إبحث فى المدونة والروابط التابعة
بعلزبول .. ملك العالم السفلى

نتن ياهووووووووووووووووووووووووو
محمد سيف الدولة
منذ عام 1993 ، و هناك روايتان عن الاتفاقيات الفلسطينية الاسرائيلية المشهورة باسم اوسلو ، رواية فلسطينية ، و أخرى صهيوينة :
اما عن الرواية الفلسطينية و مع افتراض حسن النوايا ، فتقدمها لنا جماعة السلطة ، وتروج لها الانظمة العربية وخلاصتها :
§ ان التسوية مع اسرائيل هى الممكن الوحيد فى ظل موازين القوى الدولية الحالية ، خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتى ، وانفراد الولايات المتحدة بالعالم .
§ وان حلم تحرير كامل التراب الفلسطينى غير واقعى وغير ممكن .
§ وان الممكن الوحيد هو الحصول على دولة فلسطينية كاملة السيادة فى الضفة الغربية وغزة ، عاصمتها القدس الشرقية ، خالية من اى مستوطنات اسرائيلية ، مع التمسك بحق العودة لللاجئين الفلسطينين .
§ وان الطريق الوحيد لذلك هو التفاوض السلمى ، فالمواجهة العسكرية مع اسرائيل هى عملية انتحارية ، ولن تؤدى الى شىء .
§ ولكى تقبل اسرائيل قيام دولة فلسطينية ، فلابد من الاعتراف بشرعية وجودها ، والتنازل عن فلسطين 1948 ، ونبذ العنف والمقاومة ، وتوحيد الصف الفلسطينى تحت قيادة السلطة الفلسطينية ، فهى الطرف الوحيد الذى تعترف به اسرائيل والمجتمع الدولى وتقبل التعامل معه .
§ وان خروج حماس واخواتها عن شرعية السلطة وشرعية اوسلو ، يضعف من موقفها التفاوضى ويعيق تحقيق الحل النهائى .
§ وانه اذا توفرت هذه الشروط ، فانهم سيحصلون على دولة فلسطينية ان عاجلا ام آجلا
§ ولكن لابد اولا من ترتيب الوضع الامنى الفلسطينى بما يطمئن اسرائيل .
§ وان هذا اقصى ما يمكن ان يحققه الجيل الحالى ، وعلى من لا يقبله ، ان يعتبره حلا مرحليا ، ومقدمة للحل النهائى المتمثل فى تحرير كامل التراب الفلسطينى ، وهى مهمة الاجيال القادمة عندما تتغير موازين القوى الى الافضل .
* * *
اذن ، خلاصة الرواية الفلسطينية : ان اوسلو هى اتفاقيات تحرير هدفها الرئيسى هو اقامة دولة فلسطينية مستقلة فى الضفة الغربية وغزة ، مع بعض الاستحقاقات الامنية لطمأنة اسرائيل .
* * * * *
اما عن الرواية الصهيوينة ، فلقد قدمها بجلاء نتنياهو فى خطابه الاخير فى وخلاصتها :
§ ان فلسطين هى ارض اسرائيل التاريخية منذ 3500 عاما ، بالاضافة الى يهودا والسامرة !
§ يختص بها الشعب اليهودى وحده
§ و لذلك ان دولة اسرائيل هى بالضرورة دولة يهودية
§ وان الرفض العربى والفلسطينى للاعتراف باسرائيل هو اصل المشكلة
§ وان على كل الفلسطينيين ان يعترفوا باسرائيل ، وبحقها فى ارضها التاريخية
§ وان ينزعوا سلاحهم فورا ، نزعا كاملا و نهائيا ودائما .
§ وان هذه هى المهمة الرئيسية وربما الوحيدة للسلطة الفلسطينية ، مهمة تصفية الارهاب ( المقاومة ) ونزع السلاح الفلسطينى ، ودفع كل الفلسطينيين الى الاعتراف الفعلى باسرائيل . والكف عن الحديث على فلسطين 1948 .
§ بعد ذلك فقط وليس قبله ، يمكن الحديث عن دولة فلسطينية ما ، منزوعة السلاح ، منزوعة السيادة ، لاسرائيل السيطرة على اوضاعها الامنية ، وعلى علاقتها الخارجية ، وعلى حدودها وعلى كل ما من شأنه تهديد أمن اسرائيل .
§ مع العلم بان القدس الموحدة ستظل دائما عاصمة لاسرائيل ، و ان المستوطنات باقية . وانه لا عودة لاى فلسطينى الى اسرائيل اليهودية .
* * *
خلاصة الرواية الصهيونية اذن : ان اتفاقيات اوسلو هى بالاساس اتفاقيات امنية لخدمة امن اسرائيل ، مع بعض الاستحقاقات الفلسطينية المحدودة و المشروطة و المؤجلة ، والتى لن تصل ابدا الى دولة ذات سيادة .
* * * * *
أين الحقيقة بين الروايتين ؟
لا شك ان الرواية الصهيونية هى الاكثر تطابقا مع النصوص ومع الواقع :
§ فقراءة نصوص اتفاقية اوسلو واخواتها ، وخطاب اعتراف منظمة التحرير باسرائيل ، وتوصيات مؤتمرات مكافحة الارهاب وعلى الاخص مؤتمر شرم الشيخ 1996 ، و اتفاقات شرم الشيخ 2000 ، والقاهرة 2001 ، و خطة ميتشل 2001 ، ووثيقة تينت 2002 ، وخريطة الطريق 2003 ، وخطاب التطمينات الامريكى 2004 ، والاتفاقيات الامنية الامريكية الاسرائيلية المتعددة ، و التصريحات المتكررة للرؤساء الامريكيين بما فيهم أوباما ، وشروط الرباعية ، واتفاقية فيلادلفيا بين مصر واسرائيل 2005 ، واتفاقيات المعابر وغيرها . نقول اى قراءة فى كل هذه النصوص والوثائق سترصد ملمحين رئيسيين متلازمين :
1) الملمح الاول هو تحديد شديد الدقة لطبيعة الالتزامات الامنية للسلطة الفلسطينية ضد ما اسموه بالارهاب والارهابيين ، من حيث المهام و الشراكة والتنسيق مع اسرائيل ، وبرامج وجداول التنفيذ ، و التدريب للعناصر الامنية الفلسطينية وكيفية تمويلها ... الخ . مع المتابعة والرقابة والحساب العسير عند التقصير .
