إبحث فى المدونة والروابط التابعة
بعلزبول .. ملك العالم السفلى

نتن ياهووووووووووووووووووووووووو
المشروع الصهيونى فى لبنان - لم يتغير منذ نصف قرن
0 التعليقات مرسلة بواسطة أسماء - فلسطين للأبد في 10:35 ممحمد سيف الدولة
ما زلنا مع محاضرة وزير الامن الداخلى الصهيونى التى القاها فى معهد ابحاث الامن القومى الاسرائيلى ، والتى تناول فيها استراتيجية اسرائيل فى سبعة ساحات اقليمية . تناولنا منها فى موضوعات سابقة كل مصر والسودان والعراق . واليوم نتناول الساحة اللبنانية .
وكان اهم ما جاء فيها :
§ ان لبنان تمثل التحدى الاكبر لاسرائيل ، وعلى الاخص حزب الله .
§ والحرب الاخيرة عام 2006 لم تحقق الهدف الاستراتيجى الاسرائيلى هناك وهو خلق بيئة تصالحية ، على غرار ما حدث عقب حرب 1982
§ ولكن سيظل خيار القوة مطروحا لتكرار ما حدث عندما تحين اللحظة المناسبة
§ والى هذا الحين فان الخيار المطروح الان هو العمل على اضطراب لبنان والابقاء على الخلافات بين المكونات السياسية والطائفية والمذهبية فيه
§ ولاسرائيل خبرات طويلة فى هذا المجال :
§ فلقد نجحت سابقا فى خلق بيئة معادية للمنظمات الفلسطينية هناك ، مما ادى الى الحرب الاهلية اللبنانية عام 1975
§ ولقد نجحت فى تكرار التجربة مع سوريا مؤخرا ، فنجحت فى خلق بيئة معادية للوجود السورى هناك
§ وبفضل الجهود الامنية والمخابراتية الاسرائيلية داخل لبنان ، بالاضافة الى الجهود السياسية فى المحافل الدولية والامريكية والفرنسية ، نجحت فى اجبار السوريين على الانسحاب من لبنان .
§ وبعد حرب 2006 نجحت كذلك فى خلق بيئة داخلية معادية لحزب الله تستنزف قواه
§ وتعمل اسرائيل مع الولايات المتحدة يدا بيد لإختراق الساحة اللبنانية وزرع الإختلالات فيها مما يعمق النزاعات السياسية والمذهبية والطائفية وقطع الطريق أمام تحقيق توافق فعلى
* * * * * *
وقبل ان نعرض نص المحاضرة ، نراجع معا ما جاء فى وثيقتين صهيونيتين قديمتين حول لبنان :
§ الوثيقة الاولى هى جزء من رسالة بعث بها ديفيد بن جوريون الى موشى شاريت فى فبراير عام 1954 ، اى بعد قيام دولة الكيان بـ 6 سنوات فقط ، حيث لم تكن هناك مقاومة لبنانية ولم يكن هناك حزب الله ، ولم تكن هناك قوات فلسطينية او سورية فى لبنان ، وقد جاء فيها :
" من الواضح أن لبنان هى أضعف حلقة فى سلسلة الجامعة العربية.. فالاغلبية المسيحية فى لبنان ، لها تقاليد وحضارة تختلف كلية عن تقاليد وحضارة باقى بلاد الجامعة العربية .
وإنشاء دولة مسيحية هنا هو شئ طبيعى له جذور تاريخية , وسيلقى تأييد قوى كبيرة فى العالم المسيحى سواء الكاثوليكى أو البروتستانتى . وهذا الأمر لا يكاد يكون فى حيز الإمكان فى الأيام الهادئة , أولا ـ لغياب المبادرة والجرأة من جانب المسيحيين , ولكن فى وقت البلبلة والإضطراب والثورة أو الحرب الأهلية يتغير الوضع , فيقول الضعيف أنا بطل .
ومن الجائز .. أن هذه الساعة هى الساعة المواتيه للعمل على إقامة دولة مسيحية بجوارنا , فبدون مبادرتنا ومساعدتنا الفعالة لن يتم الأمر . ويبدو لى أن هذه هى المهمة الرئيسية الآن أو على الأقل إحدى المهام الرئيسية لسياستنا الخارجية . ويجب بذل الإمكانات والوقت والجهد والعمل بجيمع السبل التى من شأنها أن تؤدى الى تغيير جذرى فى لبنان ."
* * * * *
§ والوثيقة الثانية حول لبنان ايضا ، نشرتها مجلة كيفونيم لسان حال المنظمة الصهيونية العالمية عام 1982تحت عنوان " استراتيجية اسرائيل فى الثمانينات " ، بعد 28 عاما من الوثيقة الاولى ، وقبل 27 عاما من الآن . ونشرناها نحن بعنوان : "الوثيقة الصهيونية لتفتيت الامة العربية " ، وقد جاء فيها عن لبنان ما يلى :
" ان تفتيت لبنان الى خمس مقاطعات اقليمية يجب أن يكون سابقة لكل العالم العربى بما فى ذلك مصر وسوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية ... "
" فلبنان مقسمة ومنهارة اقتصاديا لكونها ليس بها سلطة موحدة ، بل خمس سلطات سيادية : مسيحية فى الشمال تؤيدها سوريا وتتزعمها اسرة فرنجيه ، وفى الشرق منطقة احتلال سورى مباشر ، وفى الوسط دولة مسيحية تسيطر عليها الكتائب ، والى الجنوب منها وحتى نهر الليطانى دولة لمنظمة التحرير الفلسطينية هى فى معظمها من الفلسطينيين ، ثم دولة الرائد سعد حداد من المسيحيين وحوالى نصف مليون من الشيعة "
* * * * *
نص المحاضرة فى 4 سبتمبر 2008
§ استهل ديختر حديثه بالإشارة الى أن الحرب اللبنانية الثانية 2006 لم تحقق الهدف الاستراتيجى المنشود فى خلق بيئة سليمة تصالحية تجاه إسرائيل على غرار ما أعقب حملة سلامة الجليل 1982 ووصف البيئة اللبنانية بأنها أكثر بيئة إقليمية تفرض التحدى الإستراتيجى على إسرائيل .
§ بات معلوما أن التحدى الذي يشكله حزب الله . خطورة التحدى وتفاقم هذه الخطورة رغم ما أصاب حزب الله من ضرر وأذى خلال تلك الحرب يستدعى ويبرر استخدام كل الخيارات فى مواجهة هذا التحدى .
