلى أوضاع يهود البلاد العربية الذين هجروا إلى "إسرائيل"، وإذا ما سحب ذلك على باقي القوميات فإننا سنصبح أمام خليط من مجموعة أمم وقوميات.
وهذا سيعيدنا إلى إحدى المقولات الأساسية بأن نجاح الحركة الصهيونية في احتلال فلسطين لم يحل الهدف الرئيسي الذي سعت إليه الحركة الصهيونية بخلق "أمة يهودية"، لأن "المجتمع الإسرائيلي" ما زال يفتقد إلى مقومات الأمة من حيث التقاليد التاريخية المشتركة والوحدة المستقرة والثقافة الأصيلة المشتركة والتكوين السيكولوجي المشترك.
ما سبق جعل المؤرخ الإسرائيلي بني مورس يقول: "إن المشروع الصهيوني كله مشروع أخروي، إنه يقوم في محيط معاد، وبمعنى ما فإن وجوده لم يكن منطقيا أن ينجح في العام 1948، وليس من المنطقي أن ينجح الآن، ومع ذلك وصل إلى ما وصل إليه، وبمعنى آخر فإن في الأمر معجزة.. قد يكون الخراب نهاية هذه العملية وهذا ما يخيفني".
ولقد أدرك المنظرون الصهاينة باكرا مأزق مشروعهم الاستعماري وعدم واقعية نجاح هذا المشروع على المدى الطويل، وكان قادة الحركة الاستيطانية الصهيونية على استعداد للقبول بحلول أدنى بكثير مما حصلوا عليها في العام 1948، إلا أن القوى الاستعمارية دفعت قادة الحركة الصهيونية لمزيد من التصلب والتطرف لتحقيق الأطماع الاستعمارية الأوروبية الغربية في البلدان العربية.
ففي عشرينيات القرن الماضي اقترح زيئيف جابوتنسكي إقامة مملكة فدرالية يهودية عربية يومها كان اليهود يمثلون أقلية ضئيلة في فلسطين. وكرر من بعده دافيد بن غوريون الدعوة لدولة ثنائية القومية في الثلاثينيات من القرن الماضي، لكنه عاد عن مقترحه بعد ذلك في وقت تصاعدت الهجرة اليهودية محققة أرقاما قياسية بدعم أميركي عبر الضغط على حكومة الانتداب البريطاني على فلسطين.وبدأت الدعوات لهذه الفكرة تخبو في أوساط الحركة الصهيونية، رغم أن العديدين من حركة هشومير هتسعير دعوا في الأربعينيات من القرن الماضي إلى دولة كانتونات على النمط السويسري، لتغيب بعد ذلك الفكرة كليا عن حلبات الحوار، إلا أن جابوتنسكي تذكرها وعاد ليطرحها وهو على فراش الموت، ولم يأبه أحد بذلك، وانتصرت في النهاية أفكار بن غوريون الرافضة لمبدأ الدولة الثنائية القومية كونها تتعارض مع المشروع الصهيوني.
وهذا ما يحدده بن غوريون بدقة في مذكراته بالقول: "عندما وقفت مسألة وحدة البلاد دون دولة يهودية، أو دولة يهودية دون وحدة البلاد، اخترنا الدولة اليهودية بدون وحدة البلاد"، وهو لا يترك خياره هذا مبهما بل يعلله بوضوح شديد إذ يقول: "لنفترض أننا تمكنا بالطريق العسكري أن نحتل كل شرقي وغربي دولة إسرائيل وأنا واثق من ذلك، فماذا سيحصل عندها؟ نقيم دولة واحدة، غير أن الدولة ترغب أن تكون ديمقراطية، وستكون هناك انتخابات عامة، ونحن سنكون أقلية". لكن من جاؤوا إلى كرسي رئاسة وزراء دولة الاحتلال من بعده كان لهم رأي آخر، لذلك شقوا لأنفسهم دربا آخر بعيدا عن نصائح بن غوريون.