2) اما الملمح الثانى فهو تعويم وتمييع وابهام لكل ما يتعلق بقضايا الحل النهائى ، حول الدولة الفلسطينية من حيث المفهوم والسيادة اوالمستوطنات والقدس والحدود والمعابر واللاجئين و المياه ..الخ
§ اما على المستوى العملى وعلى ارض الواقع فان السياسات الصهيوينة تؤكد كل اليوم اننا بصدد تسوية امنية من أجل اسرائيل وليس تسوية سياسية من أجل الفلسطينيين : فالمستوطنات والجدار العازل وحواجز الطرق وتصفية واغتيال قادة المقاومة ، و 11 الف معتقل داخل السجون الاسرائيلية ، والتهويد النشيط للقدس ، والتعاون الصهيونى الفلسطينى المصرى لغلق المعابر وفرض الحصار على غزة ، واخيرا وليس آخرا العدوان الاجرامى الاخير على غزة فى يناير الماضى . كل ذلك وغيره هو تطبيق وتفعيل لاستراتيجية امنية صهيوينة واضحة ومحددة الاهداف والمعالم والادوات بتعاون وتوظيف كامل لاجهزة السلطة الفلسطينية و جماعة أوسلو .
§ وفى المقابل لم يتم اى انسحاب فعلى للقوات الصهيوينة من الاراضى المحتلة عام 1967 تفعيلا لاتفاقيات التسوية .، ما عدا انسحابها من غزة عام 2005 تحت ضغط المقاومة الفلسطينية ، وليس تنفيذا لاستحقاقات السلام .
اما ما تم فى المرحلة الاولى 1993 ــ 2000 فلم يكن اكثر من اعادة انتشار وتوزيع للقوات الصهيوينة ، و هو ما ثبت لاحقا عدم جدواه وجديته ، فالضفة الغربية لا تزال سداح مداح لهذه القوات ، تقتحمها متى شاءت لتعتقل وتقتل وتدمر و تنسحب لتعود مرات أخرى .
* * * * *
أما بعد :
§ فإنه قد آن الاوان للتحرر من اتفاقيات اوسلو ، فـ 16 عاما من الفشل والفتنة والانقسام واضاعة الوقت والجرى وراء الاوهام ، والتحالف مع العدو والتخديم على أمنه ، واضفاء الشرعية على ما يقوم به من عمليات قتل وإغتيال واعتقال لاهالينا و شهدائنا باسم السلام والتسوية ، و تضليل الراى العام الفلسطينى والعربى والعالمى . نقول 16 عاما من كل ذلك تكفى وتزيد . وهى سنوات ضاعت بلا ثمن وبلا مقابل : فاسرائيل لن تعطيكم شيئا ، وان فعلت فستعطيكم مسخ كيان فلسطينى خاضع وتابع ، يستمد بقاءه ووجوده من فتات ما تجود به اسرائيل . وما ستعطيه ونقبله الآن سيكون آخر المطاف لعقود طويلة وربما للابد . فترتيبات الحرب العالمية الاولى للوطن العربى من تقسيم وتجزئة ، ما زالت قائمة حتى الآن .
§ وفشل التسوية كان واضحا منذ البداية ، ولكنه تجلى للجميع بعد العدوان الأخير على غزة . فمنذ تلك اللحظة كان يتوجب على الجميع الانسحاب الفورى من مشروعات التسوية مع العدو : سواء أوسلو او كامب ديفيد او وادى عربة ، او مبادرة السلام العربية .
§ والعودة مرة أخرى الى الطريق الواضح الفطرى البسيط ، الذى سلكته وتسلكه كل الامم المحترمة ، وهو طريق تحرير كامل التراب الوطنى بالمقاومة والكفاح المسلح ، وعدم التنازل عن شبر واحد من ارض الاجداد والآباء والأحفاد ، مهما اختلت موازين القوى .
§ وهو طريق شاق وطويل ولكنه يظل الممكن الوحيد .
* * * * * * * *
القاهرة فى 18 يونيو 2009
التسميات: فلسطين حبيبتى
قصة أصغر أسير في العالم يقبع في سجن إسرائيلي

إبراهيم عمر - الجزيرة توك - غزة
في سجن إسرائيلي بائس وظروف نفسية وصحية بالغة السوء، يعيش الطفل الفلسطيني "يوسف
الزق" منذ تسعة أشهر، برفقة والدته الأسيرة "فاطمة الزق"، المعتقلة منذ ستة عشر شهرا،
وضعت خلالها يوسف ليظل ملازما لها منذ الولادة، بينما لا يكاد أحد في هذا العالم يذكر تلك المأساة
التي حولت الأم إلى أسيرة لمجرد أن الجيش الإسرائيلي اشتبه بنيتها تنفيذ عملية فدائية، والطفل
إلى أصغر سجين في العالم، وقد تفتحت عيناه على هذا المكان، الذي يمثل عنوانا للقهر والظلم،
ويرزح خلف قضبانه أكثر من 11600 أسير فلسطيني، في وقت ينشغل العالم بعربه وعجمه بجندي
إسرائيلي أسرته المقاومة الفلسطينية بينما كان فوق دبابته على تخوم غزة..