§ والسؤال الذي طرحة ديختر على نفسه : " أى مستقبل ينتظر هذه الخيارات ثم ما حدود الحركة الإسرائيلية فى ضوء تعاظم تحدىحزب الله ؟"
§ الإجابة قدمها ديختر على النحو التالى :
§ خيار القوة بعد أن جربنا خيار القوة لحسم خطر وتحدى حزب الله عام 2006 لا يعنى أبدا أننا سنطوى صفحة هذا الخيار لأننا لم ننجح فى جولة لابد أن تعقبها جولات لكن الجولات الجديدة جب أن تدار وفق وضوح الهدف والتصميم على تحقيقه ووفق الكفاءة على مختلف المستويات لدى القيادة السياسية والعسكرية .
§ نحن نقوم بكل ما تتطلبه تلك المواجهة على الجبهتين العسكرية والمدنية وستظل هذه الإجراءات والاستعدادات تتخذ بوتيرة عالية الى أن نحين الساعة المناسبة .
§ خيار العمل على اضطراب الساحة اللبنانية والإبقاء على الخلافات بين المكونات السياسية والطائفية والمذهبية فى لبنان . هنا سوف يتحدث ديختر عن أن لإسرائيل تجربة طويلة فى التعامل مع هذه الساحة بمختلف الخيارات . من أهم عناوين هذه التجربة :
§ جهود ناجحة فى مختلف المستويات السياسية والأمنية والاستخباراتيه لخلق بيئة معادية للمنظمات الفلسطينية توجت فى اندلاع الحرب الأهلية عام 1975 . أورد ديخترمعلومات عن الدور الإسرائيلى بتنسيق سياسى وأمنى مع قوى لبنانية عبر تزويدها بالسلاح بموافقة رئيس الوزراء آنذاك اسحق رابين ووزير الدفاع شيمون بيرتس وضخ الأموال الى تلك العناصر , وإقامة بنية استخباراتيه فى معظم المناطق اللبنانية .
§ يستطرد ديختر قائلا : ( ثمة من لا يعرف أن المجهودات الإسرائيلية الأمنية والإستخباراتيه فى داخل لبنان والسياسية فى المحافل الدولية والأمريكية والفرنسية هى التى أجبرت السوريين على الإنسحاب من لبنان مكرهين لأنها ولدت بيئة لبنانية عدائية منافية للوجود السورى وللعلاقة مع سوريا لن تتوقف تداعياتها السلبية عند فترة زمنية محدودة ).
§ و جهود إسرائيلية سبقت وأعقبت الحرب الثانية على لبنان 2006 لخلق بيئة معادية ومحاصرة ومستنزفة لقوة حزب الله السياسية والعسكرية والنفسية .
§ هنا راح ديختر يؤكد أن الحرب ضد حزب الله لم تتوقف بمجرد الإعلان عن وقف إطلاق النار بل استمرت ولكن من خلال خيارات ووسائل وأساليب أخرى . إسرائيل ـ كما يقول ـ كان عليها أن تستعيد حركتها وأن تعيد لنفسها زمام المبادرة . ديختر أمسك عن الخوض فى التفاصيل مبررا ذلك أن المجهودات الإسرائيلية الحالية فى لبنان هى إمتداد للمجهودات السابقة ولكى تحقق هذه المجهودات النتائج المرجوة علينا أن نبقى على تفاصيل ما قمنا به ضمن الأسرار العليا للدولة طالما أن المواجهة على هذه الساحة لم تحسم .
§ ومما قاله ( لابد أن أشير الى أنى أتحمل المسئولية الكبرى فى الحفاظ على الأسرار الإسرائيلية وقد سبق لى أن حذرت وسائل الإعلام بل كشفت الوزراء وأعضاء الكنيست الذين يسربون معلومات واعتبرتهم بأنهم لا يقلون خطرا عن الإرهابيين والمخربين لأن كشف هذه الأسرار يخدم أعداء إسرائيل )
§ لابد أن نذكر أن ديختر ورغم حرصه على كتمان أسرار الدولة ـ كما يدعى ـ تسربت من بين كلمات ومضمون المحاضرة أمور لا تخفى عن العين الراصدة والعقل المستوعب لكل واردة وشاردة .
§ من هذه الأمور أن إسرائيل تعمل وبالتعاون مع الولايات المتحدة على تعظيم قدرة البيئة المعادية لحزب الله وسوريا , وإيران فى لبنان لتكون قادرة على شن حروب استنزاف صغيرة تتسع وتتصاعد الى مستوى إرباكيه وخلخلاته على الساحة اللبنانية لأن هذا خيار من الخيارات المهمة والوسائل الفعالة التى نمارسها ضمن حركتنا فى الساحة اللبنانية .
§ نحن والولايات المتحدة نقيم تشكيلات ومعسكرات من فرق مختلفة يجمعها هدف واحد معنا ومع الولايات المتحدة , وهو التخلص من خطر حزب الله .
§ وفى هذا الخصوص أذكر أمرا مهما وهو أن حركتنا فى الجوانب الخلفية فى الحرب السرية كخيار وكوسيلة من وسائل الحرب ضد حزب الله تسير بتسارع وتيرة الخيارات الأخرى .
ثم فى ختام حديثه عن خيارات إسرائيل فى الساحة اللبنانية أشار إلى :
§ القوة العسكرية ستبقى الخيار الأكثر استخداما إذا كانت الخيارات الأخرى عاجزة عن تحقيق الهدف الإسرائيلى . لم يحاول ديختر أن يحدد سقفا زمنيا للإلتجاء الى هذا الخيار لعلاقة هذا الأمر بالأسرار الأمنية والعسكرية .
§ إن إسرائيل تجرب خيارات أخرى بالعمل مع الولايات المتحدة يدا بيد لإختراق الساحة اللبنانية وزرع الإختلالات فيها مما يعمق النزاعات السياسية والمذهبية والطائفية وقطع الطريق أمام تحقيق توافق فعلى .
§ لقد تحدث ديختر عن وجود معسكرين تتطلب عودتهما وتعظيم قوتهما فى لبنان استعدادا للدخول فى مواجهة حاسمة إضافة الى مجهودات استخبارية إسرائيلية تعمد عدم الحديث عنها والبوح بالأسرار .