ومثل عدوان الخامس من يونيو/حزيران 1967 حدا فاصلا في تاريخ الحركة الصهيونية وأطماعها التوسعية، وإن بدا الأمر ظاهريا بأن النصر المؤزر الذي تمثل في احتلال كامل أراضي فلسطين التاريخية مضافا إليها أراضي عربية أخرى، مثل ذروة نجاح المشروع الصهيوني في المنطقة بإجماع كل تيارات الحركة الصهيونية، إلا أن هذا النصر سيصبح لاحقا مصدر خوف وقلق شديدين، وهذا ما يقوله ميرون بنفنستي: "ليس بوسع الصهيونية الآن الاستمرار في تحقيق حلمها، فهي ضحية انتصارها، ضحية التاريخ لفرصة ضائعة".
لقد قدمت الحركة الصهيونية نفسها "كحركة تحرر وطني للشعب اليهودي" ورسمت على الدوام أكذوبة تظهر اليهود كأقلية ضعيفة مهددة بالإبادة من عالم عربي متوحش، ودأبت لاحقا على تقديم نفسها كواحة للديمقراطية في وسط بحر من الدكتاتورية.
إلا أن هذه الصورة سرعان ما تكشفت، وظهرت الصهيونية ودولة الاحتلال على حقيقتها لدرجة بات من غير الممكن أن يسكت عن ذلك أبرز دعاتها، ومنهم إبراهام بورغ الذي يعترف بأن "ألفي سنة من الصراع انتهت إلى دولة من المستوطنات تديرها عصبة غير أخلاقية من الفاسدين".
ويضيف بورغ: "لا بد أن تنهار بنية قائمة على القسوة الإنسانية، راقبوا تلك اللحظة جيدا: إن بنية الصهيونية السوبر ستار تنهار مثل قاعات الأفراح الرخيصة في القدس".
وما كان لأبراهام بورغ أن يصل إلى هذه النتيجة مثل الكثيرين لولا المقاومة الباسلة التي نهض بها الفلسطينيون على مدار سنوات الاحتلال الطويلة، رغم أن موازين القوى بقيت مختلة بشكل كامل لصالح إسرائيل، مما أفقد قوة البطش الإسرائيلية جدواها في تحويل الانتصارات العسكرية إلى مكاسب سياسية.وهذا ما يوضحه حاييم هنغنبي بالقول: "كنا متسامحين أكثر من اللازم مع الحركة الصهيونية، وأن اليهود جاؤوا إلى هنا ووجدوا أرضا فارغة يقيم فيها شعب آخر، الأمر الذي أوقع اليهود في نمط استخدام القوة بغير حساب. وبدلا من أن يدفعهم الصراع لموقف أخلاقي ونحو الحكمة، خلق لديهم إدمانا في استخدام القوة، ولكن هذه القوة استنفدت ذاتها, لقد وصلت هذه القوة إلى حدود قدرتها. ولذلك إذا بقيت إسرائيل دولة كولونيالية بطابعها فإنها لن تصمد، ففي نهاية المطاف ستكون المنطقة أقوى منها، والمظالم القائمة بالأساس ستكون أقوى منها، وكل من يأمل العيش على حد السيف سيجد نهايته بالسيف".
وإذ أبدى الكثيرون ممن يسمون "دعاة السلام في إسرائيل" معارضتهم للسياسات الليكودية المتطرفة كونها تضر المشروع الصهيوني، بل وتدمره، فهم لا يرون مخرجا من المأزق الذي دخلته إسرائيل الاستعمارية التوسعية الاستيطانية، على حد وصف يهودا ليطاني الذي يقول: "محاولات الدحر والتجاهل ستتواصل هي الأخرى بلا جدوى، لم نتخلص منهم وهم لم يتخلصوا منا".
لكن اليهودي الصهيوني دان كيرتسر السفير الأميركي السابق في "إسرائيل" يرى مخرجا يقلل من خسائر الصهاينة "هناك مسألتان يجب أن تثيرا قلقنا جميعا - أميركيين وإسرائيليين– الواقع الديمغرافي على الأرض، وإمكانية تحول الصراع السياسي الإقليمي هنا إلى صراع أيديولوجي مصيري لا يوجد فيه مكان إلا للمنتصر، هناك علاقة بين هذين التخوفين، وكلما بكرنا في حل الدولتين المعقول سيساعد ذلك في حل المعضلة الديمغرافية وتقليص التهديد الكامن في تحول الصراع إلى مواجهة وجودية بين الشعبين".