لعل ذاكرة يوسف الهشة لن تستطع تسجيل اللحظات التي يعيشها خلف قضبان السجن، إلا أن تلك
الصور التي تم التقاطها بواسطة هاتف محمول وسربت إلى الخارج، ستكون خير معين له فيما بعد
ليعرف مدى المعاناة التي لازمته منذ أن خرج إلى هذا العالم، وزادت من أوجاع والدته التي لم
تفارقها السلاسل الحديدية حتى في لحظات الولادة.
قصة يوسف بدأت وهو لا يزال جنينا بشهره الثاني، في رحم أمه، التي اعتقلت في الثالث والعشرين
من مايو (أيار) 2007، على حاجز "إيرز" الذي يفصل بين قطاع غزة والدولة العبرية، حيث كانت
ترافق ابنة شقيقتها التي أرادت العلاج خارج غزة، إلا أن جنود الاحتلال اعتقلوهما معا، ووجهت
لهما تهمة التخطيط لتنفيذ عملية فدائية، ومنذ ذلك الحين لم تبرحا السجن شأنهما شأن 60 أسيرة
فلسطينية أخرى، يعشن ظروفا صعبة، وإجراءات لا تنتهي من الإذلال وامتهان الكرامة، وسط
صمت مخجل من عالم فقد كل سمات الإنسانية.

يوسف ورغم الابتسامة الجميلة التي رسمت على وجهه الصغير، عانى ولا يزال من ظروفا صعبة
جراء وجوده في سجن لا يصلح لأن يكون مأوى للبشر، وتحيط به الأسوار الإسمنتية العالية من كل
جانب لتحرمه حتى من الهواء النقي، فيما تنخر جسده النحيل ومن معه في السجن الرطوبة وبرودة
الطقس، ويحظر على أشعة الشمس التسلل إلى حيث يعيش، بانتظار ذلك اليوم الذي يولد فيه من
جديد ليخرج إلى عالمه الحقيقي الذي يعيش بدوره مرارة الحصار، لكن بطعم وشكل مختلفين

أما والدة يوسف التي ينتظرها خارج السجن أبناء آخرين، وزوج حرموا من زيارتها منذ أن
اعتقلت، فلم تشفع لها نداءاتها ورسائلها المتكررة إلى "ضمير العالم" فتجاهلها الجميع، ولم
يتعاطف معها ذلك العالم، رغم أن كل ما تريده هو أن يُسمح لها برؤية أبنائها، ويُسمح ليوسف
برؤية والده الذي حرم منه ولم يتسنى له بعد سماع صوته.


التسميات: من داخل فلسطين
فلسطين والمشروع الصهيونى - صهاينة وفلسطينيون ضد فلسطين
0 التعليقات مرسلة بواسطة أسماء - فلسطين للأبد في 11:30 م
نتناول اليوم ما ورد عن الساحة الفلسطينية فى محاضرة آفى ديختر وزير الامن الصهيونى 4 سبتمبر 2008 . وكنا قد تناولنا من قبل ساحات مصر والسودان والعراق ولبنان وسوريا .
والحقيقة انه فيما يتعلق بفلسطين ، فاننا لا نحتاج الى تتبع محاضرات او تصريحات ايا من القادة الصهاينة ، لاستشراف استراتيجياتهم هناك ، فهم يمارسونها ويطبقونها عمليا كل يوم . ودماء 1500 شهيد واكثر من 5000 جريح فى العدوان الاخير على غزة يناير 2009 ، هى ابلغ من اى محاضرة هنا او هناك. ولكن يظل من المفيد دائما ان نسلح انفسنا باى نصوص موثقة نستطيع ان نتحصل عليها .
وعليه فان اهم ما ورد فى المحاضرة بشان الساحة الفلسطينية ما يلى :
§ ان اسرائيل تستخدم كل الخيارات المتاحة والتى ياتى على راسها خيارين اساسيين هما خيار القوة العسكرية ، وخيار زرع الاضطراب و الصراع فى مناطق السلطة الفلسطينية .
§ اما عن خيار القوة فلقد استخدمته اسرائيل على اوسع نطاق ضد قطاع غزة وبمستوى اقل فى الضفة الغربية
§ وان الحرب تعزز الامن القومى لاسرائيل ، واستمرارها ضرورى لتقليص الطموح الفلسطينى واضعاف ارادة الفلسطينيين حتى تتواضع مطالبهم .
§ اما عن الخيار الآخر وهو زرع الاختلال والصراع فى مناطق السلطة بين حماس والجهاد من ناحية وبين السلطة الفلسطينية ، فلقد كان لاسرائيل دورا مهما وحاسما فيه ، فهو يحقق مصلحتها من الدرجة الاولى
§ ساعدها على ذلك حالة العداء المستحكم لدى قادة المؤسسات الامنية الفلسطينية مثل دحلان وجون والطبراوى وآخرين ضد قيادات حماس والجهاد
§ ولقد شاركت اسرائيل الاجهزة الفلسطسنية وخاصة جهاز الامن الوقائى فى اعداد حملات الملاحقة والاعتقال ضد من اسماهم بالمنظمات الارهابية.
§ وكان هناك تعاون على اوسع نطاق من محمد دحلان وجبريل الرجوب .
§ ولقد اسفرت هذه الحملات على افشال مئات العمليات ( التخريبية ) واعتقال العشرات من القيادات الفلسطينية ، وتصفية قيادات هامة مثل المهندس عياش وعبد العزيز الرنتيسى والشيخ ياسين وابو شنب وابو على مصطفى وغيرهم .
§ ولقد قامت اسرائيل ببلورة خيار الحسم لدى القيادات الامنية والسياسية فى السلطة الفلسطينية .
§ وقامت اسرائيل بتامين الدعم المالى واللوجيستى لتيار الحسم من الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبى
§ وقامت بتشكيل ائتلاف دولى ، بل واقليمى ايضا لصالح خيار الحسم
§ وان هناك فى الوطن العربى نفسه من يدعم هذا الخيار .