* * * * * *
القاهرة فى 21 مايو 2009
التسميات: نحن وإسرائيل
مقالات عبد الحليم قنديل الثلاث الممنوعة :
ممدوح إسماعيل .. «جناية» نظام
http://harakamasria.org/node/10522
خطـاب مفتوح للجيش
http://harakamasria.org/node/10501
الذين جلبوا العـار لمصـر
http://harakamasria.org/node/10454
التسميات: دفتر أحوال الوطن
إسرائيل "تصفح" عن فاروق حسنى .. ماهو الثمن ؟
0 التعليقات مرسلة بواسطة أسماء - فلسطين للأبد في 12:55 مالتسميات: نحن وإسرائيل
مفتى مصر الأسبق : مساندة المقاومة فرض عين على المسلمين
0 التعليقات مرسلة بواسطة أسماء - فلسطين للأبد في 10:32 ممركز البيان للإعلام
وفي ذات السياق إنتقد مفتي مصر الأسبق المناهج التعليمية في المدارس والجامعات والتي أسفرت عن تغييب قضية القدس عن أذهان الأجيال الجديدة، وتساءل عن المغزى من تقليص تدريس ما له علاقة بفلسطين والقضية في مناهج التعليم المختلفة مما كرس في نهاية الأمر حالة من فقدان الذاكرة والهوية بالنسبة للأجيال الجديدة فلم يعد الكثير من الشباب يعلم الكثير عن القضية.
التسميات: وطنى غزة
مفتى مصر الأسبق : مساندة المقاومة فرض عين على المسلمين
0 التعليقات مرسلة بواسطة أسماء - فلسطين للأبد في 10:32 ممركز البيان للإعلام
وفي ذات السياق إنتقد مفتي مصر الأسبق المناهج التعليمية في المدارس والجامعات والتي أسفرت عن تغييب قضية القدس عن أذهان الأجيال الجديدة، وتساءل عن المغزى من تقليص تدريس ما له علاقة بفلسطين والقضية في مناهج التعليم المختلفة مما كرس في نهاية الأمر حالة من فقدان الذاكرة والهوية بالنسبة للأجيال الجديدة فلم يعد الكثير من الشباب يعلم الكثير عن القضية.
التسميات: وطنى غزة
شيرين فريد
وصل مستوى الانحدار في السياسة الأوروبية ,أن يتسابق رجال السياسة والحكم فيها إلى تقليد الجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط ,الأوسمة ومنحه الجنسية ,وهو القاتل الذي كان يقف خلف دبابته إلى أطراف مخيم اللاجئين في رفح , يقصف الأبرياء من الأطفال ويحاصرهم فيمنع دخول الدواء والحليب إليهم ,وعندما يقع في الأسر خلال عملية عسكرية وفى موقع عسكري , تجد من يدافع عن قضيته من أرباب السلطة السياسية والدينية في أوروبا , لماذا لا يسألون من أين أسر شاليط ؟!هل خطف من قلب مسكنه أو من بين أهله , كما يفعل الاحتلال الصهيوني ,خلال خطف آلاف الأسرى الفلسطينيين ,ولماذا لا ينظر هؤلاء الساسة إلى السبب من وراء أسر شاليط؟! ,وهل هو وحده من يقع في الأسر داخل فلسطين؟ , وماذا عن الطفل يوسف الزق أصغر أسير فلسطيني ,والذي لم يتجاوز عمره العامين, فهل تحرك صرخات مئات النساء في الأسر الصهيوني ؟! وهل تلاقي آلام آلاف الأسرى المرضى في القيد الصهيوني ,من يهب لنجدتهم من المدافعين عن حقوق الإنسان في أوربا , أم أن لون دمائهم و بشرتهم ,لا تؤهلهم لأن يقف المجتمع المتحضر معهم في محنتهم .
إن قيام رئيس بلدية روما 'جياني المانو' بمنح الجندي الصهيوني ,القاتل جلعاد شاليط الجنسية الايطالية ,تقديراً من روما وإيطاليا لبطولته ومعاناته ,كما صرح بذلك حين مقابلته لوالد شاليط ,يعتبر قمة الوقاحة والعدوان بحق الشعب الفلسطيني ,وهل قتل الأطفال والاعتداء على المواطنين ,بقصف منازلهم بطولة يا حكومة ايطاليا ؟! أم هو العداء للمسلمين وتكريم كل من يشارك في قتلهم وإبادتهم ,وقديماً ارتكبت جيوش إيطاليا ,المجازر بحق الشعب الليبي المسلم ,وهي ترى بأفعال الجيش الصهيوني وشاليط ,استكمال لمجازرها القديمة بحق المسلمين, فالكفر ملة واحدة ,ولقد سبق لرئيس بلدية باريس ,وعضو البرلمان الفرنسي "كلود جاسكوين" ,منح الجندي جلعاد شاليط مواطَنةَ شرف بلدية باريس الفخرية ، وهو وسام فخري رفيع في فرنسا ,حتى أصبح تكريم القتلة عرفاً متداولاً فى أوروبا التي تدعي دفاعها عن الحريات .
التسميات: إسرائيل والعالم
محمد سيف الدولة
بعد مصر والسودان نتناول اليوم ما ورد عن العراق فى محاضرة وزير الامن الداخلى الصهيونى " آفى ديختر " ، التى القاها يوم 4 سبتمبر 2008 ، فى معهد ابحاث الامن القومى الاسرائيلى . والتى كان اهم ما جاء فيها :
§ ان تحييد العراق عن طريق تكريس أوضاعه الحالية ليس أقل أهمية وحيوية عن تكريس وإدامة تحييد مصر
§ وان كان تحييد مصر قد تحقق بوسائل دبلوماسية لكن تحييد العراق يتطلب استخدام كل الوسائل المتاحة وغير المتاحة حتى يكون التحييد شاملا كاملا .
§ و ان المعادلة الحاكمة لاسرائيل فى البيئة العراقية تنطلق من مزيد من تقويض حزمة القدرات العربية فى دولها الرئيسية من أجل تحقيق المزيد من الأمن القومى لإسرائيل .
§ العراق الذي ظل فى منظورنا الاستراتيجى التحدى الاستراتيجى الأخطر بعد أن تحول الى قوة عسكرية هائلة , فجأة تلاشى كدولة وكقوة عسكرية بل وكبلد واحد متحد , العراق يقسم جغرافيا وانقسم سكانيا وشهد حربا أهلية شرسة ومدمرة أودت بحياة بضع مئات الألوف
§ وان تحليلنا النهائى و خيارانا الاستراتيجى هو أن العراق يجب أن يبقى مجزأ ومنقسما ومعزولا داخليا بعيدا عن البيئة الإقليمية .