والنصيحة التي يقدمها كيرستر وأمثاله تجاوز الفلسطينيين في الحل والعودة إلى خيار كنفدرالية أردنية فلسطينية لخلق منظومة إقليمة تصادر وإلى الأبد طموحات الشعب الفلسطيني في دولة وهوية وطنية مستقلة.
وبشكل عام هناك شبه إجماع لدى جميع تيارات الحركة الصهيونية على أن "إسرائيل" باتت تعيش أزمة عميقة، استمرارها يعني المضي نحو الهلاك الأكيد، وللخروج من هذا المأزق هناك ثلاثة اتجاهات رئيسية في التفكير الإستراتيجي الصهيوني:
الاتجاه الأول يدعو إلى الاستمرار في سياسة "الانفصال عن الفلسطينيين من جانب واحد" في ظل تعذر تسوية سياسية مع الفلسطينيين مقبولة إسرائيليا بشروطها المعروفة، وفي مقدمتها ضم أكبر مساحات ممكنة من الأرض الفلسطينية المحتلة في عدوان الخامس من يونيو/حزيران 1967. وهنا تظهر بعض الخلافات داخل هذا التيار حول مساحة الأراضي التي يجب الانسحاب منها، لكن مبدأ عدم الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة محل إجماع بينهم.
الاتجاه الثاني يدعو إلى أن يكون الانسحاب على قاعدة اتفاق حل وسط مع الفلسطينيين، وبهذا فهم يرفضون الانفصال الأحادي، رغم اتفاقهم مع التيار الأول بأن أي حل وسط مقبول إسرائيليا لن يتضمن الانسحاب من كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولكنهم في ذات الوقت يرون في الجمود السياسي خطرا كبيرا، لذلك يدعون إلى إعادة الروح للعملية التفاوضية.
الاتجاه الثالث يقول بعدم إمكانية الانفصال عن الفلسطينيين مرة أخرى، ويقف جناحا هذا الاتجاه على طرفي نقيض، فغلاة اليمين يرون في إخلاء المستوطنات خيانة عظمى وتقويضا للمشروع الصهيوني، وبالتالي يجب الذهاب إلى النهاية في استخدام القوة وطرد العرب وترحيلهم قسرا من ديارهم.
أما الجناح الثاني من دعاة عدم إمكانية الانفصال فيرون أن واقع الاحتلال أوجد وضعا يصعب العودة عنه، مما جعل شر ثنائية القومية قدرا لا مفر منه. مع ملاحظة أن التيارات كلها تجمع على ضرورة شطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
ويرى البعض في النقاش الدائر حول الخطر الديمغرافي الفلسطيني مستقبلا أنه لا يعدو كونه فزاعة تتم من خلالها إعادة توحيد الكيان الصهيوني ضد عدو مفترض، وعودة للعزف على نغمة الأقلية المضطهدة في تبرير لتصرفات "إسرائيل" وأفعالها الدموية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.ويضخم البعض هذه القضية إلى درجة أن يسرائيل هرئيل يعتبرها "أخطر من القنبلة النووية الإيرانية"، في حين يرى البعض الآخر أن النقاش يمتلك مشروعيته من رؤية إستراتيجية تأخذ بعين الاعتبار أن المستقبل لن يكون لصالح "إسرائيل" إذا ما استمرت على طبيعتها العدوانية.
ومن دعاة هذا التيار الرئيس الأسبق للكنيست الإسرائيلي أبراهام بورغ الذي يعبر عن ذلك بالقول: "لا يمكن استمرار دولة تفتقر للعدالة، لقد بدأ الكثير من الإسرائيليين في استيعاب ذلك وهم يسألون أبناءهم أين تتوقعون الحياة بعد خمسة وعشرين عاما؟".