§ وان اسرائيل حذرت السلطة الفلسطينية من ان المصالحة مع حركة حماس ، ستفقدها الكثير .
* * * * *
نص المحاضرة :
تحدث ديختر عن أن إسرائيل ستعتمد أسلوب المراوحة بين خيار القوة وخيار إنتاج الفوضى والإضطراب والصراع مؤكدا أن إسرائيل استخدمت كل الخيارات .
خيار القوة جرى استخدامه على كافة المستويات الدنيا والوسطى والعليا ضد قطاع غزة ومستوى أقل فى الضفة الغربية .
خيار زرع الإختلال فى مناطق السلطة : ووفقا لاعترافات ديختر وبناء على وبناء على معايشته للعلاقة الإسرائيلية الفلسطينية كرئيس لجهاز الأمن العام " الشاباك " ثم وزيرا للأمن الداخلى كانت مهمته تركز على تعميق فجوة الصراع بين من أسماها المنظمات الإرهابية بعضها مع بعض وبينها وبين السلطة التى ولدت فى أيار 1993 .
نطق ديختر بإعترافات خطيرة عندما أفصح عن أنه كان يشارك فى إعداد الحملات والملاحقات من قبل الأجهزة الأمنية وخاصة جهاز الأمن الوقائى ضد من أسماها المنظمات الإرهابية وأنه وجد تعاونا على أوسع نطاق من محمد دحلان وجبريل رجوب .
وصرح بأن هذه الحملات أدت إلى إفشال مئات العمليات ـ التخريبية ـ وفى اعتقال عشرات العناصر من قيادات وكوادر تلك المنظمات والمساعدة فى وصول اليد الإسرائيلية الى قيادات هامة مثل المهندس عياش وعبد العزيز الرنتيسى والشيخ ياسين وأبو شنب وأبو على مصطفى وغيرهم ..
خيار تعميق الصراع فى الساحة الفلسطينية : يتباهى ديختر بأن الصراع الذي دارت رحاه بين حركتى حماس وفتح ومازال كان نتاج سياسة إسرائيلية لتعميق الصراع فى السلطة الفلسطينية . هنا أيضا لم ينكر أن دوره كان مهما وحاسما . نجاح هذا الدور أرجعه ديختر إلى الأسباب التالية :
1. ما لمسه من عداء مستحكم لدى قادة المؤسسة الأمنية التابعة للسلطة محمد دحلان وجون والطبراوى وكذلك قيادات من قبل السلطة وحركة فتح وعلى الأخص بعد رحيل عرفات ضد قيادات حماس والجهاد الإسلامى .
2. توليد حالة من الشك والخوف لدى قيادات فى الأجهزة الأمنية وحركة فتح والسلطة حيال حركة حماس وتصويرها بأنها خطر داهم عليهم لابد من مواجهته وقمعه .
3. بلورة خيار الحسم لدى القيادات الأمنية وحتى القيادات السياسية العليا فى مؤسسة الرئاسة بعد تولى محمود عباس الرئاسة خلفا لعرفات .
4. تأمين الدعم المالى واللوجستى والسياسى للتيار الذي يمتلك خيار الحسم فى الأجهزة الأمنية من عدة مصادر من الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبى وتشكيل إئتلاف دولى وإقليمى لصالح خيار الحسم .
ديختر قال بالحرف الواحد لابد أن نعرف أن هذا الخيار حقق نتائج ضئيلة فى يهودا والسامرة الضفة الغربية ولكنه لم يحقق هدف الحسم الكلى .
ويقول أيضا ( أن هذا الخيار وكذلك حيازة القوة يجب أن يتواصلا لتغيير البيئة فى قطاع غزة لأن هذا التغيير سوف يكشف مزيدا من الداعمين حتى فى العالم العربى ) .
الحرب فى الساحة الفلسطينية تندرج ضمن العوامل المعززة للأمن القومى لإسرائيل واستمرارها هو أحد ضرورات القدرة الإسرائيلية على تقليص الطموح الفلسطينى وإضعاف إرادة الفلسطينيين حتى تتواضع مطالبهم .
كل الخيارات يجب أن تكون مفتوحة وجاهزة ( القوة العسكرية ) . ويجب الإبقاء على جذوة الخلاف والنزاع ملتهبة بين الفلسطينيين بعد أن حققت نتائج مهمة . وقال ديختر : إن هذا النزاع وهذا الخلاف يحقق مصلحة إسرائيلية من الدرجة الأولى وهذا ما حرصت القيادة السياسية والأمنية الإسرائيلية على حث قيادة السلطة وتحذيرها من المصالحة مع حركة حماس لأنها ستفتقد الكثير من وجهة نظره بقاء الصراع على الساحة الفلسطينية تسهم فى تجديد المسارات المستقبلية لمعادلة النزاع الإسرائيلى الفلسطينى لصالحنا .
وخلص فى حديثه عن هذه الخيارات الإسرائيلية الى التأكيد بأن عملية الإستقطاب الفلسطينى ستشتد وتتفاقم فى ظل توافق دولى وإقليمى على أن هذا الإستقطاب لا يحسم إلا إذا حسمت السلطة صراعها مع خصمها حركة حماس .
* * * * *
القاهرة فى 4 يونيو 2009
التسميات: نحن وإسرائيل
تحت شعار وقود' خال من الإرهاب '
محطات وقود أمريكية تبدأ حملة لمقاطعة النفط العربي
واشنطن-وكالة أمريكا إن أرابيك
أعلن أمريكيون مناهضون للعرب والمسلمين وداعمون لإسرائيل عن انشاء أول محطة في أمريكا على الإطلاق لا تبيع النفط العربي وعن حملة تدعو إلى إنشاء المزيد من محطات وقود السيارات لا تبيع ولا تستفيد من النفط القادم من الدول العربية، وتحمل عنوان 'نفط خال من الإرهاب'..