§ و ليس بوسع أحد أن ينكر أننا حققنا الكثير من الأهداف فى العراق أكثر مما خططنا وأعددنا له .
§ فنحن لم نكن بعيدين عن التطورات هناك منذ عام 2003
§ و ما زال هدفنا الإستراتيجى هو عدم السماح لهذا البلد أن يعود الى ممارسة دور عربى واقليمى ، لأننا سنكون أول المتضررين .
§ و نحن نستخدم فى ذلك كل الوسائل غير المرئية على الصعيد السياسى والأمني لتحقيق اهدافنا
§ و ذروة اهداف اسرائيل هو دعم الاكراد بالسلاح والتدريب والشراكة الامنية من اجل تاسيس دولة كردية مستقلة فى شمال العراق تسيطر على نفط كركوك وكردستان
§ ولقد كان من المستحيل ان تنجح اسرائيل فى تحقيق ما حققته الولايات المتحدة فى العراق الا باستخدام عناصر القوة لديها بما فيها السلاح النووى
§ و ان استمرار وجود الولايات المتحدة فى العراق لعقد او عقدين سيكون ضمانة لاسرائيل ضد عودة العراق لمواجهة اسرائيل
§ و ان الاتفاقية الامنية الامريكية العراقية ستتضمن بنودا تضمن تحييد العراق فى اى حرب مع سوريا او لبنان او ايران كما تضمن عدم السماح للعراق بالالتزام باى مواثيق تعادى اسرائيل مثا معاهدة الدفاع العربى المشترك .
* * * * *
وقبل ان نعرض نص المحاضرة ، نراجع معا ما جاء فى وثيقة صهيونية اخرى حول العراق ، نشرتها مجلة كيفونيم لسان حال المنظمة الصهيونية العالمية عام 1982تحت عنوان " استراتيجية اسرائيل فى الثمانينات " ، ونشرناها نحن بعنوان : "الوثيقة الصهيونية لتفتيت الامة العربية "، حيث جاء فيها ما يلى :
§ ان العراق لاتختلف كثيرا عن جارتها ولكن الأغلبية فيها من الشيعة والاقلية من السنة ، ان 65% من السكان ليس لهم أى تأثير على الدولة التى تشكل الفئة الحاكمة فيها 20% الى جانب الأقلية الكردية الكبيرة فى الشمال
§ ولولا القوة العسكرية للنظام الحاكم وأموال البترول ، لما كان بالامكان ان يختلف مستقبل العراق عن ماضى لبنان وحاضر سوريا .
§ ان بشائر الفرقة والحرب الأهلية تلوح فيها اليوم ، خاصة بعد تولى الخمينى الحكم ، والذى يعتبر فى نظر الشيعة العراقيين زعيمهم الحقيقى وليس صدام حسين .
§ ان العراق الغنية بالبترول والتى تكثر فيها الفرقة والعداء الداخلى هى المرشح التالى لتحقيق أهداف اسرائيل .
§ ان تفتيت العراق هو أهم بكثير من تفتيت سوريا وذلك لأن العراق أقوى من سوريا
§ ان فى قوة العراق خطورة على اسرائيل فى المدى القريب أكبر من الخطورة النابعة من قوة أية دولة أخرى .
§ وسوف يصبح بالامكان تقسيم العراق الى مقاطعات اقليمية طائفية كما حدث فى سوريا فى العصر العثمانى
§ وبذلك يمكن اقامة ثلاث دويلات ( أو أكثر ) حول المدن العراقية
§ دولة فى البصرة ، ودولة فى بغداد ، ودولة فى الموصل ، بينما تنفصل المناطق الشيعية فى الجنوب عن الشمال السنى الكردى فى معظمه .
* * * * *
نص المحاضرة
ليس بوسع أحد أن ينكر أننا حققنا الكثير من الأهداف على هذه الساحة بل وأكثر مما خططنا له وأعددنا فى هذا الخصوص . يجب استحضار ما كنا نريد أن نفعله وننجزه فى العراق منذ بداية تدخلنا فى الوضع العراقى منذ بداية عقد السبعينات من القرن العشرين , جل وذروة هذه الأهداف هو دعم الأكراد لكونهم جماعة أثنية مضطهدة من حقها أن تقرر مصيرها بالتمتع بالحرية شأنها شأن أى شعب .
فى البداية كان المخططون فى الدولة وعلى رأسهم " أورى ليبرانى " المستشار الأسبق لرئيس الوزراء ثم سفيرنا فى تركيا وأثيوبيا وإيران قد حدد إطار وفحوى الدعم الإسرائيلى الأكراد . هذا الدعم كان فى البداية متواضعا , دعم سياسى و إثارة قضية الأكراد وطرحها فوق المنابر . لم يكن بوسع الأكراد أن يتولوها فى الولايات المتحدة وفى أوروبا وحتى داخل بعض دول أوروبا . كان دعم مادى أيضا ولكنه محدود .
التحول الهام بدأ عام 1972 . هذا الدعم اتخذ أبعادا أخرى أمنية , مد الأكراد بالسلاح عبر تركيا وإيران واستقبال مجموعات كردية لتلقى التدريب فى إسرائيل بل وفى تركيا وإيران .
هكذا أصبح هذا الدعم المحرك لتطور مستوى العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل والأكراد , وكان من المنتظر أن تكون له نتائج مهمة لولا أن ايران الشاه والعراق توصلا الى صفقة فى الجزائر عام 1975 , هذه الصفقة وجهت ضربة قوية الى الطموح الكردى . لكن وفق شهادات قيادات إسرائيلية ظلت على علاقة بزعيم الأكراد مصطفى البرزانى . الأكراد لم يتملكهم اليأس , على العكس ظلوا أكثر إصرارا على الإستمرار فى صراعهم ضد السلطة فى بغداد .
بعد إنهيار المقاومة الكردية كنتيجة للاتفاق مع إيران توزعت قياداتهم على تركيا وسوريا وإسرائيل . إسرائيل وانطلاقا من إلتزام أدبى وأخلاقى كان من واجبها أن تظل الى جانب الأكراد وتأخذ بأيديهم الى أن يبلغوا الهدف القومى الذي حددوه , تحقيق الحكم الذاتى فى المرحلة الأولى ومرحلة الإستقلال الناجز بعد ذلك .
لن أطيل فى حديثى عن الماضى , يجب أن ينصب حديثى على أن ما تحقق فى العراق فاق ما كان عقلنا الاستراتيجى يتخيله .