وبغض النظر عن تباعد التقديرات وتضاربها بشأن تقدير مدى تأثير هذا الهاجس على إسرائيل، إلا أنه يبقى أحد مظاهر الأزمة العميقة التي باتت تعيشها، بما هي أزمة مستقبل للمشروع الصهيوني التوسعي الاستعماري وأزمة هوية لإسرائيل، التي نحت في السنوات العشرين الأخيرة لاستجلاب المزيد من المهجرين لإقامة المزيد من المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كجزء من معركة التوازن الديمغرافي المستقبلي مع الفلسطينيين، وتأمين العنصر البشري لآلتها العسكرية.
حيث يمثل اليوم المهجرون من دول الاتحاد السوفياتي السابق ودول أوروبا الشرقية واليهود من أصول شرقية أكثر من 75% من قوام الجيش الإسرائيلي، وهذا بدوره يفرز لإسرائيل إشكالية لا تقل حسب منظِّري الصهيونية خطرا عن اختلال الميزان الديمغرافي مستقبلا لصالح الفلسطينيين، لأن ذلك يفتح على صراع هويات قومية متناقضة تصيب مقتلا المشروع الاستيطاني الصهيوني.
ــــــــــ
التسميات: نهاية إسرائيل
تأجيل قضية تجميد اتفاقية كامب ديفيد إلى 30 مارس
0 التعليقات مرسلة بواسطة أسماء - فلسطين للأبد في 1:47 صودفع العمدة بعدم دستورية معاهدة السلام الموقَّعة بين مصر والكيان الصهيوني لتعارضها مع مبادئ الدستور في مادته الـ58؛ التي تقضي بالدفاع عن كافة أراضي الدولة، مشيرًا إلى أن الاتفاقية نتج منها انتقاص السيادة المصرية على سيناء منزوعة السلاح في ثلثيها، فضلاً عن تحويل ممرَّي تيران وخليج العقبة المصريَّين إلى ممرَّين دوليَّين ليس لمصر السيادة المطلقة عليهما، كما أنها أخرجت مصر من الصراع العربي مع الكيان الصهيوني؛ حيث تنص على أنها تُقدَّم على أي اتفاقية سابقة أو لاحقة لتوقيعها بين الطرفين، فجعلت علاقة مصر بالعدو أقوى من علاقة مصر ببقية العرب والمسلمين، وبالتالي تسبَّبت في اعتراف مصر بالكيان الصهيوني، رغم عدم اعتراف العرب به إلا على أنه كيان غاصب، وهو ما يخالف المادة الأولى من الدستور التي تقضي بأن مصر جزءٌ من النسيج العربي، وتعمل على حريته واستقلاله، كما تتعارض الاتفاقية مع المادة الثانية للدستور التي تنص على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، وأن هذه الشريعة تحتِّم على المسلم نصرة أخيه المسلم في أي مكان.

التسميات: دفتر أحوال الوطن
إسرائيل تتمسك برفض فتح المعابر قبل إطلاق شاليط
ليفني ترفض المشاركة في حكومة يقودها نتنياهو
إسرائيل تزود المقاومة بالسلاح في غزة
ديسكين: تهريب السلاح إلى قطاع غزة تجدد
مصادر طبية: شهيد فلسطيني في قصف مدفعي إسرائيلي شمال قطاع غزة
التلفزيون الإسرائيلي: إسرائيل تدرس الإفراج عن مروان البرغوثي لتعزيز حركة فتح
الإمارات تمنع دخول لاعبة تنس إسرائيلية للمشاركة في بطولة دبي
الإعلان عن 1700 دونم جنوب بيت لحم كـ"أراضي دولة" تمهيدا لبدء الاستيطان فيها
مصادر إسرائيلية: إطلاق صاروخين من قطاع غزة باتجاه النقب الغربي
المطبخ السياسي الإسرائيلي المصغر: صفقة الأسرى أولا
نيويورك تايمز»: التحقيق مع ضباط كبار فى الجيش الأمريكى حول إهدار ١٢٥ مليار دولار فىالعراق
قالت إن عددًا منهم تحول للإسلام.. إسرائيل تُسلِّم مصر قائمة بأسماء 29 من مجرمي الحرب النازيين
البرلمان الأردني يقاضي قادة صهاينة أمام "الجنائية الدولية
إجراءات جديدة لدخول الفلسطينيين مصر
استشهاد وإصابة 7 فلسطينيين بغزة واعتقال 37 بالضفة
'أهلا بك في اسرائيل نتمنى لك طيب الاقامة' رسائل تلقاها اردنيون عبر الهاتف

التسميات: آخر الأخبار
تعقيدات بمحادثات التهدئة في القاهرة وأولمرت يتشاور بشأنها
حماس: لا علاقة بين اتفاق التهدئة وملف الأسرى

التسميات: آخر الأخبار
مصر تدفع 9 ملايين دولار يوميًّا بتصدير الغاز إلى الصهاينة!!