وتقول الحملة عن أهدافها إنها تكرس جهودها 'لتشجيع الأمريكيين على شراء الوقود القادم من دول لا تقوم بتصدير الإرهاب أو تمويله'، مضيفة أنها تقوم 'بتثقيف الشعب الأمريكي من خلال دعم الشركات التي تمتلك إمدادات
من النفط الخام في دول خارج منطقة الشرق الأوسط،
ومن خلال كشف الشركات التي لا تقوم بهذا'.
كما تسعى الحملة ـ حسبما يقول على موقعها ـ إلى خلق جدل صحي فيما يتعلق بإيجاد أساليب بديلة لإنتاج الوقود واستهلاكه. هذا وقد خصص تلفزيون 'إن بي سي' خبرا عن محطة الوقود، واستضافت الناشط الأمريكي جو كوفمان المعروف بولائه لإسرائيل، والذي تحدث عن حملته ضد النفط العربي، وقال إن حملته تلقى نجاحا في أوساط الأمريكيين العاديين الذين لا يريدون أن تذهب أموالهم إلى الدول العربية الخليجية المنتجة للنفط .
وقال كوفمان أن هناك أمريكيون يقودون سياراتهم لمسافات
قد تبلغ 20 ميلا من أجل شراء الوقود من هذه المحطة
تفاديا لدفع أموالهم في نفط يأتي من الدول العربية أو الإسلامية.
و قولوا ما نقدر نستغني عن ماكدونالدز و ستاربكس ..؟؟..
التسميات: نحن والعالم
تحكمت فينا ثقافة وعاطفة ربات البيوت واستقبلنا الخطاب علي طريقة «والله دا راجل طيب، ده أنا حبيته، شفتيه وهو بيقرا قرآن كان عسل»!!طالما الحكاية كده والنخبة المصرية تعاملت بثقافة ربات البيوت مع باراك أوباما حيث انبهروا به حين نطق باللغة العربية جملة: «السلام عليكم» وطالما مجموعة البكوات الذين جلسوا أمام خطاب أوباما وهتف أحدهم له: (I love you obama) (أنا أحبك يا أوباما) وكأنه النسخة السوداء من بطل مسلسل «الجريء والجميلات» وهناك عدد لا بأس به من محللي البرامج التليفزيونية الذين يذيعون ضحالتهم بمنتهي الفخر اعتبروا أن أوباما فعل ما لم يفعله الأوائل وأنه أثبت احترامه للدين الإسلامي، وقد أشاد أحدهم بأن أوباما خلع حذاءه «نعليه» في مسجد السلطان حسن وكأنها «مكرمة» من أوباما وكأننا كنا سنسمح له مثلاً بألا يخلع حذاءه في الجامع؛ لكن هذه الإشادة بخلع الحذاء جزء طبيعي من غياب العقل الذي كان حاضرًا في الرحلة كلها (!!) وكنت قد تلقيت رسائل وسمعت شيوخًا من الساسة العرب يقولون الرأي المشين والمهين نفسه وأن أوباما لو رشح نفسه في أي دولة عربية فسيحصل علي الأغلبية.
التسميات: نحن وأمريكا
لماذا لم يلق ِ الجمهور الدباديب على أوباما.. بالمرة؟!
0 التعليقات مرسلة بواسطة أسماء - فلسطين للأبد في 10:40 مالتسميات: نحن وأمريكا
محمد سيف الدولة
بعد مصر والسودان والعراق ولبنان ، نتناول اليوم ما جاء فى محاضرة آفى ديختر وزير الامن الصهيوينى عن سوريا ، وهى المحاضرة التى القاها يوم 4 سبتمبر الماضى 2008 بمعهد الامن القومى الاسرائيلى والتى كان اهم ما جاء بها ما يلى :
§ ان المفاوضات الاسرائيلية مع سوريا لا تتم بهدف السلام وانما بهدف فك الارتباط بينها وبين وايران وحزب الله.
§ وان هذه المفاوضات من وجهة نظره ، بلا محتوى وبلا مضمون وأن اولمرت أقدم عليها مدفوعا باعتبارات سياسية تعنيه هو أكثر مما تعنى إسرائيل
§ و ان الاسرائليين يشكون فى نوايا سوريا السلمية فهى تسعى طول الوقت لتعظيم قدراتها العسكرية وتكديس منظومات اسلحة متطورة فى مواجهة اسرائيل
§ وان السلام ليس خيار سوريا الاستراتيجى ، وإنما هو خيار تكتيكى لتحقيق فوائد سياسية هى فك العزلة والعودة الى الحظيرة الدولية .
§ وان لاسرائيل ثلاثة خيارات فى التعامل مع سوريا :
الخيار الاول : وهو الخيار السائد لدى قطاع كبير من القادة الاسرائيليين و هو استخدام القوة العسكرية ضد سوريا فى حالة توفر واحد او اكثر من الحالات الاتية:
1) إذا واصلت بناء قدرتها العسكرية فى نطاق تعظيم هذه القدرات خارج الاحتياجات والضرورات الدفاعية .
2) إذا بقيت عند مستوى تحالفها مع إيران
3) ان احتفظت بعلاقاتها وتحالفها مع حزب الله واستمرت فى إيصال الأسلحة إليه .
4) ان استمرت فى دعمها للمنظمات الفلسطينية الراديكالية وتوفير المأوى والرعاية لقيادتها فى دمشق خاصة حماس والجهاد الاسلامى .