الآن فى العراق دولة كردية فعلا , هذه الدولة تتمتع بكل مقومات الدولة أرض شعب دولة وسلطة وجيش واقتصاد ريعى نفطى واعد , هذه الدولة تتطلع الى أن تكون حدودها ليست داخل منطقة كردستان , بل ضم شمال العراق بأكمله , مدينة كركوك فى المرحلة الأولى ثم الموصل وربما الى محافظة صلاح الدين الى جانب جلولاء وخانقين .
الأكراد حسب ما لمسناه خلال لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين لايدعون مناسبة دون أن يشيدوا بنا وذكروا دعمنا ويمثنوا مواقفنا والإنتصار الذي حققوه فى العراق فاق قدرتهم على استيعابه .
وبالنسبة لنا لم تكن أهدافنا تتجاوز دعم المشروع القومى الكردى لينتج كيان كردى أو دولة كردية . لم يدر بخلدنا لحظة أن تتحقق دفعة واحدة مجموعة أهداف نتيجة للحرب التى شنتها الولايات المتحدة وأسفرت عن احتلاله . العراق الذي ظل فى منظورنا الاستراتيجى التحدى الاستراتيجى الأخطر بعد أن تحول الى قوة عسكرية هائلة , فجأة العراق يتلاشى كدولة وكقوة عسكرية بل وكبلد واحد متحد , العراق يقسم جغرافيا وانقسم سكانيا وشهد حربا أهلية شرسة ومدمرة أودت بحياة بضع مئات الألوف .
إذا رصدنا الأوضاع فى العراق منذ عام 2003 فإننا سنجد أنفسنا أمام أكثر من مشهد :
1. العراق منقسم على أرض الواقع الى ثلاثة كيانات أو أقاليم رغم وجود حكومة مركزية .
2. العراق ما زال عرضة لإندلاع جولات جديدة من الحروب والإقتتال الداخلى بين الشيعة والسنة وبين العرب والأكراد .
3. العراق بأوضاعه الأمنية والسياسية والاقتصادية لن يسترد وضعه ما قبل 2003 .
نحن لم نكن بعيدين عن التطورات فوق هذه المساحة منذ عام 2003 , هدفنا الإستراتيجى مازال عدم السماح لهذا البلد أن يعود الى ممارسة دور عربى وإقليمى لأننا نحن أول المتضررين . سيظل صراعنا على هذه الساحة فاعلا طالما بقيت القوات الأمريكية التى توفر لنا مظلة وفرصة لكى تحبط أية سياقات لعودة العراق الى سابق قوته ووحدته . نحن نستخدم كل الوسائل غير المرئية على الصعيد السياسى والأمني . نريد أن نخلق ضمانات وكوابح ليس فى شمال العراق بل فى العاصمة بغداد . نحن نحاول أن ننسج علاقات مع بعض النخب السياسية والإقتصادية حتى تبقى بالنسبة لنا ضمانة لبقاء العراق خارج دائرة الدول العربية التى هى حالة حرب مع اسرائيل , العراق حتى عام 2003 كان فى حالة حرب مع إسرائيل . وكان يعتبر الحرب مع إسرائيل من أوجب واجباته . إسرائيل كانت تواجه تحدى استراتيجى حقيقى فى العراق , رغم حربه مع ايران لمدة ثمانية أعوام واصل العراق تطوير وتعزيز قدراته التقليدية والإستراتيجية بما فيها سعيه لحيازة سلاح نووى .
هذا الوضع لايجب أن يتكرر نحن نتفاوض مع الأمريكان من أجل ذلك , من أجل قطع الطريق أمام عودة العراق ليكون دولة مواجهة مع اسرائيل.
الإدارة الأمريكية حريصة على ضمان مصالحنا وعلى توفير هذه الضمانات عبر وسائل مختلفة .
1. بقاء القوات الأمريكية فى العراق لفترة لا تقل عن عقد الى عقدين حتى فى حالة فوز باراك أوباما الذي يحبذ سحب القوات الأمريكية حتى نهاية عام 2009.
2. الحرص على أن تشمل الاتفاقية الأمنية بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية أكثر من بند يضمن تحييد العراق فى النزاع مع إسرائيل وعدم السماح له بالإنضمام الى أية تحالفات أو منظومات أو الإلتزام بمواثيق تتأسس على العداء ضد إسرائيل كمعاهدة الدفاع العربى المشترك أو الإشتراك فى أى عمل عدائى ضد إسرائيل إذا ما نشبت حرب فى المنطقة مع سوريا أو لبنان أو إيران .
الى جانب هذه الضمانات هناك أيضا جهود وخطوات نتخذها نحن بشكل منفرد لتأمين ضمانات قوية لقطع الطريق على عودة العراق الى موقع الخصم . استمرار الوضع الحالى فى العراق ودعم الأكراد فى شمال العراق ككيان سياسى قائم بذاته , يعطى ضمانات قوية ومهمة للأمن القومى الإسرائيلى على المدى المنظور على الأقل .
نحن نعمل على تطوير شراكة أمنية واستراتيجية مع القيادة الكردية رغم أن ذلك قد يثير غضب تركيا الدولة الصديقة . نحن لم ندخر جهدا فى سبيل إقناع الزعامة التركية وعلى الأخص رجب أردوغان وعبد الله جول بل والقادة العسكريين أن دعمنا للأكراد فى العراق لا يمس وضع الأكراد فى تركيا .
أوضحنا هذا أيضا للقيادة الكردية وحذرناها من مغبة الإحتكاك بتركيا أو دعم أكراد تركيا بأى شكل من اشكال الدعم , أكدنا لهم أن الشراكة مع إسرائيل يجب أن لا تضر بالعلاقة مع تركيا وأن ميدان هذه الشراكة هو العراق فى الوقت الحالى , وقد يتسع المستقبل لكن شريطة أن يتجه هذا الأتساع نحو سوريا وإيران .
مواجهة التحديات الاستراتيجية فى البيئة الإقليمية يحتم علينا أن لا نغمض العين عن تطورات الساحة العراقية وملاحقتها , لا بالوقوف متفرجين بل فى المساهمة بدور كى لا تكون تفاعلاتها ضارة ومفاقمة للتحديات .
تحييد العراق عن طريق تكريس أوضاعه الحالية ليس أقل أهمية وحيوية عن تكريس وإدامة تحييد مصر , تحييد مصر تحقق بوسائل دبلوماسية لكن تحيي العراق يتطلب استخدام كل الوسائل المتاحة وغير المتاحة حتى يكون التحييد شاملا كاملا .