0 التعليقات مرسلة بواسطة أسماء - فلسطين للأبد في 5:43 مالتسميات: دفتر أحوال الوطن
اختراق موقع كاديما ووضع شعارات لغزة في واجهته وتحميل أنشودة موطني عليه
يا رب يسلم ايادى من عملها
التسميات: وطنى غزة
و صلت من الأستاذ ابراهيم يسري المحامي تلك القائمة من محامي وزارة البترول الذين كانوا يحضرون جلسات قضية الغاز و يطاردون الشيخ الجليل بعد نهاية كل جلسة في طرقات مجلس الدولة بإهاناتهم و تعليقاتهم غير الكريمة و أصواتهم العالية القبيحة و أشهد على ذلك لأنني كنت حاضرة كل الجلسات.
و قد رفضت المحكمة تدخلهم لأنهم غير ذوي صفة و حكمت حكمها الناصع لصالح مصر.
و لكن هؤلاء الأشخاص قدموا استشكالا لتعطيل تنفيذ الحكم و إمعانا في العنت فقد قسموا نفسهم فرقا و تقدموا بتسع إشكالات على الحكم أي تسع قضايا بدلا من واحدة.
من الأستاذ إبراهيم يسري :
أسماء المتدخلين إلي جانب وزارة البترول في الدعوي 33416 س62 بجلسة 1/9/2008 و الذين رفضت المحكمة تدخلهم
ذكروا في معرض بيان الصفة و المصلحة في تدخلهم انهم من مواطني جمهورية مصر العربية و لهم مصلحة مباشرة في استقرار الاقتصاد المصري و تامين دعم السلع الاساسية المترتبة علي توفير موارده من العملة الصعبة التي يستفيد منها الطالبون و غيرهم من مواطني مصر
1. علاء الدين فتحي عبد الوهاب
2. محمد أمين المعداوي اشكال 3578 18/12/2008
3. محمد احمد فؤاد عبد العال إشكال 3575 في 12/12/2008
4. عصام احمد نصر اشكال 3575 جلسة 12/12/2008
5. خالد عمر شريف اشكال 3575 جلسة 12/12/2008
6. صادق عبد العزيز الباجوري اشكال 3571 في 15/12/2008
7. محمد صلاح محمد هاشم إشكال 3571 جلسة 15/12/2008
8. حسني مصطفي عبد اللطيف ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
9. حمدي محمد مدني إشكال 3571 جلسة 15/12/2008
10. طارق إسماعيل الباجوري اشكال 3571 جلسة 15/12/2008
11. احمد امين محمد كامل اشكال 3576 جلسة 16/12/2008
12. محمد سعد عمارة اشكال 3578 في 18 /11/2008
13. حسن احمد حسن اشكال 3578 في 18/12/2008
14. ماجد عادل صموئيل اشكال 3578 في 18 /12/2008
15. جاد الله سيد طه
16. ايمن محمد عوض الله حجازي إشكال 3576 بجلسة 18 /12/2008
17. بدوي عبد الفتاح عبده اشكال 3576 جلسة 18/12/2008
18. هاني عاطف السيد
19. : كريم يحي لاشين
20. ابراهيم توفيق احمد اشكال 3576 جلسة 18/12/2000
21. خالد محمد عوض
22. محمد فتحي سيد اشكال3578 في 20/12/2008
23. كرم عبد الله عبد الرحيم اشكال 3578 في 20/12 /2008
24. هاني السعيد حسن ,,,,,,,
25. صلاح حسين النجار ،،،،،،
مواعيد الاشكالات
1. محمد احمد فؤاد عبد العال إشكال 3575 في 14/12/2008
2. عصام احمد نصر إشكال 3575 جلسة 14/12/2008