§ وان سوريا الان تحت المراقبة والرصد والمتابعة ، بحيث انه اذا ثبت انها تعظم من قدراتها العسكرية ، فلابد ان توجه اليها ضربة عسكرية اسرائيلية استباقية
§ كما يجب ان توجه اسرائيل لها تحذيرات عملية بهذا الشأن
§ ولقد كادت اسرائيل ان تلجأ الى هذا الخيار عام 2007ولكنها تراجعت فى اللحظة الاخيرة لاعتبارات لم يحن الوقت للحديث عنها .
ثانيا ــ الخيار الثانى : وهو ما اسماه باستراتيجية شد الاطراف ، المقصود بها الضغط على سوريا من خلال دول الجوار الحليفة لاسرائيل .
§ ولقد كانت تركيا هى التى تقوم بهذا الدور منذ الخمسينات ، الا انه بعد التحولات الاخيرة هناك ، وصعود حزب العدالة والتنمية ، تغيرت السياسة التركية تجاه سوريا واصبح بينهما علاقة ممتازة
§ ويمكن تعويض ذلك من خلال الاكراد ، فالكيان الكردى الوليد يمكن ان يقوم بهذا الدور
§ وان اسرائيل منذ 5 سنوات وهى تستخدم كل المحفزات من اجل ان يكون الاكراد اداة اضعاف وارباك للسوريين
§ ولقد سبق للاكراد ان قاموا بهذا الدور من قبل ، بتوظيف من ايران الشاه ، وايضا ايران الاسلامية اثناء الحرب العراقية الايرانية
§ وان ثقة اسرائيل فى الاعتماد على الاكراد فى هذا الشأن ، تنبع من ان القيادة الكردية ذات العلاقات التاريخية مع اسرائيل تدرك بعمق اهمية الشراكة الشاملة مع اسرائيل
§ وفى اطاراستراتيجية شد الاطراف ذاتها ، فان اسرائيل وبالتعاون مع الولايات المتحدة ، تستخدم الساحة اللبنانية فى الضغط على سوريا . فلاسرائيل وامريكا هناك اصدقاء وحلفاء على استعداد للتحالف مع الشيطان للتخلص من التهديد السورى ومن حزب الله
§ وان الوصول الى الساحة السورية ليست عملية مستحيلة أو شاقة ، بسبب وجود منافذ عديدة للولوج الى داخلها مثل الأردن والعراق و منطقة كردستان و لبنان . فهذه كلها فجوات نحن نعمل على استثمارها فى نطاق استراتيجية شد الأطراف تجاه سوريا إذ لم يتغير النظام ويعدل سلوكه .
ثالثا ـ الخيار الصهيونى الثالث فى التعامل مع سوريا ، هو خيار التواصل مع المعارضة السورية فى الخارج وفى الداخل ، على الوجه الذى حدث بنجاح من قبل مع المعارضة العراقية
§ فلقد قدمت اسرائيل دعما كبيرا للمعارضة العراقية ، ففتحت لهم ابواب الادارة الامريكية والكونجرس ووكالة الاستخبارات الامريكية . و ضمنت لهم دعما امريكيا سياسيا واعلاميا . كما قامت بتدريب بعض عناصرهم على عمليات عسكرية داخل العراق
§ وليس العراق فقط ، فاسرائيل اقامت علاقات مع قوى معارضة ايضا فى السودان ولبنان .
* * * * *
نص المحاضرة
فى حدبثه عن الحركة الإستراتيجية الإسرائيلية باتجاه الساحة السورية خلا الحديث عن الجهود الإسرائيلية للتوصل الى سلام مع سوريا , لوحظ أن المفاوضات غير المباشرة مع سوريا لم تحتل مساحة فى هذا الحديث سوى بضع عبارات هى أن رئيس الوزراء ( أولمرت ) رأى من وجهة نظره أن يجرب أسلوب المفاوضات كأحد الخيارات للتعاطى بأكثر فاعليه مع تحديات إيران وحزب الله الخطيرة , هذا عندما قال : " أن ( أولمرت ) يعتبر المفاوضات مع سوريا وسيلة لخدمة خيارات إسرائيلية فى التعامل مع كل من إيران وحزب الله ".
ومن وجهة نظره فإن هذه الوسيلة لم تثبت فاعليتها , فمن الواضح أن سوريا لم تبد حتى الآن عمليا وبعيدا عن الحالة المصرية أو الأردنية ـ نهج يحقق السلام وإقامة العلاقات الشاملة بين إسرائيل وسوريا .
الشكوك حول نوايا سوريا ورغبتها فى تحقيق السلام تزداد يوما بعد يوم وبعد عقد أربع جولات من المفاوضات مع السوريين فى تركيا , غالبية الشكوك هى حول جهود السوريين تعظيم قدراتهم العسكرية عن طريق نكدس منظومات أسلحة متطورة فى مواجهة اسرائيل .
هنا راح ( ديختر )يتساءل : " هل زيارة الرئيس السورى بشار الأسد لموسكو هى لأجل السلام أم لأجل الحرب ؟ ".
الإجابة نجدها فى طلب الرئيس السورى أسلحة متطورة صواريخ أكثر قدرة على الإضرار بإسرائيل والفتك بها , صواريخ أبعد مدى وأكثر دقة , منظومات دفاع جوى لتحييد السلاح الجوى الإسرائيلى , قواعد عسكرية روسية ومنظومات إنذار مبكر .
ويستطرد : " قائمة طموح كبيرة وكثيرة لدى السوريين لتعزيز قدراتهم العسكرية التقليدية وغير التقليدية , ولكن إذا كانت سوريا تريد السلام فلماذا إقتناء هذه الأسلحة وضد من ستستخدم ؟."
أما من وجهة نظرى الشخصية لا يمكن أن يعول على التصريحات السورية عن وجود رغبة قوية لدى القيادة السورية لإنهاء الحرب مع إسرائيل وتبادل العلاقات معها .