لا يمكن الحديث عن استخدام خيار القوة لأن هذا الشرط غير قائم بالنسبة للعراق . ولأن هذا الخيار مارسته القوة الأعظم فى العالم, الولايات المتحدة , وحققت نتائج تفوق كل تصور , كان من المستحيل على اسرائيل أن تحققه إلا بوسيلة واحدة وهى استخدام عناصر القوة بحوزتها بما فيها السلاح النووى .
تحليلنا النهائى أن العراق يجب أن يبقى مجزأ ومنقسما ومعزولا داخليا بعيدا عن البيئة الإقليمية , هذا هو خيارانا الاستراتيجى . ومن أجل تحقيقه سنواظب على استخدام الخيارات التى تكرس هذا الوضع , دولة كردية فى العراق تهيمن على مصادر إنتاج انتاج النفط فى كركوك وكردستان .
هناك إلتزام من القيادة الكردية بإعادة تشغيل خط النفط من كركوك الى خط IBC سابقا عبر الأردن وقد جرت مفاوضات أولية مع الأردن وتم التوصل الى اتفاق مع القيادة الكردية , وإذا ما تراجع الأردن فهناك البديل التركى أى مد خط كركوك ومناطق الإنتاج الأخرى فى كردستان تتم الى تركيا واسرائيل , أجرينا دراسات لمخطط أنابيب للمياه والنفط مع تركيا ومن تركيا الى إسرائيل .
المعادلة الحاكمة فى حركتنا الاستراتيجية فى البيئة العراقية تنطلق من مزيد من تقويض حزمة القدرات العربية فى دولها الرئيسية من أجل تحقيق المزيد من الأمن القومى لإسرائيل .
* * * * *
القاهرة فى 14 مايو 2009
التسميات: نحن وإسرائيل
محمد سيف الدولة
تناولنا الاسبوع الماضى الجزء الخاص بمصر فى محاضرة آفى ديختر وزير الامن الصهيونى ، التى القاها فى 4 سبتمبر الماضى 2008 فى معهد ابحاث الامن القومى الاسرائيلى .
واليوم نتناول الجزء الخاص بالسودان ، وفيما يلى اهم ما جاء به :
§ ان اضعاف الدول العربية الرئيسية بشكل عام ، واستنزاف طاقاتها وقدرتها هو واجب وضرورة من اجل تعظيم قوة اسرائيل واعلاء منعتها فى مواجهة الاعداء ، وهو ما يحتم عليها استخدام الحديد والنار تارة والدبلوماسية ووسائل الحرب الخفية تارة اخرى
§ والسودان بموارده ومساحته الشاسعة ، كان من الممكن ان يصبح دولة اقليمية قوية منافسة لدول مثل مصر والعراق والسعودية .
§ كما انه يشكل عمقا استراتيجيا لمصر ، وهو ما تجسد بعد حرب 1967 عندما تحول الى قواعد تدريب وايواء لسلاح الجو المصرى وللقوات الليبية ، كما انه ارسل قوات مساندة لمصر فى حرب الاستنزاف عام 1968.
§ وعليه فانه لا يجب ان يسمح لهذا البلد ان يصبح قوة مضافة الى قوة العالم العربى
§ ولابد من العمل على اضعافه وانتزاع المبادرة منه لبناء دولة قوية موحدة
§ فسودان ضعيف ومجزأ وهش افضل من سودان قوى وموحد وفاعل
§ وهو ما يمثل من المنظور الاستراتيجى ضرورة من ضرورات الامن القومى الاسرائيلى
§ ولقد تبنى كل الزعماء الصاينة من بن جوريون وليفى اشكول وجولدا مائير واسحاق رابين ومناحم بيجين وشامير وشارون واولمرت خطا استراتيجيا واحدا فى التعامل مع السودان هو : العمل على تفجير ازمات مزمنة ومستعصية فى الجنوب ثم دارفور
§ وانه حان الوقت للتدخل فى غرب السودان وبنفس الآلية والوسائل لتكرار ما فعلته اسرائيل فى جنوب السودان
§ وان النشاط الصهيونى فى دارفور لم يعد قاصرا على الجانب الرسمى ، بل يسانده فى ذلك ، كل المجتمع الاسرائيلى بمنظماته وقواه وحركاته وامتدادته فى الخارج .
§ وان الدور الامريكى فى دارفور يسهم بشكل فعال فى تفعيل الدور الاسرائيلى
§ وامريكا مصرة على التدخل المكثف فى السودان لصالح انفصال الجنوب وانفصال دارفور على غرار ما حدث فى كوسوفو .
§ وان اسرائيل نجحت بالفعل فى تغيير مجرى الاوضاع فى السودان ، فى اتجاه التأزم والتدهور والانقسام ، وهو ما سينتهى عاجلا ام آجلا الى تقسيمه الى عدة كيانات ودول مثل يوغوسلافيا .
§ وبذلك لم يعد السودان دولة اقليمية كبرى قادرة على دعم الدول العربية المواجهة لاسرائيل .
* * *
وقبل ان نعرض نص المحاضرة ، نراجع معا ما جاء فى وثيقة صهيونية اخرى حول نفس الموضوع ، نشرتها مجلة كيفونيم لسان حال المنظمة الصهيونية العالمية عام 1982تحت عنوان " استراتيجية اسرائيل فى الثمانينات " ، ونشرناها نحن بعنوان : "الوثيقة الصهيونية لتفتيت الامة العربية "، حيث جاء فيها ما يلى :
§ ان مصر المفككة والمقسمة الى عناصر سيادية متعددة ، على عكس ماهى عليه الآن ، سوف لاتشكل أى تهديد لاسرائيل بل ستكون ضمانا للزمن والسلام لفترة طويلة ، وهذا الامر هو اليوم فى متناول ايدينا .
§ ان دول مثل ليبيا والسودان والدول الابعد منها سوف لايكون لها وجود بصورتها الحالية ، بل ستنضم الى حالة التفكك والسقوط التى ستتعرض لها مصر . فاذا ما تفككت مصر فستتفكك سائر الدول الاخر ، ان فكرة انشاء دولة قبطية مسيحية فى مصر العليا الى جانب عدد من الدويلات الضعيفة التى تتمتع بالسيادة الاقليمية فى مصر ـ بعكس السلطة والسيادة المركزية الموجودة اليوم ـ هى وسيلتنا لاحداث هذا التطور التاريخى . ان تفتيت لبنان الى خمس مقاطعات اقليمية يجب أن يكون سابقة لكل العالم العربى بما فى ذلك مصر وسوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية .
§ و السودان أكثر دول العالم العربى الاسلامى تفككا فانها تتكون من أربع مجموعات سكانية كل منها غريبة عن الأخرى ، فمن أقلية عربية مسلمة سنية تسيطر على أغلبية غير عربية افريقية الى وثنيين الى مسيحيين .
* * *
والآن فلنقرأ معا نص المحاضرة
يتساءل البعض فى اسرائيل : لماذا نهتم بالسودان ونعطيه هذا القدر من الأهمية ؟ ولماذا التدخل فى شئونه الداخلية فى الجنوب سابقا وفى الغرب دارفور حاليا طالما أن السودان لا يجاورنا جغرافيا ، وطالما أن مشاركته فى إسرائيل معدومة أو هامشية وارتباطه بقضية فلسطين حتى نهاية الثمانينات ارتباطا واهيا وهشا ؟
وحتى لا نطيل فى الإجابة يتعين أن نسجل هنا عدة نقاط محورية تكفى لتقديم إجابات على هذه التساؤلات التى تطرح من قبل ساسة وإعلاميين سواء فى وسائل الإعلام وأحيانا فى الكنيست :
1. إسرائيل حين بلورت محددات سياستها واستراتيجيتها حيال العالم العربى انطلقت من عملية استجلاء واستشراف للمستقبل وأبعاده وتقييمات تتجاوز المدى الحالى أو المنظور .
2. السودان بموارده ومساحته الشاسعة وعدد سكانه كان من الممكن أن يصبح دولة إقليمية قوية منافسة لدول عربية رئيسة مثل مصر والعراق والسعودية . لكن السودان ونتيجة لأزمات داخلية بنيويه , صراعات وحروب أهلية فى الجنوب استغرقت ثلاثة عقود ثم الصراع الحالى فى دارفور ناهيك عن الصراعات حتى داخل المركز الخرطوم تحولت الى أزمات مزمنة . هذه الأزمات فوتت الفرصة على تحوله الى قوة إقليمية مؤثرة تؤثر فى البنية الأفريقية والعربية.
كانت هناك تقديرات إسرائيلية حتى مع بداية استقلال السودان فى منتصف عقد الخمسينات أنه لا يجب أن يسمح لهذا البلد رغم بعده عنا أن يصبح قوة مضافة الى قوة العالم العربى لأن موارده إن استمرت فى ظل أوضاع مستقرة ستجعل منه قوة يحسب لها ألف حساب . وفى ضوء هذه التقديرات كان على إسرائيل أو الجهات ذات العلاقة أو الاختصاص أن تتجه الى هذه الساحة وتعمل على مفاقمة الأزمات وإنتاج أزمات جديدة حتى يكون حاصل هذه الأزمات معضلة يصعب معالجتها فيما بعد .
3. كون السودان يشكل عمق استراتيجى لمصر , هذا المعطى تجسد بعد حرب الأيام الستة 1967 عندما تحول السودان الى قواعد تدريب وإيواء لسلاح الجو المصرى وللقوات البرية هو وليبيا . ويتعين أيضا أن نذكر بأن السودان أرسل قوات الى منطقة القناة أثناء حرب الإستنزاف التى شنتها مصر منذ عام 1968 ـ 1970 .
كان لابد أن نعمل على إضعاف السودان وانتزاع المبادرة منه لبناء دولة قوية موحدة رغم أنها تعد بالتعددية الأثتية والطائفية ـ لان هذا من المنظور الاستراتيجى الإسرائيلى ضرورة من ضرورات دعم وتعظيم الأمن القومى الإسرائيلى .
وقد عبرت عن هذا المنظور رئيسة الوزراء الراحلة ( جولدا مائير ) عندما كانت تتولى وزارة الخارجية وكذلك ملف إفريقيا فى عام 1967 عندما قالت : " إن إضعاف الدول العربية الرئيسية واستنزاف طاقاتها وقدراتها واجب وضرورة من أجل تعظيم قوتنا وإعلاء عناصر المنعة لدينا فى إطار المواجهة مع أعداءنا . وهذا يحتم علينا استخدام الحديد والنار تارة والدبلوماسية ووسائل الحرب الخفية تارة أخرى " .
وكشفت عن أن إسرائيل وعلى خلفية بعدها الجغرافى عن العراق والسودان مضطرة لاستخدام وسائل أخرى لتقويض أوضاعهما من الداخل لوجود الفجوات والتغيرات فى البنية الاجتماعية والسكانيه فيهما .
(وراح ديختر يورد المعطيات عن وقائع الدور الإسرائيلى فى إشعال الصراع فى جنوب السودان انطلاقا من مرتكزات قد أقيمت فى أثيوبيا وفى أوغندا وكينيا والزائير سابقا الكونغو الديموقراطية حاليا )
وقال ان جميع رؤساء الحكومات فى إسرائيل من بن جوريون وليفى أشكول وجولدا مائير واسحاق رابين ومناحم بيجين ثم شامير وشارون وأولمرت تبنوا الخط الاستراتيجى فى التعاطى مع السودان الذي يرتكز ( على تفجير بؤرة وأزمات مزمنة ومستعصية فى الجنوب وفى أعقاب ذلك فى دارفور ) .
هذا الخط الاستراتيجى كانت له نتائج ولاتزال أعاقت وأحبطت الجهود لإقامة دولة سودانية متجانسة قوية عسكريا واقتصاديا قادرة على تبوأ موقع صدارة فى البيئتين العربية والأفريقية .
فى البؤرة الجديدة فى دارفور تداخلنا فى إنتاجها وتصعيدها ، كان ذلك حتميا وضروريا حتى لا يجد السودان المناخ والوقت لتركز جهودها باتجاه تعظيم قدراته . ما أقدمنا عليه من جهود على مدى ثلاثة عقود يجب أن لا يتوقف لأن تلك الجهود هى بمثابة مداخلات ومقدمات التى أرست منطلقاتنا . الاستراتيجية التى تضع نصب اعينها أن سودان ضعيف ومجزأ وهش أفضل من سودان قوى وموحد وفاعل .