3. طارق إسماعيل الباجوري إشكال 3575 جلسة 14/12/2008
4. خالد عمر شريف ,,,,,,,
5. صادق عبد العزيز الباجوري إشكال 3571 في 15/12/2008
6. محمد صلاح محمد هاشم إشكال 3571 جلسة 15/12/2008
7. حسني مصطفي عبد اللطيف ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
8. حمدي محمد مدني إشكال 3571 جلسة 15/12/2008
9. أحمد أمين محمد كامل إشكال 3576 جلسة 16/12/2008
10. ايمن محمد عوض الله حجازي ,,,,,,,,,,,,,
11. محمد أمين المعداوي إشكال 3578 18/12/2008
12. محمد سعد عمارة إشكال 3578 في 18 /11/2008
13. حسن احمد حسن إشكال 3578 في 18/12/2008
14. بدوي عبد الفتاح عبد إشكال 3576 جلسة 18/12/2008
15. ماجد عادل صموئيل إشكال 3578 في 18 /12/2008
16. ابراهيم توفيق احمد إشكال 3576 جلسة 18/12/2000
17. هاني السعيد حسن إشكال 3572 جلسة 20/12/2008
18. محمد فتحي سيد اشكال3578 في 20/12/2008
19. كرم عبد الله عبد الرحيم إشكال 3578 في 20/12 /2008
20. صلاح حسين النجار ،،،،،،
نرجو نشر هذه الاسماء في جميع المجموعات و المنتديات
التسميات: دفتر أحوال الوطن
محمد سيف الدولة
في سابقة هي الأولى من نوعها في سياق الحرب الاسرائيلية الأخيرة على غزة، ” أضرب عمال من شركة المصرية للأسمدة في السويس يوم السبت 7 فبراير احتجاجا على تصدير الأسمدة إلى إسرائيل.
يملك شركة المصرية للأسمدة كلا من أنسي وناصيف ساويرس تحت مظلة شركة أوراسكوم للبناء. وقعت الشركة على اتفاقية بتصدير 1000 طن من أسمدة الفوسفات إلى إسرائيل، بمعدل 100 طن في الأسبوع. يصل عدد العمال بالشركة إلى حوالي 800 عامل. منذ يومان فوجئ عمال التعبئة بطلب من الادارة بتجهيز حمولة في أكياس غير معلمة لنقلها بغرض نقلها لجهة غير محددة عبر شاحنات يسوقها أشخاص من الأردن. أضرب حوالي 100 عامل لاعتقادهم، عن حق، بأن الحمولة ستتوجه إلى إسرائيل. قامت الادارة بفض الاضراب وخصم 15 يوما من مرتب جميع العمال”.
مما لاشك فيه أن عمال المصرية للأسمدة في السويس قد خطوا خطوة كبيرة للأمام. أولا،هذا إضراب أسبابه سياسية محضة وليس مطلبية من نوع زيادة الأجور أو الحوافز أو بدل الوجبة - مع الاعتراف الكامل بأهمية تلك المطالب لأنها تعكس تحرك العمال في مواجهة استغلالهم وتصعيدهم لرفع الظلم المباشر الواقع عليهم. ثانيا، لأنهم ببساطة رسموا الطريق الصحيح والصعب لحركة التضامن مع الشعب الفلسطيني في مصر.
فقد تغيرت الأوضاع في مصر كثيرا منذ اندلاع الانتفاضة الأولى، من جانب بسبب عداء النظام المصري السافر لحماس، وبالتالي للشعب الفلسطيني في غزة وللمتضامنين مع المقاومة على اختلاف مشاربهم هنا، ومن جانب آخر بسبب صعود الحركة الاجتماعية، وبالأخص الحركة العمالية في الثلاث سنوات الأخيرة.