هناك أيضا وجه آخر لازدواجية السياسة السورية يدحض كل المزاعم السورية عن السلام والحرص عليه . هذا الوجه هو استكمال لعملية تعظيم القدرة العسكرية السورية وللإستراتيجية السورية فى التعامل مع إسرائيل على الصعيد الفعلى بأسلوب المواجهة .
استمرار بل وتعزيز وتوثيق علاقة التحالف مع حزب الله وهو ما يحرص الرئيس السورى على تأكيده فى الآونة الأخيرة دليل آخر على أن السلام هو ليس خيار سوريا الاستراتيجى وإنما هو خيار تكتيكى لتحقيق فوائد سياسية فك العزلة والعودة الى الحظيرة الدولية .
فى مقارنته عن التعاطى مع الساحة السورية عبر ( ديختر ) عن عدة خيارات :
ـ خيار استخدام القوة العسكرية : شدد فى هذا الأمر على أن هذا الخيار يظل مطروحا ومقبولا بل وضروريا فى الحالات التاليه :
· إذا واصلت سوريا بناء قدرتها العسكرية فى نطاق تعظيم هذه القدرات خارج الاحتياجات والضرورات الدفاعية .
· إذا بقيت سوريا عند مستوى تحالفها مع إيران لأن استمرار هذا التحالف يرتب على سوريا واجبات مثل إسناد إيران إذا عوقبت عسكريا على خلفية برنامجها النووى من جانب إسرائيل والولايات المتحدة . ولم يستبعد ( ديختر ) إحتمال أن تقف سوريا الى جانب إيران فى حالة بقاء إيران قادرة ومالكة للقدرة على الرد .
· احتفاظ سوريا بعلاقاتها وتحالفها مع حزب الله والاستمرار فى إيصال الأسلحة إليه , مثل هذا الموقف لا يجب السكوت عنه . عير سوريا تلقى حزب الله أكثر من 30 ألف صاروخ بمديات مختلفة لتهديد الجبهة الداخلية الإسرائيلية , هذا عمل عدوانى وإسرائيل مضطرة أن ترد عليه برد فعل يتناسب مع خطورة الموقف السورى .
· دعم سوريا للمنظمات الفلسطينية الراديكالية وتوفير المأوى والرعاية لقيادتها فى دمشق .
هذه الأسباب منفردة ومجتمعة تنتج حالة حرب مع إسرائيل وليس أجواء سلمية .
هل من المنطق والحكمة والفعالية أن نضع رؤسنا فى الرمال كالنعامة ونغفل رؤية هذا المشهد العدوانى والمنافى لأبسط قواعد السلام ؟.
( ديختر ) قدم نفسه خلال هذه الندوة على أنه أحد الذين عارضوا مبادرة أولمرت إجراء مفاوضات مع السوريين بشكل مباشر وبرر هذه المعارضة بوجود شكوك قوية لديه حول عدم جدية الموقف السورى والمفاوضات .
هذه المفاوضات من وجهة نظره بلا محتوى وبلا مضمون وأن رئيس الوزراء أقدم عليها مدفوعا باعتبارات سياسية تعنيه هو أكثر مما تعنى إسرائيل . وجهة النظر التى عبر عنها حيال استخدام القوة هى ليست وجهة نظر فردية أو شخصية بل هى سائدة لدى قطاع عريض من القيادة السياسية والعسكرية .
وجهة النظر هذه تتعلق بضرورة إخضاع سوريا للمراقبة والرصد والمتابعة من أجل إستخلاص التقييم الصائب والسديد .
فإذا جاء هذا التقييم أن سوريا تعظم قدرتها العسكرية لغرض ضد إسرائيل فعليها أن تبادر بلا تردد الى توجيه الضربة الاستباقية لعرقلة الاستعدادات العسكرية السورية .
على صعيد ما يمكن أن تقوم به إسرائيل عبر استخدام هذا الخيار , توجيه تحذير قوى الى سوريا بأنها لن تكون بمنأى من عمل عسكرى إسرائيلى , هذا التحذير لا يجب أن يقتصر على تصريحات القيادات السياسية والعسكرية بل من خلال رسائل عملية وحركة مستمرة للجيش الإسرائيلى فى الجولان وتدريبات وتمرينات .
يجب أن يتضمن التحذير أيضا تهديد سوريا بعدم التدخل إذا ما بادر جيش الدفاع الإسرائيلى الى شن عملية عسكرية ضد حزب الله . استخدام هذا الخيار كان سيصبح واقعا عمليا خلال عام 2007 أو أكثر من مرة لكنه أوقف فى اللحظة الأخيرة لاعتبارات لم يحن الوقت للحديث عنها .
خيارات أخرى : لدينا خيارات أخرى منها استراتيجية شد الأطراف وإن فقدت هذه الاستراتيجية أركانا مهمة كانت ترتكز عليها عندما بلورت فى الخمسينات من القرن الماضى , فقدت الركن التركى الذي كان دائما عاملا مهما فى ممارسة استراتيجية شد الأطراف تجاه سوريا .
تركيا الآن على علاقة جيدة بل وممتازة مع سوريا , هذا التحول من السياسة التركية تجاه سوريا نجم عن تحولات سياسية داخل تركيا منها فوز العدالة والتنمية فوزا كاسحا ووضعه على رأس السلطتين التشريعية والتنفيذية .