نحن بالإضافة الى ذلك نضع فى إعتبارنا وفى صميم اهتمامنا حق سكان الجنوب فى السودان فى تقرير المصير والإنعتاق من السيطرة . من واجبنا الأدبى والأخلاقى أن ندعم تطلعات وطموحات سكان الجنوب ودارفور. حركتنا فى دارفور لم تعد قاصرة على الجانب الرسمى وعلى نشاط أجهزة معينة . المجتمع الإسرائيلى بمنظماته المدنية وقواه وحركاته وامتداداتها فى الخارج تقوم بواجبها لصالح سكان دارفور .
الموقف الذي أعبر عنه بصفتى وزيرا إزاء ما يدور فى دارفور من فظائع وعمليات إبادة ومذابح جماعية هو موقف شخصى وشعبى ورسمى .
من هنا نحن متواجدين فى دارفور لوقف الفظائع وفى ذات الوقت لتأكيد خطنا الإستراتيجى من أن دارفور كجنوب السودان من حقه أن يتمتع بالاستقلال وإدارة شؤونه بنفسه ووضع حد لنظام السيطرة المفروض عنوة من قبل حكومة الخرطوم .
لحسن الطالع أن العالم يتفق معنا من أنه لابد من التدخل فى دارفور سياسيا واجتماعيا وعسكريا . الدور الأمريكى فى دارفور دور مؤثر وفعال ومن الطبيعى أن يسهم أيضا فى تفعيل الدور الإسرائيلى ويسانده كنا سنواجه مصاعب فى الوصول الى دارفور لنمارس دورنا المتعدد الأوجه بمفردنا وبمنأى عن الدعم الأمريكى والأوروبى .
صانعوا القرار فى البلاد كانوا من أوائل المبادرين الى وضع خطة للتدخل الإسرائيلى فى دارفور 2003 والفضل يعود الى رئيس الوزراء السابق إرييل شارون . أثبتت النظرة الثاقبة لشارون والمستمدة من فهمه لمعطيات الوضع السودانى خصوصا والوضع فى غرب أفريقيا صوابيتها . هذه النظرة وجدت تعبيرا لها فى كلمة قاطعة ألقاها رئيس الوزراء السابق خلال اجتماع الحكومة فى عام 2003 ( حان الوقت للتدخل فى غرب السودان وبنفس الآلية والوسائل وبنفس أهداف تدخلنا فى جنوب السودان ).
لابد من التفكير مرة أخرى بأن قدر هام وكبير من أهدافنا فى السودان قد تحقق على الأقل فى الجنوب وهذه الأهداف تكتسب الآن فرص التحقيق فى غرب السودان فى دارفور .
وعندما سئل ديختر ما هى نظرته الى مستقبل السودان على خلفية أزماته المستعصية فى الجنوب وفى الغرب والإضطراب السياسى وعدم الاستقرار فى الشمال وفى مركز القرار الخرطوم ؟ . هذا السؤال طرحه نائب وزير الدفاع السابق جنرال الإحتياط إفرايم سنيه .
رد ديختر على هذا السؤال : ( هناك قوى دولية تتزعمها الولايات المتحدة مصرة على التدخل المكثف فى السودان لصالح خيارات تتعلق بضرورة أن يستقل جنوب السودان وكذلك إقليم دارفور على غرار استقلال إقليم كوسوفو . لا يختلف الوضع فى جنوب السودان وفى دارفور عن وضع كوسوفو . سكان هذين الإقليمين يريدون الإستقلال وحق تقرير المصير قاتلوا الحكومة المركزية من أجل ذلك .
وأريد أن أنهى تناولى للمحور السودانى فى هذه المحاضرة تأكيد أن استراتيجيتنا التى ترجمت على الأرض فى جنوب السودان سابقا وفى غربه حاليا استطاعت أن تغير مجرى الأوضاع فى السودان نحو التأزم والتدهور والإنقسام . أصبح يتعذر الآن الحديث عن تحول السودان الى دولة إقليمية كبرى وقوة داعمة للدول العربية التى نطلق عليها دول المواجهة مع اسرائيل . السودان فى ظل أوضاعه المتردية والصراعات المحتدمة فى جنوبه وغربه وحتى فى شرقه غير قادر على التأثير بعمق فى بيئته العربية والأفريقية لأنه متورط ومشتبك فى صراعات ستنتهى إن عاجلا أو آجلا بتقسيمه الى عدة كيانات ودول مثل يوغوسلافيا التى انقسمت الى عدة دول البوسنة والهرسك وكرواتيا وكوسوفو ومقدونيا وصربيا ويبقى السؤال عالقا متى ؟.
بالنسبة لجنوب السودان الدلائل كلها تؤكد أن جنوب السودان فى طريقه الى الإنفصال لأن هذا هو خياره الوحيد . هو بحاجة الى كسب الوقت لإقامة مرتكزات دولة الجنوب . وقد يتحقق ذلك قبل موعد إجراء الاستفتاء عام 2011 إلا إذا طرأت تغيرات داخلية واقليمية إما أن تسهم فى تسريع تحقق هذا الخيار أو فى تأخيره .
* * *
القاهرة فى 7 مايو 2009
التسميات: نحن وإسرائيل
البقاء لله .. وفاة محمد علاء مبارك حفيد السيد الرئيس
0 التعليقات مرسلة بواسطة أسماء - فلسطين للأبد في 7:50 م

أعلنت رئاسة الجمهورية صباح اليوم الثلاثاء وفاة محمد علاء مبارك الحفيد الاكبر للرئيس حسني مبارك مساء امس الاثنين. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية بيانا مقتضبا عن رئاسة الجمهورية نصه كالتالي:
"يحتسب الرئيس حسني مبارك عند الله حفيده محمد علاء حسني مبارك الذي وافته المنية مساء الاثنين إثر الأزمة الصحية التي تعرض لها خلال اليومين الماضيين، وسوف تشيع الجنازة الثلاثاء بعد صلاة العصر من مسجد "آل رشدان".
ولم يوضح البيان طبيعة الازمة الصحية التي ألمت بمحمد واستمرت يومين وتسببت في الوفاة.
وكان محمد (12 سنة) قد تعرض لأزمة صحية حادة منذ يومين تم نقله على إثرها إلى مستشفى بالقاهرة، ثم استكمل علاجه في باريس التي توفي بها.
وقال بيان لاحق صادر عن رئاسة الجمهورية ان العزاء في الفقيد سيقتصر على تشييع الجنازة بعد صلاة العصر من مسجد ال رشدان بمدينة نصر بالقاهرة.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
التسميات: دفتر أحوال الوطن