التضامن مع عمال المصرية للأسمدة اليوم هو واجب على جميع المعنيين بالعمال وبحقوقهم المهدرة وبدفع حركتهم، تماما كما هو واجب على كل مدافع عن الحق الفلسطيني في وجه نظام معادي.
أخيرا، تجدر الاشارة إلى أن عمال الحديد والصلب كانوا قد تقدموا بطلب للادارة بالتبرع بيوم عمل لشعب غزة الصامد في شهر يناير الماضي.
عاش كفاح الطبقة العاملة
عاش كفاحك يا فلسطين
الخبر منقول حرفيا ومترجم عن عرباوي
التسميات: دفتر أحوال الوطن
محمد سيف الدولة
لا شك ان الرفض الرسمى المصرى لوجود قوات دولية جديدة على الاراضى المصرية هو موقف صحيح ، ولكن ماذا عن القوات الاجنبية الموجودة بالفعل فى سيناء ، بموجب اتفاقيات كامب ديفيد .
الا تنتهك هذه القوات سيادتنا الوطنية ؟ والم يأن الاوان بعد لعمل وقفة وطنية جادة بشأنها ؟
و ان بعض التذكرة قد تفيد :
القوات الاجنبية فى سيناء :
وهى القوات متعددة الجنسية ( ق.م.م ) او ذو" القبعات البرتقالية " كما يطلق عليها تفرقة بينها وبين قوات الامم المتحدة ذو القبعات الزرقاء . ويهمنا هنا التاكيد على الاتى :
· نجحت امريكا واسرائيل فى استبدال الدور الرقابى للامم المتحدة بقوات متعددة الجنسية ، وقع بشانها بروتوكول بين مصر واسرائيل فى 3 اغسطس 1981.
· تتشكل القوة من 11 دولة ولكن تحت قيادة مدنية امريكية
· ولا يجوز بنص المعاهدة لمصر ان تطالب بانسحاب هذه القوات من اراضيها الا بعد الموافقة الجماعية للاعضاء الدائمين بمجلس الامن .
· وتقوم القوة بمراقبة مصر اما اسرائيل فتتم مراقبتها بعناصر مدنية ، ومن هنا جاء اسمها " القوات متعددة الجنسية والمراقبون " واختصاره MFO ( ق.م.م)
· وليس من المستبعد ان يكون جزءا من القوات الامريكية فى سيناء هى عناصر اسرائيلية بهويات امريكية وهمية او مزورة .
· وفيما يل بعض التفاصيل :
· تتحدد وظائف ق.م.م فى خمسة مهمات = ( 4 + 1 ) :
1. تشغيل نقاط التفتيش ودوريات الاستطلاع ومراكز المراقبة على امتداد الحدود الدولية وعلى الخط ( ب ) وداخل المنطقة ( ج )
2. التحقق الدورى من التزام مصر بتنفيذ الملحق الامنى فى الاتفاقية والقاضى بتمركز القوات المصرية داخل المنطقة ( أ ) فقط ، وتمركز حرس الحدود المصرى داخل المنطقة ( ب) فقط ، واقتصار المنطقة ( ج ) على شرطة مصرية فقط . على ان يتم هذا التحقيق مرتين فى الشهر على الاقل ما لم يتفق الطرفان على خلاف ذلك .
3. اجراء تحقيق اضافى خلال 48 ساعة بناء على طلب احد الاطراف
4. ضمان حرية الملاحة فى مضيق تيران
5. المهمة الخامسة التى اضيفت فى سبتمبر2005 هى مراقبة مدى التزام قوات حرس الحدود المصرية بالاتفاق المصرى الاسرائيلى الموقع فى اول سبتمبر 2005 والمعدل فى 11 يوليو 2007 بعد سيطرة حماس على غزة
· مقر قيادة القوة فى روما ولها مقرين اقليميين فى القاهرة وتل ابيب
· المدير الامريكى الحالى يدعى جيمس لاروكو James A. Larocco ومدة خدمته اربعة سنوات بدأها فى 24 يوليو 2004 ولقد شارك فى مفاوضات السلام المصرية الاسرائيلية عام 1979، كما عمل من قبل فى الكويت والسعودية وافغانستان وباكستان وبنجلاديش واسرائيل .