ولكن إلى جانب خسارة هذا الركن ثمة فرصة لتعويضه بركن آخر وإن أقل كفاءة وفاعلية , العامل الجديد هو وجود الحكم الذاتى أو الإقليم الكردى فى شمال العراق الذي أصبح دولة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ,إسرائيل إدراكا منها لأهمية وجود هذا الكيان أو إن شئنا هذه الدولة , تستخدم منذ خمسة أعوام كل المحفزات من أجل أن يكون هذا الإقليم منطلقا لممارسة استراتيجية شد الأطراف مع سوريا أى أن يكون قادرا ومستعدا فى ذات الوقت على لعب دور تركيا فى السابق , هذا الإدراك لدى القيادة السياسية لا ينطلق من فراغ بل من أسس راسخة بأن القيادة الكردية التى لها علاقات تاريخية مع إسرائيل تدرك بعمق حيوية وأهمية شراكة شاملة مع إسرائيل لأنه يتعذر عليها إقامة شراكة مع الدول التى تحيط بالمنطقة الكردية من كافة الإتجاهات . هذه الشراكة مبنية فى الأصل على مفهوم المصالح أى تبادل الدعم وتبادل المصالح .
من أهم التساؤلات الأمنية المثارة فى هذا الإطار هل بإمكان الأكراد أن تكون لهم لهم بذور فى الضغط على سوريا فى نطاق استراتيجية شد الأطراف تجاه سوريا ؟.
فى الحقيقة يجب أن نؤكد أن ذلك يتوقف على تطور الأوضاع فى العراق وبقاء القوات الأمريكية .
لا يجب أن ننسى أن الأكراد إذ قاموا بهذا الدور على أحسن وجه ولكن فى نطاق توظيفهم من قبل إيران فى عهد الشاه وحتى فى عهد النظام الإسلامى أثناء الحرب بين إيران والعراق كما استخدموا من قبل تركيا فى إطار نفس الاستراتيجية .
يجب أن نؤكد أنه رغم عدم تناظر قوة الأكراد مع قوة إيران وتركيا فإن ثمة ما يؤكد أن الأكراد فى العراق أصبحوا قوة عسكرية وسياسية واقتصادية , أى أنهم أداة فاعلة وقادرة على أن تتجاوز عند استخدامها أداة الردع الى أداة فعل وأداة إضعاف وإرباك للسوريين , هذه الفاعلية مصدرها التقارب والتداخل الجغرافى والديمغرافى لمنطقة شمال العراق مع المنطقة التركية فى سوريا فى الشمال الشرقى .
هناك شيئا ثانيا فى هذا الخصوص : هذا يرتبط بإمكانية توظيف خيارات أخرى للضغط على سوريا , من بين هذه الخيارات الساحة اللبنانية , البيئة اللبنانية زاخرة بالعوامل التى يمكن الإفادة منها لممارسة هذا الضغط من أجل تحقيق الأهداف والمطالب الإسرائيلية وفى ذات الوقت المطالب الأمريكية منها :
· إلغاء التحالف مع إيران .
· قطع الإمدادات والمساعدات الى حزب الله فى لبنان عبر سوريا .
· إغلاق مكاتب المنظمات الفلسطينية التخريبية وعلى الأخص حماس والجهاد الإسلامى .
فوق الساحة اللبنانية هناك حلفاء وأصدقاء للولايات المتحدة ولنا أيضا حلفاء وأصدقاء ولكنهم يجدون حرجا فى الكشف عن العلاقة بإسرائيل والمجاهرة بها : هؤلاء الحلفاء لديهم الحماس والإستعداد للتعاون مع " الشيطان " إذا كان ذلك يخلصهم من التهديد السورى المستمر ومن خلفه حزب الله . نحن لا نضيع الفرصة فى الإفادة من هذا الخيار ولكن بالتعاون مع الولايات المتحدة .
الخيار الثالث الذي نجد فائدة وجدوى فى محاولة استخدامه فى نطاق ممارسة الضغوط على سوريا هو خيار الوصول الى المعارضة السورية فى الخارج وفى الداخل , حيث أثبت هذا الخيار فاعليته على الساحة العراقية . حيث كانت لها علاقات مع المعارضة العراقية ـ عدا الأكراد ـ فى الولايات المتحدة وفى بريطانيا .
نحن ساهمنا فى التأثير لصالحهم داخل الولايات المتحدة والتعامل معهم كخيار يمكن توظيفه لتغيير النظام فى العراق . فتحنا لهم أبواب الإدارة الأمريكية الكونغرس ووكالة الإستخبارات ودوائر أخرى , وضمنا لهم دعما أمريكيا وإعلاميا وسياسيا وكذلك تدريب عناصر تنتمى الى المعارضة على عمليات عسكرية داخل العراق . أقمنا علاقات مع قوى معارضة أخرى فى دول عربية فى السودان وفى لبنان .
المعارضة السورية فى الخارج لها حضور وامتدادات فى الولايات المتحدة وفى بريطانيا وفرنسا وفى الأردن وحتى فى لبنان .
على أية حال نحن نقوم بجهود كثيرة فى هذا المجال لا نستطيع أن نسلط الضوء عليها لأن المصلحة تقتضى أن نبقيها بعيدا عن دائرة الضوء .
يبدو لى أن هذا الخيار ليس خيارا إسرائيليا فقط الولايات المتحدة تعول على هذا الخيار فهى تعمل على تنظيم هذه المعارضة , هذه المعارضة كما فهمنا من خلال اتصالات معها أو من خلال العلاقة بينها وبين الولايات المتحدة تطمح فى تغيير النظام والعودة الى سوريا لتولى زمام الحكم أسوة بنظيرتها المعارضة العراقية .
لم تعد تجد حرجا فى التعاون مع الولايات المتحدة أو مع دول أخرى حتى بما فيها إسرائيل لتحقيق هذا الطموح , هناك سوابق جديرة بالذكر ومناسبة لأن تطبق فى الساحة السورية .
الوصول الى الساحة السورية ليست عملية مستحيلة أو شاقة لوجود منافذ عديدة للولوج الى داخلها , الأردن العراق منطقة كردستان لبنان هذه كلها فجوات نحن نعمل على استثمارها فى نطاق استراتيجية شد الأطراف تجاه سوريا إذ لم يتغير النظام ويعدل سلوكه .
* * * * *
التسميات: نحن وإسرائيل