· وكان المدير السابق يدعى آرثر هيوز امريكى الجنسية ايضا والتالى سيكون امريكى ايضا وهكذا .
· تتمركزالقوات فى قاعدتين عسكرتين : الاولى فى الجورة فى شمال سيناء بالمنطقة ( ج ) والثانية بين مدينة شرم الشيخ وخليج نعمة
· بالاضافة الى ثلاثين مركز مراقبة
· ومركز اضافى فى جزيرة تيران الخاضعة للسعودية لمراقبة حركة الملاحة
· ملاحظة : ( السعودية لا تعترف باسرائيل فكيف تكون طرفا فى الترتيبات الامنية لكامب ديفيد )
التكوين وتوزيع القوات :
· تتكون من قيادة وثلاثة كتائب مشاة لا تزيد عن 2000 جندى ودورية سواحل ووحدة مراقبة ووحدة طيران حربية ووحدات لوجيستية ( دعم ) واشارة
· الكتائب الثلاثة هى كتيبة امريكية تتمركز فى قاعدة شرم الشيخ والكتيبتين الاخرتين احداهما من كولومبيا والاخرى من فيجى وتتمركزان فى الجورة فى الشمال وباقى القوات من باقى الدول موزعة على باقى الوحدات وفيما يلى جدول يبين عدد وتوزيع وجنسية القوات :
الدولة | التوزيع | عدد الافراد |
الولايات المتحدة | كتيبة مشاة | 425 |
الولايات المتحدة | وحدة طبية ووحدة مرفقعات ومكتب القيادةالمدنية | 235 |
الولايات المتحدة | القيادة العسكرية | 27 |
المملكة المتحدة | القيادة العسكرية | 25 |
كندا | القيادة العسكرية والارتباط وشئون الافراد | 28 |
كولومبيا | كتيبة مشاة | 358 |
فيجى | كتبة مشاة | 329 |
فرنسا | القيادة العسكرية والطيران | 15 |
بلغاريا | الشرطة العسكرية | 41 |
ايطاليا | دورية سواحل | 75 |
نيوزيلاندا | دعم وتدريب واشارة | 27 |
النرويج | القيادة العسكرية ومنها قائد القوات الحالى | 6 |
اورجواى | النقل والهندسة | 87 |
يلاحظ من الجدول السابق ما يلى :
· تضطلع الولايات المتحدة بمسئولية القيادة المدنية الدائمة للقوات كما ان لها النصيب الاكبر فى عدد القوات 687 من 1678 فرد بنسبة 40 %
· اختارت امريكا التمركز فى القاعدة الجنوبية فى شرم الشيخ للاهمية الاستراتيجية لخليج العقبة والمضايق بالنسبة لاسرائيل
· معظم الدول الاخرى ما عدا كولومبيا وفيجى عدد قواتها محدود وتمثيلها رمزى
· تتولى قوة حرس السواحل الايطالية بسفنها الثلاثة مراقبة حرية الملاحة فى مضيق تيران وخليج العقبة
· ان القيادة العسكرية كلها من دول حلف الاطلنطى
الميزانية والتمويل :
· تقدر الميزانية السنوية الحالية للقوات 65 مليون دولار امريكى
· تتقاسمها كل من مصر وماسرائيل
· بالاضافة الى تمويل اضافى من اليابان والمانيا وسويسرا
وفى اسرائيل :
اما على الجانب الاخر فيتولى مراقبون " مدنيون " فقط يتراوح عددهم من 35 الى 50 فرد ، مهمة مراقبة مدى التزام اسرائيل بالتدابير الامنية فى منطقة لا يتعد عرضها 3 كم كما تقدم .
واخيرا :
ان وجود وطبيعة وتشكيل هذه القوات فى سيناء ، يمس السيادة المصرية فى الصميم ، كما انه يمثل ضغطا هائلا ومستمرا على القرار السياسى المصرى لم يعد مقبولا من احد ، بما في ذلك الادارة المصرية ذاتها على ما ارجو .
التسميات: دفتر أحوال الوطن